اقتصاد زراعي

كيف يمكن زراعة 100 مليون شجرة زيتون ومثلها نخيل زيت؟

كتب: د.صبحي فهمى منصور كيف يمكن زراعة 100 مليون شجرة زيتون ومثلها نخيل زيت بدون أن نكلف الدولة جنيها واحدا؟

في إطار توجيهات من رئاسة الجمهورية بزراعة 100 مليون شجرة زيتون .. صدمت من تفكير القائمين على تنفيذ هذه التوجيهات حيث اسرعوا فى تنفيذها عن طريق البحث عن خزانات السيول (مصائد الأمطار) للأسباب الآتية:-

ـ عدم علمنا بسعة هذه الخزانات.

ـ عدم علمنا بموعد السيول وكمياتها (لان السيول لادينا غير منتظمة كما فى اماكن اخرى).

ـ زراعة هذه الاشجار فى المناطق المحيطة بهذه الخزانات علما بان هذه المناطق تبعد عن مناطق التجمعات السكنية ما يفقدها ميزة رعايتها من حيث (احتياجاتها المائية والسمادية.. الخ).

ولذا لايمكن اقامة زراعات مستديمة فى ظل هذه المعلومات المبهمة وكما هو متعارف عليه بان المقدمات الخاطئة تؤدى الى نتائج خاطئة، ولذا اتقدم بمقترحى هذا لعله يكون لبنة فى بناء مصرنا الحبيبة والمساهمة فى الخطة الطموحة التى تتبنها رئاسة الجمهورية لزراعة 100 مليون شجرة زيتون للمساهمة فى سد العجز الذى تعانيه مصر من الزيوت النباتية والذى يقدر باكثر من 90% ويتلخص هذا القترح فى:-

ان حدود الفدان الواحد تبلغ 260 متر طولى فاذا تم زراعة اشجار الزيتون (صنف الزيت) ونخيل الزيت على ابعاد 5 م  فيمكن زراعة 26 شجرة زيتون ومثلها اشجار نخيل الزيت بالتبادل وذلك على الحدود الشرقية والجنوبية فقط فاذا طبقت هذه التجربة على مساحة 6 ملايين فدان (علما بان المساحة الكلية بالوادى والدلتا تبلغ 6.5 مليون فدان وعلى اعتبار ان هناك حوالى نصف مليون فدان ضاعت فى الزحف العمرانى ابان ثورة 25 يناير) فيمكن زراعة 156 مليون شجرة زيتون (26 شجرة\فدان × 6 ملايين فدان) ومثلها نخيل الزيت وبعد ثلاث سنوات نبداء حصاد زيوت هذه الاشجار على شرط ان تقوم الجمعيات الزراعية فى ريف مصر بعمل الاتى:-

ـ تقديم الشتلات للمزارعين بسعر التكلفة (لتشجيع المزارعين على الزراعة).

ـ استقبال المحصول من المزارعين مع دفع الثمن فورى.

ـ نقل المحصول بعد تجميعه سواء زيتون او ثمار نخيل الزيت كلا على حده الى موقع المعاصر حيث يستخرج منها الزيت علما بان ثمار نبات نخيل الزيت تشبه الى حد كبير ثمار نخيل التمر وهى نخلة معمرة تبدء فى انتاج الثمار بعد ثلاث سنوات وتستمر لمدة 25 سنة وتكون الثمار فى صورة عنقود كبير يشتمل على حوالى 3000 ثمرة ومن لحم الثمار يتم استخراج زيت النخيل ومن النواه (البذرة) يتم استخراج زيت نوى النخيل.

كميات الزيوت المستخرجة

اذا علمنا ان 120 شجرة زيتون تعطى 850 كجم زيت فيكون اجمالى الزيت المستخرج من 156 مليون شجرة هو 1092000 (مليون و92 الف طن زيت زيتون)، واذا علمنا ان 160 نخلة تعطى 5 طن زيت فيكون اجمالى زيت النخيل المتحصل عليه من 156 مليون نخلة يصل الى 4875000 (4 ملايين 875  طن زيت نخيل وبالجمع نجد ان ما نحصل عليه من زراعة اشجار الزيتون ونخيل الزيت يصل الى خمسة مليون و967 الف طن زيت زيتون وزيت نخيل اى ان ما نحصل عليه من زراعة هذين المحصولين يغطى الاستهلاك المحلى وقدره مليون ومائتين الف طن سنويا ويتبقى اربعة مليون و767 الف طن للتصدير.

هذا بالاضافة الى امكانية الاستغناء عن زراعة المحاصيل الزيتية الاخرى والتى تقدر مساحتها بـ3% من مساحة الارض المنزرعة (8.6 مليون فدان) اى ان هناك حوالى 250 الف فدان يمكن زراعتها بمحاصيل الحبوب بدلا من محاصيل الزيت وبذلك نزيد من المساحة المحصولية من محاصيل الحبوب بنفس القدر.

هذا بالاضافة الى ان زراعة هذين المحصولين لا تكلف المزارع اى اعباء اضافية حيث تعتمد على الخدمة التى يجريها المزارع فى ارضه ولا تكلف الدولة اية اعباء على مواردها المائية المحدودة نظرا لان هذه الاشجار تاخذ احتياجتها المائية من الرى المتكرر للفلاح لارضه.

*مُعد المقترح: أستاذ بمعهد بحوث الأراضي والمياه والبئية ـ مركز البحوث الزراعية.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى