تقارير

«الغليان المناخي» ومستقبل المياه على كوكبنا

إعداد: د.شكرية المراكشي

رئيس مجلس إدارة شركة مصر تونس للتنمية الزراعية واستصلاح الأراضي

(وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ)، (وأنزلنا من السماء ماء طهورا،) (وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ)،(وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاء بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً) ذكرالله سبحانه وتعالى  الماء 63 مرة في القران الكريم  حتى ينتبه العباد لهذه النعمة العظيمة وقيمتها وأهميتها في حياتهم، وحياة أي كائن حي، لأن في وجوده تصبح كل مقومات الحياة متوفرة من زرع ونبات ورفاهية للإنسان، وعلى العكس إذا نقص الماء وجد القحط والفقر والجوع.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

الماء هو سر الحياة وسر الوجود وهو أحد أهم الموارد التي يحتاجها الإنسان للعيش. الماء ضروري  للزراعة، للشرب، والطبخ، والتنظيف، والري، والصناعة. الماء هو سر الحياة، وهو ضروري للإنسان والحيوان والنبات. ومع ذلك، فإن المياه العذبة باتت شحيحة في العديد من مناطق العالم. وتكثر النزاعات والحروب على المياه بين بعض الدول الصديقة والمجاورة منذ سنين.

لقد أصبح الماء نادرا في العديد من أنحاء العالم. ويرجع ذلك إلى عدة عوامل، منها تغير المناخ والنمو السكاني ونقص البنية التحتية. ندرة المياه يمكن أن تؤدي إلى العديد من المشاكل، بما في ذلك: الجوع – الفقر – الأمراض والنزاعات.

اقرأ المزيد: «الأمن الغذائي» في مواجهة التغيرات المناخية

نزاعات على المياه

من المحتمل أن تؤدي ندرة المياه إلى اندلاع حروب في المستقبل. حيث يُعد الماء أحد الموارد الطبيعية الأساسية التي يحتاجها البشر للعيش. ومع تغير المناخ وزيادة عدد السكان، فإن ندرة المياه ستصبح مشكلة أكثر إلحاحا.

لقد أدت ندرة المياه بالفعل إلى اندلاع العديد من النزاعات في جميع أنحاء العالم. ومن المتوقع أن يزداد عدد هذه النزاعات في المستقبل. وهذه بعض من أهم النزاعات التي اندلعت حول الماء في العالم:

اقرأ المزيد: خيارات مصر لمواجهة تعنت إثيوبيا بشأن سد النهضة

ـ في عام 2008، اندلعت حرب بين إثيوبيا وإريتريا بسبب سد النهضة الإثيوبي الكبير. كان السد الذي تبلغ تكلفته 4,8 مليار دولار يُنظر إليه على أنه تهديد لإريتريا، التي تعتمد على نهر النيل الأزرق للحصول على المياه. استمرت الحرب لمدة عام وتسببت في مقتل أكثر من 1000 شخص.

ـ نزاع سد النهضة الإثيوبي: النزاع في عام 2011، عندما بدأت إثيوبيا ببناء سد النهضة الإثيوبي على نهر النيل وفي عام 2014 تفاقم النزاع بين مصر والسودان وإثيوبيا حول بناء سد النهضة. يُعد سد النهضة الإثيوبي أكبر سد في إفريقيا، ويُتوقع أن ينتج 6.45 جيجاوات من الكهرباء. لكن مصر والسودان تعارضان بناء السد، خشية أن يؤثر على حصتهما من مياه النيل.

اقرأ المزيد: التغيرات المناخية.. أرقام أساسية

ـ في عام 2015، اندلع نزاع بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية حول المياه. وتطالب إسرائيل بحق استخدام المياه الجوفية في الضفة الغربية، بينما تطالب السلطة الفلسطينية بحق استخدام هذه المياه أيضا.

ـ النزاع بين تركيا وسوريا والعراق حول نهر الفرات ينشأ هذا النزاع حول سد أتاتورك على نهر الفرات يُعد نهر الفرات أحد أهم الأنهار في الشرق الأوسط، ويُستخدم في ري الأراضي الزراعية في تركيا وسوريا والعراق. وقد اندلع نزاع بين هذه الدول حول حصص المياه.

ـ نزاع المياه بين إيران والعراق: يدور هذا النزاع منذ سنوات حول نهر دجلة. تطالب إيران بحق استخدام مياه النهر، بينما تطالب العراق بحق استخدامها أيضا.

ـ نزاع المياه بين الهند وباكستان: ينشأ هذا النزاع حول نهر الهند. تطالب الهند بحق استخدام مياه النهر، بينما تطالب باكستان بحق استخدامها أيضًا.

ـ نزاع المياه بين المكسيك والولايات المتحدة: ينشأ هذا النزاع حول نهر كولورادو. تطالب المكسيك بحق استخدام مياه النهر، بينما تطالب الولايات المتحدة بحق استخدامها أيضا.

ـ النزاع بين الصين ودول آسيا الوسطى حول نهر ينسي: يُعد نهر ينسي أحد أهم الأنهار في آسيا، ويُستخدم في توليد الطاقة الكهرومائية والري في الصين ودول آسيا الوسطى. وقد اندلع نزاع بين هذه الدول حول حصص المياه.

هذه مجرد أمثلة قليلة على النزاعات التي نشأت بسبب ندرة المياه، من المتوقع أن يزداد عددها في المستقبل المنظور، حيث يصبح الماء أكثر ندرة.

اقرأ المزيد: «العواصف الشمسية».. تحديات تواجه الإنسان مع التغيرات المناخية

حلول ندرة المياه

من المهم أن نبدأ في التفكير في كيفية حل مشكلة ندرة المياه، ومن بين الحلول الممكنة:

1ـ تحسين كفاءة استخدام المياه: يمكننا تحسين كفاءة استخدام المياه من خلال إصلاح التسربات، واستخدام تقنيات الري الحديثة، وزراعة محاصيل تتطلب كميات أقل من المياه.

2ـ تطوير مصادر جديدة للمياه: يمكننا تطوير مصادر جديدة للمياه، مثل تحلية مياه البحر، وإعادة استخدام المياه العادمة، واستخدام تقنيات ترشيد المياه.

3ـ بناء البنية التحتية اللازمة لتوزيع المياه: يمكننا بناء البنية التحتية اللازمة لتوزيع المياه، مثل إنشاء السدود والخزانات وخطوط الأنابيب.

4ـ التوصل إلى اتفاقيات دولية بشأن إدارة المياه: يمكننا التوصل إلى اتفاقيات دولية بشأن إدارة المياه، مثل اتفاقيات المياه المشتركة بين الدول.

إذا لم نبدأ في حل مشكلة ندرة المياه، فإننا نواجه مستقبلا مظلما. حيث ستصبح المياه نادرة وباهظة الثمن، وستشهد العديد من البلدان صراعات واضطرابات بسبب هذه المشكلة.

اقرأ المزيد: وزير الري: بعض أماكن الساحل الشمالي مُعرضة للغرق بسبب التغيرات المناخية

لو تجمعت كل كميات الأمطار التي تنزل من السماء لكانت  تكفي  كوكب الأرض  ومن عليه من بشر وكائنات حية وغابات وزروع، لو تجمعت العلوم والابحاث العالمية لايجاد حلول هندسية للمحافظة على الكمية الهائلة من مياه الأمطار المتجمعة في الأنهار والوديان واتفقت الدول فيما بينها على تمرير المياه لمن هو في حاجة اليها بإنشاء خطوط وقنوات وبناء سدود لمنع  هدر المياه التي تذهب للبحار والمحيطات عبر تلك الأنهار. مع العدل والمساوات في التوزيع سيعيش العالم كله في امن وسلام ورخاء بعيدا عن الحروب والتباغض والتناحر.

تقدر كمية المياه التي تنزل من السماء على كوكب الأرض بنحو آلاف الكيلومترات مكعب في السنة، وهذه الكمية من المياه أكثر من كافية لتلبية احتياجات جميع البشر على الأرض. ومع ذلك، فإن حوالي 70٪ من هذه المياه تتبخر مرة أخرى إلى الغلاف الجوي، ولا تصل إلا 30٪ منها إلى سطح الأرض.

من بين 30٪ من المياه التي تصل إلى سطح الأرض، يتم هدر حوالي 70٪ منها. يحدث هذا الهدر بسبب سوء ادارة هذه المياه وانانية الشعوب.

من بين الحلول الممكنة تحسين كفاءة استخدام المياه – تطوير مصادر جديدة للمياه – بناء البنية التحتية اللازمة لتوزيع المياه والتوصل إلى اتفاقيات دولية بشأن إدارة المياه ادارة حكيمة.

الاحتباس الحراري والمياه

تشير التقديرات إلى أن ما يقرب من ملياري شخص في العالم لا يحصلون على مياه شرب آمنة. كما أن العديد من البلدان تعاني من ندرة المياه، مما يؤدي إلى صراعات بين الدول والمجتمعات.

في المستقبل، من المتوقع أن تزداد ندرة المياه بشكل أكبر. وذلك بسبب النمو السكاني، وتغير المناخ، وتلويث المياه.

نحن الآن في فترة حساسة من التغيرات المناخية ومن الاحتباس الحراري ومن نقص في المياه. هذه المشكلات الثلاث مترابطة، وكلها تؤثر على استمرارية الحياة على هذا الكوكب.

يؤدي الاحتباس الحراري إلى ذوبان الأنهار الجليدية، مما يؤدي إلى ارتفاع  مستويات سطح البحر. يؤدي هذا إلى غرق الأراضي الساحلية، وهجرة الحيوانات والبشر. كما أنه يتسبب في حدوث أعاصير وفيضانات أكثر حدة، والتي يمكن أن تلحق أضرارا بالممتلكات والبنية التحتية.

يؤدي نقص المياه إلى الصراعات بين الدول، وهجرة السكان، وانتشار الأمراض. كما أنه يؤثر على الزراعة والصناعة، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار.

اقرأ المزيد: تغير المناخ وإدارة الموارد المائية

يقول علماء المناخ إننا نعيش بالفعل في بداية “الغليان المناخي”، وهو مصطلح يشير إلى مرحلة جديدة من تغير المناخ، حيث ترتفع درجة حرارة الأرض إلى مستوى يصبح فيه من غير الممكن للبشرية التكيف معها. ويتميز الغليان المناخي بزيادة هطول الأمطار الغزيرة، وارتفاع مستوى سطح البحر ، وأحداث الطقس القاسية الأخرى.

أن تغير المناخ يحدث، وأن النشاط البشري هو السبب الرئيسي له. كما  يشير تقرير تقييم المناخ السادس للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) إلى أن “من المرجح للغاية أن يكون النشاط البشري هو السبب الرئيسي لتغير المناخ منذ منتصف القرن العشرين”.

للغليان الماخي عواقب وخيمة على كوكب الأرض. وقد بدا يتسبب في ارتفاع مستوى سطح البحر، مما يغرق المدن الساحلية. وبدا يتسبب أيضا في الحرائق في اغلب الدول والجفاف، مما يقتل المحاصيل ويسبب المجاعة.بدأنا نعيش احداثا مناخيا  قاسية، مثل العواصف الشديدة والفيضانات وارتفاع درجات الحرارة.

الغليان المناخي

الغليان المناخي هو مصطلح يستخدم لوصف الاحترار العالمي الذي يحدث بسرعة أكبر مما لا يمكن للكوكب التعامل معه. يؤدي هذا إلى تغييرات في دوران الغلاف الجوي، مما قد يؤدي إلى آثار مدمرة على الكوكب. وذلك بارتفاع درجة حرارة القطبين، مما قد يتسبب في حدوث تغيرات في اتجاهات الرياح والأنظمة الجوية عند ذوبان الأنهار الجليدية مما يؤدي الى تغيرات في مستويات الرطوبة في الغلاف الجوي، وهذا يتسبب في حدوث تغيرات في كمية الأمطار التي تتساقط.

يكون للتغيرات في دوران الغلاف الجوي الناجمة عن الغليان المناخي آثار مدمرة على الكوكب، مثل ارتفاع مستوى سطح البحر، وذوبان الأنهار الجليدية، وزيادة حدة الأحداث الجوية المتطرفة، مثل موجات الحر، والجفاف، والفيضانات، والعواصف. وهذه الاحداث  تؤدي إلى خسائر في الأرواح والممتلكات، وتؤثر على سبل العيش.

 اما ذوبان الأنهار الجليدية فهي تساهم في ارتفاع مستوى سطح البحر. كما أنه يؤثر على النظم البيئية التي تعتمد عليها.

أسباب الغليان المناخي

هناك العديد من الأسباب للغليان المناخي، ولكن السبب الرئيسي هو حرق الوقود الأحفوري، مثل الفحم والنفط والغاز الطبيعي. وهذا الوقود الأحفوري يطلق الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، والتي تتسبب في احتباس الحرارة وارتفاع درجات الحرارة العالمية. وزيادة شدة الأحداث الجوية المتطرفة، وموت الأنواع النباتية والحيوانية. يمكن أن يؤدي أيضًا إلى نزاعات وهجرة جماعية.

من المهم أن نتذكر أن الغليان المناخي ليس شيئا يحدث للآخرين. إنه يحدث لنا الآن. لدينا القدرة على التأثير على مستقبل الكوكب. إذا عملنا معًا، فيمكننا الحد من الغليان المناخي وحماية كوكبنا للأجيال القادمة.

الغليان المناخي هو أكثر ضررا على كوكب الأرض من العواصف الشمسية. العواصف الشمسية هي انفجارات قصيرة ومفاجئة من الطاقة تنطلق من الشمس. يمكن أن تسبب العواصف الشمسية انقطاعا في الطاقة وضررا بالأقمار الصناعية، ولكنها لا تؤثر على درجة حرارة الأرض بشكل كبير.

اقرأ المزيد: 21 توصية مخرجات محور التغيرات المناخية وتداعياتها للندوة العلمية الافتراضية للجامعة الأفروآسيوية المفتوحة بالمغرب

مشاكل الغليان المناخي

اما موجات حر الغليان المناخي فهي تؤدي إلى حدوث مجموعة متنوعة من المشاكل، بما في ذلك: وفاة الناس بسبب ضربات الشمس والإجهاد الحراري، انتشار الأمراض، مثل الملاريا، تلف المحاصيل، حرائق الغابات والاهم من ذلك انهيار البنية التحتية بعدة طرق، هى:

أولا: يتسبب ارتفاع درجات الحرارة في ذوبان الأنهار والقمم الجليدية، مما يؤدي إلى ارتفاع مستويات سطح البحر. هذا بدوره يؤدي إلى إغراق البنية التحتية الساحلية، مثل الطرق والمنازل وقطع الطرق والسكك الحديدية والبنية التحتية الأساسية.

ثانيا: يتسبب ارتفاع درجات الحرارة في زيادة هطول الأمطار، مما يؤدي إلى حدوث فيضانات. وتؤدي الفيضانات إلى إتلاف البنية التحتية ايضا، مثل الطرق والجسور والمنازل.

ثالثا: يتسبب ارتفاع درجات الحرارة في حدوث موجات جفاف، مما يؤدي إلى جفاف الأنهار والبحيرات. وبالتالي نقص المياه وجعل المحاصيل غير قابلة للزراعة.

رابعا: يتسبب ارتفاع درجات الحرارة في حدوث العواصف الشديدة، مثل الأعاصير والفيضانات. وتؤدي هذه العواصف والفيضانات إلى إتلاف البنية التحتية، مثل الطرق والجسور والمنازل. وإلى إتلاف البنية  التحتية من السدود وقنوات الري. و يؤدي إلى زيادة مخاطر الحرائق، مما يلحق الضرر بالممتلكات ويؤدي إلى إصابات ووفيات.

خامسا: يؤدي إلى هجرة جماعية، مما يضع ضغطا على البنية التحتية في البلدان المضيفة.

يكون انهيار البنية التحتية الناجم عن الغليان المناخي له آثار مدمرة على الاقتصاد والمجتمع. ويؤدي إلى خسائر في الأرواح والممتلكات، كما يؤدي إلى اضطرابات اجتماعية وسياسية. ويؤدي أيضا إلى تفاقم الفقر والجوع، وانتشار الأمراض.

اقرأ المزيد: «أبوحديد» خلال المؤتمر السنوي الدولي الـ24 للجمعية المصرية للهندسة الزراعية: الزراعة المحمية أحد الوسائل الفعالة لترشيد استخدامات المياه

أظهرت الدراسات أن الغليان المناخي يمكن أن يؤدي إلى انهيار البنية التحتية في الدول النامية بشكل خاص، وذلك لأن هذه الدول لديها بنية تحتية أقل مقاومة لتغير المناخ، كما أنها لديها موارد أقل للتكيف مع هذه التغيرات.

من المهم أن نأخذ تهديد انهيار البنية التحتية الناجم عن الغليان المناخي على محمل الجد. يجب أن نعمل على تقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، كما يجب أن نعمل على تطوير بنية تحتية أكثر مقاومة لتغير المناخ.

الغليان المناخي هو تهديد وجودي للبشرية، ويجب أن نتخذ إجراءات فورية لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وحماية الكوكب وإذا لم نتخذ إجراءات الآن، فقد يكون الغليان المناخي كارثيا، والمتوقع أن تؤدي تغيرات المناخ إلى تفاقم مشكلة ندرة المياه، مما قد يؤدي إلى اندلاع صراعات على المياه في جميع أنحاء العالم. وذلك بسبب انخفاض معدل هطول الأمطارو زيادة مدة الجفاف. لذلك من المهم أن نبدأ في التفكير في كيفية حل مشكلة ندرة المياه.

حروب وصراعات على المياه

لقد شاهدنا بالفعل أدلة على أن تغيرات المناخ تؤدي إلى صراعات على المياه. ومن المتوقع أن تزداد هذه النزاعات في المستقبل، حيث يصبح تغير المناخ أكثر حدة.  وخصوصا مع النمو  السكاني، حيث تزداد الحاجة إلى المياه وبالتالي تزداد الحاجة للمياه لكل الخدمات اللازمة والمناسبة لتزايد اعداد السكان، لذلك إذا لم نبدأ في اتخاذ إجراءات لمعالجة مشكلة ندرة المياه، فإننا نواجه مستقبلًا مظلمًا فعلا. حيث ستصبح المياه نادرة وباهظة الثمن، وستشهد العديد من البلدان صراعات واضطرابات بسبب هذه المشكلة.

نعم، من المحتمل أن تكون الحرب العالمية القادمة على المياه. وذلك لأن تغير المناخ يؤدي إلى تغيرات في أنماط هطول الأمطار، مما يؤدي إلى الجفاف في بعض المناطق والفيضانات في مناطق أخرى. كما يؤدي تغير المناخ إلى ذوبان الأنهار الجليدية، كما يتسبب ايضا في انخفاض مستويات المياه في الأنهار والبحيرات.

اقرأ المزيد: القصير: قطاع الزراعة يواجه العديد من التحديات أهمها محدودية الأرض والمياه

ومن بين الآثار المحتملة للحرب العالمية على المياه:

ـ الهجرة الجماعية: تؤدي الحرب العالمية على المياه إلى هجرة جماعية للناس الذين يبحثون عن المياه.

ـ الاضطرابات السياسية والاجتماعية: تؤدي الحرب العالمية على المياه إلى اضطرابات سياسية واجتماعية في العديد من البلدان.

ـ الصراعات المسلحة: تؤدي الحرب العالمية على المياه إلى صراعات مسلحة بين الدول والمجتمعات.

ـ الأوبئة: تؤدي الحرب العالمية على المياه إلى انتشار الأوبئة بسبب سوء النظافة ونقص المياه الصالحة للشرب.

من المهم أن نتذكر أن الحرب العالمية على المياه ليست شيئا يجب أن نخافه فقط في المستقبل. فهي تحدث بالفعل في العديد من أنحاء العالم. لذلك، من المهم أن نبدأ في العمل الآن على حل مشكلة ندرة المياه.

تحديات دولية تواجه إدارة المياه

هناك العديد من التحديات التي تواجه التوصل إلى اتفاقيات دولية بشأن إدارة المياه، ومن بين هذه التحديات:

1ـ الاختلافات في المصالح: تختلف مصالح الدول في إدارة المياه. فبعض الدول تتمتع بموارد مائية وفيرة، بينما تعاني دول أخرى من ندرة المياه. وهذا يؤدي إلى اختلافات في الآراء حول كيفية إدارة الموارد المائية المشتركة.

2ـ الاختلافات في القدرات: تختلف قدرات الدول في إدارة المياه. فبعض الدول لديها بنية تحتية متقدمة للري وتوزيع المياه، بينما تعاني دول أخرى من نقص البنية التحتية. وهذا يؤدي إلى اختلافات في القدرة على إدارة الموارد المائية بشكل فعال.

3ـ الاختلافات في السياسات: تختلف سياسات الدول بشأن إدارة المياه. فبعض الدول تعتمد على نهج السوق في إدارة المياه، بينما تعتمد دول أخرى على نهج التخطيط المركزي. وهذا يؤدي إلى اختلافات في النهج الذي تتبعه الدول في إدارة الموارد المائية، حيث يعتمد نهج السوق على استخدام الأسعار لتوجيه استخدام المياه، ويتم تحديد سعر المياه من خلال العرض والطلب، ويدفع المستخدمون سعرا محددا مقابل استخدام المياه.

اقرأ المزيد: زراعة الغابات أحد الحلول لمواجهة التغيرات المناخية

4ـ يمكن أن يساعد هذا النهج في ضمان أن يتم استخدام المياه بكفاءة، حيث سيدفع المستخدمون فقط مقابل المياه التي يستخدمونها بينما يعتمد نهج التخطيط المركزي على الحكومة لتحديد كيفية توزيع المياه. تقوم الحكومة بتحديد كمية المياه التي يتم توزيعها، وإلى من يتم توزيعها.

5ـ يمكن أن يساعد هذا النهج في ضمان أن يتم توزيع المياه بشكل عادل، حيث يمكن للحكومة التأكد من أن جميع الناس لديهم إمكانية الوصول إلى المياه ولكن هناك مزايا وعيوب لكل من نهج السوق ونهج التخطيط المركزي. يتميز نهج السوق بالمرونة، حيث يمكن أن يتكيف بسرعة مع التغيرات في العرض والطلب.

6ـ مع ذلك، يمكن أن يكون نهج السوق غير عادل، حيث يمكن أن يؤدي إلى أن يدفع بعض الناس أكثر من غيرهم مقابل المياه ويتميز نهج التخطيط المركزي بالعدالة، حيث يمكن أن يضمن أن جميع الناس لديهم إمكانية الوصول إلى المياه. ومع ذلك، يمكن أن يكون نهج التخطيط المركزي غير مرن، حيث قد يستغرق وقتا طويلا للتكيف مع التغيرات في العرض والطلب ، في النهاية، أفضل نهج لإدارة المياه هو النهج الذي يناسب أفضل احتياجات البلد أو المنطقة. لا يوجد نهج صحيح أو خاطئ، ويعتمد النهج الأفضل على مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك المناخ والتضاريس والاقتصاد.

على الرغم من هذه التحديات، إلا أنه من المهم التوصل إلى اتفاقيات دولية بشأن إدارة المياه، وذلك لأن المياه مورد مشترك، ومن المهم أن تتعاون الدول في إدارة هذا المورد بشكل فعال. هناك العديد من الحلول التي يمكن أن تساعد في التوصل إلى اتفاقيات دولية بشأن إدارة المياه. ومن بين هذه الحلول:

اقرأ المزيد: التغيرات المناخية وتأثيرها على المنظومة الزراعية

حلول للتوصل إلى اتفاقيات دولية لإدارة المياه

1ـ الحوار والتفاوض: من المهم أن تفتح الدول قنوات الحوار والتفاوض حول إدارة المياه. وذلك من أجل تبادل الآراء والمصالح ومحاولة إيجاد حلول مشتركة.

2ـ التعاون الدولي: من المهم أن تتعاون الدول مع بعضها البعض في إدارة المياه. وذلك من خلال تبادل الخبرات والتقنيات والتمويل.

3ـ بناء القدرات: من المهم أن تساعد الدول التي تعاني من ندرة المياه في بناء القدرات الخاصة بها في إدارة المياه. وذلك من خلال تقديم المساعدة الفنية والمالية.

إن التوصل إلى اتفاقيات دولية بشأن إدارة المياه ليس بالأمر السهل، ولكن من المهم أن نبدأ في العمل على ذلك الآن. وذلك لأن المياه مورد أساسي للحياة، ومن المهم أن نضمن أن يتمتع الجميع بالوصول إلى المياه النظيفة.

هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها التوصل إلى اتفاقيات دولية بشأن إدارة المياه. إحدى الطرق هي التفاوض على اتفاقيات بين الدول التي تشترك في نفس مصدر المياه. يمكن أن تتضمن هذه الاتفاقيات شروطًا حول كيفية استخدام المياه وتوزيعها.

اقرأ المزيد: لماذا الاحتياج إلى الإدارة المستدامة للأراضي والمياه؟

طريقة أخرى للتوصل إلى اتفاقيات دولية بشأن إدارة المياه هي إنشاء منظمات دولية. يمكن لهذه المنظمات أن تساعد الدول على التعاون في إدارة المياه وحل النزاعات حول المياه.

من المهم أيضا أن تكون الدول على دراية بالآثار المحتملة لتغير المناخ على الموارد المائية. مما  يساعد هذه الدول على اتخاذ خطوات لمعالجة هذه الآثار وحماية مواردها المائية.

من المهم أن نتذكر أن مشكلة ندرة المياه هي مشكلة عالمية. لذلك، من المهم أن تعمل الدول معًا لحل هذه المشكلة.

المياه والنزاعات

هناك العديد من الأسباب التي تجعل المياه مصدرا للنزاع، وهى:

أولا: المياه ضرورية للحياة. بدونها، لا يمكن للناس البقاء على قيد الحياة.

ثانيا: المياه ضرورية للزراعة. بدونها، لا يمكن للناس زراعة الطعام.

ثالثا: المياه ضرورية للصناعة. بدونها، لا يمكن للشركات أن تعمل.

اقرأ المزيد: البنك الدولى يحذر من حروب أهلية بسبب المياه

رابعا: مع تزايد عدد السكان، تزداد الحاجة إلى المياه. ومع ذلك، فإن موارد المياه محدودة. هذا يؤدي إلى صراع على المياه بين الدول والشركات والأفراد.

في المستقبل، من المرجح أن تؤدي أزمة المياه إلى المزيد من النزاعات. يمكن أن تكون هذه النزاعات صغيرة مثل الخلافات بين الجيران حول حق الوصول إلى الماء، أو يمكن أن تكون كبيرة مثل الحروب بين الدول.

من المهم أن نأخذ أزمة المياه على محمل الجد. يجب أن نعمل على إيجاد طرق لزيادة إمدادات المياه وتحسين إدارة المياه. يجب أن نعمل أيضا على تعزيز السلام بين الدول التي تعتمد على نفس الموارد المائية.

إذا لم نفعل شيئا، فمن المرجح أن تؤدي أزمة المياه إلى المزيد من النزاعات في المستقبل. يمكن أن يكون لهذه النزاعات عواقب وخيمة على السلام والأمن العالميين.

بورصة للمياه

تم افتتاح أول بورصة مياه في العالم في عام 1995 في سيدني باستراليا، ومنذ ذلك الحين، تم افتتاح بورصة مياه في العديد من البلدان الأخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة وإسبانيا وإسرائيل.

بورصة المياه هي سوق يتم فيه تداول المياه كسلعة ولا أعتقد أن بورصة المياه التي افتتحت في الولايات المتحدة مؤخرا ستكون حلا فعالا لإدارة المياه. أعتقد أن البورصة ستؤدي إلى ارتفاع أسعار المياه، مما سيجعلها غير متوفرة للأشخاص الذين يعيشون في فقر. كما أعتقد أن البورصة ستؤدي إلى تركيز ملكية المياه في أيدي عدد قليل من الشركات الغنية، مما سيؤدي إلى عدم المساواة، وستؤدي بورصة المياه إلى نقص المياه، حيث ستسعى الشركات الغنية إلى الحصول على أكبر قدر ممكن من المياه.

اقرأ المزيد: الزراعة المستدامة وعلاقتها بالمياه

عدم كفاءة استخدام المياه: ستؤدي بورصة المياه إلى عدم كفاءة استخدام المياه، حيث ستسعى الشركات الغنية إلى الحصول على أكبر قدر من الربح من المياه، حتى لو لم يتم استخدامها بشكل فعال.

هناك العديد من المزايا المحتملة لبورصات المياه. يمكن أن تساعد في تحسين كفاءة استخدام المياه من خلال تحفيز المزارعين والشركات على استخدام المياه بشكل أكثر كفاءة. كما يمكن أن تساعد في ضمان توافر المياه للجميع، حتى في أوقات الجفاف.

ومع ذلك، هناك أيضا بعض المخاطر المحتملة لبورصات المياه. يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع أسعار المياه، مما قد يضر بالمستهلكين الفقراء. كما يمكن أن تؤدي إلى تركيز القوة في أيدي عدد قليل من الشركات الكبيرة، مما قد يضر بالمنافسة في سوق المياه.

بشكل عام، فإن الآثار المحتملة لبورصات المياه على الدول الفقيرة غير مؤكدة. يمكن أن يكون لها آثار إيجابية، مثل تحسين كفاءة استخدام المياه وضمان توافر المياه للجميع. ومع ذلك، يمكن أن يكون لها أيضا آثار سلبية، مثل ارتفاع أسعار المياه وتركيز القوة في أيدي عدد قليل من الشركات الكبيرة. من المهم إجراء مزيد من الدراسات لتقييم الآثار المحتملة لبورصات المياه على الدول الفقيرة قبل اتخاذ أي قرار بشأن ما إذا كان ينبغي افتتاحها أم لا.

قد تساعد بورصة المياه في ضمان أن المياه متوفرة لمن يحتاجون إليها. عندما يكون هناك سوق للمياه، يمكن للناس الذين لديهم مياه زائدة بيعها للناس الذين ليس لديهم ما يكفي من المياه. وهذا قد يساعد في ضمان أن الجميع لديهم إمكانية الوصول إلى المياه التي يحتاجون إليها للشرب والطبخ والري.

اقرأ المزيد: هل تحدد المياه ملامح المشهد السياسي في القرن الحالي؟

بشكل عام، هناك العديد من الفوائد المحتملة لبورصات المياه، ولكن هناك أيضا بعض المخاطر المحتملة. من المهم أن تؤخذ هذه الفوائد والمخاطر في الاعتبار عند اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان ينبغي فتح بورصة مياه في بلد ما.

أعتقد أن هناك طرقًا أفضل لإدارة المياه من إنشاء بورصة. و أن من المهم أن نركز على تحسين كفاءة استخدام المياه وتطوير مصادر جديدة للمياه. كما أعتقد أنه من المهم أن نتأكد من أن المياه متوفرة للجميع، بغض النظر عن دخلهم.

إذا لم تجد الحكومات حلا جذريا وسريعا للحفاظ على المياه وتحسين إدارتها، فسنصل إلى نتيجة كارثية وهي الحرب من أجل المياه.

هناك العديد من الأسباب التي تجعلني أعتقد ذلك. أولاً، يزداد الطلب على المياه بشكل مطرد في جميع أنحاء العالم. ويرجع ذلك إلى النمو السكاني، والتوسع العمراني، والتغير المناخي.

إن تتناقص مصادر المياه العذبة المتاحة. ويرجع ذلك إلى التلوث، وتغير المناخ، ونضوب المياه الجوفية. تصبح إدارة المياه أكثر صعوبة. ويرجع ذلك إلى تغير المناخ، وزيادة عدد السكان، والتوسع العمراني.

إذا لم تتخذ الحكومات إجراءات لمعالجة هذه المشكلات، فسنصل إلى مرحلة يكون فيها الطلب على المياه أكبر من العرض. وهذا سيؤدي إلى صراعات بين الدول والمجتمعات المحلية على الموارد المائية. وقد يؤدي هذا في النهاية إلى الحرب.

إصلاح البنية التحتية المتدهورة التي لا تعمل بالشكل المطلوب أو التي تتطلب إصلاحات أو تحديثات من اولويات الحكومات . يمكن أن يشمل ذلك البنية التحتية المائية، مثل الأنابيب والخزانات، والبنية التحتية للصرف الصحي، مثل محطات المعالجة والقنوات، والبنية التحتية للطاقة، مثل محطات توليد الكهرباء والخطوط.

اقرأ المزيد: المياه فى العالم.. بين الأزمة والحل

المياه والبنية التحتية المتدهورة

تؤدي البنية التحتية المتدهورة إلى العديد من المشكلات، بما في ذلك:

1ـ هدر المياه: يمكن أن تؤدي البنية التحتية المتدهورة إلى هدر المياه من خلال التسربات في الأنابيب والخزانات، ونقص الصيانة في محطات المعالجة، وضعف إدارة موارد المياه.

2ـ تلوث المياه: يمكن أن تؤدي البنية التحتية المتدهورة إلى تلوث المياه من خلال تسرب المواد الكيميائية والنفايات إلى المياه الجوفية والسطحية.

3ـ نقص المياه: يمكن أن تؤدي البنية التحتية المتدهورة إلى نقص المياه في المناطق التي تعاني من الجفاف أو التي لا تتمتع ببنية تحتية جيدة.

4ـ الأعطال: يمكن أن تؤدي البنية التحتية المتدهورة إلى أعطال في المرافق، مثل انقطاع التيار الكهربائي وانقطاع المياه.

5ـ الحوادث: يمكن أن تؤدي البنية التحتية المتدهورة إلى حوادث، مثل انهيار الجسور وغرق السفن.

للبنية التحتية المتدهورة تأثير كبير على الاقتصاد والبيئة والصحة العامة. حيث يؤدي هدر المياه إلى ارتفاع أسعار المياه، و يؤدي تلوث المياه إلى أمراض صحية، كما يؤدي نقص المياه إلى اضطراب الاقتصاد.

هناك العديد من الأشياء التي يمكن القيام بها لمعالجة البنية التحتية المتدهورة. يمكن للحكومات الاستثمار في إصلاح وصيانة البنية التحتية. كما يمكن للشركات والأفراد اتخاذ خطوات للحفاظ على المياه، مثل إصلاح التسربات في منازلهم وأعمالهم واستخدام المياه بكفاءة.

إذا تمكن الإنسان من إيجاد حل لهدر المياه، فسيتمكن من توفير كمية كبيرة من المياه التي يمكن استخدامها لتلبية احتياجاته. يمكن تحقيق ذلك من خلال: تحسين إدارة المياه – الحد من التلوث – الزراعة المستدامة

تحسين كفاءة الري: يمكن أن يساعد تحسين كفاءة الري في تقليل كمية المياه المستخدمة في الزراعة.

معالجة مياه الصرف الصحي: يمكن أن تساعد معالجة مياه الصرف الصحي في إزالة الملوثات من المياه قبل إعادتها إلى البيئة.

الوعي بأهمية المياه: يمكن أن يساعد الوعي بأهمية المياه الناس على تقليل استهلاكهم للمياه.

التنمية المستدامة: يمكن أن تساعد التنمية المستدامة في إدارة الموارد المائية بشكل فعال وعادل.

من خلال اتخاذ هذه الإجراءات، يمكن للإنسان أن يضمن أن تكون هناك كمية كافية من المياه المتاحة لتلبية احتياجاته في المستقبل.

من المهم أن ندرك أن نقص المياه هو مشكلة حقيقية وخطيرة. يجب أن نتحرك الآن لمعالجة هذه المشكلة، قبل أن تصبح كارثة.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى