تأثير ارتفاع الحرارة على إنتاج الأسماك
روابط سريعة :-
إعداد: أ.د.عبدالمنعم صدقي
أستاذ بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني – مركز البحوث الزراعية
يتوقع أن تبلغ البشرية 10 مليارات بحلول عام 2050 بعد ان كان 2,6 مليار نسمه (1950) و7,9 (2021) ومن المتوقع ان تصل إلى 10 (2050) و11 (2100). سيتضاعف عدد سكان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بحلول عام 2050.
تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك
كما يُتوقع زيادة عدد السكان في أفريقيا بسرعة. الزيادة السكانية تؤدى إلى تزايد الطلب على السلع الغذائية بمعدلات تفوق معدلات نمو الإنتاج وبالتالي ارتفاع اسعار اللحوم مما أدي إلى زيادة الطلب على لحوم الأسماك في الأسواق العالمية كبديل صحي لها.
لم تعد المصايد السمكية قادرة على سد متطلبات العالم من الأسماك واتجهت الدول إلى تنويع مصادر إنتاجها كالاستزراع السمكي الذي حقق نموا كبيرا على مستوى دول العالم ويعد المناخ من أهم العناصر البيئية التي تؤثر في الاستزراع السمكي؛ حيث ادى تغير المناخ لاحداث تغيرات حادة في درجات الحرارة وأنماط الرياح والأمطار، مما يؤدي إلى عواقب بيئية واجتماعية اقتصادية واسعة النطاق وغير متوقعة.
لقد ازدادت درجة حرارة سطح الأرض بين 0,5 – 0,7°م وأدت الثورة الصناعية والتكنولوجية إلى زيادة معدل انبعاثات ثاني اكسيد الكربون وغاز الميثان وثاني أكسيد النيتروز (غازات الاحتباس الحراري) التي تسبب حبس جزء من طاقة الشمس لتدفئة الكرة الأرضية.
هذه الغازات لا تشكل مصادر للتلوث لكن تؤثر على ظاهرة الاحتباس الحراري. ويؤثر تغير المناخ على الزراعة بتأثرها على النظم الإيكولوجية كإنتاج المحاصيل والإنتاج الحيواني والموارد الزراعية من التربة والمياه والأمن الغذائي. تزداد تلك التأثيرات لتصل إلى حالات الجفاف والفيضانات والموجات الحارة وتوزيع الأمطار.
الزراعة المائية
تنمية الأحياء المائية (نباتات و/أو حيوانات) في مزارع بدلاً من حصادها من بيئتها الطبيعية كتربية القشريات والرخويات والنباتات المائية واستزراع الأسماك سواء في المياه المفتوحة كالبحيرات والأنهار أو في حيز مائي محدد في ظروف التحكم بهدف تحقيق منفعة اقتصادية أو اجتماعية.
اقرأ المزيد: نصيحة مدير المركز الدولي للأسماك لخفض أثر الموجة الحارة على مزارع الأسماك
الاستـزراع السـمكي
وسيلة فعالة وسريعة لزيادة الناتج القومي من الأسماك لزيـادة متوسـط نصيب الفرد من البروتين الحيواني والحد من الفجوة الغذائية السمكية، كما تعمل علي تخفيف الضغط علي المصايد الطبيعية مما يساعد علي تحسين مخزوناتها الطبيعية من الأسماك والحد من استنزافها وإمداد المصايد الطبيعية بالزريعة الناتجـة من المفرخات السمكية الصناعية لتنميتها واستدامتها، فضلا عن الاستفادة من الموارد الأرضية غير المستغلة والمتمثلة في الأراضي البور غير القابلة للزراعة والأراضي تحت الاستصلاح باستخدامها في الاستزراع السمكي وقيام العديد من الصناعات التكـميلية للاسـتزراع السمـكي مثل:ـ صنـاعة الأعلاف، صناعة الثلج وتجهيز الأسماك، صناعة الشباك والطلمبات والغذايـات الأوتـوماتيـكية وأجـهزة التهـوية والأدوات والأجهزة المعملية والأدوية البيطرية وغيرها من المسـتلزمات مما يسـاهم في توفـير العديـد من فرص العمل وتنمية المهارات البشرية.
شاهد: أفضل أنظمة الاستزراع السمكي المكثف في الأحواض الترابية
التأثيرات المتوقعة لارتفاع درجة الحرارة
1ـ عند ارتفاع درجة حرارة المياه (لديها قدرة عالية على اختزان الحرارة) بمعدلات عالية فإن الكائنات البحرية ومنها الأسماكـ إما تتكيف مع الظروف الجديدة او تهاجر إلى مناطق أقل ارتفاعا في درجات الحرارة وقد تفنى نتيجة هذه التغيرات التي عادةً ما تكون تدريجية.
2ـ ارتفاع co2 في الجو يؤدى لزيادة ذوبانه في مياه المحيطات والبحار وزيادة حموضة المياه مما تؤثر سلباً على نمو وتكاثر وحياة الأسماك.
3ـ تعديل في توزيع أرصدة الأنواع السمكية من أسماك المياه العذبة والمالحة مع توجه الأنواع السمكية في المياه التي ترتفع فيها درجة الحرارة نحو القطبين.
4ـ تغيرات في سلاسل غذاء الأسماك بمواطن المياه العذبة والمالحة وتذبذبات إنتاج الأسماك.
5ـ زيادة نسبة البخر، وبالتالي زيادة الملوحة.
6ـ زيادة درجة حرارة المياه في أحواض المزارع السمكية، خاصة في الأحواض الضحلة (60سم)، مما يؤدى لانخفاض الأكسجين الذائب.
7ـ زيادة نشاط الميكروبات المحبة للحرارة مما يؤدى لزيادة حدوث أمراض.
8ـ ازدهار الطحالب وما ينتج عنها من أضرار.
9ـ النفوق المفاجئ أو التدريجي للأسماك.
10ـ نقص معدلات النمو والإصابة بالإجهاد.
11ـ ظهور أمراض مختلفة.
12ـ توقف الأسماك عن الطعام وفقدان الشهية.
13ـ ظهور تشوهات في الأسماك والذريعة التأثير على تركيب ووظائف الخياشيم.
14ـ تزايد الاستعداد الوراثي لدى الأسماك للإصابة بالأمراض.
15ـ تغير pH تسبب ضغوطاً على الأسماك قد تصل لحد الموت تؤثر على درجة تأين المواد السامة كالأمونيا والتي تزداد بزيادة pH، أما انخفاض pH يؤدى لانخفاض الإنتاج الأولى (الفيتوبلانكتون).
16ـ زيادة co2 في الحوض يؤدى لزيادة تركيزه في الدم فيؤدى إلى خفض pH الدم وبالتالي يقل قدرة الهيموجلوبين على حمل الأكسجين، وبالتالي قد يحدث تسمم أو نفوق.
الحلول المقترحة لمواجهة تأثير التغيرات المناخية على الأسماك
ـ الاتجاه لأقلمة أسماك المياه المالحة على الملوحة المنخفضة أو المتوسطة.
ـ إيجاد البدائل لأسماك المياه العذبة للزراعة في المياه الشروب.
ـ الاتجاه لتفريخ الأسماك البحرية.
ـ عمل نماذج رياضية للعلاقة بين درجة حرارة الجو ودرجة حرارة المياه في أحواض المزارع وعمق المياه.
ـ إجراء البحوث المتعلقة بمعرفة معدل الزيادة في ملوحة الماء الأرضي للدلتا وملوحة مياه الصرف.
الإجراءات
تعاني المزارع السمكية التي لم يراعى في تصميمها أو إدارتها طبيعة عناصر المناخ من خسائر مالية كبيرة نتيجة لشذوذ عناصر المناخ، خاصة درجة الحرارة عن متطلبات الأسماك في كثير من الأحيان الأمر الذي يؤدي إلى نفوق نسبة كبيرة من أسماك المزارع، وبالتالي يجب:
1ـ إعادة تدوير مياه المزارع (الفلاتر الميكانيكية والبيولوجية).
2ـ زيادة عدد البدلات بمعدل بدال لكل فدان ونصف بدل 2 فدان.
3ـ المتابعة المستمرة والدقيقة للحالة الصحية للاسماك خلال فترات ارتفاع الحرارة او نقص امدادات المياه.
4ـ الاهتمام بإضافة روافع المناعة الى الاعلاف خلال هذه الفتر لتحسين اداء الجهاز المناعي للاسماك.
5ـ المتابعة المستمرة والدقيقة للحالة الصحية للأسماك، خلال فترات ارتفاع درجات الحرارة او نقص امدادات المياه.
6ـ الاهتمام بإضافة بروبيوتك او منشطات المناعه خلال هذه الفترة لتحسين اداء الجهاز المناعي للاسماك.
7ـ تطبيق الامان الحيوي قدر الامكان داخل المزارع السمكية.
8ـ التغذية بالنسبة الصحيحة وفى الاوقات المناسبة.
هناك أهمية للإرشاد في التوعية بالممارسات الجيدة التي تناسب التأقلم مع الآثار السلبية للتغيرات المناخية حيث أن دور الإرشاد هو نقل الخبرات العلمية والبحثية إلى المستوى الحقلي بما يعني ترجمة البحوث إلى توصيات قابلة للتطبيق على المستوي الحقلي.
