تحقيقات

“جداري الأبقار” يحصد أرواح مواشي الفلاحين بقرى مصر

كتبت: جهاد المسلمي رصد مراسلو “الفلاح اليوم” انتشار مرض الجلد العقدي فى قرى بعض المحافظات مثل بنى سويف والدقهلية والشرقية والمنيا، الأمر الذى أدى إلى نفوق عشرات من رؤوس الماشية وسط قلة عدد قوافل الطب البيطرى، رغم تأكيد وزارة الزراعة على استمرار عمل القوافل البيطرية من قرية لاخرى لتحصين الماشية.

وأضاف المراسلين، أن النفوق السريع للأبقار نتيجة هذا مرض الجلد العقدى أو كما يسميه الفلاحين “جدارى الأبقار“، يتبعه خسائر مالية فادحة للمربين والفلاحين، وهذا ما جعل الكثير منهم يقومون بذبح تلك الماشية المصابة بالمرض، لبيع لحومها في الأسواق، أملا فى تقليص خسائرهم.

يقول أحمد فضل، أحد الأهالى، إن «البؤرة الجديدة أدت لنفوق 11 بقرة، وتم تشكيل لجنة من الوحدة المحلية للتخلص منها، وتطهير المكان بالمطهرات الفيروسية»، مضيفا «يتم حالياً تحصين الحيوانات السليمة ظاهريا، وتقديم العلاج للحيوانات المصابة، وهناك حالات تم علاجها».

وأشار أحمد وجيه، جزار، إلى أن «سوق الماشية يشهد حالة من الارتباك بسبب ظهور البؤرة الجديدة، ما قد يترتب عليه تراجع أسعار الأبقار، خاصة أن أسواق الماشية تنشط قبل شهرين من عيد الأضحى، وتهدد بضرب السوق فى مقتل».

ومن جانبه، حذر الدكتور صفوت كمال، أستاذ الميكروبيولوجي بمعهد بحوث الأمصال واللقاحات البيطرية، من خطورة تناول الإنسان لهذه اللحوم، مشيرا إلى إن هناك أضرار تصيب الإنسان حال تناوله لحوم الحيوانات المصابة بـالجلد العقدي، وهما:

1ـ إذا تناولت الأبقار بعض المضادات الحيوية قبل الذبح، تؤدي لإصابة الإنسان بمناعة تجعل جسده يرفض جميع المضادات الحيوية، ما يؤدي لصعوبة علاجه فيما بعد.

2ـ تؤدي إلى التسمم الحاد، وذلك لأن تلك اللحوم عبارة عن قطعة من الدم “المتجلط” المسمم، بالإضافة إلى أمراض فيروسية بكتيرية يصعب علاجها.

وأوضح كمال، عدة نصائح لاختيار اللحوم السليمة، غير المصابة بمرض الجلد العقدى وهى:

1- أن يكون لون اللحوم “وردي” وليس قاتما.

2- التأكد من ختم المجزر.

3- الامتناع عن تناول المأكولات في المحلات الغير مضمونة.

4- الامتناع عن شراء اللحوم التي تبدو وكأنها “مقوَّرة” وذلك لأن بعض الجزارين، قد يزيلون الأجزء المصابة منها، ويُظهر أثر ذلك بشكل يشبه الأسطوانة.

وكانت مديريات الطب البيطري بعدد من المحافظات، خصصت فرقا، لتحصين الماشية، إثر ظهور مرض الجلد العقدي، بالتزامن مع إعلان حالة الطوارئ، فضلا عن تنظيم ندوات لتوعية المربين حول سبل وطرق التحصين والوقاية منه، وسط شكاوى من مزارعي إحدى قرى الصعيد بعودة ظهور “الحمى القلاعية” وتسببه في نفوق 100 رأس.

ونظمت المديريات البيطرية في هذا الشأن، ندوات إرشادية، حول مرض الجلد العقدي، وسبل التحصين، وطرق مكافحة الناموس، الذي يعد الناقل الأول للمرض، كما أُجريت عمليات “رشّ” لحظائر الماشية في عدد كبير من القرى والعزب كإجراء احترازي.

وجرى أيضا، التنسيق مع الوحدات المحلية، للرش الدوري للبِرَك والمصارف والمستنقعات، لمنع انتشار الناموس الماشية، فضلاً عن توعية المربين بالاهتمام بمستوى النظافة داخل الحظائر، مع عمل أسلاك على النوافذ لتجنب دخول الحشرات إليها مع استخدام المبيدات للقضاء على المتواجد منها بداخلها.

وشددت المديريات، على المربين والمزارعين، بعدم استيراد حيوانات من مناطق ينتشر بها المرض، أو إدخال أخرى جديدة لمزارعهم، والحصول على اللقاحات اللازمة لرؤوس الماشية،  ورش الحيوانات، فضلًا عن تقديم الرعاية والعلاج والأدوية التي تصرف من “الطب البيطري“.

يذكر أن مرض الجلد العقدي أو ما يسمى بـ”جدري الأبقار“، هو أحد الأمراض المتوطنة في مصر، وتصاب به الأبقار والأغنام، وينشط خلال تلك الفترة من السنة مع ازدياد انتشار الباعوض “الناموس” الناقل الرئيس للفيروس بين الأبقار وبين الأغنام، حيث شهدت الأيام الماضية، ظهور العديد من بؤر الإصابة به في عدد من مراكز المحافظة مما أثار الذعر بين المربيين

ويتسبب الجلد العقدي، في بعض الأحوال إلى نفوق سريع لعشرات الأبقار، ما يؤدى الى  خسائر مالية فادحة لصغار المربين والفلاحين، خاصة وأن رحلة العلاج قد تستمر 15 يوما.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى