صحة

التوعية الغذائية.. وأنواع التغذية الفرعونية

تغيير منظومة الثقافة الغذائية المعتادة في ظل الحضارة الجديدة

إعداد: د.شكرية المراكشي

رئيس مجلس إدارة شركة مصر تونس للتنمية الزراعية واستصلاح الأراضي

تفيد الكثير من الدراسات أن النظام الغذائي الصحي الذي يعتمد كثيرا على الخضروات والفواكه والأسماك والمكسرات والبذور مع رياضة المشي، من الممكن أن يضيف عدة سنوات لعمر الإنسان، وعلى العكس من ذلك قد تؤدي التغذية السيئة المعتمدة على اللحوم الحمراء والدهون المشبعة بالكلسترول والمقليات والسكريات المصنعة مع عدم ممارسة أي نوع من الرياضة؛ هذا النمط من العيش يقصر عمر الإنسان عدة سنوات.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

على سبيل المثال لا الحصر فالأغذية المشبعة بالكولسترول تسد شرايين القلب وتؤد ي الى مشاكل قاتلة كأمراض القلب والسكتة الدماغية، وقد أجريت بحوث كثيرة عَلى كل أنواع الأغذية في الدول المتقدمة، ولوحظت تأثيرات متنوعة إيجابية وسلبية على الصحة اعتمادا على نوع الأغذية التي نستخدمها، وبعد ذلك قدموا نصائحهم لاستخدام الأغذية المعززة للصحة، والامتناع عن الأغذية المضرة.

الجدير بالذكر أن الحضارة الجديدة جلبت معها أمراضا جديدة لم تكن منتشرة في الماضي، فمرض السكر تضاعف مع هذه الحضارة لكثرة استخدام السكريات المصنعة وقلة الحركة، والتلوث البيئي. الغربيون هم أكثر اهتماما بالصحة منا نحن العرب بسبب الوعي الصحي، فعندهم عدد كبير من مجلات الصحة تصدر أسبوعيا، كما لا تخلو جرائدهم من المواضيع الصحية التي يضعونها في مكان بارز من صفحات الجريدة.

التقدم العلمي أتاح لنا فرصة التعرف على أسباب الأمراض الكثيرة والمزعجة التي كانت غامضة في الماضي، والتي نستطيع بتنظيم نوعية غذائنا تحاشيها، فمرض السكر مثلاً تسببه السكريات والنشويات الزائدة، وبتقليل السكريات والنشويات من الممكن تفادي مرض السكر أو تأخيره، بخاصة إذا تصاحب تنظيم الغذاء مع القليل من الرياضة، عَلى الأقل عشرين دقيقة في اليوم وهي الحد الأدنى، والزيادة تكون أفضل “فالحركة بركة.”

الثورة الغذائية حددت حاجة الجسم من النشويات في اليوم الواحد، كما حددت كمية النشويات في كل الأغذية المحتوية عليها، وبالتالي نستطيع أن نعرف القدر السليم من النشويات والسكريات التي يجب أن نتناولها في اليوم. وهناك نصيحة تقول، اعرف جسدك كما تعرف نفسك.

يعتبر تحسين الأمن الغذائي الأسري العنصر الرئيسي في الاستراتيجيات الرامية إلى الحد من نقص التغذية المنتشر على نطاق واسع. ويتمثل الأمن الغذائي الأسري في “قدرة الأسرة على أن تؤمن، إما عن طريق انتاجها الخاص وإما عن طريق مشترياتها، أغذية تكفي لتلبية الاحتياجات التغذوية لأفرادها.

يعني هذا في الممارسة العملية أن الأسر التي تعتبر “آمنة غذائيا” يجب أن تضمن فرص الحصول على مدار العام على أغذية مأمونة بالمقادير والأنواع اللازمة لتلبية الاحتياجات التغذوية لكل فرد من أفرادها.

لكن قبل ان ابدا بالكلام عن التوعية وتغيير المنظومة الغذائية اريد ان اتكلم عن انواع التغذية الفرعونية منذ سبعة الاف سنة وكيف كان الغذاء متنوعا لديهم وصحيا.

كان الطعام عندهم متنوعا على سبيل المثال الخبز، كان المصرى القديم يعرف نحو 15 صنفا من الخبز والفطائر، زادت بعد ذلك فى عصر الدولة الفرعونية الحديثة إلى نحو 40 صنفا تختلف تبعا لنوع الدقيق المستخدم، وطريقة الخبز، وشكل الأرغفة أو الفطائر المخبوزة، مع إضافة بعض المواد إلى العجين مثل العسل والدهن والزبد والفاكهة، وكان يصنع الخبز والفطير من دقيق القمح الكامل أو الشعير أو الذرة الرفيعة، وقد عرف المصرى القديم القيمة الغذائية المهمة جداً لحبة القمح الكاملة بما فيها من “الردة” الغنية بالألياف والمعادن.

أنواع التغذية الفرعونية

1ـ التمر: كان غذاء بناة الأهرام كما جاء في البرديات فقد كان “النخيل” من أهم الأشجار التى عرفها الإنسان المصرى القديم واهتم بزراعتها، بل ويعتبر “النخيل” من أقدم ما زرع فى مصر، وأعتبر “البلح” غذاءً طيباً لعامة الشعب، حتى أن كلمة “أمهات” التى نستعملها الآن بمعنى “بلح رطب” ترجع إلى الكلمة المصرية القديمة “أمت”، كما وجدت كميات لا حصر لها من البلح والعجوة فى مقابر كثير من قدماء المصريين، وقد أقبل المصرى القديم على تناول البلح فى وقت الأزمات أو الكوارث طازجاً أم مجففاً، كما صنع منه عجوة واستعملها فى حشو بعض أنواع الكعك.

2ـ البقوليات: كان الفول هو أحد الأطعمة الشعبية منذ بداية العصر الفرعونى حيث كان يؤكل بعد طهيه بواسطة طمره فى تراب الفرن الساخن، لذا عرف باسم “متمس” ثم حورت الكلمة بعد ذلك إلى “مدمس”، ويشاهد على جدران المقابر رسومات للحاصلات الزراعية التى كانت تقدم للإله آمون ومنها زكائب الفول، كما كان المصريون القدماء يطهون الفولويسمونه “بيصورو” وهى نفسها “البيصارة” التى نعرفها الآن ويقبل عليها عامة المصريين. مع الملاحظة ان البصارة من اقوى انواع الأغذية المحاربة للفيروسات.

3ـ العدس: فقد استخدم بوفرة كغذاء للمصريين القدماء، وكان من أهم الأغذية التى تقدم كطعام لبناة الأهرام من العمال والفنيين وغيرهم، حيث كان يصرف الملوك الفراعنة للعمال وجبة غذائية متكاملة من العدس والبصل والثوم والتمر وهي توليفة يفطرون بها يوميا  (وهذه التوليفة مقاومة لكل انواع الفيروسات) والمعروف أن 300 جرام من العدس تعادل حوالي 500 جرام من اللحم الأحمر، كما أن العدس يؤكل كبديل للحوم حيث يساهم في خفض معدلات الكوليسترول وأمراض القلب والضغط المرتفع، بالإضافة إلي أنه يحتوي علي نسبة عالية من حمض الفوليك الذي يقلل احتمالات إصابة الجنين بتشوهات العمود الفقري.

4ـ الحمص: كطعام بعد تمليحه وهو مايعرف الآن باسم “الملانة”، وكذلك الحال مع “الترمس” الذى كان يؤكل بعد نقعه فى الماء وتمليحه وكانت له أهمية كبيرة فى كثير من الأغراض الطبية لفائدته فى علاج الإمساك، ومرضى السكري وغير ذلك.. كما أقبل المصريون القدماء على اللوبيا والبسلة لفوائدهما الغذائية والصحية، لذلك أصبحت “البقول” من الأغذية الرئيسية لقدماء المصريين لانهم يعرفون أن البقول غنية بعناصر غذائية ضرورية جداً لجسم الإنسان ولصحته ولجهازه المناعى مثل الكربوهيدرات والبروتين والألياف الغذائية، ونسبة معقولة من الفوسفور والحديد وفيتامينات “ب1، ب2” ، كما تتميز البقول بمحتواها العالى من معدن البوتاسيوم، فاللوبيا مثلاً تعتبر من أهم البقول الغذائية لأنها تمد الجسم بكميات من البروتين والفيتامينات والمعادن، كما أنها تحتوى على عنصر “السيلينيوم” الذى يمنح الحيوية والنشاط ويقاوم الإجهاد والتعب ويبطئ من ظهور أعراض الشيخوخة ويقاوم الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة.

5ـ الثوم والفجل: أما الثوم فحكايته لا تنتهي .. فالعمال كانوا يضربون عن العمل في حالة عدم تقديم الثوم لهم في الوجبة اليومية، وكان معدل تناول الثوم يصل إلي 10 حبات يوميا مع بقية مكونات الوجبة .. وتشير النقوش الموجودة على جدران المعابد الفرعونية أن “للثوم” مكانة عظيمة عند المصريين القدماء فهو يزيد من مقاومة الإنسان للأمراض ويقوى الجهاز المناعى ويطيل العمر، وكانوا يطلقون عليه ” ترياق الفقراء”، حيث كان أجدادنا يصنعون منه قلائد للاطفال للحماية من الأمراض المعدية، وكان يؤكل مع الفجل ليمنح العمال النشاط والقوة .

6ـ الأسماك: كانت دائما غذاء شهيا على موائد المصريين القدماء، وكان مصدرها مياه النيل وفروعه والترع والمصارف القريبة من الحقول، وكان معروفا فى ذلك الوقت الأسماك النيلية مثل البلطى والبورى والبياض والشيلان والقراميط، ويحكى التاريخ وجود أحجار من الجرانيت تمثل رجلين ضخمى الجسم غزيرى شعر الرأس والذقن يسيران جنبا إلى جنب فى خطوة واحدة ويحملان مائدة يتدلى منها نوع فاخر من السمك “البياض”، وتسجل بردية “هاريس” كميات وفيرة من الأسماك من بين ما يوزع من الطعام فى معابد طيبة وأون ومنف، من أنواع مختلفة من البورى والقراميط والشال وهى من الأسماك المتوسطة الحجم، أما السمك البلطى فكان كبير الحجم وكانت سمكة واحدة كبيرة تكفى وحدها لإطعام أسرة بأكملها.

واعتاد الفراعنة تناول الأسماك فى وجبة أسبوعية أو وجبتين، لأن الأسماك تحتوى على أحماض دهنية مميزة تساعد فى الوقاية من أمراض القلب والشرايين، ومعروف أن أكلى الأسماك تقل فيهم نسبة الإصابة بالأزمات القلبية وأمراض القلب، كما ينصح خبراء التغذية بتناول أسماك السردين والتونا والماكريل والسالمون والرنجة والأنشوجة لأنها غنية بالأحماض الدهنية “أوميجا-3” وهى مواد ثبتت فعاليتها فى العلاج والوقاية من أمراض عديدة مثل ارتفاع الكوليسترول الضار وأمراض القلب والشرايين والجلطات القلبية وضغط الدم المرتفع ومضاعفات مرض السكري.

7ـ البصل: هو قاهر الموت.. والخس غذاء الملوك وقد عرفه الفراعنة في مصر وقدسوه وكانوا يحلفون به، وخلدوا اسمه في كتابات على جدران الأهرامات والمعابد وأوراق البردي، وكانوايضعونه في توابيت الموتى مع الجثث المحنطة لاعتقادهم أنه يساعد على التنفس عندما تعود إليهم الحياة، وهذا ما حدث عندما تم العثور علي مقبرة رمسيس الثالث، عندما وجد الخبراء بصلتين في عيون الملك رمسيس، واحدة كانت موضوعة في تجويف العين والأخرى تحت الإبط الأيسر، لاعتقادهم أن البصل يساعد الميت على التنفس عندما تعود إليه الحياة، كما كانوا يحرمون تناول البصل في أيام الأعياد لئلا تسيل دموعهم، فأيام الأعياد للفرح وليس للبكاء.

ووضع أطباء الفراعنة البصل في قوائم الأغذية المقوية التي كانت توزع على العمال الذين اشتغلوا في بناء الأهرامات، كما وصفوه مغذياً ومشهياً ومدراً للبول.

8ـ الخس: فهو غذاء الملوك وطعام الحكماء، لأنه غني بالكالسيوم والفسفور والحديد وبه مواد مانعة للسرطان كما يحتوي علي البيتاكاروتين وحمض الفوليك، وهو قليل السعرات، غني بالماء ومضاد للأكسدة ومهديء للأعصاب ومنوم طبيعي، وكانوا عند معاركهم وعند اتخاذ أي قرار يقومون بحرق أوراق الخس ويلتفون حولها لاستنشاقها حتي تهدئ أعصابهم.

9ـ اللحمة: كما عرف المصرى القديم اسم اللحمة بأسم “حات”، والعظم اسمه “بات”، والجزار اسمه “حاتي” والتى ما زالت تطلق حتى اليوم على صانع الكباب والكفتة، ومن يأكل الطعام كله نقول “حتتك بتتك” أي أنه لم يفرق بين اللحم والعظم، وقد نطلق علي هزيل الجسم “حاتا باتا” أي أنه جلد علي عظم.

هذا ما عرفناه من الفراعنة.. الاستنتاج ان غذاء الفراعنة كان صحيا  100% فإن شئت عمرا مديدا أمراضه قليلة اهتم بغذائك أولاً وعليك بالثقافة الغذائية الموجودة في الكتب والمجلات الصحية، وستتعرف على أمور مدهشة في تأثيرات الغذاء على الصحة. ومن حق بدنك عليك أن تعتني به وتحافظ عليه في سبيل حياة أمراضها قليلة، إن لكل شيء ثمن فالأكلات الأكثر لذة هي الأكثر ضررا، (وكم من لذة ذهبت متعتها وبقيت تبعاتها).

كان النظام  الغذائي الفرعوني على درجة عالية من الوعي والمعرفة العميقة باحتياجات الجسم طبقا للموارد المتاحة وقتها.

اليوم حيث تشهد كل البلدان العربية تغيرات اجتماعية واقتصادية سريعة، وبعض هذه التغييرات لها تأثير غذائي  سلبي على قطاعات معينة من السكان. وليس بوسع التوعية الغذائية أن تقتصر على مجرد “تصحيح الأمور” بعد حدوث سوء التغذية، بل عليها أن تجد وسيلة لترويج وتعزيز التدابير الوقائية لضمان تمتع السكان جميعا بمستوى تغذوي سليم.يمنحهم قوة دفاعية امام كل الامراض الجديدة التي تهجم فجاة، وهو ما يعيشه العالم الان.

اصبحت التوعية الغذائية مهارات حياتية أساسية وتستهدف غرس وتعزيز أنماط غذائية سليمة في سياق اجتماعي واقتصادي محدد. وترمي هذه التوعية إلى توفير معارف ومهارات كافية لمساعدة السكان على إنتاج وشراء وتجهيز وإعداد وتناول الأغذية التي يحتاجون اليها هم وأسرهم لاشباع احتياجاتهم الغذائية.

يتطلب هذا، من الناحية الأساسية، الإلمام بالمكونات الغذائية التى تشكل طعاما مغذيا، وباحسن السبل التي يستطيع بها الناس إشباع احتياجاتهم الغذائية من الموارد المتاحة. والقدرة على إجراء اختيارات غذائية سديدة أمر فائق الاهمية في الحالات التي يكون فيها توافر الأغذية محدودا والتى يتطلب فيها مستوى الدخل توزيعا دقيقا لموارد الأسرة الضئيلة.

لكن هذه المقدرة على إجراء اختيارات غذائية ملائمة تعد أمرا هاما حتى عندما لا يمثل توافر الأغذية أو فرص الحصول عليها أية مشكلة. وفي كلتا الحالتين يمكن أن تكون التوعية الغذائية مفيدة في مساعدة السكان على اتباع نظم غذائية أكثر صحة، لتحسين مستوى تغذيتهم. كما أن التوعية الغذائية توفر معرفة كافية وتشجع وتساعد على غرس الثقة في نفوس السكان للقدرة على الاختيار السديد.

بما ان النظام الغذائي المتبع ونقص النشاط البدني قد تم ربطهما بعدد من الأمراض الشائعة غير المعدية في جميع أنحاء العالم، فإن التوعية الغذائية يجب أن تشمل أيضا توجيهات بشأن أساليب الحياة الصحية، وبشأن النشاط البدني، ينبغي أن تكون التوعية الغذائية عنصرا هاما في الجهود التي يبذلها كل بلد لتحسين الحالة الغذائية لسكانه.

التحديات التي تواجه التوعية الغذائية

المشاكل الغذائية الناشئة عن نقص استهلاك الغذاء أو عدم توازنه أو الإفراط فيه والتي لها انعكاسات ملموسة تؤدي الى ضعف صحة الفرد وزيادة احتمالات وفاته المبكرة، وبالتالي تؤدي الى انخفاض انتاجية الأمة وارتفاع تكاليف الرعاية الصحية التي توفرها الدولة وهذه المعاناة والخسارة في الإمكانات البشرية، الناتجة عن جميع أشكال سوء التغذية، أمر غير مقبول.

نظرا لارتفاع معدلات النمو الحضري في معظم البلدان، فإن عدد السكان الذين يعيشون في المدن يتضاعف بنزوح سكان المناطق الريفية.

سكان المدن يعتمدون على أغذية يوردها الآخرون فمن البديهي ان يتغير نظامهم الغذائي الذي يغير من عاداتهم  الغذائية الصحية لاتباع أنماط حياة سليمة.

التنمية الاقتصادية والتوسع العمراني يغيران العادات الغذائية وأنماط الحياة، الأمر الذي قد يسفر عن الإفراط في استهلاك الأغذية دون اتزان ودون معرفة مكونات الغذاء.

بعض شرائح المجتمع  تتمتع بمزيد من الدخل القابل للإنفاق مما يسهل عليها في الاستهلاك اللامحسوب من المواد الغذائية.

لما كان عدد أكبر من الأطفال يأكلون خارج منازلهم أو يتولون أمر أنفسهم فإنهم يتناولون مزيدا من الأغذية التي لا يعرفون قيمتها الغذائية ولا مصدرها.

كما ان عددا أكبر من النساء يعملن خارج منازلهن يضاعف استهلاكهن لمزيد من الأغذية الجاهزة للأكل.

في الوقت الذي يعاني فيه عدد كبير من الناس من نقص التغذية السليمة، تشهد بلدان كثيرة تحولا في الحالة الصحية.

مع توافر هذه الانواع من التغذية فإن زيادة الوزن والسمنة تصبحان مشكلتين خطيرتين من مشكلات الصحة العامة. إذ تعتبر السمنة في صفوف الكبار أحد العوامل التي تساعد على الإصابة بالأمراض المزمنة  مثل أمراض القلب والأوعية الدموية، وارتفاع ضغط الدم، والسكتة الدماغية، ومرض السكر غير المعتمد على الانسولين، وبعض أنواع السرطان (سرطان الثدي والمبيض لدى المرأة، والبروستاتا لدى الرجال) وهي أمراض تؤدي إلى الوفاة المبكرة.

10ـ بالإضافة إلى هذه التغيرات في التكوين الديموغرافي وأنماط الحياة، تتوافر أغذية جديدة نتيجة اتباع أساليب زراعية جديدة، واستنباط تقنيات جديدة، ونتيجة للتبادل التجاري. مما يقلص الطلب تدريجيا على الأغذية التقليدية.

11ـ التحدي المطروح هو ضمان أن يكون السلوك الغذائي الجديد متفقا مع الاحتياجات التغذوية وتعميق الوعي.يكون  بأساليب التسويق الاجتماعي، مثل وسائل الإعلام والإعلان ورعاية الأنشطة، الوعي بقضايا التغذية داخل المجتمع المحلي، والتي تؤثر في الرأي العام، وترفع مكانة التوعية الفذائية.وفي أحيان كثيرة، ستكون عملية خلق دعم اجتماعي واسع النطاق هى المرحلة الأولى في إحدات تغييرات إيجابية.

كذلك توعية غذائية في المدارس أيضا. حيث أن التوعية المدرسية تتسم بأهمية فائقة في أي بلد حيث:

ـ إن التغذية السليمة ذات أهمية حاسمة للتطور البدني والصحة الذهنية لنمو الأطفال والمراهقين.

ـ يندرج أطفال المدارس فى عداد مستهلكي الحاضر والمستقبل، ولذا يحتاجون إلى توعية والى معلومات مناسبة من أجل إكسابهم أنماطاً غذائية صحية يراعونها طوال عمرهم.

ـ يؤدي أطفال المدارس، بوصفهم آباء المستقبل، دورا هاما في نمو أبنائهم لاحقاً.

ـ يوفر أطفال المدارس، بوصفهم أعضاء في الوحدة الأسرية، حلقة وصل هامة بين المدرسة والآباء والمجتمع المحلي بأسره.

ـ تزويد الأطفال بمعارف أساسية عن الأغذية والتغذية، بما في ذلك ادراج موضوعات غذائية وتغذوية في المناهج المدرسية.

ـ توفير طائفة واسعة من فرص التعليم العملية على مستوى المجتمع المحلي تستهدف خلق مواقف ومهارات وصور سلوك إيجابية. ويمكن لهذا المنهج أن يشمل على سبيل المثال الحدائق المدرسية، ومناولة الأغذية بعد الحصاد في المدارس الريفية، وزيارات لمتاجر الأغذية وأسواقها في المدارس الحضرية، ودراسة الاعداد الصحي للأغذية في المنزل والمدرسة، وكيفية حماية موارد الأراضي والمياه.

ـ اشراك أخصائيي التغذية والتعليم، والمعلمين، والطلاب، والآباء، وقادة المجتمع في عملية التوعية التغذوية المدرسية.

ـ تنفيذ سياسات وممارسات ومقاييس تشجع التلاميذ على اكتساب مهارات حياتية والاعتزاز بالنفس.

ـ السعي إلى توفير بيئة مدرسية صحية، وذلك مثلا بتوفير خدمات طعام مدرسية جيدة.

ـ عن طريق التوجه في وقت واحد الى التلاميذ والمعلمين وموظفي المدرسة والآباء والمجتمع، يمكن الإسراع بتحسين كل من البيئة التي يتعلم فيها الطلاب والبيئة التي يعيشون فيها، وتعزيز مكانة المدرسة كإطار صحي للحياة والتعلم والعمل.

ـ كما ينبغي النظر إلى التوعية الغذائية في المدارس على أنها نقطة بداية قيمة لبناء قدرات كل من المدرسة والمجتمع على الاستجابة للاحتياجات الغذائية والصحية الهامة.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى