رأى

مقال «المستشار الإعلامي لوزارة الزراعة».. عظماء مصر «مستجير وجمعة»

بقلم: أحمد إبراهيم

مدير عام التنسيق والمتابعة بالإذاعة المصرية والمستشار الإعلامي لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي

عالمان من أفضل من أنجبت مصر فى مجال الزراعة، وقدّما للبلد خدمات جليلة سوف تظل باقية أبد الدهر رغم رحيلهما، وأمثال هؤلاء يجب أن نذكّر أنفسنا والأجيال بهم دائماً حتى نغرس فيهم قيم الوفاء والاحترام لكل من يخدم البلد بإخلاص، وهؤلاء هم القدوة الحقيقية التى يجب أن تُحتذى.

فى السطور التالية سوف نسلط الضوء بشكل مبسط ومختصر على هذين العالمين الجليلين رحمهما الله.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

«مستجير» أبوالهندسة الوراثية أُطلقت عليه ألقاب كثيرة، منها العالم الأديب ومُزارع الفقراء وعالم علم السعادة وبحّار فى بحور العالم والشاعر العبقرى وعالم الوراثة، وأهمها «أبوالهندسة الوراثية». آمن بدور العلم فى إسعاد الفقراء وحل المشكلات التى تعانى منها مجتمعاتهم بالعلم الذى امتلك ناصيته، وهو أيضاً الأديب والشاعر ذو الحس المرهف والأسلوب المميز، صاحب الدواوين والكتب التى وضع فيها عصارة فكره وخلاصة جهده فى مجال الأدب والشعر، وهو أيضاً الإنسان صاحب المواقف الوطنية والإنسانية المشرّفة الذى عشق بيئته وانطلق منها إلى فضاء العلم. وُلد فى ديسمبر 1934 بقرية الصلاحات بمحافظة الدقهلية.

عُين باحثاً فى مركز البحوث الزراعية، ثم انتقل إلى وظيفة معيد بكلية الزراعة جامعة القاهرة وتدرّج فيها حتى أصبح عميداً للكلية عام 1986. حصل على جميع جوائز الدولة، التشجيعية والتقديرية ومبارك عام 2006 (النيل حالياً) أعلى جائزة وتكريم علمى مصرى.

كان يرى أن التكنولوجيا الحيوية يمكنها إسعاد الفقراء، ومن خلالها يمكن للعالم زراعة الأنسجة ودمج الخلايا بالهندسة الوراثية، وإنتاج نبات مقاوم للأمراض وللملوحة ومتميز بمحصول وفير، من هنا بدأ فى استنباط سلالات من القمح والأرز تتحمل الملوحة والجفاف لسد فجوة الغذاء.

مشروعه «زراعة الفقراء» كان أحد أبرز إنجازاته، بدأ العمل فيه عام 1989 بمساعدة عدد كبير من المتخصصين فى مجال الزراعة، لاستنباط سلالات من القمح والأرز تتحمل درجات عالية من الملوحة والجفاف بهدف الاستفادة منها فى زراعة الصحراء بالدول النامية.

له إسهامات علمية بارزة عادت على المجتمع بالخير، فقد أدى دوراً كبيراً فى تطوير زراعة القمح والتصدى لأخطار تلوث البيئة، وقدّم أبحاثاً كثيرة وعظيمة فى مجال إنتاج الألبان واللحوم والدواجن والوراثة الحيوانية، وأثرى المكتبة العلمية بالعديد من المؤلفات فى الهندسة الوراثية، إنه العالم المصرى الدكتور أحمد مستجير رائد علم الهندسة الوراثية فى مصر والعالم، والذى رحل عن دنيانا فى 17 أغسطس 2006 عن عمر يناهز 72 عاماً فى أحد مستشفيات النمسا بعد إصابته بجلطة شديدة فى المخ.

جمعة «أبوالقمح»من مواليد قرية كتامة مركز طلخا محافظة الدقهلية عام 1936.

دفعه عشقه للزراعة إلى الالتحاق بكلية الزراعة عام 52، للحصول على 45 فداناً كانت تمنحها الدولة آنذاك لخريجى الكلية، لكن جاءت ثورة 23 يوليو لتقضى على أحلامه بوقف القرار، ومع ذلك واصل كفاحه وأخذ على عاتقه استنباط أصناف جديدة من القمح، ما جعله أشهر خبراء زراعة القمح فى مصر والوطن العربى والشرق الأوسط، وذلك بفضل أكثر من 60 عاماً من الخبرة فى مجال بحوث القمح والمحاصيل البقولية.

ساهم فى زيادة إنتاجية الفدان من محصول القمح، الغذاء الرسمى للمصريين، حيث تم خلال رئاسته لمركز البحوث الزراعية استنباط أصناف جديدة من تقاوى القمح ذات الإنتاجية العالية تحت الظروف البيئية المختلفة كالحرارة والجفاف والملوحة، والتى أدت إلى زيادة إنتاجية الفدان من 5 إلى 9 أرادب، وكانت طفرة غير مسبوقة فى هذا التوقيت ساهمت فى مضاعفة الإنتاج.

كان رئيساً لقسم القمح بمركز البحوث الزراعية منذ عام 1977 ولمدة 7 سنوات، وعندما كان يقوم بجولات تفقدية لبحث نتائج العينات الجديدة كان المزارعون يهتفون له «يعيش أبوالقمح» للتعبير عن فرحتهم بالطفرة الكبيرة فى المحصول، ومنذ ذلك التاريخ أصبح لقبه «أبوالقمح».

تعرّض لإغراءات كثيرة للسفر للخارج، ولكنه رفضها جميعاً، مفضلاً أن يخدم بلده بعلمه وخبرته.

حصل على جائزة الدولة التقديرية، وجائزة النيل، أكبر تكريم علمى مصرى، كما منحته المنظمة العربية للتنمية الزراعية جائزة «أفضل مربى ومنتج قمح فى العالم العربى»، إنه العالم الجليل الأستاذ الدكتور عبدالسلام جمعة، رئيس مركز البحوث الزراعية الأسبق، والذى رحل عن دنيانا يوم 17 يناير 2016 عن عمر يناهز الـ80 عاماً.

رحم الله د.أحمد مستجير أبوالهندسة الوراثية، والدكتور عبدالسلام جمعة أبوالقمح، جزاء ما قدّما لمصر والإنسانية من علم يُنتفع به إلى يوم أن يرث الله الأرض ومن عليها.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى