تحقيقات

التضخم بين الصعود والهبوط وارتفاع أسعار السلع والمنتجات

متابعات أظهر استطلاع لوكالة “رويترز” اليوم السبت 6 أبريل 2024 أن التضخم في مصر من المتوقع أن يكون قد ارتفع بالفعل خلال مارس الماضي مع تكيف الأسعار مع خفض قيمة العملة ورفع سعر الفائدة خلال الشهر، وهو ما تلاه بأسبوعين رفع أسعار الوقود.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

وفقا لمتوسط توقعات 12 محللا، من المتوقع أن يقفز التضخم السنوي في مدن مصر إلى 36,3% من 35,7% في فبراير.

وقال جيمس سوانستون من كابيتال إيكونوميكس: “نعتقد أن التضخم في مصر سيتسارع مجددا وسيظل مرتفعا في الشهور المقبلة مع ظهور آثار ضعف الجنيه، فضلا عن ارتفاع الأسعار المدارة الأخرى”.

ورفعت مصر أسعار مجموعة واسعة من منتجات الوقود في 22 مارس، في إطار مضيها قدما نحو الالتزام الذي تعهدت به لصندوق النقد الدولي قبل أكثر من عام بالسماح لمعظم الأسعار المحلية بالارتفاع إلى المستويات الدولية.

ووفقا لمتوسط توقعات ثلاثة محللين شملهم الاستطلاع، فمن المتوقع أن يرتفع التضخم الأساسي، الذي يستثني الوقود وبعض المواد الغذائية المتقلبة، إلى 36,1% في مارس من 35,1% في فبراير.

تترقب الأسواق المصرية صدور بيانات التضخم لشهر مارس 2024، بعد عدة أحداث على مدار الشهر، بين التعويم ورفع الفائدة وأسعار المحروقات.

على مدار الشهر الماضي، تم خفض سعر الدولار من مستويات دون 31 جنيها إلى ما يزيد على 47 جنيها، مع زيادة قيمة الفائدة بـ6%، بالإضافة إلى زيادة أسعار المحروقات بنسبة وصلت إلى 20%.

وقال الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إنه سيصدر بيانات التضخم لشهر مارس يوم الإثنين.

زيادة التضخم

يتوقع خالد الشافعي، رئيس مركز العاصمة للدراسات الاقتصادية، أن يشهد التضخم ارتفاعا أو انخفاضا طفيفا، قبل أن يعاود الانخفاض خلال الأشهر المقبلة، بسبب الإجراءات الأخيرة للحكومة بشأن زيادة أسعار المواد الأساسية والمنتجات.

وأضاف الشافعي، أنه منذ يناير الماضي حتى 26 مارس، أفرجت الجمارك المصرية عن بضائع وسلع بقرابة 17 مليار دولار، خاصة بعد توافر السيولة الدولارية من صفقة رأس الحكمة، كما طبقت الحكومة مبادرة لخفض أسعار السلع الأساسية والكهربائية بنسب بين 15 و20%، تصل إلى 30% بعد عيد الفطر، كما طبق اتحاد منتجي الدواجن مبادرة لخفض الأسعار بنسبة بين 10 و15%.

وأكمل: تم حل أزمة توفير العملة الصعبة للمستوردين، للحد من تسجيل أي ارتفاع جديد في الأسعار، مستبعدا أن تؤدي زيادة المحروقات إلى ارتفاعات كبيرة في الأسعار مستقبلا، حيث كان سبب الارتفاعات خلال الفترة الماضية وجود سعرين للصرف، ما دفع التجار إلى التعاقد على بضائع بعقود آجلة تجاوز فيها سعر الدولار حاجز الـ75 جنيها.

بنهاية الشهر الماضي، تم زيادة أسعار المحروقات بقيمة جنيها للبنزين و1,5 جنيه للسولار، ليصبح لتر بنزين 80 بقيمة 11 جنيها، و12,50 جنيه للتر بنزين 92، وسعر لتر بنزين 95 بـ13,5 جنيه، و10 جنيهات للتر السولار.

تواصل الصعود

ولفت الدكتور عزالدين حسانين، أستاذ الاقتصاد والإدارة بالمعهد القومي للإدارة، إلى أن معدل التضخم لشهر مارس 2024 سجل زيادة طفيفة بنسبة لا تتجاوز 1% بعد الزيادة الكبيرة التي شهدها في شهر فبراير الماضي، خاصة أنه توجد حالة من الاستقرار في أسعار السلع والمنتجات خلال الفترة الحالية.

وأشار حسانين، إلى ارتفع معدل التضخم السنوي في مصر خلال فبراير الماضي إلى 36% مقابل 31,2% في الشهر السابق له، بحسب الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

وأوضح أن معدلات التضخم ستواصل الصعود خلال العام الجاري، حيث سيزداد الطلب على النقد الأجنبي خلال الفترة المقبل، ما سيترتب عليه ارتفاع سعر الدولار في البنوك، وكذلك الجمركي.

أثر ارتفاع الوقود

على جانب آخر، يتوقع الخبير المصرفي، الدكتور محمد بدرة، أن يسجل التضخم مستويات 40% خلال العام الجاري، بسبب زيادة أسعار البنزين والسولار، التي سيترتب عليها زيادة الكهرباء والمياه والمواد الغذائية، خاصة أن المحروقات عنصر أساسي في تكلفة هذه الخدمات.

وتابع بدرة، أن العوامل السابقة ستؤدي إلى استمرار التضخم عند مستويات مرتفعة خلال العام الجاري على الأقل، في ظل استقرار سعر الصرف.

تراجع حاد

يتوقع بنك “غولدمان ساكس”، تراجع التضخم في مصر بشكل حاد، وكذلك أسعار الفائدة خلال فترة الـ12 شهرا المقبلة، بسبب عدة عوامل، أبرزها ارتفاع الاحتياطيات الخارجية، وتحسن كبير في توقعات التمويل الخارجي؛ وهو ما رجحه صندوق النقد الدولي، بأن ينخفض التضخم على المدى المتوسط ​​مع استمرار تشديد السياسة.

ذروة التضخم

ترى مؤسسة “كابيتال إيكونوميكس”، أن التضخم بمصر سيصل للذروة في مارس 2024 عند 38%، قبل أن يتراجع على مدار الشهور المتبقية من العام، ليستقر في خانة الآحاد مع أوائل العام المقبل.

وتشير المؤسسة البحثية إلى أن البنك المركزي المصري استعاد سيطرته على أسعار المستهلكين، بعد قرار تحرير سعر الصرف ورفع أسعار الفائدة بمعدل 600 نقطة أساس؛ ليصل إلى 27,25% و28,25% للإيداع والإقراض على التوالي.

وتستهدف مصر خفض معدلات التضخم لما دون 10% اعتبارا من 2025، حسبما أعلن رئيس مجلس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، مطلع العام الجاري.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى