زراعة نبات «الكيل» كنز الفوائد الصحية والغذاء الأكثر ربحية
روابط سريعة :-
كتب: د.محمد يوسف يلقى نبات الكيل Kale إقبالاً متزايداً في الغرب لمزاياه المتعددة، لكنه غير معروف عربياً إلى درجة أن القاموس لا يسميه، وإنما يصفه بأنه «نبات من فصيلة الجذريات تؤكل أوراقه»، حيث أنه من الأطعمة السوبر، ونظراً لفوائده الغذائية المتعددة قد ينتشر الكيل عربياً في السنوات المقبلة.
ما نبات الكيل؟
يعتبر الكيل عضواً في مجموعة نباتات الكرنب، ويأتي في نوعين، أحدهما يتميز بالأوراق الخضراء الناعمة والآخر له أوراق خشنة، وهو الأكثر انتشاراً، ومتاح في المحلات الكبرى طوال شهور العام، ولكن أفضل مواسمه تكون في الشتاء بين شهري سبتمبر وفبراير من كل عام. تفضل أوراق الكيل الطازجة ذات الحجم الصغير نسبياً، لأنها تكون أسهل في الإعداد.
نشأة نبات الكيل
تعود الجذور الأولى لنبات الكيل إلى أوروبا، حيث يوجد أول مرجع له في التاريخ الطبي الأغريقي في القرن الرابع قبل الميلاد، وكانت أوراق الكيل تستخدم كعلاج لحالات عسر الهضم ومتاعب الأمعاء. وانتشر الكيل كغذاء في العصور الوسطى في أوروبا، ثم انتقل إلى أميركا مع المهاجرين الأوروبيين في القرن السادس عشر. ثم انتقل نوع آخر من الكيل الروسي إلى كندا وأميركا عبر التجارة في القرن التاسع عشر.
زراعة نبات الكيل
أثناء الحرب العالمية الثانية شجعت الحكومة البريطانية الأهالي على زراعة الكيل وتناوله لتعويض نقص الفيتامينات الناتج عن تحديد حصص الطعام. انتشر استهلاك الكيل خلال فترة الحرب نظراً لسهولة زراعته، خصوصاً في فصل الشتاء وفي درجات حرارة منخفضة تصل أحياناً إلى 15 درجة تحت الصفر.
يمكن لنبات الكيل تحمل الجليد، بل يشير البعض إلى أن طعمه يتحسن بعد موجات البرد الشديدة. وهو أيضاً رخيص الثمن، ولا يزيد ثمن 200 غرام منه في الأسواق على جنيه اترليني واحد.
تتم زراعة الكيل من البذور، ومنه بعض الأنواع التي تزرع للزينة حيث للنبات أزهار بمختلف الألوان. وتستخدم أوراق النبات وأزهاره في حفلات الزفاف والمناسبات السعيدة.
استخدامات نبات الكيل
يستخدم الكيل بطرق مختلفة حول العالم، حيث يقدم ضمن السلاطة في الولايات الأميركية الجنوبية، كما يقدم مسلوقاً في البرازيل مع الوجبات. وفي بعض دول جنوب أفريقيا يتم تناول الكيل مسلوقاً مع حليب جوز الهند والمكسرات المطحونة. وهو أيضاً من النباتات المعروفة في الصين وتايوان وفيتنام ويقدم كخضار إضافي مع وجبات اللحم. وفي اليابان وكوريا يتم تناول عصير الكيل كمنشط غذائي.
تحضير نبات الكيل للأكل
يتم تحضير الكيل بفصل الأوراق عن جذع النبات وغسلها ثم تقطيعها. ويتم حفظ الأوراق في البراد، ويتم تناولها خلال ثلاثة أيام كحد أقصى حيث يتحول المذاق إلى المرارة بعد ذلك.
يتم تحضير الكيل بالغليان في الماء لمدة خمس دقائق، ثم قليه في الزيت لمدة عشر دقائق. ويضاف إلى الكيل بعض البصل والثوم. وهناك العديد من الوصفات الأخرى لطبخ الكيل يخلط فيها مع القرنبيط أو البروكلي وأيضاً مع نبات الإسبارغوس (الهليون). وأحياناً يتم الطهي بالبخار أو بالقلي المباشر في زيت السمسم.
يقدم الكيل كخضار ضمن وجبة الطعام. ويتوجه البعض إلى إضافة الكيل إلى الخلاط مع نباتات أخرى للتناول في شكل عصير مع الإفطار. وأخيراً تم تصنيع أصابع الكيل المقلية كبديل صحي عن البطاطس المقلية.
أسباب الإقبال المتزايد على نبات الكيل
1ـ طعام قليل في السعرات الحرارية، ويساعد على خفض الوزن.
2ـ لا يحتوي على الدهون بالمرة.
3ـ لكل مائة غرام من الكيل هناك نسب كبيرة من فيتامينات (إي وبي وجي)، بالإضافة إلى معادن الحديد والصوديوم والبوتاسيوم والماغنيزيوم. وتوجد نسبة نشويات لا تزيد على 3%، ولا يوجد بالكيل أي أثر للكولسترول. وهو أيضاً مضاد للأكسدة.
4ـ يكافح الالتهابات، وجيد لصحة القلب، وبه نسبة كبيرة من الكالسيوم.
الفوائد الصحية لنبات الكيل
يعتبر الكيل واحد من أهم الأطعمة التى تساعد على الوقاية من الأورام السرطانية وهو فى ذلك يشبه بقية الخضروات فى عائلة البراسيكا التى تحتوى على المواد الكبريتية وهى المواد التى تنشط الأنزيمات التى تخلص الكبد من المواد السامة, كما تساعد على معادلة المواد التى تؤدى الى الأورام الخبيثة ويمكن ان يحدث ذلك عن طريق تغيير فى التعبير الجينى.
كما ان الكيل يعتبر من الخضروات المليئة بالمواد الكاروتينية مثل اللوتين والزيازنسين وهى التى تعمل مثل النظارات الشمسية فتقوم بفلترة الأشعة فوق البنفسجية وبذا تمنع تلف العين من التعرض لأشعة الشمس, وتوجد أبحاث تثبت دور هذه المواد الكاروتينية فى الوقاية من مرض الكتراكت, فتناول المأكولات الغنية بهذه المواد يقلل من الأصابة بكتراكت العين بنسبة 50%, والكيل مصدر هام لفيتامين A وهو فيتامين هام لصحة العين.
الكيل غنى بفيتامين C بالإضافة الى المواد الكاروتينية, ولذا يعمل كمضاد للأكسدة داخل الخلايا وخارجها, كما يحمى الجينات الوراثية من اى تلف, ويحمى الكولسترول من الأكسدة, كما يساهم فى احياء جهاز المناعة.
يحتوى الكيل على معادن هامة مثل المنجنيز والنحاس المقاومين للمواد المؤكسدة, ومعادن البوتاسيوم والكالسيوم والمغنسيوم والفوسفور والحديد, وايضا اوميجا 3 وحامض الفوليك وفيتامين B12 B6 B3 B2و E وبعض البروتين والحامض الأمينى تريبتوفان. وكوب من الكيل المطهى يحتوى على 36 سعر حرارى ومناسب لأنقاص الوزن.
اما عن تناول الكيل فيمكن تناوله مطهيا او غير مطهى, واحسن طرق الطهى هى الطهى على البخار لمدة 5 دقائق فقط, ويمكن اضافة الثوم وزيت الزيتون والليمون. اما أكله بدون طهى فهناك طرق كثيرة منها اضافة الأفوكادو وزيت الزيتون والليمون, كما يمكن اضافة الجرجير والطماطم, او اضافة الخل البلسميك وصلصة الصويا.
تحذير من الإفراط في تناول نبات الكيل
على رغم الفوائد المتعددة للكيل، إلا أن الأطباء ينصحون بالاعتدال في تناوله، لأن الإسراف في تناوله يومياً قد يصيب الإنسان بنوع من التسمم من معدن الثاليوم الذي يوجد في النبات. ويوجد الثاليوم أيضاً في الكرنب والقرنبيط والنباتات المشابهة، ولذلك فالاعتدال في تناول هذه الخضر مطلوب أيضاً.
طرق تحضير وجبات الكيل
ينتشر طعام الكيل بكثرة في شمال ألمانيا، وتقام له المهرجانات في موسم حصاده.
ويمتد استهلاك الكيل إلى الدنمارك والسويد، ولكل بلد طرق إعداد مختلفة. وفي السويد يتم سلق أوراق الكيل ثم تصفية الماء وحفظ الأوراق مجمدة في البراد لمدة تصل إلى ثمانية أشهر يتم بعدها تحضير الكيل كشوربة، أو بالإضافة إلى الوجبات الرئيسية.
في البرتغال يتم إعداد شوربة الكيل بخلطة مع البطاطس المسلوقة. وتعرف دول أوروبية أخرى مثل مونتنيغرو وكرواتيا غذاء الكيل، خصوصاً في الشتاء. كما أنه اللغة الدارجة في أسكوتلندا تخلط أحياناً بين كلمتي الكيل والطعام لكثرة استهلاكه في الوجبات المحلية.
في إيطاليا يدخل الكيل في العديد من الوجبات، خصوصاً في مقاطعة توسكانا، وتتنوع الوجبات بين الشوربة والخبز في الفرن.
أما في تركيا فتتعدد وجبات الكيل، خصوصاً في المناطق الشرقية القريبة من البحر الأسود بين الشوربة والكيل المقلي أو المخبوز في الفرن.
في هولندا يتم خلط الكيل مع البطاطس المهروسة، وإضافة بعض أنواع اللحوم المقلية.
في بريطانيا، فقد قفزت أرقام مبيعات واستهلاك الكيل في السنوات الأخيرة، خصوصاً بين الشباب الذين يعتبرونه من أفضل الأغذية الطبيعية المتاحة في الأسواق. وفي العام الماضي وحده قفزت مبيعات الكيل في بريطانيا بنسبة 38%، ويفوق استهلاكه حالياً ثلاثة آلاف طن سنوياً.
تقول بعض منافذ السوبر ماركت في لندن أن المشكلة الحقيقية الآن هي في توفير الإمدادات الكافية للطلب المتزيد من الأفراد ومن المطاعم. ويتم تقديم الكيل الآن في أفخم مطاعم لندن، كما يقدمه تلفزيونياً الشيف جيمي أوليفر ضمن وجباته الصحية السريعة.
يعتقد كبار الطهاة أن عدم إقبال البعض عن تناول الكيل يعود إلى عدم معرفة كيفية تحضيره. فالسلق يمكن أن يكون بين دقيقة وخمس دقائق، وفقاً لدرجة خشونة النبات، كما أن القلي السريع «ستير فراي» لا يسبقه بالضرورة سلق الكيل. والأفضل في كل الأحوال الاطلاع على وسائل طهي الكيل قبل الإقبال على التجربة.
تجدد بعض المطاعم في طهي الكيل، وبعضها يستخدم أسلوب طهي أعشاب البحر بالقلي مع إضافة التوابل، كما أن الكيل يدخل الآن ضمن كتب الطهي التي يقدمها المشاهير بين الحين والآخر بما في ذلك كاتبة الطهي الأميركية المعروفة مارثا ستيوارت.
بعض الأفكار لطهي نبات الكيل
هناك عشرات الأفكار لكيفية طهي الكيل أبسطها اعتباره ضمن مكونات السلاطات بعد تقطيعه إلى شرائح صغيرة، كما يؤكل الكيل مسلوقاً أو مقلياً بالطريقة الصينية «ستير فراي». يدخل أحياناً في مكونات الخبز الهندي «نان»، ويمكن طلبه من بعض المطاعم الهندية.
هذه الأفكار توفر مقدمة لكيفية إعداد الكيل لهؤلاء الذين يريدون تجربته ضمن الحمية الغذائية التي يتبعونها:
• الكفتة مع سلاطة الكيل: تدخل سلاطة الكيل ضمن طبق الكفتة مع سلاطة الطحينة، والعديد من الخضروات الأخرى مع فص من الليمون، ويمكن قلي الكيل أو سلقه قبل إضافته للسلاطة.
• الدجاج بالليمون والكيل مع الكسكسي: وجبة تشتهر في المطاعم المغربية، وتلك التي تقدم حمية البحر المتوسط، وتعد من الوجبات التي يقبل عليها الشباب، ولا يستغرق إعدادها أكثر من 30 دقيقة، ويمكن إعداد الوجبة في المنزل إذا توفرت مكوناتها.
• بيتزا الكيل: يتم إعداد قاعدة البيتزا وصلصة الطماطم، ثم إضافة شرائح الكيل والجبن على سطح البيتزا وطهيها في الفرن لمدة 45 دقيقة تكون بعدها جاهزة للتناول ساخنة.
• فطيرة الكيل النباتية بالمكسرات: هي وجبة إيطالية معروفة باسم «سفورماتو»، ويمكن إضافة كافة أنواع الخضروات إليها، وهي فطيرة تعد في الفرن وتناسب النباتين كوجبة غذائية كاملة وشهية.