تقارير

مصر نحو أمن غذائي.. تحديات تواجه الزراعة المستدامة

إعداد: د.شكرية المراكشي

رئيس مجلس إدارة شركة مصر تونس للتنمية الزراعية واستصلاح الأراضي

تمثل التنمية المستدامة رؤية طموحة لتطوير المجتمعات بشكل يلبي احتياجاتها الحالية دون المساس بقدرة الأجيال القادمة على تلبية احتياجاتها الخاصة، كما تمثل رؤية استراتيجية تهدف إلى تحقيق التوازن بين تنمية الموارد الاقتصادية والاجتماعية والحفاظ على البيئة، وذلك بهدف تلبية احتياجات الحاضر دون التأثير على إمكانية الأجيال المقبلة لتحقيق احتياجاتها. تمتاز التنمية المستدامة بأنها تعمل على الارتقاء بجودة الحياة وتعزيز الاستدامة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي، وذلك من خلال تحقيق التنمية البيئية المستدامة.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

إنها مفهوم يبني على تحقيق التوازن بين مكونات المجتمع، حيث يتمثل التحدي في معالجة القضايا البيئية والاقتصادية والاجتماعية بشكل متكامل وشامل. وبالرغم من تطورها وأهميتها، إلا أن التنمية المستدامة تواجه تحديات كبيرة، وهى:

1ـ التغيرات المناخية

تعتبر التغيرات المناخية من أبرز التحديات التي تواجه التنمية المستدامة. تتضمن هذه التحديات ارتفاع درجات الحرارة، وتغيرات في أنماط الهطول، وارتفاع مستوى سطح البحر. تؤدي هذه التغيرات إلى تهديدات عديدة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.

اقرأ المزيد: الهدف الخامس من التنمية المستدامة

2ـ ندرة المياه

الندرة المائية تمثل تحديا كبيرا للتنمية المستدامة. العديد من المناطق تواجه نقصا حادا في المياه، مع توقعات بتفاقم هذه المشكلة مستقبلا. هذا التحدي يؤثر على استدامة  القطاعات الزراعية والصناعية والبيئية. فنقص المياه يهدد الأمن الغذائي والتنمية الزراعية والصناعية

3ـ الفقر وعدم المساواة

الفقر وعدم المساواة يعتبران مشكلتين كبيرتين تواجهان التنمية المستدامة. إن الفقر يقيد قدرة الأفراد على الوصول إلى فرص تنموية ويؤدي إلى مشاكل اجتماعية واقتصادية وصحية. تحقيق التنمية المستدامة يتطلب التركيز على تقليل الفقر وتحقيق المساواة.

جهود تحقيق التنمية المستدامة

لتحقيق التنمية المستدامة، يمكن اتخاذ عدة إجراءات واتخاذ التدابير اللازمة:

1ـ الاستثمار في الطاقة المتجددة: تعتبر الطاقة المتجددة مفتاحا لتحقيق التنمية المستدامة. يجب زيادة الاستثمار في مصادر الطاقة النظيفة والمستدامة مثل الطاقة الشمسية والرياح، وذلك للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري.

2ـ تحسين كفاءة الطاقة: تحسين كفاءة استخدام الطاقة يسهم في تحقيق التنمية المستدامة من خلال تقليل استهلاك الطاقة وانبعاثات الكربون. يجب دعم الابتكار في تقنيات توفير الطاقة في القطاعات المختلفة.

3ـ تطوير البنية التحتية: يجب تطوير البنية التحتية لتحقيق الاستدامة، بما في ذلك تحسين كفاءة استخدام الطاقة وتشجيع استخدام الطاقة المتجددة.

اقرأ المزيد: البحوث الزراعية من ركائز التنمية المستدامة

4ـ حماية وتعزيز الاستدامة البيئية: حماية البيئة والمحافظة على التنوع البيولوجي والموارد الطبيعية تعد أساسا للتنمية المستدامة. يجب تبني سياسات وإجراءات تهدف إلى منع التلوث وتحسين جودة البيئة.

5ـ تعزيز التعليم والوعي: تعزيز التعليم والوعي بأهمية التنمية المستدامة يلعب دورا مهما في تحقيقها. يجب تشجيع الأفراد على اتخاذ قرارات مستدامة وتبني سلوكيات تدعم البيئة والمجتمع.

6ـ تعزيز التعاون الدولي: التنمية المستدامة تعد تحديا كبيرا يتطلب تعاونا دوليا وجهودا مشتركة لمواجهة التحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية. إن تحقيق التنمية المستدامة يحقق توازنا هاما بين الاحتياجات الحالية وحقوق الأجيال القادمة، وهو سبيلنا نحو مستقبل مستدام.

الزراعة المستدامة وتحديات المياه

مصر، الأرض الخصبة التي اشتهرت بزراعتها القديمة وثقافتها المتنوعة، تتسابق اليوم لتحقيق أمن غذائي مستدام لمواطنيها. تتجلى جهود الحكومة المصرية من خلال مجموعة من المشاريع الزراعية الرائدة والحلول المبتكرة التي تهدف إلى توفير المياه الصالحة للزراعة وضمان توفر الغذاء. ترتكب الحكومة إلى تحقيق أهدافها برغم التحديات التي تعترض طريقها.

المشاريع الزراعية العملاقة تقف كشهادة على التزام الحكومة بضمان الأمن الغذائي. “مشروع المليون ونصف المليون فدان” يشكل مبادرة جريئة لتحويل الأراضي الصحراوية إلى مساحات زراعية مثمرة، من شأنها زيادة إنتاج المحاصيل. بالإضافة إلى ذلك، “مشروع الدلتا الجديدة” يخطو نحو إنشاء دلتا جديدة ومشروع توشكا  ومشروع مستقبل  مصر  لتنويع المحاصيل وتعزيز الإنتاج.

ومن جهة أخرى، مصر تواجه تحدي المياه المحدودة، حيث يُقدر عجزها المائي مليارات عديدة من الامتار مكعب سنويا. إلا أنها تنمي استراتيجيات لتحقيق توفير المياه اللازمة للزراعة. بإنشاء سدود وخزانات مائية واستخدام تقنيات الري المتطورة مثل الري بالتنقيط يشكلون جزءا من الجهود المبذولة للتصدي لتلك المشكلة الملحة.

اقرأ المزيد: الاقتصاد الأزرق والتنمية المستدامة

إن توفير الغذاء بأسعار مناسبة وجودة ممتازة يعد أحد الأهداف المحورية للحكومة المصرية. تطوير الصناعة الزراعية يلعب دورا هاما في تحقيق ذلك، من خلال إنشاء مصانع لإنتاج الأسمدة والمبيدات الزراعية. هذه الجهود تساعد على تحسين جودة المنتجات الزراعية وتوفير المزيد من المنتجات المتنوعة.

على الرغم من هذه الجهود، تتطلب التحديات المستقبلية التركيز على تعزيز الوعي البيئي واعتماد تقنيات زراعية مستدامة. إن التوازن بين تلبية احتياجات الجيل الحالي والأجيال المقبلة يمثل المفتاح الأساسي لتحقيق التنمية المستدامة.

بقيادة الحكومة وتضافر جهود القطاعات المختلفة، تستمر مصر في رحلتها نحو تحقيق أمن غذائي مستدام. تحديات المياه والبيئة قد تكون كبيرة، لكن التزام البلاد بالتنمية والابتكار يبني لنا صرحاً من الأمل نستند إليه ونعيش في ظله.

مشروع الـ1,5 مليون فدان: فرص وتحديات في رحلة الاستثمار الزراعي

مشروع المليون ونصف فدان هو مبادرة ضخمة تحمل بصمة شركة الريف المصري، تهدف إلى استصلاح وزراعة مساحة ضخمة تبلغ مليون ونصف مليون فدان من الأراضي الصحراوية في مصر. يرتبط هذا المشروع بأهداف اقتصادية واجتماعية طموحة، منها زيادة الإنتاج الزراعي وتحقيق الأمن الغذائي، وكذلك خلق فرص عمل ملهمة في قطاع الزراعة.

إن الملفت للنظر في هذا المشروع هو رؤيته الطموحة والتطلع إلى تحقيق تحول جذري في مساهمة القطاع الزراعي في اقتصاد البلاد. بدأ المشروع في العام 2016 ويمتد عبر العديد من المحافظات المصرية، مما يجعله نموذجًا للتنمية المستدامة في المناطق الصحراوية.

اقرأ المزيد: الزراعة المستدامة وعلاقتها بالمياه

البنية التحتية المتكاملة

في صميم هذا المشروع يكمن السر في بنية تحتية شاملة تهدف إلى تحقيق الأهداف المرجوة. تضمن الشبكات المتطورة للري والصرف، إلى جانب البنية الطرقية المتطورة التي تُيسر وصول المستثمرين إلى المشروع. وليس هذا فحسب، بل تمتد البنية التحتية لتشمل تأسيس مراكز خدمية مثل مدارس ومستشفيات ومساجد وكنائس، تعكس رؤية المشروع لتحقيق تنمية مستدامة ورفاهية للسكان المحيطين.

التنوع والاستدامة

بخصوص المحاصيل المزروعة، يتنوع المشروع بزراعة مجموعة متنوعة من المحاصيل الزراعية الحيوية، مما يسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء وتقليل الاعتماد على واردات المنتجات الزراعية. هذا التنوع يشمل المحاصيل الأساسية مثل القمح والأرز والذرة، ويمتد ليشمل المحاصيل المهمة مثل القطن، والفول، والخضروات، والفواكه.

اقرأ المزيد: «الزراعة» في استراتيجية التنمية المستدامة رؤية مصر 2030

فوائد اقتصادية متعددة

تكمن قوة مشروع المليون ونصف فدان في قدرته على تحقيق فوائد اقتصادية جوهرية للبلاد. منها:

1ـ زيادة الإنتاج الزراعي لتحقيق الأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي.

2ـ خلق فرص عمل جديدة في قطاع الزراعة، وذلك بفضل الاستثمارات الكبيرة التي يجذبها المشروع.

3ـ تحويل المناطق الصحراوية إلى أراضٍ زراعية مثمرة تسهم في تعزيز الإنتاجية الوطنية.

4ـ تقليل الاعتماد على واردات المنتجات الزراعية، وبالتالي تحسين التوازن التجاري.

المستقبل المشرق والتحديات القائمة

بالرغم من الآفاق المشرقة التي يرسمها مشروع المليون ونصف فدان، إلا أن بعض المستثمرين الشباب يواجهون   تحديات عديدة  في بعض المناطق. مشكلة ملوحة المياه وصعوبة الحصول على التمويل  وعدم وجود كهرباء  تمثل جزءا من هذه التحديات. لكن يُظهر التزام الحكومة المصرية بالعمل على تجاوز هذه الصعوبات لتقديم الدعم اللازم للمستثمرين والمزارعين في المشروع.

مشروع المليون ونصف فدان يعكس رؤية مصرية طموحة للاستفادة القصوى من الأراضي الصحراوية وتحويلها إلى محرك للنمو الاقتصادي. من خلال تعزيز الإنتاج الزراعي، وتوفير فرص العمل، وتعزيز الاكتفاء الذاتي، يقف المشروع كنموذج للتنمية المستدامة والابتكار في مجال الزراعة.

اقرأ المزيد: مسيرة التنمية المستدامة في المجال الزراعي

تحديات وآفاق استثمار شباب المغرة في مشروع الـ1,5 مليون فدان

تشكل مناطق الاستثمار الزراعي في مصر فرصا هامة لتحقيق التنمية الاقتصادية وتوفير فرص العمل للشباب. ومن بين هذه المناطق تبرز منطقة المغرة في مشروع المليون ونصف المليون فدان كفرصة للاستثمار في زراعة الأراضي الصحراوية وتحقيق الأمن الغذائي. حيث يواجه شباب المستثمرين في هذه المنطقة العديد من التحديات التي تعيق تحقيق أهدافهم وتعزز من حاجتهم إلى دعم الحكومة لتجاوز هذه الصعوبات.

اقرأ المزيد: صغار المزارعين بمنطقة المغرة يستغيثون بفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي

تحديات استثمار شباب المغرة

إن منطقة المغرة في مشروع المليون ونصف المليون فدان تعد من المشاريع الزراعية الهامة في مصر، إلا أن الشباب المستثمرين في هذه المنطقة يواجهون تحديات كبيرة تعيق استمرار تطوير هم واستفادتهم الكاملة من إمكانياتها الزراعية الهائلة.

اقرأ المزيد: مزارعو منطقة المغرة يُناشدون الرئيس عبدالفتاح السيسي

1ـ نقص المياه العذبة: تعتبر مشكلة المياه العذبة أحد أهم التحديات التي تواجه شباب المستثمرين في المغرة. فمياه الابار شديدة الملوحة تقتصر على استخدامات محدودة، مما يقيد إمكانية زراعة المحاصيل التي تحتاج إلى مياه عذبة و نظيفة للنمو والاستخدام الادمي.

اقرأ المزيد: رسالة من صغار المزارعين والشباب بمنطقة المغرة إلى رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي

2ـ زيادة معدلات السرقة: ارتفاع معدلات السرقة في المنطقة يشكل تهديدًا كبيرًا على ممتلكات المستثمرين. هذا يؤثر سلبًا على حالة الأمان والثقة ويضر باستدامة الاستثمارات.

3ـ ضعف البنية التحتية: تعتبر البنية التحتية الضعيفة في المنطقة عائقا أمام استثمار الشباب. نقص الكهرباء وسوء الطرق يؤثران سلبا على عمليات الإنتاج والنقل، ما يزيد من تكاليف الاستثمار ويقلل من جاذبية المنطقة للمستثمرين.

4ـ ضعف الخدمات الأساسية: نقص الكهرباء والاتصالات والخدمات الصحية والتعليم يعيق تطوير المنطقة ويؤثر على جودة الحياة للشباب المستثمرين وسكان المنطقة.

5ـ انعدام التمويل: يواجه الشباب صعوبة في الحصول على التمويل الكافي لبدء وتشغيل مشاريعهم الزراعية. تلك الصعوبات تنبع من ضعف البنية المالية ومن الخوف من مخاطر الاستثمار في مناطق غير تقليدية.

6ـ مطالبة شركة الريف المصري يسداد الاقساط: عدم وجود مياه عذبة  للزراعة والإنتاج، لكون منطقة المغرة تعاني من نقص حاد من هذه المياه. هذا الأمر يعوق جهود الشباب المستثمرين في تنمية مشاريعهم الزراعية وزيادة الإنتاجية  للايفاء بالتزاماتهم المالية نحو شركة الريف المصري.

اقرأ المزيد: ما المحاصيل التي يمكن زراعتها في منطقة المغرة؟

آفاق الحلول

1ـ توفير المياه العذبة: يطالب شباب المغرة الحكومة العمل على توفير مصادر مياه عذبة مستدامة للمنطقة. وضرورة  إيجاد حل لنقص المياه العذبة في المنطقة، سواء من خلال إنشاء محطات تحلية مياه أو توجيه مزيد من المياه إلى المنطقة. او بامكانية تحقيق ذلك من خلال إنشاء محطات تحلية مياه وتنمية نظم الري المتطورة.

2ـ تطوير البنية التحتية: تحسين البنية التحتية و الخدمات الأساسية في المنطقة في المنطقة، بما في ذلك توفير الكهرباء المستدامة وتطوير الطرق ووسائل النقل. والاتصالات والخدمات الصحية والتعليم.

3ـ تيسير التمويل: يجب تسهيل عمليات الحصول على التمويل للشباب من خلال تقديم دعم مالي أو تسهيلات ائتمانية لتمويل مشاريعهم الزراعية.

4ـ تيسير الدفعات العقارية: بتأجيل مدة فترات الأقساط العشر سنوات إلى مدة خمسة عشر سنة. هذا سيخفف من الضغط المالي على المستثمرين ويمكنهم من الاستمرار في تطوير مشروعاتهم.

5ـ تعزيز الأمن والحماية: نناشد الحكومة بتعزيز الأمن والحماية في المنطقة من خلال توفير قوات أمنية وتقنيات حديثة للحد من معدلات السرقة.

6ـ تقديم الدعم الفني والتدريب: يجب تقديم دورات تدريبية لشباب المستثمرين لزيادة معرفتهم بأحدث التقنيات

7ـ الزراعية وإدارة المشاريع.

اقرأ المزيد: مزارعو المغرة يطالبون بإمداد المنطقة بمياه صالحة للزراعة لإنتاج 5 ملايين طن قمح

8ـ تشجيع الاستثمار الشبابي: يمكن تحقيق ذلك من خلال تقديم مزيد من الحوافز الضريبية والتسهيلات للشباب الراغبين في الاستثمار في المشروع.

بهذه الحلول والمطالب، يسعى هؤلاء الشباب  إلى خلق بيئة استثمارية مواتية في منطقة المغرة تمكنهم من تطوير مشروعاتهم والمساهمة بفعالية في التنمية المستدامة للمنطقة والبلاد. وكلهم امل أن تكون الحكومة على قدر التحديات وتستجيب لدعواتهم لتحقيق هذه الأهداف.إن استثمار منطقة المغرة في مشروع المليون ونصف المليون فدان يحمل العديد من الفرص والتحديات. يجب على الحكومة أن تعمل على تذليل الصعوبات وتقديم الدعم اللازم لشباب المستثمرين، حتى يتمكنوا من تحقيق أهدافهم والمساهمة في تطوير المنطقة وتحقيق التنمية المستدامة.

اقرأ المزيد: الحل النهائي لمشكلة المزارعين بمنطقة المغرة 

بناء مستقبل مستدام من خلال تحسين إدارة الموارد المائية في الزراعة

ما زالت الحكومة تسعى إلى تحقيق المزيد من الإنجازات الزراعية في المستقبل، وذلك من خلال تنفيذ المزيد من المشاريع الزراعية العملاقة وتحسين إدارة الموارد المائية ودعم المزارعين. ومن أجل ضمان توفير مياه صالحة للزراعة وتحقيق الاستدامة في القطاع الزراعي، تتبنى الحكومة مجموعة من الحلول البناءة والمبتكرة.

ـ ترشيد استخدام المياه في الزراعة: تُعَدُّ تقنيات الري الفعالة مثل الري بالتنقيط والري النقطي من الأساليب الحديثة التي تسهم في تحقيق توفير أمثل للمياه. فبدلا من إهدار المياه في الري التقليدي، يتم إمداد النباتات بكميات دقيقة من المياه مباشرة إلى مناطق الجذور، مما يقلل من الهدر ويزيد من كفاءة استخدام المياه. توعية المزارعين بأهمية توقيت الري وتحديد الكميات الملائمة لكل محصول يسهم أيضا في تحقيق أقصى استفادة من المياه المتاحة.

اقرأ المزيد: «الزراعة التجديدية» ضرورة مع التغير المناخي

ـ استصلاح المزيد من الأراضي الصحراوية: تحول الأراضي الصحراوية إلى أراضٍ زراعية خصبة يعد تحديا مهما. من هنا، تسعى الحكومة إلى تنمية مشروعات الاستصلاح والتحويل الزراعي لتحويل هذه الأراضي إلى مساحات زراعية قابلة للزراعة. يتضمن هذا توفير البنية التحتية اللازمة من خلال توصيل الكهرباء والمياه وتطوير الطرق وتقديم الخدمات الأساسية.

اقرأ المزيد: أفضل الأعلاف التي يصلح زراعتها بالمغرة

ـ إنشاء المزيد من السدود والخزانات المائية: توسيع البنية المائية من خلال بناء سدود وخزانات لتخزين المياه يعد أمرًا حيويًا. من خلال توفير إمدادات مائية مستدامة للاستخدام الزراعي، يمكن للمزارعين الاعتماد على مصادر مياه متجددة لري محاصيلهم. تحسين إدارة وتوزيع المياه المخزنة من خلال تقنيات حديثة يساهم أيضًا في تحقيق توجيه دقيق وفعال للمياه لتلبية احتياجات المحاصيل.

ـ تطوير تقنيات الري الحديثة: استخدام تقنيات الري الذكي والتحكم في تدفق المياه عن بُعد يساهم في تحسين توزيع المياه وتجنب الهدر. تطوير تقنيات الري المبتكرة يساهم في زيادة فعالية استخدام المياه في الزراعة. باستخدام الاستشعار عن بُعد وتحليل البيانات، يمكن تحديد احتياجات المياه للمحاصيل بدقة وتحقيق توفير مياه ملائم لكل نبات.

اقرأ المزيد: التقنيات المستدامة في أنظمة الزراعة

من خلال تنفيذ هذه الحلول المتعددة، تُظهِر الحكومة المصرية التزامها بتحقيق تنمية زراعية مستدامة. من خلال تحسين إدارة الموارد المائية واستثمارها بشكل فعال، يمكن تأمين مستقبل أكثر استدامة للزراعة وضمان توفير الغذاء والاستدامة البيئية في البلاد.

تعتبر هذه الحلول جزءا من استراتيجية شاملة تسعى إلى تحقيق التوازن بين تلبية احتياجات الزراعة والمحافظة على موارد المياه. من خلال تنفيذ هذه الإجراءات، يمكن للحكومة المصرية تحقيق تطور زراعي مستدام يسهم في تحسين الأمن الغذائي وتعزيز الاقتصاد الوطني.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى