الأجندة الزراعية

فاكهة الثعبان (السالاك).. الزراعة والفوائد الصحية والاستعمالات

إعداد: د.شكرية المراكشي

الخبير الدولي في الزراعات البديلة ورئيس مجلس إدارة شركة مصر تونس للتنمية الزراعية

في عالم الفواكه الاستوائية الفريدة، تبرز فاكهة الثعبان أو السالاك ككنز نادر يتميز بمذاقها الغامر وقشرتها الغريبة التي تشبه جلد الأفعى. يُعتبر نبات السالاك أحد الكنوز البيولوجية التي تزدهر في المناطق الاستوائية، وهو يقدم تجربة لذيذة لعشاق الفواكه الفريدة.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

تعتبر فاكهة الثعبان جزءا لا يتجزأ من التراث الغني لبعض الدول الآسيوية، حيث انها ليست فقط مصدرا للطعام الشهي بل ورمزا للثقافة والتنوع البيئي. في هذا البحث، سنستكشف عوالم هذه الفاكهة الفريدة، من مكوناتها الغذائية إلى فوائدها الصحية، ونلقي نظرة عن كثب على المحاولات الزراعية لزراعتها والظروف البيئية المثلى لنجاح هذه المهمة.

في هذا العالم من الثقافات الاستوائية الغنية، تبرز بعض الفواكه ككنوز طبيعية ذات طعم فريد وفوائد صحية مذهلة. إحدى هذه الفواكه الغامضة والمثيرة للاهتمام هذه الفاكهة  المعروفة أيضا باسم “السالاك”، حيث تنمو هذه الفاكهة الساحرة في أرجاء الغابات الاستوائية، محاطة بقشرة تشبه جلد الأفعى، ما أعطى لها هذا الاسم الغريب.

لكن … وراء القشرة الغامضة تكمن لذة فريدة وقيم غذائية لافتة. فما قصة هذه الفاكهة؟ وما فوائدها الصحية؟ سنستكشف سويا عالم “فاكهة الثعبان”، حيث يجتمع الغموض بالطعم والفوائد لتقديم تجربة استكشاف فريدة في هذا العالم من الثقافات الاستوائية. انطلق معنا في هذه الرحلة المذهلة لاستكشاف أسرار هذه الفاكهة الفريدة والمثيرة.

الاسم العلمي لها هو Salacca zalacca. يعتبر هذا النوع من الفاكهة مألوفا في بعض المناطق الاستوائية في جنوب شرق آسيا، مثل إندونيسيا.

فاكهة الثعبان صغيرة الحجم ومستديرة الشكل، وقشرتها خارجية قاسية ومقسمة إلى قطاعات تشبه درع الثعبان. اللحم الداخلي للفاكهة أبيض أو أحمر، ويتميز بنكهة حلوة وحمضية في الوقت نفسه.

تُعد فاكهة الثعبان (Salak) غنية بالعديد من العناصر الغذائية مثل الفيتامينات والمعادن والألياف، وتُعتبر خيارا صحيا كفاكهة لتناولها كوجبة خفيفة.

الفاكهة تنتمي إلى جنس النخيل وتعتبر مصدرا جيدا للفيتامينات والمعادن مثل فيتامين C والبوتاسيوم. اللحم الداخلي لفاكهة السالاك  يكون حلوا وحمضيا في الوقت نفسه، وله قوام مميز. يمكن تناولها كوجبة خفيفة صحية ومنعشة.

تمتاز ثمار فاكهة الثعبان برائحة فواحة تشبه رائحة زهور الياسمين، وتقدم تجربة طعام فريدة مع مزيج من نكهات الأناناس، الموز، والإجاص. تتميز الثمار بحجم صغير، واللب الداخلي لها يتميز بقوام مقرمش يشبه لب التفاح، مع وجود بذرة في المنتصف لا تأكل.

تتوفر عدة أصناف من فاكهة الثعبان، ورغم أنها تختلف قليلا في المذاق، إلا أن الفروق الرئيسية تكمن في التفاصيل الدقيقة للطعم.

القيمة الغذائية لفاكهة الثعبان أو السالاك تعتمد على مكونات الفاكهة وتركيبتها الغذائية. عموما، تقدم فاكهة السالاك العديد من العناصر الغذائية الهامة، ولكن يمكن أن تختلف هذه القيم بين الأنواع المختلفة وحسب الظروف المحيطة بنمو الفاكهة.

العناصر الغذائية في فاكهة الثعبان

1ـ السعرات الحرارية معتدلة

ـ تحتوي فاكهة السالاك عادة على كمية معتدلة من السعرات الحرارية، وهي تعتبر وجبة خفيفة منخفضة السعرات الحرارية. فهي  تحتوي على معدل منخفض للسعرات الحرارية في المقارنة مع بعض الفواكه الأخرى. هذا يعني تضمينها في نظام غذائي منخفض السعرات الحرارية بشكل فعال. كما يمكن تناولها بين الوجبات الرئيسية أو كوجبة خفيفة لتلبية الشهية.

ـ بالإضافة إلى كونها منخفضة في السعرات الحرارية، تحتوي فاكهة السالاك على فيتامينات ومعادن هامة مثل فيتامين C والبوتاسيوم، مما يزيد من قيمتها الغذائية.

ـ يمكن تناول فاكهة السالاك بمفردها كوجبة خفيفة، أو إضافتها إلى سلطات أو قائمة المكملات الغذائية. هذا يوفر تنوعًا في الخيارات الغذائية دون زيادة كبيرة في السعرات الحرارية.

ـ نظرا لقلة السعرات الحرارية والقيمة الغذائية الجيدة، يمكن لفاكهة السالاك أن تكون مناسبة للأشخاص الذين يتبعون برامج إدارة  الوزن أو يسعون إلى تحقيق توازن غذائي.

2ـ الكربوهيدرات

تحتوي الفاكهة على كمية كبيرة من الكربوهيدرات، والتي تأتي في شكل السكريات الطبيعية والألياف.

فاكهة السالاك، مثل العديد من الفواكه الأخرى، تحتوي على كمية كبيرة من الكربوهيدرات. هذه الكربوهيدرات تأتي في شكل السكريات الطبيعية والألياف، وهما عنصران مهمان للغذاء.

ـ الفاكهة تحتوي على سكريات طبيعية مثل الفركتوز، وهي نوع من السكريات الموجودة في الفواكه. الفركتوز يعتبر سكرًا طبيعيًا يساعد في تجنب التقلبات الحادة في مستويات السكر في الدم.

3ـ الألياف

تعتبر فاكهة السالاك مصدرا جيدا للألياف الغذائية، والتي تؤدي دورا هاما في دعم صحة الجهاز الهضمي.

ـ الألياف تشكل جزءا هاما من الكربوهيدرات في الفاكهة. تنقسم الألياف إلى قسمين: قابلة للذوبان وغير قابلة للذوبان. الألياف القابلة للذوبان تتفاعل مع الماء وتشكل جل، مما يساعد في تنظيم مستويات السكر في الدم والكولسترول. الألياف غير القابلة للذوبان تساهم في تحسين حركة الأمعاء والوقاية من الإمساك.

ـ توفر السكريات الطبيعية والألياف في الفاكهة العديد من الفوائد الصحية. السكريات الطبيعية تأتي مع مجموعة من الفيتامينات والمعادن والمركبات النباتية الأخرى. الألياف تعتبر أساسية لصحة الجهاز الهضمي وتقليل مخاطر الأمراض المزمنة.

ـ تشمل الألياف القابلة للذوبان الجليكان، وهي نوع من الألياف التي تتفاعل مع الماء لتكوين جل. هذا الجل يمكن أن يسهم في تنظيم مستويات السكر في الدم والكولسترول.

ـ تشمل الألياف غير القابلة للذوبان السليلوز واللينين، وهي تلك الألياف التي لا تتفاعل بشكل كبير مع الماء. تلعب هذه الألياف دورا في تحفيز حركة الأمعاء وتحسين وظائف الجهاز الهضمي.

ـ يمكن تناول السالاك بشكل طبيعي أو استخدام عصير السالاك كمصدر للألياف ويفضل تناول الفاكهة بشكل كامل، بما في ذلك قشرها الغني بالألياف.

باختصار، تعتبر فاكهة السالاك مصدرا جيدا للألياف الغذائية، وتناولها يسهم في دعم صحة الجهاز الهضمي وتحسين وظائفه.

4ـ الفيتامينات والمعادن

تحتوي الفاكهة على مجموعة متنوعة من الفيتامينات والمعادن مثل فيتامين C والبوتاسيوم والفوسفور التي تؤدي دورا هاما في الصحة العامة.

ـ يعد فيتامين C مضادا للأكسدة وله دور في تعزيز جهاز المناعة وحماية الخلايا من الأضرار الناتجة عن التأكسد. كما أنه يلعب دورًا في تكوين الكولاجين، الذي يساعد في صحة الجلد والأوعية الدموية.

ـ يعتبر البوتاسيوم أحد المعادن الضرورية للصحة القلبية والعضلية. يساعد البوتاسيوم في تحفيز نقل الإشارات العصبية وضبط توازن السوائل في الجسم، وبالتالي يلعب دورا هاما في الحفاظ على ضغط الدم الطبيعي.

ـ الفوسفور يشكل جزءا أساسيا من هيكل العظام والأسنان، ويشارك في عمليات مثل تخزين وإفراز الطاقة. يعمل الفوسفور أيضا على دعم النظام العصبي والوظائف الخلوية.

ـ السالاك تحتوي على كميات صغيرة من الحديد. يعتبر الحديد مهما لتكوين الهيموغلوبين في الدم، وهو مسؤول عن نقل الأكسجين في الجسم.

ـ يؤدي الكالسيوم دورا في تشكيل العظام والأسنان، ويساهم في وظائف العضلات ونقل الإشارات العصبية.

ـ يساعد المغنيسيوم في دعم وظائف العضلات والأعصاب، ويشارك في عدة عمليات حيوية في الجسم.

من المهم تضمين مجموعة متنوعة من الفواكه والخضروات في النظام الغذائي لضمان الحصول على تنوع الغذاء.

5ـ مضادات الأكسدة

تحتوي السالاك على مركبات مضادة للأكسدة التي تساعد في مكافحة الجذور الحرة وتحسين صحة الجلد والأنسجة، وتساهم في تعزيز صحة الجلد والأنسجة عبر عدة آليات.

ـ الجذور الحرة هي جزيئات غير مستقرة تسبب التأكسد وتلحق ضررا بالخلايا والأنسجة. عندما تحتوي السالاك على مركبات مضادة للأكسدة، فإنها تساعد في تحييد هذه الجذور الحرة وتقليل التأثير الضار.

ـ السالاك تحتوي على مركبات تشجع على إنتاج الكولاجين وهو بروتين هام يسهم في صحة الجلد والأنسجة الرباطية، ويساعد في الحفاظ على مرونة الجلد وتقويته.

ـ بعض مركبات السالاك تؤدي دورا في تحسين ترطيب الجلد. ذلك  يكون مفيدا للحفاظ على صحة البشرة والحد من جفافها.

ـ الجلد يتعرض باستمرار لتأثيرات البيئة مثل الشمس والتلوث، مما يتسبب في تلف الخلايا. مضادات الأكسدة في السالاك  تساعد في حماية الجلد من هذه التأثيرات الضارة.

ـ بعض المركبات في السالاك تظهر خصائص مضادة للالتهابات، مما يمكن أن يقلل من التهيج والالتهابات في الجلد.

6ـ مساهمة في تحسين مستويات الطاقة

 نظرا لاحتوائها على السكريات الطبيعية، تكون السالاك مصدرا طبيعيا للطاقة:

ـ السالاك تحتوي على سكريات بسيطة مثل الجلوكوز والفركتوز، وهي سكريات تحل بسرعة في الدم. عند تناولها، يتم هضمها بسرعة في الجهاز الهضمي، مما يتيح للجسم استخدامها كمصدر سريع للطاقة.

ـ السكريات تعد مصدرا رئيسيا للطاقة، حيث يتم تحويلها إلى جلوكوز الذي يستخدمه الجسم لإنتاج الطاقة. عندما يحتاج الجسم إلى زيادة في مستويات الطاقة، يمكن استخدام السكريات الطبيعية في السالاك لتلبية هذه الاحتياجات.

ـ تناول السكريات يسهم في معادلة الطاقة في الجسم، وتلبية احتياجات الطاقة اليومية. يتم تخزين الطاقة الزائدة في شكل الجليكوجين في الكبد والعضلات للاستفادة منها في وقت لاحق.

ـ توفير مصدر سريع للطاقة يحفز النشاط البدني ويساهم في تحسين الأداء البدني ومع ذلك، يجب تناول السكريات بشكل معتدل كجزء من نظام غذائي متوازن، حيث أن استهلاك كميات زائدة من السكريات يرتبط ببعض المشاكل الصحية.

الوصف النباتي لـ”فاكهة الثعبان”

تعرف ثمرة سالاك ‘Salak fruit’ أيضاً باسم ثمرة الثعبان ‘Snake fruit’, التي تنتج من نوع من النخيل, حيث تنتمي الشجرة من الناحية التقسيمية إلى المملكة النباتية ‘Plantae’ والنباتات مغطاة البذور’Angiosperms’ والأحادية الفلقة ‘Monocots’ والرتبة ‘Arecales’ والعائلة ‘Arecaceae’ والجنس ‘Salacca’ والنوع ‘S. zalacca’و الاسم العلمي الثنائي هو Salacca zalacca.

تعتبر نخلة السالاك أو ثمرة الثعبان Salacca edulis أو (Salacca zalacca) من الأنواع النباتية ذات القيمة العالية بالنسبة لزراعة المراعي والزراعات الاستوائية. الموطن الأصلي لهذه النخلة هو جنوب شرقي آسيا، حيث تزرع تجاريا في جزيرة سومطرة في اندونيسيا كما توجد في ماليزيا وجاوا، وأيضا في بلدان أخرى في جنوب شرق آسيا مثل تايلاند والفلبين وفيتنام, في المناخات الاستوائية المنخفضة الرطبة, و في الارتفاعات العالية يمكن أن تنمو أشجار مجموعة “بالي” وتنتج النخلة ثمار لذيذة الطعم, حيث تشبه في طعمها طعم ثمرة الفراولة المشوبة بطعم ثمرة التفاح. يمكن حفظ الثمار على درجة حرارة الغرفة لمدة أسبوع مع حدوث القليل من التدهور في جودتها.

أصناف فاكهة الثعبان

زرعت فاكهة الثعبان’ salak’ باندونيسيا, وهناك حوالي 30 صنفا, معظمها ثماره ذات طعم قابض وهناك أصناف ثمارها حلوة الطعم, وهناك صنفين مشهورين هما ‘ salak pondoh’ المتحصل عليه من محافظة تاجوياكارتا ‘Yogyakarta’ والثاني ‘ salak Bali’ من جزيرة بالي Bali. و فيما يلي وصفا موجزا لبعض الأصناف:

Salak pondoh الثمرة ذات أهمية خاصة, يوجد بمحافظة تاجوياكارتا بجزيرة ﭼاوا. في عام 1999 تضاعف الإنتاج السنوي في تاجوياكارتا إلى 28666 طن. ترجع شعبية هذا الصنف (مقارنة بالأصناف الأخرى) بين السكان الإندونيسيين المحليين, بصفة أساسية إلى النكهة الكثيفة الجيدة والطعم الحلو حتى قبل وصول الثمرة إلى مرحلة اكتمال النمو. نتج عن هذا الصنف ثلاث سلالات متفوقة تسمى: ‘ pondoh super’, ‘ ondoh hitam (black pondoh)’ و’pon gading لونهاعاجي/أصفر.

Salak Bali تباع ثمار هذا الصنف في جميع أنحاء جزيرة بالي, وثماره معروفة و مشهورة سواء للسكان المحليين أو حتى السائحين. الثمرة خشنة حجمها يضاهي حجم ثمرة التين, اللب مقرمش وعصيري نوعاً, الثمرة ذات طعم نشوي يشعر به الآكل, ونكهة تشبه نكهة خليط الأناناس وعصير الليمون.

Salak gula pasir من أغلى أصناف مجموعة بالي, ويسمى حرفياً باسم ساند شوجر “sand sugar” أو جرين شوجر “grain sugar” وذلك نسبة لوجود حبيبات كثيفة دقيقة باللب, الثمرة أصغر حجما من الثمار الطبيعية لجميع الأصناف الأخرى, كما أنها أكثر حلاوة منها, يبلغ سعر الكيلوجرام حوالي 1.5 – 3.00 دولار أمريكي.

كما يعرف أيضا باسم شوجر سالاك ‘Sugar salak’, نتيجة لعصيره المرتفع الحلاوة, أحيانا يخمر اللب ويصنع منه نبيذ يبلغ محتواه من الكحول 13.5٪ مماثل للنبيذ المصنع من العنب.

النبات والشجرة

ـ السالاك هو نبات يتبع لفصيلة النخيل Arecaceae.

ـ الشجرة تنمو بارتفاع يتراوح من 3 إلى 9 أمتار، ولها ساق قصيرة وقوية.

ـ الأوراق طويلة ومنفصلة وتتشابك في الأعلى لتشكل تاجا كثيفا.

الشجرة عبارة عن نخلة قصيرة الساق جداً, تحمل أوراقا يتعدى طول الورقة ستة أمتار, و الورقة ذات عنق طويل يبلغ طوله 2 متر, يحمل العديد من الأشواك الحادة الطويلة (حوالي 15 سم), وكذلك العديد من الوريقات. النخلة دائمة الخضرة, وثنائية المسكن, الأزهار المذكرة مكونة أنبوبة التويج لونها محمر وتحمل مبيض أثري, أما الزهرة المؤنثة فعادة ما يكون لونها أصفر من الخارج وأحمر داكن من الداخل, تخرج الأزهار في أزواج في آباط الحراشيف. تنمو النخلة الأحادية الفلقة والثنائية الجنس نتيجة التفريع المتعاقب من قاعدة الساق أو الجذع متعاقبة, الجذور سطحية لا تتعمق كثيراً بالتربة,كما أن السلاميات عادة ما تكون قصيرة ومتزاحمة.

الثمار

الثمار هي ما يُعرف بفاكهة السالاك أو الثعبان: تخرج الثمار في عناقيد ثمرية بالقرب من قاعدة النخلة, تعرف الثمرة باسم ثمرة الثعبان نتيجة الجلد الحرشفي البني المحمر اللون (يماثل جلد الثعبان). الثمرة تشابه في حجمها وشكلها حجم وشكل ثمرة التين الناضجة وقمتها مميزة.

اللب صالح للأكل, يمكن تقشير الثمرة بالضغط على قمتها مما يعمل على فصل الجلد عن اللب الذي يمكن سحبه بسهولة. تتركب الثمرة من الداخل من ثلاثة فصوص, يحتوي الفصين الأكبر أو حتى الثلاثة فصوص على بذور كبيرة غير صالحة للأكل, تشبه الفصوص في شكلها شكل فصوص الثوم الكبيرة المقشورة, طعم اللب عادة حلو و حامضي, يشوبه طعم قابض, يشبه في قوامه قوام ثمرة التفاح, يمكن أن يتباين القوام من جاف جدا و قابل للتفتت كما في ثمار النوع (Salak pondoh) إلى رطب مقرمش كما في النوع (Salak Bali).

في الوهلة الأولى, تبدو الثمرة غريبة عندما لا تزال متصلة بالنخلة، حيث لا تبدو لطيفة على الإطلاق لأن الجلد ممتلئ بالأشواك, ولكن بمجرد جمعها، تصبح ناعمة وجذابة، تغطي ثمار السالاك قشورا خارجية قاسية وتمتاز بألوان تشبه لون جلد الأفعى، وهي عادة حمراء أو بنية اللون.

الزهور

الشجرة تنتج أزهارا صغيرة في تجمعات تعلو الأوراق، الزهور تتطور لتكون الثمار بعد التلقيح.

النخلة ثنائية المسكن – إما مذكرة أو مؤنثة, وعادة ما يتم التلقيح بأي من الملقحات المحلية بما فيها النحل غير اللاسع, غير أن هذه الملقحات غير فعالة حيث تمكن حوالي 10 – 15٪ فقط من عقد وإنتاج الثمار, غير أنه باستخدام التلقيح يمكن إنجاز 100٪ تلقيح.

المناخ والموطن الطبيعي

يزدهر نمو الأشجار تحت ظروف المناطق الاستوائية المنخفضة, ونظرا لمجموعها الجذري السطحي, تحتاج النخلة إلى مستوى ماء أرضي مرتفع, الأمطار والري خلال معظم فترات السنة, غير أن النخلة لا تتحمل الغمر, و في جاوا يتناقص إنتاج النخلة و كذلك جودة الثمار, عندما تنمو على ارتفاعات تتعدى 500 متر, لا تتحمل النخلة ضوء الشمس الكامل (100٪)، ولكنها تتحمل في حدود 50 – 70٪ فقط وعادة ما تنمو النخلة في الظل. وأفضل درجة حرارة تلائم نمو و ازدهار النخلة تتراوح بين20 – 30ºم                            .

الظروف البيئية

مناطق الاستوائية: السالاك تزدهر في بيئة رطبة، حيث يكون مستوى الرطوبة مرتفعا. يعتبر ذلك مهما لتكوين الثمار .

التربة المناسبة

تنمو الأشجار في جميع مراكز زراعتها وإنتاجها في أراضي غنية بالدبال والصخور المتفتتة أو التربة المعدنية البطيئة التطور وكذلك في الأراضي الضحلة والرملية  والطميية، كما تفضل تربة جيدة التصريف تساعد في منع تجمع المياه وتعزز جودة التصريف لمنع تسبب مشاكل جذرية مثل التعفن. تكون التربة التي تحتوي على الكثير من المواد العضوية مفيدة لتوفير العناصر الغذائية اللازمة للنبات. المواد العضوية تساعد أيضًا في تحسين هيكل التربة وقدرتها على احتفاظ بالماء.

تفاوت قيمة حموضة التربة المناسبة لفاكهة السالاك، ولكن عادة ما تفضل قيمة الحموضة الطفيفة إلى المتوسطة (pH حوالي 5.5 إلى 6.5).

ـ تلتزم هذه الظروف بإعطاء السالاك البيئة المثلى للنمو والإنتاج.

ـ يفضل أن تتلقى فاكهة السالاك كميات كافية من الماء، خاصة خلال فترات الجفاف. ومع ذلك، يجب تجنب تجمع الماء حول الجذور لتجنب مشاكل التسمم بالماء.

تلك هي بعض الظروف البيئية التي تعزز نجاح نمو فاكهة السالاك. يجب توفير هذه الظروف لضمان تحقيق أقصى استفادة من إنتاج الفاكهة وجودتها.

الزراعة

النخلة ثنائية المسكن, نخلة مؤنثة ونخلة مذكرة, من الضروري وجود الجنسين بنفس المكان وذلك لضمان الحصول على الثمار, ولا توجد طريقة يمكن بها التفرقة بين النخلة المذكرة والنخلة المؤنثة حتى وصول الأشجار لمرحلة التزهير, وهذه المرحلة تستغرق حوالي 3 – 4 سنوات من زراعة الشتلات بالمكان الدائم. ويمكن إكثار نخيل ثمرة عين الثعبان بالطرق الآتية:

1ـ التكاثر الجنسي: من السهل إكثار النخلة بواسطة البذرة, ولابد من وضع البذرة على جانبها وبحيث يكون نصفها مدفون في مخلوط بيئة الإكثار الجيدة الصرف.

2ـ التكاثر الخضري: عادة ما يستخدم التكاثر الخضري بهدف زيادة عدد النباتات المؤنثة, يتم ذلك عن طريق إزالة الفسائل (السرطانات) من جانب النخلة الأم وزراعتها في بيئة مناسبة, وقبل الإزالة, يجب دك التربة جيدا عند قواعد السرطانات, للسماح لكل سرطان بتكوين مجموعة الجذري الخاص به, بعد ذلك يتم عمل قطع أو فصل جزئي عند مكان الاتصال بين السرطان والنبات الأم, لابد من تكرار هذا الإجراء كل عدة أسابيع لفترة أكثر من شهرين حتى يتم الفصل الكلي للسرطان الذي كون مجموعه الجذري الخاص به, عندئذ يمكن فصل السرطانات تماما وزراعتها بالمشتل حتى تتأصل تماماً.

تنظيم البستان وتعيين المسافات

1ـ النبات ثنائي المسكن, قد ينتج أزهارا مؤنثة أو أزهارا مذكرة, على الرغم من أن هناك بعض الأصناف عرف عنها أنها ذاتية الإخصاب, ومن أجل إحداث موازنة أو توازن بين التلقيح والإنتاج, فيكون لكل ثلاث نخلات مؤنثة نبات واحد مذكر بنفس البستان أو المكان الدائم.

2ـ تزرع النباتات على مسافة 2.5 متر من بعضها البعض.

3ـ ممكن إنجاز النسبة 3 : 1 وعلى مسافة 2.5 متر بعدة طرق, حيث يمكن زراعة النباتات على مسافة 5 متر, ثم تفصل السرطانات من النخلات المؤنثة وتقسم وتزرع بين المسافة الكبيرة (5 متر) على بعد 2.5 متر, أو يمكن زراعة النباتات على المسافات النهائية المحددة ثم تخف بعد ذلك النباتات المذكرة و يحل محلها سرطانات مفصولة من نباتات مؤنثة.

إعداد النباتات

1ـ بمجرد أن يبلغ طول النباتات المنزرعة بالمشتل لارتفاع 40 سم, تكون صالحة للنقل والزراعة في المكان المستديم. ولابد من زراعة النباتات مع بداية فصل الأمطار, يجب رفع مستوى سطح التربة وتغطيته حول قاعدة النخلة بغطاء ثقيل من الفحم النباتي, المواد العضوية والدبال وغيرها, مع الملاحظة أن جذور النباتات ستتجه لأعلى للوصول إلى هذا الغطاء.

2ـ يمكن تدعيم نمو النباتات بزراعة أنواع نباتية أخرى بجانبها مثل الموز وغيره من النباتات البقولية, هذه النباتات سريعة النمو وبذلك توفر الظل للنخيل الصغير, كما يمكن تقليم وتجزئة تلك النباتات لقطع صغيرة وتدخل كمكون في الغطاء.

مع مراعاة بعض النقاط الهامة:

1ـ تكون النخلات بطبيعتها غطاء نباتي تحت الأنواع النباتية الأخرى في بيئة منشئها في شرقي آسيا, حيث تمتد الأوراق في الهواء الخارجي لحوالي 5 متر, غير أن الأوراق لا تكون متكاثفة على النخلة في حالة إتباع التقليم المناسب.

2ـ أفضل طريقة للزراعة هي غرس النخلات الصغيرة أسفل المجموع الخضري لأشجار الفاكهة أو النقل أو الأشجار الخشبية التي لا تحتاج لرعاية خاصة وتسمح بمرور حوالي 50٪ من ضوء الشمس, وهي ذات الطريقة المتبعة مع زراعة نباتات البن (القهوة) والكاكاو.

3ـ إن الطبيعة الشوكية للنخلات تثبط من عملية جمع الثمار المتساقطة على الأرض من الأشجار النامية أعلاها, ومن ثم لابد من تطوير طرق معينة لالتقاط تلك الثمار المتساقطة.

طريقة التسميد والري والرعاية

التسميد

يمكن إضافة الأسمدة للجذور مباشرة أو عن طريق رش الأوراق بمحاليل الأسمدة (الأسمدة الورقية) وهناك الأسمدة العضوية والأسمدة غير العضوية. تشمل الأسمدة العضوية السماد البلدي, السماد الأخضر, الكومبوست, رماد النباتات, الدم المجفف وهكذا. وتشمل الأسمدة غير العضوية اليوريا, تراي سوبر فوسفات, كلوريد البوتاسيوم, سوبر فوسفات. وعادة ما تضاف الأسمدة تبعا لعمر النبات كما يلي:

1ـ من عمر 0 – 12 شهر, يضاف سماد عضوي (1000جرام), 5 جرام يوريا, 5 جرام تراي سوبر فوسفات و5 جرام كلوريد بوتاسيوم, (جرعة كل شهر).

2ـ من عمر 12 – 24 شهر, يضاف 10 جرام يوريا, 10 جرام تراي سوبر فوسفات و10 جرام كلوريد بوتاسيوم (كل شهرين).

3ـ من عمر 24 – 36 شهر, يضاف 15 جرام يوريا, 15 جرام تراي سوبر فوسفات و 15 جرام كلوريد بوتاسيوم (كل ثلاثة أشهر).

4ـ من عمر 36 شهر فما فوق, يضاف 20 جرام يوريا, 20 جرام تراي سوبر فوسفات و20 جرام كلوريد بوتاسيوم (كل ستة أشهر).

الري

يمد الهطول الطبيعي للأمطار الأشجار بالمياه, غير أنه من الصعب تقرير ما إذا كان ماء هطول الأمطار سيفي بحاجة الأشجار, حيث أنه يفقد جزء كبير منه خلال البخر والترشيح والجريان السطحي, وسيتبقى جزء منه في منطقة الجذور, أما الجزء المتبقي فإنه غالبا لا يلبي متطلبات النباتات. وتحتاج النباتات خلال نموها الماء بالقدر الكافي, من ثم كانت الحاجة الضرورية لمد النباتات بالماء في الوقت والقدر والطريقة المناسبة.

التقليم

ـ خلال السنوات من 1 – 3 لابد من تقليم النبات في أضيق الحدود, حيث تزال الأوراق الخارجية والأوراق الجافة, حيث أن ذلك يشجع على زيادة معدل عملية التخليق الضوئي بقدر الإمكان, حينما يصل النبات إلى مرحلة النضج الجنسي.

ـ بمجرد وصول النباتات إلى تمام حجمها, ثلاثة أمتار وبداية التزهير وجب التخلص من جميع الأوراق الخارجية. يترك من 4 – 5 أوراق, كجزء من النبات الأم الأصلي, كذلك تزال أية أوراق تتعارض مع العمليات الزراعية.

ـ عدم السماح للسرطانات بالنمو, إلا إذا دعت الحاجة كهدف الإكثار مثلا.

ـ إذا ظهرت الأزهار بين الورقة الخارجية وجذع النخلة, تزال الورقة بهدف تعريض الزهرة للتلقيح.

ـ يجب تقطيع الأوراق المزالة لإلى قطع صغيرة وتوضع أو تجمع على هيئة كومة, حتى لا تتعارض مع العمليات الإدارية الأخرى.

ـ أفضل الأدوات المستخدمة مع عمليات التقليم هي مقص التقليم, منجل حاد, ومنشار تقليم مجهز بشفرة طويلة ومقبض.

جمع الثمار

1ـ تبدأ النخلة في التزهير عندما يبلغ عمها 3 – 4 سنوات.

2ـ لتحديد ما إذا كانت الثمرة جاهزة للجمع, تجرب ثمرة من العنقود الثمري, ونرى لون البذرة إذا ما تحول لونها من اللون الأبيض إلى البني أو البني الفاتح, وتجدر معرفة أن تحول لون البذرة هي أفضل طريقة تدل على أن الثمرة جاهزة للجمع, كما أنه من المفضل تجربة أو فحص الثمار التي توجد بقاعدة العنقود الثمري, فإذا تساقطت الثمار, فهذا دليل آخر على الثمار صالحة للجمع.

3ـ بعض الآفات والقوارض مثل فأر أجوتي ‘aguti’ تتنافس وتتغذى على الثمار.

4ـ يجب معرفة أن الثمرة لا تنضج بعيدا عن النبات.

الإنتاجية

الكمية المتوقعة من المحصول في الهكتار تعتمد على الظروف المحيطة وممارسات الزراعة. عموما، يمكن أن تكون الإنتاجية حوالي 15 – 30 طنا للهكتار.

إن إنتاج فاكهة السالاك (أو فاكهة الثعبان) يعتمد على عدة عوامل مثل ظروف الزراعة، والأصناف المستخدمة، وطرق الرعاية، وظروف المناخ.

القيمة الغذائية والفوائد الصحية

لا ترجع قيمة ثمرة الحية (الثعبان) إلى إدماجها في النظام الغذائي بسبب لذة طعمها ونكهتها المحببة فقط, ولكن أيضا لمحتواها الغذائي الذي يشمل المستويات العالية من الألياف المغذية, البروتينات, السكريات, البوتاسيوم, الحديد, الكالسيوم, الفسفور, فيتامين C وفيتامين A, كما تحتوي على العديد من مضادات الأكسدة والمكونات النشطة.

الفوائد الصحية لثمار فاكهة الثعبان

1ـ صحة الدماغ (المخ): تحتوي الثمرة على عنصر البوتاسيوم والبيتاكاروتين والبكتين, وهذه المركبات تساعد على زيادة تدفق الدم إلى الدماغ, الأمر الذي يمكن أن يعزز الإدراك ويحسن قوة الذاكرة, كما تزيل أيضا الإجهاد التأكسدي تقلل من خطر الإصابة بالأمراض العصبية التنكسية.

2ـ المساعدة على نقص الوزن: تحتوي ثمرة السالك على الألياف الغذائية التي تزيد من الشعور بالامتلاء ومن ثم تحد من تناول الوجبات الخفيفة غير الضرورية, كما تحد من الإفراط في تناول الطعام, وهذا من شأنه يعمل على تحسين كفاءة الجهاز الهضمي ويزيل أعراض الإمساك والانتفاخ والتشنج, كما أن الثمرة غنية بالكالسيوم والكربوهيدرات التي توفر الطاقة اللازمة والقدرة على تحمل الجسم أثناء إتباع نظام غذائي.

3ـ تنظيم ضغط الدم: تحتوي ثمرة السالاك (الثعبان) على عنصر البوتاسيوم اللازم لتوسعة الأوعية الدموية, وهذا يمكن أن يقلل من التوتر في الأوعية الدموية والشرايين، مما يقلل من الضغط الكلي على نظام القلب والأوعية الدموية.

4ـ العناية بصحة العين: الثمرة غنية بالبيتاكاروتين, أحد مضادات الأكسدة الموجودة, والتي لها صلة مباشرة بصحة العين وتحسين الرؤية, حيث أن وجود ما يكفي من بيتا كاروتين في النظام الغذائي يمكن أن يقلل من خطر التنكس البقعي وإبطاء تقدم إعتام عدسة العين مع التقدم في السن. كذلك تمنع حدوث العشى الليلي.

5ـ تنظيم مستويات السكر بالدم: الثمرة غنية بالألياف,مما يجعلها ممتازة لتنظيم مستويات سكر الدم في الجسم، وهو أمر مهم لمرضى السكري, وتحتوي الثمرة على مستويات مناسبة من الكربوهيدرات (السكريات البسيطة), غير أن الألياف تعمل على منع الارتفاع في سكر الدم، مما يخفف من الضغط على البنكرياس, كما تحتوي الثمرة على Pterostilbene (مشتق من ثنائي الميثايل resveratrol) الذي قد يساعدك على خفض مستوى الجلوكوز في الدم.

6ـ منع فقر الدم (الأنيميا): تحتوي الثمرة على كمية لا بأس بها من الحديد, وكما نعلم بأن نقص الحديد في الجسم يؤدي للشعور بالوهن والتعب المزمن, وهذا يؤدي لفقر الدم, وينصح للحماية من هذه الحالة بتناول ثمار الأفعى وغيرها من الثمار الغنية بالحديد.

7ـ العناية بالبشرة: يساعد فيتامين C الموجود بالثمرة على إنتاج الكولاجين اللازم لسلامة البشرة ومرونتها, وهذا يساعد على منع ظهور علامات الشيخوخة مثل التجاعيد, هذا بالإضافة إلى مضادات الأكسدة الموجودة بالثمرة والتي تساعد على تحييد الجذور (الأصول) الحرة التي قد تسبب حدوث أضرارا للجلد.

8ـ تسهيل الهضم: ثمرة الثعبان غنية بالألياف التي تساعد على الهضم, حيث تعمل الألياف غير القابلة للذوبان على تسهيل حركة الأغذية في الأمعاء لتجنب الإمساك.

9ـ تحسين المناعة: تساعد ثمرة الثعبان الغنية بمكوناتها الغذائية في تحسين الصحة العامة للجسم, هذه المكونات الغذائية الغنية تتألف من الفيتامينات والمعادن والمركبات الحيوية التي تعمل الحفاظ على وظائف الجسم بصورة مناسبة, كما أن مضادات الأكسدة تساعد في محاربة الأضرار التي تصيب الخلايا والأنسجة وتمنع إصابة الجسم بأمراض خبيثة مثل السرطان. كذلك وجد أن الاستهلاك المنتظم لهذه الثمرة وإدماجها ضمن النظام الغذائي يساعد على تقليل خطر الإصابة بالبواسير.

10ـ تحسين القدرة على التحمل: يرتبط وجود البوتاسيوم والبروتين الموجود في ثمرة الثعبان بالفائدة التي تساعد على تحسين القدرة على التحمل, وعلى ذلك فإنه عند استهلاك الثمار بكميات مناسبة, كلما ازدادت طاقة الجسم اللازمة للعمل اليومي.

المركبات الكيميائية

تتكون فاكهة السالاك (أو الثعبان) من مجموعة متنوعة من المركبات الكيميائية والعناصر الغذائية التي تمنحها طعمًا ورائحة فريدة. تحتوي هذه الفاكهة على العديد من العناصر الغذائية والمركبات الكيميائية، وقد تختلف تلك النسب قليلاً بحسب نوع السالاك والظروف المحيطة بنموها. إليك بعض المكونات الكيميائية الرئيسية:

السكريات: تحتوي السالاك على نسب مرتفعة من السكريات مثل الجلوكوز والفركتوز، مما يجعلها فاكهة طعمها حلو.

الأحماض العضوية: تحتوي على أحماض عضوية مثل حمض الماليك وحمض الستريك، وهي تلك المواد التي تعزز النكهة الحمضية في الفاكهة.

الألياف: تحتوي على كميات معتدلة من الألياف الغذائية التي تدعم صحة الجهاز الهضمي.

الفيتامينات والمعادن: تحتوي على فيتامين C بكميات جيدة، وهو مضاد للأكسدة الذي يدعم الصحة العامة. تحتوي على كميات مناسبة من البوتاسيوم والفوسفور والكالسيوم والمغنيسيوم.

المركبات الفينولية: تحتوي على مركبات فينولية مثل الفلافونويدات والتانينات، والتي لها خصائص مضادة للأكسدة تساهم في حماية الخلايا من الأضرار الناجمة عن الأكسدة.

المركبات الطبيعية: تركيبات نباتية مختلفة مثل السابونين والفيتوكيميكالات: تؤدي دورا في تأثيرات صحية محتملة.

استعمالات فاكهة الثعبان

يُستخلص العديد من المركبات والزيوت الطيارة من فاكهة الثعبان (السالاك) لاستخدامها في مختلف الصناعات.

1ـ زيت فاكهة السالاك: يُستخلص زيت فاكهة السالاك من بذور الثمرة، ويحتوي على مجموعة متنوعة من المركبات الفعّالة. يُستخدم هذا الزيت في صناعة المستحضرات الطبية ومستحضرات التجميل بسبب فوائده المحتملة للبشرة والشعر.

2ـ الحلويات والمأكولات: يُستخدم استخلاص فاكهة السالاك في تحضير المستحضرات الغذائية والمشروبات. يمكن أن يكون لديها نكهة فريدة ومميزة تُضاف إلى المنتجات الغذائية.

3ـ مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة: يُضاف استخلاص فاكهة السالاك إلى بعض مستحضرات التجميل ومنتجات العناية بالبشرة بسبب الخصائص المحتملة لترطيب وتجديد البشرة.

4ـ مضادات الأكسدة: يُستخدم استخلاص السالاك كمصدر للمضادات الأكسدة، التي يُعتقد أنها تساهم في حماية الخلايا من الأضرار الناتجة عن التأكسد.

5ـ الصناعات الصحية: استخدام مستخلصات من فاكهة السالاك في صناعة المكملات الغذائية أو العقاقير الطبيعية بسبب المكونات الغنية التي قد تحمل خصائص صحية.

6ـ التذوق الطبيعي: يمكن استخدام استخلاصات السالاك لتحسين نكهة المنتجات الغذائية والمشروبات.

استخدامات استخلاصات فاكهة الثعبان قد تختلف وتعتمد على التركيب الكيميائي والخصائص الفيزيائية لهذه المستخلصات، وقد تحتاج إلى الالتزام بالتشريعات والتوجيهات المتعلقة باستخدام المواد الطبيعية والمستحضرات الكيميائية.

هناك بعض الأبحاث التي تشير إلى أن مضادات الأكسدة والمركبات الكيميائية الطبيعية في فاكهة السالاك تساهم في تقليل مخاطر بعض الأمراض مثل أمراض القلب والسكري، وهناك حاجة إلى المزيد من الدراسات لتحديد التأثيرات الصحية بشكل دقيق. ومع ذلك.

هناك بعض الأبحاث الأولية التي قد تشير إلى فوائد صحية محتملة:

ـ دراسة نشرت في “Journal of Agricultural and Food Chemistry” في عام 2004 أشارت إلى أن فاكهة السالاك تحتوي على مستويات عالية من المركبات المضادة للأكسدة، وقد تلعب هذه المضادات دورًا في مكافحة الأضرار الناجمة عن الجذور الحرة.

ـ أظهرت دراسة نشرت في “The American Journal of Clinical Nutrition” عام 2013 أن تناول مستخلص فاكهة السالاك يمكن أن يساعد في تحسين استجابة الجسم للإنسولين وتحسين التحكم في مستويات السكر في الدم، مما يشير إلى إمكانية دورها في دعم صحة السكري.

ـ في دراسة نشرت في “Food and Chemical Toxicology” في عام 2017، وُجد أن مستخلص فاكهة السالاك يحتوي على مواد قد تمتلك تأثيرات مضادة للالتهابات. وهناك مزيد من الأبحاث لتأكيد النتائج وتحديد الجرعات الفعّالة.

في نهاية هذه الرحلة الفريدة إلى عالم “فاكهة الثعبان” أو “السالاك”، ندرك أن الطبيعة لديها قدرة فريدة على إثراء حياتنا بالتنوع والجمال. فهذه الفاكهة الغامضة، التي يبدو قشرها وكأنه جلد أفعى، تكتسب تأثيرا خاصا يجمع بين الجمال الطبيعي والقيم الغذائية الرائعة، بفضل طعمها الفريد الذي يمزج بين نكهات الفواكه المتنوعة، وبفضل رائحتها الزهرية الآسرة، أصبحت السالاك ليست مجرد فاكهة بل تحفة فنية تستحق الاكتشاف. وليس فقط ذلك، بل تأتي مع فوائد صحية لا تقل أهمية، حيث يُشير البحث إلى إمكانية دورها في دعم صحة القلب وتحسين مستويات السكر في الدم.

في خضم أرجاء هذه الغابات الاستوائية تكمن أسرار وجواهر تعكس جمال الطبيعة وسخاء الأرض. هذه الفاكهة  بطعمها الفريد، تنضح بقصة خاصة وقيم غذائية تستحق الاكتشاف.

رغم أن قشرتها تشبه جلد الأفعى، إلا أن داخلها تكمن نعمة لذيذة وقيم غذائية تثري تجربتنا الغذائية وتعزز صحتنا. من لذة المذاق الذي يمزج بين نكهات الفواكه المتعددة إلى الفوائد الصحية التي تقدمها، تظل فاكهة الثعبان رمزًا للتنوع والغموض.

إن كانت رائحة زهور الياسمين تنبت من ثمارها، فإن رحلتنا لم تكن إلا بداية لاستكشاف عوالم جديدة في علم النبات وثقافات العالم  لنستمتع بتنوع الطبيعة ونفهم قيم الحفاظ على التنوع البيولوجي الذي يشكل جزءا لا يتجزأ من ميراثنا الطبيعي.

في نهاية هذه الرحلة، نجد أن الطعم الشيق لفاكهة الثعبان ليس مجرد متعة غذائية، بل هو دعوة للاحتراف في استكشاف أسرار الطبيعة والتمتع بلحظات تواصل عميقة مع هذا العالم المدهش الذي يحيط بنا.

ان هذه التجربة هي تذكير بأهمية استكشاف ثروات الطبيعة وتقدير التنوع البيولوجي الذي يحمل في طياته العديد من الفوائد. بمجرد أن نفتح أذهاننا وقلوبنا لهذه الكنوز، نجد أن الطبيعة تقدم لنا دائما مفاجآت لا نعلم مدى قيمتها حتى نستكشفها.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى