رأى

«العواصف الشمسية».. تحديات تواجه الإنسان مع التغيرات المناخية

مقال الدكتورة «شكرية المراكشي» رئيس شركة مصر تونس للتنمية الزراعية

اكثر الناس لا يعرفون ما يحدث في الكون من تغيرات وتقلبات.. هذا الكون الغامض الذي اصبح يشغل محطات الارصاد البحثية العالمية.. هذا الكون الذي وصفه الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز وصفا دقيقا نمر عليه في قراءاتنا وعند صلواتنا دون الوقوف لفهم معناه  كما امرنا القرآن الكريم “اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ۖ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۖ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ ۖ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى ۚ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ” (سورة الرعد).

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

العواصف الشمسية هي ظاهرة فضائية تحدث نتيجة لتفاعلات ونشاطات على سطح الشمس. تتكون العواصف الشمسية من سلسلة من الأحداث التي تشمل توهجات وانفجارات شمسية.

 خلال إحدى عشر سنة تخضع الشمس للعديد من النشاطات الشمسية، حيث يزيد فيها عدد البقع الشمسية بكمية ملحوظة، بالإضافة إلى العديد من الظواهر المصاحبة لها كالانفجارات الشمسية والمقذوفات الشمسية والتي جميعها لها تأثيرات مباشرة أو غير مباشرة على الأرض، حيث تسمى هذه الفترة بفترة أو قمة النشاط الشمسي.

 عملية تكوين العواصف الشمسية والانفجارات

النشاط الشمسي: تعتبر العواصف الشمسية جزءا من النشاط الشمسي، الذي يعكس الأنشطة والتغيرات التي تحدث على سطح الشمس. يشمل النشاط الشمسي ظواهر مثل التوهجات والبقع الشمسية والانفجارات الشمسية.

التوهجات الشمسية: هي اندفاعات مفاجئة للطاقة تحدث على سطح الشمس وتصاحبها إطلاق جسيمات مشحونة وإشعاعات كهرومغناطيسية. يمكن أن تتراوح قوة التوهجات من ضعيفة إلى قوية، وتصنف حسب مستوى الإشعاع الذي تطلقه.

الانفجارات الشمسية: هي ذروة التوهج الشمسي، وتعتبر أكبر وأكثر الحالات القوية للتوهجات وتتسبب الانفجارات الشمسية في إطلاق كميات هائلة من الجسيمات المشحونة والإشعاعات الكهرومغناطيسية في الفضاء.

التأثيرات الأرضية: بعد الانفجار الشمسي، يمكن للجسيمات المشحونة أن تسافر عبر الفضاء وتصل إلى الأرض، وتتفاعل مع المجال المغناطيسي للأرض. هذا التفاعل يمكن أن يؤدي إلى تشكيل ظواهر مثل العواصف المغناطيسية والتأثير على البيئة الجوية والتواصلات اللاسلكية.

من المهم أن نلاحظ أن التوهجات الشمسية والانفجارات الشمسية هي ظواهر طبيعية وتحدث بشكل منتظم على سطح الشمس، وقد تكون لها تأثيرات متنوعة على الأرض والبيئة الفضائية. يتم رصد ومراقبة هذه الظواهر بواسطة وكالات الفضاء ومحطات الرصد لتقديم تنبيهات وتحليلات للمساعدة في التعامل معها وتقليل الأضرار المحتملة.

يعتبر التوهج الشمسي الشديد من الظواهر الفلكية التي يمكن أن تؤثر على الأرض والبشرية. ومع ذلك، يجب أن نلاحظ أن تأثيراته المحتملة تتفاوت وقد تكون صعبة التنبؤ بها بدقة تامة فيما عدى بعض التأثيرات المحتملة للتوهج الشمسي الشديد على الأرض والبشرية مثل:

ـ اضطرابات في الاتصالات حيث يمكن للتوهجات الشمسية الشديدة أن تتسبب في تشويش في الإشارات اللاسلكية على سطح الأرض، مثل اضطرابات في الاتصالات اللاسلكية والأقمار الاصطناعية، وذلك بسبب التأثير الكهرومغناطيسي للجسيمات المشحونة التي تنطلق من الشمس.

ـ تأثير على الأنظمة الكهربائية التي قد تتسبب التوهجات الشمسية الشديدة في توليد تيارات كهربائية هائلة في الغلاف الجوي الأرضي، وهذا يمكن أن يؤثر على شبكات الكهرباء ويتسبب في انقطاعات الكهرباء وتلف أجهزة الكمبيوتر والمعدات الحساسة الأخرى.

ـ زيادة في الإشعاع الكوني حيث تؤدي التوهجات الشمسية إلى زيادة في إشعاع الجسيمات المشحونة على سطح الأرض، وهذا يمكن أن يؤثر على الصحة البشرية ويزيد من خطر التعرض للإشعاع.

ـ تأثير على الملاحة الجوية والفضائية حيث تتسبب التوهجات الشمسية الشديدة في تشوهات في حقول المغناطيس الأرضي، وهذا يمكن أن يؤثر على أنظمة الملاحة الجوية والفضائية ويزيد من خطر التحطم أو الضياع.

من المهم أن نلاحظ أنه على الرغم من قوة التوهج الشمسي وتأثيراته المحتملة، فإن التكنولوجيا المتقدمة وأنظمة الإنذار المبكر تساعد في التعامل مع هذه الظاهرة وتقليل الأضرار المحتملة. وتعمل وكالات الفضاء والأرصاد الجوية، مثل وكالة ناسا، على مراقبة النشاط الشمسي وتقديم تحذيرات مبكرة في حالة وجود تهديدات جديرة بالاهتمام.

قد يوجد توقعات مؤكدة بشأن حدوث توهج شمسي شديد في السنوات القادمة حتى عام 2025. توهج الشمس الشديد يشير إلى زيادة مفاجئة ومؤقتة في نشاط الشمس، حيث تنطلق كميات كبيرة من الجسيمات المشحونة والإشعاع الكهرومغناطيسي من سطح الشمس.

في حالة حدوث توهج شمسي شديد، يمكن أن يكون له تأثيرات على الأرض والإنسان، بما في ذلك تأثيرات على شبكات الكهرباء والاتصالات والأقمار الصناعية. يمكن لتوهج الشمس المشدد أن يتسبب في تعطيل أنظمة الكهرباء والتواصل، وذلك عن طريق توليد تيارات كهربائية إضافية في الأسلاك والأجهزة الإلكترونية، مما يمكن أن يؤدي إلى انقطاع الكهرباء وتلف الأجهزة الإلكترونية.

تأثيرات توهج الشمس المشددة على الأرض يمكن أن تتراوح بين تأثيرات طفيفة إلى تأثيرات أكثر خطورة، حسب مدى قوة التوهج والتأثيرات المصاحبة لها. توهج الشمس المشدد يؤثر على حياة النباتات والحيوانات، والتكاثر البشري، والتغيرات المناخية، والملاحة الجوية والبحرية، والاتصالات اللاسلكية، ونظم الطاقة، وحتى الأقمار الصناعية.

من المهم أن نلاحظ أن هذه التأثيرات تعتمد على قوة ومدى التوهج الشمسي، والتي يمكن أن تتفاوت كثيرا. ومن المفترض أن تكون هناك جهود وإجراءات من قبل الجهات المعنية للتعامل مع تأثيرات التوهج الشمسي المشدد والحد من الأضرار المحتملة في حالة حدوثه.

توهج الشمس والانفجارات الشمسية الدورية يمكن أن يؤثرا على الإنسان من حيث السيكولوجيا والتكوين البدني. وهذه بعض التأثيرات المحتملة:

1ـ تأثيرات سيكولوجية:

ـ التوتر والقلق: قد يشعر البعض بالقلق والتوتر بسبب توقع حدوث توهج شمسي قوي، حيث يمكن أن يكون لديهم مخاوف من التأثيرات السلبية المحتملة على الحياة اليومية والأنظمة الحيوية.

ـ التأثير على المزاج: يمكن أن يؤثر توهج الشمس الشديد على المزاج والعواطف لدى بعض الأشخاص، ويمكن أن يسبب تغيرات في النشاط العقلي والاكتئاب الموسمي.

2ـ تأثيرات على التكوين البدني:

ـ الأشعة الفوق بنفسجية: توهج الشمس الشديد قد يؤدي إلى زيادة في إشعاع الأشعة فوق البنفسجية، مما يزيد من خطر التعرض لأشعة الشمس الضارة ويمكن أن يؤدي إلى حروق الشمس وزيادة خطر الإصابة بسرطان الجلد.

ـ التأثير على النظام العصبي: يمكن للتوهج الشمسي أن يتسبب في زيادة في الإشعاع الكهرومغناطيسي الذي يصل إلى الأرض، وهذا الإشعاع قد يؤثر على النظام العصبي للإنسان وقد يسبب اضطرابات في النوم والتركيز والحالة العامة للصحة.

مع ذلك، يجب أن نلاحظ أن تأثيرات توهج الشمس على الإنسان تختلف بناءً على قوة التوهج ومدى التعرض له. وعلى الرغم من أن توهجات الشمس الشديدة نادرة، إلا أن الجهات المختصة تتابع وتدرس هذه الظواهر لضمان السلامة العامة واتخاذ التدابير اللازمة في حالة حدوثها.

وفي حالة حدوث توهج شمسي شديد، هناك عدة تدابير يمكن اتخاذها للتعامل مع آثاره المحتملة. هذه التدابير تشمل:

1ـ رصد وتنبيهات مبكرة: يتم مراقبة النشاط الشمسي بواسطة وكالات الفضاء ومحطات رصد الشمسية. يجب إصدار تنبيهات مبكرة عندما يتوقع حدوث توهج شمسي شديد لتحذير الجمهور والمؤسسات المعنية.

2ـ حماية الشبكات الكهربائية والاتصالات: يجب تعزيز حماية الشبكات الكهربائية والاتصالات لتقليل تأثيرات التوهج الشمسي. يتضمن ذلك استخدام تقنيات تصنيف عالي لحماية المعدات الحساسة وتعزيز الأنظمة الكهروضوئية واستراتيجيات الاحتياطي.

3ـ تأمين الأقمار الصناعية والنظم الفضائية: يجب اتخاذ إجراءات لحماية الأقمار الصناعية والنظم الفضائية الحيوية من التأثيرات السلبية للتوهج الشمسي، مثل تعزيز الحواجز المادية وتصميم الأنظمة لتحمل المجالات المغناطيسية القوية.

4ـ توعية الجمهور: يجب توعية الجمهور بشأن تأثيرات التوهج الشمسي وكيفية التعامل معها. يمكن أن تتضمن التوعية توفير المعلومات عن التوهج الشمسي، والإجراءات الوقائية الموصى بها، والتحذيرات الرسمية المصدرة من السلطات المختصة.

5ـ البحث والتطوير: يجب دعم البحث والتطوير في مجال توهج الشمس وتأثيراته على البنية التحتية والصحة العامة. يساعد هذا في تحسين التنبؤات وتطوير التقنيات والحلول للتعامل مع التوهج الشمسي.

تلك هي بعض التدابير العامة التي يمكن اتخاذها للتعامل مع التوهجات الشمسية الشديدة، حيث تتفاوت التدابير المحددة حسب المؤسسات والجهات المعنية، ويعتمد تنفيذها على السياسات الوطنية والدولية المتعلقة بتوهج الشمس والحماية منه.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى