رحلة في التاريخ والغذاء: استكشاف فوائد الكراث والكرفس في التراث الغذائي المصري القديم
إعداد: د.شكرية المراكشي
الخبير الدولي في الزراعات البديلة ورئيس مجلس إدارة شركة مصر تونس للتنمية الزراعية
في نسج تاريخ الحضارة المصرية القديمة، تبرز الزراعة كأحد أهم الجوانب التي ساهمت في تحديد الثقافة وتطوير الحضارة المصرية القديمة. كانت مصر واحدة من أوائل الحضارات التي اعتمدت بشكل كبير على الزراعة كمصدر أساسي للغذاء والاقتصاد.
تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك
كانت معروفة بزراعاتها الغنية والمتنوعة التي كانت تلبي احتياجات السكان المحليين وتصديرها إلى الدول المجاورة. كانت الزراعة تعتبر جزءًا أساسيا من الحضارة المصرية القديمة، وتعكس الثراء الثقافي والتاريخي للبلاد.
تعتبر الخضروات والتوابل مكونات لا غنى عنها في المطبخ المصري القديم، تحظى هذه الزراعات بتنوع واسع حيث كانت تُستخدم لتحسين نكهة الطعام وتعزيز قيمته الغذائية. تشمل هذه الخضروات والتوابل الكراث والكرفس والكزبرة والكمون التي يعود تاريخها إلى آلاف السنين، حيث كانت هذه المحاصيل تشكل جزءا لا يتجزأ من الثقافة الزراعية المصرية.
مع بداية الرحلة الخضراء في عالم النكهات والفوائد الصحية، نستعد لاستكشاف عالم الكراث، هذه النبتة الصغيرة القوية التي أثبتت جدارتها عبر العصور. دعونا نتناول سويا هذه اللمحة الشيقة حول فوائد وتاريخ واستخدامات هذه الحبة الخضراء الصغيرة التي تحمل في طياتها عالما من النكهات والعناصر الغذائية.
نبذة تاريخية عن الكراث
يسمى الكراث باللسان النباتي المصري القديم (اليوم برم) زبالقبطية إشه او إجيوقد قال لورهلعل الاسم القبطي كشتق من الاسم المصري أك وأكو وأكي المذكورة في كتاب اللآلئ الدرية وقد خرجت الكراث من كلمة كرحثا المذكورة في اللآلئوقال لورة عن بلين ان الكاث نبت مصري لذكره في التوراة ولان شوينفورت وجده في مقبرتين قديمتين ثم ان ولكنس ذهب بعد البحث والتدقيق الى ان الكراث المصري الذي وجد في المقابر القديمة لا يشبه كراثتا المتداول بل يقرب من انه الكراث العديدة التي كانت متداولة الى زمن غير بعيد.
من خلال هذا الاستكشاف اللغوي والتاريخي، نجد أن الكراث يحمل في جذوره تاريخا غنيا يمتد إلى عصور الحضارة المصرية القديمة والتراث القبطي. فهو ليس مجرد خضار يزين طاولاتنا، بل هو رمز للتوارث الثقافي والتنوع اللغوي الذي يجمع بين ماضٍ عريق وحاضر يزهو بالتذوق والاستمتاع بفوائده الصحية.
ما يجب علينا معرفته عن الكراث وفوائده
يحتوي الكراث على العديد من العناصر الغذائية، والتي توفر العديد من الفوائد الصحية للجسم، ونذكر من أهم هذه العناصر ما يأتي:
ـ العناصر الغذائية: يتميز الكراث بمحتواه العالي من فيتامين أ وفيتامين ك، حيث يوفر الكوب الواحد منه ما يُعادل 64% من الكمية اليومية الموصى بها من فيتامين أ للنساء، و49% للرجال، بالإضافة إلى ما يُعادل 47% من الكمية الموصى بها للنساء من فيتامين ك، و34% للرجال، وتكمُن أهمية فيتامين أ بأنه ضروري لنمو خلايا الدم الحمراء والبيضاء، كما أنه يعزز وظائف الشبكية في العين، أما فيتامين ك فيُساعد على تنظيم تدفق الدم، ويمكن لانخفاض مستوياته في الجسم أن يؤدي إلى حدوث نزيف؛ مما قد يُكون له تأثير سلبيٌّ في الدورة الدموية، كما أن الكميات الكافية من هذا الفيتامين تُعد ضروريةً لتنشيط بروتين الأوستيوكالسين (Osteocalcin) المهمّ لصحة العظام.
ـ مضادات الأكسدة: يحتوي الكراث على فيتامين ج، والذي يُعد واحدا من مُضادات الأكسدة التي تحمي من الالتهابات والأمراض وتعزز مناعة الجسم، إضافةً إلى توفر أنواع أخرى من مضادات الأكسدة في الكراث والتي تُحارب الجذور الحرة وتمنع الإجهاد التأكسدي، ومن الجدير بالذكر أن الجزء الأخضر من الكراث يحتوي على كميات أكبر من المركبات الفينولية مُقارنةً بالجزء الأبيض مما يزيد القُدرة على مكافحة الجذور الحرة، ومن جهةٍ أخرى يحتوي هذا النوع من الخضار على مركب الكبريتيد ومركب الثيول (Thiols)، ويمكن أن تساهم هذه المركبات في تقليل مستويات الكوليسترول الضار في الجسم.
فوائد الكراث حسب درجة الفعالية
فيما يأتي فوائد الكراث التي بينتها بعض الدراسات العلمية إلا أن هذه الفوائد لا توجد إلى الآن أدلة كافية على فعاليتها (Insufficient Evidence):
ـ احتمالية المساهمة في تقليل الالتهابات وتعزيز صحة القلب: يحتوي الكراث على عدة مركبات تفيد في تقليل الالتهابات في الجسم، ومن هذه المركبات: الكايمبفيرول (Kaempferol) الذي يحمل خصائص مُضادة للالتهابات، ويرتبط استهلاك الأطعمة الغنية بهذا المركب بانخفاض خطر الوفاة الناتجة عن أمراض القلب، وخطر الإصابة بالنوبات القلبية، وعلاوةً على ذلك يحتوي الكراث على مُركباتٍ كبريتيةٍ تُعزز صحة القلب عن طريق خفض ضغط الدم، والكوليسترول، وتقليل تكون جلطات الدم، ومن الأمثلة على تلك المركبات: الأليسين (Allicin).
ـ المساهمة في زيادة الشعور بالامتلاء: حيث يمكن للخضار المختلفة ومنها الكراث أن تساهم في تعزيز خسارة الجسم للوزن، إذ تعزز الأليافُ الغذائيةُ الموجودة في الكراث بالإضافة لمحتواه من الماء الشعور بالامتلاء وتقلّل الجوع، وهذا بدوره يُساعد على تقليل كميات الطعام المُتناولة وبالتالي المساهمة في فقدان الوزن، ويحتوي هذا النوع من الخضار على الألياف القابلة للذوبان، والتي تشكل مادةً هلاميةً عند ذوبانها في الجهاز الهضمي، وبالتالي فإنها تزيد الشبع، ويتميز الكراث كذلك بأنّه مُنخفض المحتوى من السُعرات الحرارية، وبالإضافة إلى ذلك فإن اتباع نظام غذائي يحتوي على كميات جيدة من الخضار يرتبط بتقليل الوزن الذي يكسبه الجسم، ويساعد كذلك على خسارة الوزن وذلك وفق مراجعة لعدة دراسات نشرتها مجلة Obesity Reviews عام 2011م.
ـ احتمالية المساهمة في تعزيز عملية الهضم: تُغذي الأليافُ القابلة للذوبان – بما في ذلك البريبيوتك (Prebiotics) المتوفرة في الكراث – البكتيريا النافعة في الأمعاء، وهذا بدوره يُعزز عملية الهضم ويقلل الالتهابات، ويساهم في الحفاظ على صحة الأمعاء، وفي دراسة نشرتها مجلة التغذية (: The Journal of Nutrition) عام 2007 م تمت الإشارة إلى أن النظامَ الغذائيَّ الغنيَّ بالبريبيوتيك يمكن أن يساعد الجسم على امتصاص العناصر الغذائية المُهمة، وتحسين الصحّة بشكلٍ عام.
ـ احتمالية المساعدة على حماية أنسجة العين: يُعد الكراث مصدرا لكلٍ من اللوتين (Lutein)، والزيازانثين (Zeaxanthin)؛ وهي مُركبات تحمي أنسجة العين من التلف التأكسدي عن طريق تصفية أشعة الضوء الضارة قبل دخولها إلى العين، كما أن استهلاك كمياتٍ كافيةٍ من كِلا المُركبين يُقلل خطر الإصابة بمرض التنكس البُقعي المرتبط بالسن (Age-related macular degeneration) والساد (Cataracts)، وذلك وِفق ما أشارت إليه الجمعية الأمريكية للبصريات (The American Optometric Association)، كما توصي الجمعية باستهلاك كميةٍ تعادل 12 مليغراما من اللوتين والزيازانثين يوميا للحصول على هذه الفوائد، وتجدر الإشارة إلى أن الكوب الواحد من نبات الكراث يحتوي على 1.7 مليغرام منهما وهو ما يُعادل 14% من الكمية المُوصى بها.
ـ احتمالية المساهمة في الوقاية من بعض أنواع السرطان: وذلك لاحتوائه على مُركباتٍ تحمل خصائص مُضادّة للسرطان كمركب الأليسين، إضافةً إلى مُركب الكايمبفيرول الذي ارتبط بتقليل خطر الإصابة بالأمراض المُزمنة مثل السرطان، وقد أشارت مُراجعةٌ نشرتها مجلة كيمياء الغذاء (Food Chemistry) عام 2013 إلى أن هذا المركب يُقلّل الالتهابات، ويقضي على الخلايا السرطانية ويمنع انتشارها، مما يقي من السرطان، إضافةً إلى أن إحدى الدراسات التي أُجريت على الإنسان في جامعة سيشوان (Sichuan University) عام 2011 بينت أن استهلاك الخضروات التابعة للفصيلة الثومية بانتظام بما فيها الكراث يقلل خطر الإصابة بسرطان المعدة بنسبة 46% مُقارنةً بالأشخاص الذين نادرا ما يتناولون تلك الخضروات، كما أن هذه الخضار يُحتمل أن تُقلل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم وذلك وِفقَ ما أشارت دراسة نُشرت في مجلة Molecular Nutrition & Food Research عام 2014.
فوائد أخرى: فيما يأتي بعض الفوائد الأخرى لنبات الكراث، والتي تُعد غير مؤكدة حتى الآن وبحاجة للمزيد من الأدلة والدراسات، وهي:
– ان يحمي من الالتهابات البكتيرية، والفطرية، والفيروسية؛ حيث أشارت إلى ذلك دراساتٌ أُجريت على الحيوانات ونُشرت في مراجعة في مجلة Mini-Reviews in Medicinal Chemistry عام 2011م وتبين أن مركبات الكيمبفيرول الموجودة في الكراث:
– قد تساهم في الحماية من تلك الالتهابات.
– قد يعزز وظائف الدماغ عن طريق حماية خلايا الدماغ من الأمراض المُرتبطة بالعمر، وذلك بفضل المركبات الكبريتيّة المتوفرة في النباتات التابعة للفصيلة الثومية، وهذا ما أشارت إليه دراسةٌ نُشرت عام 2017 في مجلة الطب التكميلي والبديل القائم على الأدلة (Evidence-Based Complementary and Alternative Medicine).
– انه يساهم في تقليل مستويات السكر في الدم؛ وذلك حيث يمكن لمركبات الكبريت الموجودة في الخضار التابعة للفصيلة الثومية أن تساعد على تقليل مستويات السكر في الدم.
القيمة الغذائية للكراث
يُوضح الجدول الآتي العناصر الغذائية المُتوفرة في كل 100 غرامٍ من نبات الكراث الطازج، وتشمل:
العنصر الغذائي الكمية
السُعرات الحراريّة 61 سعرة حرارية
الماء 83 ملليتراً
البروتين 1.5 غرام
الدهون الكلية 0.30 غرام
الكربوهيدرات 14.15 غراماً
الألياف 1.8 غرام
السكر 3.9 غرامات
الكالسيوم 58 مليغراماً
الحديد 2.10 مليغرام
المغنيسيوم 28 مليغراماً
الفوسفور 35 مليغراماً
البوتاسيوم 180مليغراماً
الصوديوم 20 مليغراماً
الزنك 0.12 مليغرام
فيتامين ج 12.0 مليغراماً
فيتامين ب3 0.40 مليغرام
فيتامين ب6 0.23 مليغرام
الفولات 64 ميكروغراماً
فيتامين أ 1667 وحدة دولية
فيتامين هـ 0.92 مليغرام
فيتامين ك 47.0 ميكروغراماً
لمحة عامة حول الكراث
الاسم العلمي: Allium porrum) ينتمي إلى الفصيلة النرجسية (Amaryllidaceae)، وهي العائلة التي تضم البصل أيضا، وقد كان الكراث جزءا من النظام الغذائي في مصر القديمة منذ حوالي 3000 عاما قبل الميلاد؛ كما ذكرنا سابق، حيث تم العثور على عينات مُجففة منه، ومنحوتاتٍ تُمثل الكُراث في المواقع الأثرية في مصر، وقد ساعد الرومان على نقله إلى مُختلف البلدان التي كانت تحت سيطرتها، ويمتلك هذا النبات ساقا طويلة لها مذاقٌ مُشابهٌ للبصل، لكنه أقل حدة منه، وله عدة أنواع؛ منها:
الكراث الذي يسمّى (Welsh Wonder) الذي يشيع استخدامه في أستراليا.
كما يتوفر الكراث الصغير (Baby leeks) في محلات بيع الخضروات الطازجة والذي يشبه البصل الأخضر في شكله، ويتميز بأن حجمه صغير؛ حيث يبلغ قطره حوالي 10- 15 مليمترا. ويُمكن تمييز الكراث عن البصل الأخضر بطريقةٍ بسيطة؛ حيث إن البصل الأخضر هو نباتٌ صغيرٌ يُقطف قبل اكتمال نمو البُصيلة (Bulb) الموجودة في نهايته، أما الكراث فيشبه في شكله البصل، لكنّه لا يمتلك بُصيلةً في نهايته، كما أن له حجماً أكبر، وملمساً أكثر هشاشة مع مذاقٍ أكثر حلاوة من البصل.
زراعة الكراث
تمتاز زراعة الكراث في الأراضي المصرية القديمة بتاريخ طويل يمتد لآلاف السنين. كان الكراث يُعد مصدرا غنيا بالعناصر الغذائية، وكان يُستخدم في الطهي والعلاجات الشعبية.
يتميز نبات الكراث بقُدرةٍ أكبر على التكيف ضمن درجات الحرارة الباردة مُقارنة بالبصل؛ حيث تتراوح درجة الحرارة المُناسبة لنمو الكراث بين 13 و24 درجة مئوية، ويحتاج لتربة هشة، وعميقة، وخصبة، كما يُفضل أن تُدعم بالمواد العضوية، كما أن الكراث يحتاج لتربة مُنخفظة الحموضة؛ أي أن يكون الرقم الهيدروجيني (pH) لها يُعادل 6 أو أعلى من ذلك.
يُمكن زراعة الكراث بشكلٍ مباشرٍ في التربة، أو عن طريق تشتيله، ثم نقله وزراعته، مع وجود نظامين للإنتاج أحدهما يكون على شكل أحواض تحتوي على 5 أو 6 صفوف مع وجود مسافة 30 سنتيمترا تفصل بينها، وتوفر هذه الطريقة نباتا ذا سيقان قصيرة، أما النظام الآخر يكون بإنشاء صفوف مُتباعدة بمسافة تعادل 45-50 سم بحيث يُمكن الحُصول على سيقان أطول.
وتحتاج مُعظم أنواع الكراث لموسمٍ نموٍ طويل يتراوح بين 120-150 يوما، وللتعرض لضوء الشمس مدة 8 ساعات على الأقل يوميا، إضافةً إلى حاجتها إلى كميةٍ كافيةٍ من المياه بارتفاعٍ يُقارب 2.5 سنتيمتر من مياه الأمطار أو مياه الري مرةً واحدةً في الأسبوع، مع ضرورة مُراعاة نوعية التربة المزروع فيها إن كانت رمليةً أو طينية؛ حيث تحتاج التربة الرملية للري أكثر من مرّة في الأسبوع، ومن الجدير بالذكر أن الري المُفرط قد يُسبب الأمراض الفطرية.
استخدامات الكراث
يُمكن تناول الكراث طازجا أو مطبوخا، وقبل ذلك يجب تنظيفه جيدا للتخلص من الأتربة المتراكمة في ساقه، وذلك عن طريق البدء بالتخلص من الجذور والأوراق الخارجية القاسية، ثم تقطيع الساق بشكلٍ طوليٍ إلى نصفين وغسله بالماء. وتتنوع الطُرق التي يُمكن استخدامها لطهي الكراث، ويُمكن استخدامه ضمن الوصفات التي يُستخدم فيها البصل عادةً؛ كونه يمتلك مذاقا مُشابها له، كما أنّه يُعد مناسبا لتحضير الحساء واليخنات، ويُمكن تحضيره كطبقٍ جانبيٍ مع الدجاج أو السمك، أو شيه كاملا.
نصائح لاختيار الكراث وحفظه
يُنصح باختيار الكراث الذي يحمل ساقا أبيض، والخالي من الأوراق الذابلة أو الصفراء، بالإضافة إلى اختيار الحجم المتوسط منه لامتلاكه مذاقا أقوى، ويُمكن الاحتفاظ به في كيس تخزينٍ بلاستيكيٍ في الثلاجة مدة تصل إلى أسبوع، أما الكراث المطبوخ فيكون سريع التلف، ويمكن الاحتفاظ به في الثلاجة لمدةٍ لا تتجاوز اليومين، ولا يُنصح عادةً بتجميده، لأنّه سيكتسب مذاقا مُرا.
2- الكرفس من الخضروات الوطنية المصرية منذ قدماء المصريين
في عالم الزراعة المصرية القديمة، تبرز الكثير من النباتات كرمز للتغذية والصحة، ومن بين هذه النجوم اللامعة، نجد ايضا الكرفس يتألق بلمعانه. يعتبر الكرفس جزءا لا يتجزأ من تراث الزراعة المصرية القديمة، حيث كان يشكل عنصرا مهما في النظام الغذائي للمصريين القدماء.
في هذا السياق، سنتناول مغامرة الكرفس في عالم المزارع المصرية القديمة، ونستكشف كيف كان هذا النبات المتواضع جزءًا لا يتجزأ من تقاليد الطهي والتغذية لديهم. دعونا نستعرض معا فصولا من تاريخ الكرفس في مصر القديمة ودوره في تعزيز صحة السكان وإثراء مأكولاتهم.
نبذه تاريخية عن هذه النبتة المقدسة
يقول لورة انه وجد هذه النبتة تحلي جيد مومية (كنت) التي عثر عليها في قرية بجانب الافصر من الجهة الغربية وكذلك تم العثور على اكليل منضد من فروع الكرفس وقد كانت عادة المصريين القدامى تقديم الكرفس قربانا للموتى كان ذلك باعثا لان يشبه شوينفورت هذه العادة بعادة اليونان والرومان التي نشا عنها هذه العبارة اليونانية بمعنى (هو للموت) وحبوب الكرفس المعروضة في متحف فلورنس تحت رقم 3638وجدت في مقبرة مصرية قديمة ،فجميع هذه الاسانيد تدل على ان الكرفس وطنيا مصريا .
إذاً، يبدو أن جذور الكرفس تتعمق في تراث الزراعة والتقاليد المصرية القديمة، حيث كان يُقدم كرمز للخلود والتجديد، وربما يعكس ذلك أهمية هذا النبات في حياة المصريين القدماء. من قرية بجوار الأقصر إلى مقابر مصرية قديمة، يرافقنا الكرفس في رحلة عبر التاريخ، حيث كان يحتفل به كجزء من تقاليد الدفن والتقديس.
بهذا، يظهر الكرفس لنا كأحد العناصر الغذائية والثقافية الرئيسية في المجتمع المصري القديم، فهو ليس مجرد نبات، بل رمز للحياة والإرث. دعونا نستكشف الآن فوائد واستخدامات هذا النبات الرائع وقيمته الغذائية والصحية.
تعريف الكرفس
ينتمي الكرفس إلى الفصيلة الخيمية (Apiaceae)، والتي تتضمن نباتاتٍ أُخرى؛ مثل: الجزر، والجزر الأبيض (Parsnips)، والبقدونس، وما يُعرف بالكرفس اللفتي (Celeriac)، ويتميز الكرفس بالسيقان المُقرمشة التي تجعله من الوجبات الخفيفة المنخفضة بالسعرات الحرارية، كما أنه قد يُزود الجسم بعددٍ من الفوائد الصحية؛ حيث إنّه يحتوي بشكلٍ أساسيٍّ على الماء، ويُمكن أن يُزوّد الجسم بالألياف الغذائية أيضا، ومن الفوائد التي يُقدّمها الكرفس نذكر ما يأتي:
غني بمضادات الأكسدة
يحتوي الكرفس على مركب الأبيجينين (Apigenin) ومركب اللوتيولين (Luteolin)، كما يحتوي أيضا على العديد من المركبات النباتيّة الأُخرى التي تمتلك خصائص قويةً مُضادةً للأكسدة؛ ومنها مركب السلنين (Selinene)، والليمونين (Limonene)، والكمبفيرول (Kaempferol)، وحمض الكواريك (p-Coumaric acid)، وتساعد هذه المركبات على تقليل حدوث التلف الخلوي الذي قد يحدث بسبب التعرض لجزيئات ضارّةٍ وغير مستقرّة تُسمى الجذور الحرة (Free radicals)؛ وهي من المنتجات الثانوية التي تنتج عن العمليات الطبيعية في الجسم، ولكن يُمكن لتراكم كمياتٍ كبيرةٍ منها أن يُسبب الضرر، ولذلك تساعد مُضادات الأكسدة على معادلة هذه الجزيئات، وتقليل حدوث التلف الذي قد يؤدي إلى تطور الأمراض.
غني بالفيتامينات والمعادن
يُعد الكرفس غنيا بالعديد من العناصر الغذائية؛ فهو يحتوي على فيتامين أ، وفيتامين ك، وفيتامين ج، بالإضافة إلى الفولات، والبوتاسيوم، والصوديوم والفلوريد، وكمياتٍ جيدةٍ من الكولين (Choline).
يمتلك مؤشراً جلايسيمياً منخفضاً
يتميز الكرفس بامتلاكه مؤشرا جلايسيميا منخفضا وهو مؤشر للأطعمة التي تحتوي على الكربوهيدرات؛ يعتمد على كيفية رفع هذه الأطعمة لسكر الدم، ورغم أن المؤشر الجلايسيمي لا يُعد نظاما غذائيا بحد ذاته؛ إلا أنه أحد الأدوات العديدة التي تساعد على اختيار الأطعمة؛ مثل: حساب السعرات الحرارية أو حساب الكربوهيدرات، وبشكلٍ عام؛ تُهضم الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض، ويتم امتصاصها ببطءٍ نسبيا، أما الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع فإنّها تُمتص بشكلٍ سريع، ومن الجدير بالذكر أن المؤشر الجلايسيميّ للكرفس النيّئ هو 35، ويزداد مع الطبخ بشكلٍ كبيرٍ ليصل إلى 85.
دراسات حول فوائد
الكرفس أشارت بعض الدراسات العلمية إلى أن الكرفس قد يوفر بعض الفوائد الصحيّة، مع العلم أن العديد من هذه الدراسات قد أُجريت في المختبرات وعلى الحيوانات، وليس على البشر، ولذلك فما زالت هناك حاجةٌ إلى المزيد من الدراسات لمعرفة تأثيره في البشر،
ونذكر فيما يأتي بعضا من هذه الدراسات: أشارت دراسةٌ أُجريت على الفئران ونُشرت في مجلة Advances in Environmental Biology عام 2014 إلى أنّه يُمكن لتناول الكرفس أن يساهم في خفض مستويات الدهون في الدم؛ وقد يعود هذا التأثير إلى الخصائص المُضادة للأكسدة التي يمتلكها، وبالتالي فإنّه قد يكون مفيداً في التخفيف من حالة فرط شحميات الدم (Hyperlipidemia).[
أشارت دراسةٌ مخبريةٌ نُشرت في مجلة Journal of Medicinal Food عام 2013 إلى امتلاك مُستخلص بذور الكرفس خصائص خافضةً لضغط الدم؛ وقد ترجع هذه الخصائص إلى احتوائه على بعض المركبات؛ مثل: مركب البوتيلفثاليد (N-Butylphthalide) الذي قد يساهم في خفض ضغط الدم. أشارت دراسة مخبرية نُشرت في مجلة Novel Natural Products عام 2015 إلى أن مُستخلص بذور الكرفس يساهم في التخفيف من التهاب المفاصل وغيره من الأمراض الالتهابية.
القيمة الغذائية للكرفس يوضّح الجدول الآتي العناصر الغذائية الموجودة في 100 غرامٍ من الكرفس النيئ:
فوائد الكرفس
محتوى الكرفس من العناصر الغذائية
يحتوي نبات الكرفس على العديد من العناصر الغذائية التي تعطيه فوائده الصحيَة، ونذكر من هذه العناصر الغذائيَّة ما يأتي:
ـ السليلوز: (Cellulose)P يُعدُّ الكرفس مصدرا غنيا بالسليلوز، ويُعرف السليلوز على أنه من الكربوهيدرات المعقدة، والتي توجد في جدران خلايا النباتات الصالحة للأكل، وتجدر الإشارة إلى أن السيليلوز غير قابل للهضم في جسم الإنسان.
ـ الفيتامينات والمعادن: يُعدُّ الكرفس مصدرا غنيا بالفيتامينات والمعادن، بما في ذلك؛ فيتامين أ، وفيتامين ك، وفيتامين ج، والبوتاسيوم، والفولات، والكولين، والصوديوم، والفلوريد.
المركبات النباتية للكرفس: يحتوي الكرفس على الأبيجينين، واللوتولين، بالإضافة إلى مركبات أخرى تتميز بخصائص قوية مضادة للأكسدة، مثل: السيلينين، والليمونين، والكايمبفيرول، حمض الكوماريك، وتجدر الإشارة إلى أن مضادات الأكسدة هي مركبات تساعد على وقاية الجسم من الأضرار الناجمة عن التعرض لمواد ضارةٍ تُسمى الجذور الحرة (Free radicals)، ويقوم الجسم بتصنيع هذه المواد كمنتج ثانوي للعمليات الطبيعية؛ إلا أن تراكم هذه المواد بكمّيات كبيرة قد يكون ضاراً.
فوائد الكرفس حسب درجة الفعالية احتمالية فعاليته (Possibly Effective) طردالبعوض:
بينت بعض الأبحاث أن وضع جلٍ يحتوي على نسبةٍ من مستخلص الكرفس على الجلد قد يساعد على طرد البعوض، حيث يتشابه تأثير مستخلص الكرفس عند مزجه مع بعض المكونات الطبيعية مع المنتجات التجارية الأخرى، وقد أشارت دراسةٌ نُشرت في مجلة Parasitology Research عام 2008، إلى أن مستخلص الكرفس ساهم في منع لدغات البعوض؛ مما قد يساهم في الحد من الأمراض التي ينقلها البعوض. لا توجد أدلة كافية على فعاليته (Insufficient Evidence).
المحافظة على مستويات السكر في الدم:
يتميز الكرفس بامتلاكه مؤشرا جلايسيميا منخفضا؛ أي أن تناوله لا يسبب ارتقاعا سريعا وكبيرا في مستويات السكر في الدم، مما يساهم في الحفاظ على المستويات الطبيعية لنسبة سكر الدم، وقد أظهرت دراسةٌ نُشرت في مجلة Saudi Medical Journal عام 2018، تأثير الكرفس في خفض مستويات سكر الدم؛ ولكن كان الارتباط قليلاً بين مستويات الإنسولين والجلوكوز في بلازما الدم لدى كبار السن الذين يعانون من حالةٍ تُدعى مقدّمات السكري (Prediabetes).
فوائد أخرى:
يشيع استخدام الكرفس في بعض الحالات الأخرى، ولكن ليست هناك أدلة كافيةٌ تؤكد فعاليته في ذلك، ونذكر من ذلك ما يأتي:
تخفيف تقلصات الدورة الشهرية أو ما يُعرف بعسر الطمث. تحسين حالات المصابين بالتهاب المفاصل الروماتويدي. تحسين حالات المصابين بالنقرس. تخفيف العصبية. تقليل الصداع. تحفيز الشهية. تخفيف الإعياء. التقليل من احتباس السوائل. تنظيم حركة الأمعاء. تحفيز الحيض. تقليل كمية حليب الأم. المساعدة على الهضم. تخفيف التهابات الكلى، أو المثانة، أو مجرى البول، أو ما يُعرف بالتهابات المسالك البولية.
القيمة الغذائية للكرفس
يبين الجدول الآتي أهم العناصر الغذائية الموجودة في 100 غرام من الكرفس:
العنصر الغذائي القيمة الغذائية
الماء 95.43 مليلتراً
السعرات الحرارية 14سعرةً حراريةً
البروتين 0.69 غرام
الدهون 0.17 غرام
الكربوهيدرات 2.97 غرام
الألياف 1.6 غرام
السكريات 1.34 غرام
الكالسيوم 40 مليغراماً
الحديد 0.2 مليغرام
المغنيسيوم 11 مليغراماً
الفسفور 24 مليغراماً
البوتاسيوم 260 مليغراماً
الصوديوم 80 مليغراماً
الزنك 0.13 مليغرام
النحاس 0.035 مليغرام
المنغنيز 0.103 مليغرام
السيلينيوم 0.4 ميكروغرام
الفلوريد 4 ميكروغرامات
فيتامين ج 3.1 مليغرامات
فيتامين ب1 0.021 مليغرام
فيتامين ب2 0.057 مليغرام
فيتامين ب3 0.32 مليغرام
الفولات 36 ميكروغراماً
الكولين 6.1 مليغرامات
فيتامين أ 449 وحدةً دوليةً
فيتامين هـ 0.27 مليغرام
أضرار الكرفس درجة أمان الكرفس نذكر فيما يأتي درجة أمان تناول الكرفس في مختلف الحالات:
عند تناوله عن طريق الفم:
تعدّ بذور الكرفس وزيت الكرفس غالبا آمنة عند تناولها عن طريق الفم بالكميات الموجودة في الطعام، ويحتمل أمان الكرفس عند تناوله بكمياتٍ كبيرة كالموجودة في المستخلصات مدَّة قصيرة، ومع ذلك؛ يعاني بعض الأشخاص من حساسيةٍ تجاه الكرفس، والتي تتراوح أعراضها من الطفح الجلدي إلى الحساسية المفرطة.
عند تطبيقه على الجلد: إن من المحتمل أمان وضع الكرفس على الجلد بالجرعات الموجودة في المستخلصات مدَّةً قصيرةً لدى معظم الأشخاص؛ إلا أنه وكما ذُكر سابقا؛ قد يعاني بعض الأشخاص من حساسيةٍ تجاه الكرفس.
الحمل والرضاعة الطبيعية: تعد بذور الكرفس وزيت الكرفس غالبا غير آمنة عند تناولها عن طريق الفم بجرعاتٍ كبيرةٍ خلال فترة الحمل، فقد تُسبب الكميات الكبيرة منه تقلصاتٍ في الرحم؛ مما قد يزيد خطر حدوث الإجهاض، ولكن لا تتوفّر معلوماتٌ كافيةٌ حول درجة أمان زيت وبذور الكرفس خلال فترة الرضاعة الطبيعية، لذلك يُنصح بتجنبه خلال هذه الفترة.
محاذير تناول الكرفس يُنصح بالحذر من تناول الكرفس في بعض الحالات الصحية، والتي نذكر منها ما يأتي:
الذين يعانون من الحساسية: يُمكن أن يُسبب الكرفسُ ردود فعلٍ تحسسيةً لدى الأشخاص الذين يعانون من حساسيةٍ تجاه بعض النباتات والتوابل الأخرى، بما في ذلك الجزر البري والهندباء.
الذين يعانون من اضطراب النزيف: يُمكن أن يؤدي الكرفس إلى زيادة خطر النزيف عند تناوله بجرعاتٍ كبيرة، لذلك يُنصح بتجنبه من قبل الأشخاص الذين يعانون من اضطراب النزيف.
الذين يعانون من مشاكل في الكلى: يُمكن أن يؤدي الكرفس إلى زيادة خطر الالتهابات، لذلك يُنصح بتجنب تناوله بجرعاتٍ كبيرةٍ من قِبل الأشخاص الين يعانون من مشاكل الكلى.
الذين يعانون من ضغط الدم المنخفض: يُمكن أن تُسبّب الجرعات الكبيرةُ من الكرفس انخفاضا في ضغط الدم؛ وبالتالي قد يؤدّي تناوله من قِبَل الأشخاص الذين يعانون من ضغط الدم المنخفض إلى انخفاضٍ كبيرٍ في ضغط الدم.
الذين سيجرون عمليَّاتٍ جراحيَّة: يُمكن أن يؤثر الكرفس في الجهاز العصبي المركزي، لذا توجد بعض المخاوف حول احتمالية تداخل الكرفس مع التخدير والأدوية الأخرى المستخدمة أثناء الجراحة وبعدها؛ مما قد يبطئ عمل الجهاز العصبيّ المركزيّ بشكلٍ كبير، لذلك يُنصح بالتوقّف عن استخدام الكرفس قبل أسبوعين على الأقل من الجراحة.
التداخلات الدوائية مع الكرفس قد يتداخل الكرفس مع بعض الأدوية، والتي نذكر منها ما يأتي:
الأدوية التي تزيد من حساسية أشعة الشمس: أو ما تُعرف بالأدوية الحساسة للضوء، ومنها:
الأميتريبتيلين (Amitriptyline) السيبروفلوكساسين (Ciprofloxacin). النورفلوكساسين (Norfloxacin). اللوميفلوكساسين (Lomefloxacin). الأوفلوكساسين (Ofloxacin). الليفوفلوكساسين (Levofloxacin). السبارفلوكساسين (Sparfloxacin). الجاتيفلوكساسين (Gatifloxacin). التريوكسالين (Trioxsalen).
الأدوية المهدئة: بما في ذلك: الكلونازيبام (Clonazepam). اللورازيبام (Lorazepam). الفينوباربيتال (Phenobarbital). الزولبيديم ( Zolpidem).
أدوية الليثيوم: والتي تستخدم لعلاج المشاكل النفسية.
دواء أسيتامينوفين: والذي يستخدم لتسكين الألم وخفض الحرارة.
دواء الليفوثيروكسين: والذي يستخدم لعلاج كسل الغدة الدرقية.
الأدوية التي يتمُّ تحليلها بواسطة الكبد: بما في ذلك: الأميتريبتيلين (Amitriptyline). الهالوبيريدول (Haloperidol). الأوندانسيترون (Ondansetron). البروبرانولول (Propranolol). الثيوفيلين (Theophylline). الفيراباميل (Verapamil) الإيزوبتين (: Isoptin).
أدوية ارتفاع ضغط الدم: بما في ذلك: الكابتوبريل ( Captopril). الإنالابريل (Enalapril) اللوسارتان (Losartan). الفالسارتان ( Valsartan). الديلتيازيم (Diltiazem). الأملوديبين (Amlodipine). الأدوية المضادة لتخثر الدم: مثل: الأسبرين (Aspirin). الكلوبيدوجريل (Clopidogrel). الدالتيبارين (Dalteparin). الديبيريدامول (Dipyridamole). الإينوكسابارين (Enoxaparin). الوارفارين (Warfarin).
طريقة أكل الكرفس
رغم أن المُعظم يتخلص عادةً من أوراق الكرفس؛ إلا أنها قابلة للأكل، وقد تُعد إضافةً جيدةً إلى العديد من الأطباق؛ ومنها: الشوربات، وصلصة البيستو (Pesto)، والسموذي (Smoothies) أو العصائر، كما يُمكن فرمها ووضعها على السلطة، أو إضافتها إلى الشطائر والأطباق المطبوخة، إذ يُضيف الكرفس للأطباق والوجبات، سواءً كان نيئا أو مطبوخا قواما، ولونا، ونكهةً، وعناصر غذائيةً، ويُمكن طبخه أو طهيه على البخار، أو بطريقة السوتيه وتقديمه مع اللحوم؛ كالديك الرومي أو الدجاج، أو اللحم المشوي، ويُمكن تقطيع الكرفس أيضا وإضافته إلى الأطباق الجانبية، أو تغميسه مع زبدة الفول السوداني، أو الحمص، أو اللبن، أو التونا، أو سلطة الدجاج، كما أنّ قوامه الطبيعي المقرمش قد يجعله بديلاً صحيا للموالح أو رقائق البطاطا المقلية.
في ختام هذه الجولة الشيقة في عالم الكرفس، لا يسعنا إلا أن نعبر عن إعجابنا الكبير بتاريخها الغني والمثير، وبفوائدها الغذائية القيمة التي لا غنى عنها في التغذية الصحية. إن الاستفادة من فوائد الكرفس لا تقتصر فقط على المطبخ، بل تتجاوز ذلك لتشمل الصحة والعافية بشكل عام.
نختم رحلتنا الرائعة في عالم نبات الكرفس، الذي أثرى التراث المصري القديم بجذوره العميقة وثرائه الغذائي. إن تاريخه وفوائده وتقديمه كرمز للخلود يجعلونه جزءا لا يتجزأ من التراث الزراعي والثقافي المصري. فلنستمتع بفرصة استكشاف الطهي به واستخداماته المتنوعة في المطبخ، حيث يُضفي لمسة من النكهة اللذيذة والفائدة الغذائية.
في نهاية الأمر، فإن الكرفس ليس مجرد نبات، بل هو رمز للصحة والثقافة والتاريخ المصري القديم، يستحق أن نحتفل به ونستمتع بفوائده الرائعة في كل يوم.
بهذا نصل إلى نهاية رحلتنا في عالم الكراث والكرفس، حيث تجمعت الحكايات القديمة والفوائد الغذائية الحديثة لتبرز جمالية هاتين النباتين في التاريخ والثقافة المصرية. فهما ليسا فقط أصنافا من الخضروات، بل هما رموز للغذاء الصحي والتراث العريق. الذي تحلى أيضا بتاريخ مصري قديم يؤكد عراقة هذين الصنفين المصرية في الثقافة والتقاليد الغذائية للمصريين. يعكس اتساع مجال استخداماتهما وتنوع فوائدهما الطبيعية الاهتمام العميق بالتغذية الصحية والمأكولات الطيبة في المجتمع المصري القديم.
ندعو قراءنا الأعزاء للبقاء على اطلاع، حيث سنستكشف في المقالات القادمة نوعين آخرين من الخضروات العريقة في التراث المصري. فترقبوا المزيد من الاكتشافات والفوائد الغذائية والثقافية والتاريخية، والتي ستضيف قيمة لحياتنا اليومية وتغني مطابخنا بمزيد من التنوع والغنى. إلى اللقاء في رحلة استكشافية جديدة في عالم الخضروات المصرية العريقة!