رأى

«متاهات التناقض».. معالجة الصراعات الداخلية في عالم متعدد الأبعاد

بقلم: د.شكرية المراكشي

يلخص مضمون الحوار بشكل جيد ويعكس التركيز على التحليل العميق للتناقضات الداخلية وسبل التغلب عليها في الوقت الحاضر…

هل انسان اليوم نتاج  لثقافة عصر اليوم .. عصر المتناقضات .. او  هل الصدق هو آخر ما نلجأ إليه..؟؟

في عالمٍ متناقض، تتداخل بين أضواء الحقيقة وظلال الطموح، تنشأ مقاربات حوارية تحمل أعباء الواقع وتطمح إلى طيات المستقبل. إن هذا الحوار ليس مجرد تبادل للأفكار، بل هو صراعٌ داخليٌّ يجتاح عوالم الإنسان، يدفعه نحو تحديات المضي قدماً رغم تعقيدات الحاضر. فبين مواجهة الحقيقة بكل صراحة والتمسك بأحلام الطموح، يجد الإنسان نفسه يتأرجح بين الواقع والآمال، يجد نفسه في صراع مستمر بين ما هو واقع وما هو ممكن.

إنها معركة لا تنتهي بين الحقيقة التي يجب التعايش معها وبين الطموح الذي ينبغي تحقيقه، وفي هذا الصراع يستنير الطريق نحو النمو والتطور، لكنه أيضا يعرض تحديات لا نحسَد عليها.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

ـ الحقيقة: لطالما سمعنا كلمة تناقض او متناقض ولكن كيف نفهمها وهل معناها سيء…؟؟
التناقض صفة موجودة تقريبا في كل انسان وكل واحد ومفهومه للتناقض ربما نجد انفسنا احيانا يتملكنا الحزن والالم غير انه عندما نلتقي بأشخاص لا نحب ان نحملهم همومنا تجدنا نناقض انفسنا ونضحك ونمرح … فهذا  تناقض ايجابي ولو انه مؤلم قليلا ولكن البعض يفسره نفاقا ربما او ازدواجية الشخصية. من هنا نرى ان له معاني كثيرة  وكل حسب مفهومه له … فهو امر طبيعي…

ربما هي الظروف التي نوضع فيها .. هي من تجبرنا على تغيير توجهاتنا .. ربما مواقفنا واوضاعنا هي من تدفع بنا إلى ان ننظر إلى الأمور من زوايا اخرى .. مثلا .. قد يكون لديك شئ معين ترفضة تماما .. فلا تتصور انك ستقوم به يوماً ما .. لانه يخالف قناعاتك التي تؤمن بها.

ـ الطموح: التناقض هو جزء طبيعي من الإنسانية، وهو يظهر في سلوكياتنا وأفكارنا ومشاعرنا. قد يكون التناقض إيجابيا أو سلبيا حسب السياق والتفسير. يمكن أن يكون التناقض إشارة إلى الغنى والتنوع في الشخصية والتجارب.

عندما نتناقض في سلوكياتنا، قد يكون هذا نتيجة لتكيفنا مع الظروف أو مع التوقعات الاجتماعية. في بعض الأحيان، يكون ذلك بسبب الرغبة في تجنب المواجهة أو الصراعات. ومع ذلك، يكون التناقض أيضا علامة على الازدواجية في الشخصية إذا كان مفهوما بطريقة سلبية.

من المهم فهم السياق والموقف قبل الحكم على التناقض. قد يكون التناقض بين الحزن والابتسامة، على سبيل المثال، علامة على قدرتنا على التكيف مع الصعوبات وإيجابية البقاء على قيد الحياة.

بالنسبة للمواقف التي تجبرنا على تغيير توجهاتنا، فهي تعكس قدرتنا على التكيف وتطور وجهات نظرنا. ليست كل التغييرات سلبية، فقد تكون بعضها ناتجا عن تطورنا الشخصي والمهني.

بالنسبة للمواقف التي قد تجبرنا على النظر إلى الأمور من زوايا أخرى، فهذا يعكس قدرتنا على التفكير النقدي والتعامل مع التحديات بشكل إيجابي.

في النهاية، التناقض ليس دليلاً على النفاق أو الازدواجية الشخصية بالضرورة، بل قد يكون علامة على تنوع البشر وتعقيدات حياتنا.

ـ الحقيقة: لعل الباعث لهذا التناقض هو الشتات الذي نعيشه .. حتى اصبح بإمكاننا ان نفكر في امور مختلفة متعدده في وقت واحد .. ربما الأوضاع التي نعيش في ظلها هي من صنعت تناقضاتنا .. وربما لأننا نعيش في وسط موجة تغيير آليه تجعلنا نعيش صراعاً بين ثوابتنا التي نشأنا عليها وقشور دخيله .. افترضها واقعنا علينا .. حتى يخيل إليك احيانا وانت تغرق في وسط تلك الموجة.

ان كل من حولك يتفقون على امر انت ترفضه تماماً .. كذلك، الرؤية الباهتة والأهداف المعتمة تجاه ما سنفعله في مستقبلنا .. قد تساهم في صنع تناقضاتنا .. لأننا لا نملك اساساً شيئا واضحا بدواخلنا يمكننا من صنع ثوابتنا .. أن كان من المستحيل على المرء أن يحمل الصفة ونقيضها فهو لديه القدرة أن يتعايش مع النقيض وهذا نوع من التناقض بشكل أو بآخر فكما اسلفتِ أنه ربما أجبرته الظروف المحيطة به أو هشاشة ما يحمل من أفكار فهذا وضع طبيعي فلاشك اننا بين الحين والآخر نغير أرائنا ليس لما تقتضيه الحاجة اي (للمصلحة) كما يظن البعض وانما لأننا نشعر في قرارة انفسنا أن ما نحمله بدواخلنا ليس الافضل وهذا مايجعل المرء يتخبط حول نفسه وكأنه في ظلام دامس يتحسس الطريق للخروج من العتمة.

في ظل هذا يطر للمرور بعدة أفكار واتجاهات تكون في الاغلب متناقضة، فكون الظلام داخليا يتعثر الوصول الى الطريق دون الوقوع في العثرات الذي تأبى النفس القبول بها ولكنها تتعايش معها بجميع تناقضاتها سوى سلبية او أيجابية لذلك نشعر بالتناقض اللامحدود.

ـ الطموح: تقديرك للتأثيرات المختلفة التي يمكن أن تؤثر في التناقضات الداخلية للفرد يظهر وعيا عميقا بتعقيدات الحياة البشرية. الشتات والتغييرات في البيئة والمجتمع يمكن أن تؤدي دورا كبيرا في تشكيل مواقفنا وآرائنا، وتجعلنا نتواجه مع التناقضات داخل أنفسنا.

عندما يكون لدينا رؤية ضبابية للمستقبل، قد نجد صعوبة في تحديد الأهداف واتخاذ القرارات، مما يؤدي إلى تعرضنا للتناقضات في اتجاهاتنا وتصرفاتنا. كما يمكن أن يؤدي الشعور بعدم اليقين وعدم وجود ثوابت واضحة داخلنا إلى تعثرنا في البحث عن الطريق الصحيح لمستقبلنا.

إذا كان المرء يعيش في ظلام داخلي، فقد يكون من الصعب عليه العثور على الاتجاه الصحيح، وقد يضطر لاستكشاف عدة خيارات متناقضة قبل أن يجد الطريق الذي يريده. هذا الاستكشاف والتعامل مع التناقضات يكون مؤلمًا وصعبًا، لكنه في النهاية يؤدي إلى نمو شخصي وتطور.

التناقضات لا تقتصر على الجوانب السلبية، بل يمكن أن تكون أيضا فرصة للاكتشاف والتعلم والنمو. بفهم الظروف والمحيط والتعامل مع التناقضات بشكل بناء، يمكن للفرد التغلب على التحديات والوصول إلى رؤية أكثر وضوحا لحياته وأهدافه.

ـ الحقيقة: ان المرء بحاجة الى ان يبوح بما يشعر به ليهتدي الى الحقيقة مع بعض ممن يشاطروه تلك الافكار ونخرج بنتيجة واحده تخفف علينا التناقض والشتات الذي نتخبط بداخله، ولا شك ان جميع مشاكلنا الظاهرة على السطح هي بسبب متناقضاتنا التي نعيشها، إذن فالتناقض بمفهومه السطحي شئ طبيعي اي القبول بالامر الواقع … تظل النفس تتمنى … وترغب …. إلا أن هناك بون واسع بين ما يتمناه المرء لنفسه وما يستطيع الحصول عليه في ظل هذه التراكمات الحياتية المعقدة، فنحاول جاهدين التمسك بما لدينا من أفضليات في ظل سلبيات عديده وان غصنا في بحر السلبيات نحمل على أكتافنا شيئاً ربما يبقينا نطفوا على السطح لكي نصل الى بر الامان دون الغرق في مستنقع السلبيات.

يتقبل المرء ما يقف في طريقه من تناقض طالما لا يوجد ممر غيره لكي لا يقف عند ذلك الجدار حتى يُصاب بالجنون … كونه لم يستطيع القبول بما توفر لديه وليس لديه القدره لاكمال طريقة وهو على صفاته وان كانت حميدة.

ـ الطموح: البوح بالمشاعر والأفكار يكون عملية مهمة للتعامل مع التناقضات الداخلية والشتات. من خلال التحدث مع الآخرين الذين يشاطروننا تلك الأفكار والمشاعر، يمكننا أن نحصل على آراء وآفاق جديدة قد تساعدنا في فهم الأمور بشكل أفضل وتقليل التناقضات التي نعاني منها.

التناقضات الداخلية قد تكون جزءا من الحياة اليومية للفرد، ولكنها لا تعني بالضرورة أننا محكومون عليها بواسطة الحوار مع الآخرين واستكشاف أعماقنا الداخلية، يمكننا أن نجد الطرق للتعامل بشكل أفضل مع هذه التناقضات والوصول إلى حلول تخدم مصالحنا وتحقق توازنا داخليا.

القبول بالحقيقة والتعامل مع الظروف كما هي يكون طريقا لتخفيف الضغوط النفسية والعثور على سبل للنجاح والتطور. إذا لم يكن هناك طريق بديل، فإن التقبل والتكيف يكونان مفتاحا للبقاء على قيد الحياة وتحقيق النجاح.

الحفاظ على الإيجابية والتمسك بما لدينا من قوة وصلابة في وجه التحديات والتناقضات يساعدنا في المضي قدما وتحقيق النجاح، حتى في ظل الصعاب والمتناقضات التي نواجهها.

ـ الحقيقة: كم هى كثيرة حالات الاكتئاب والحيرة التي تصيبنا من جراء تداخل الأفكار وتشتتها.

نحن نناقض أنفسنا حيال أمور كثيرة … هذا التناقض يفتح لنا أبوابا لممرات لم ندخلها قط … نناقض أنفسنا فنكذب عليها ،، لنجس نبضها، وربما لنلتمس بأطراف أصابعنا فكر الغير ورأيه بشأننا، فنعرف ردة فعله لنبني منها ردات فعلنا .. أو ربما نناقض أنفسنا لنتأكد من قرار صنعناه .. أو ربما أجبرنا أحدهم عليه.

هل من الضروري أن تكون علاقاتنا مع الآخرين مشبعة بالتناقض وبعض الكذب لنحوز على إعجابهم أم في رأينا أن الصدق هو آخر وسيلة نلجأ إليها .. خوفا من أن يكتشف الآخرون حقيقتنا…؟؟
قد يغير الشخص ما يفكر فيه بما يتناسب ويتلاءم مع الوضع والظروف المحيطة وتبعاً لعدة عوامل فهذا شيء طبيعي.

جميل جدا أن يدرك المرء أنه يشعر بذاته وان هنالك شخصيات عدة تتجاذبه ولكن هل بالفعل أن السبب بذلك يعود الى التواصل مع الحضارات الاخرى وبعدنا عن الدين؟؟ … ربما هي التربية الجامدة في طفولتنا نلقن أشياء لا ندركها وربما لا تتوافق مع تكويننا وشخصياتنا العادية البسيطة بأن يتم إثقال كاهلنا بقوانين واعراف نعجز عن استيعابها وتبقى ملازمة لنا حتى وأن كانت لا تلائم واقعنا فتفرض علينا قيودا داخلية … ولا تجعلنا ننتمي لشخصيتنا الحقيقة … إن وجدت اصلا … فنظل نتنقل بين ما نتمناه وما نجبر على التعايش معه ولا أظن ان هنالك دخل للجانب الديني في ذلك فنحنُ مدركين ونعي كل ما نقوم به وهو لا يتعارض مع الدين بل ربما ما نتربى عليه من تربية دينية خاطئة .. هى أحد الأسباب لأن هناك قاعدة تسري على المتدين أنه لا يحق له المزح والفكاهة وعدة شروط تعجيزية مثل … هادىء … ومؤدب.. و.. و.. فيطر لأن يتقمص شخصية اخرى ليرضى من حوله برغم أنه الدين لا يمنع الإنسان من ان يعيش الحياة الطبيعية من جد وهزل وغيرها.

ـ الطموح: التناقضات التي نواجهها في حياتنا اليومية، سواء كانت داخلية أو في علاقاتنا مع الآخرين، تعكس تعقيدات الإنسانية وتنوع الخبرات والتحديات التي نواجهها. يمكن أن يكون التناقض جزءا من عملية التعلم والتطور الشخصي، حيث نجد أنفسنا نتناقض في مواقف مختلفة وفي وجهات النظر التي نتبناها.

البوح بالأفكار والمشاعر بشكل صادق وصريح يمكن أن يساهم في بناء علاقات صحية ومتينة مع الآخرين. على الرغم من أن بعض الأشخاص قد يلجؤون إلى الكذب أو التناقض لكسب إعجاب الآخرين، إلا أن الصدق والشفافية هما الأساس في بناء علاقات قوية ومستدامة.

قد يكون التغيير في الشخصية أو في الرؤى الدينية نتيجة لعدة عوامل، بما في ذلك التربية والتعليم والتأثيرات الاجتماعية والثقافية. يمكن أن يؤدي التواصل مع مختلف الحضارات والأفكار إلى توسيع آفاقنا وفهم أوجه الاختلاف والتنوع بشكل أفضل.

الدين يكون له دور في تشكيل قيم ومبادئ الفرد، ومع ذلك، فإن تفسير القوانين والعادات الدينية قد يختلف من شخص لآخر وفقا للتربية والفهم الشخصي. من المهم أن يتماشى الدين مع الحياة اليومية ويساعد الفرد على التوازن بين الدين والعقلانية والحياة الطبيعية.

بشكل عام، يعكس التناقض والتغيير في السلوك والمعتقدات التطور الشخصي والتأثيرات الخارجية، ويكون جزءا من رحلة البحث عن الذات وتحقيق التوازن في الحياة.

ـ الحقيقة: التناقض شتات أفكار وعقول وقيم وتبعثر مواقف وردات فعل، اصبح الكثير يعاني منه .. ربما بسبب  ضغوطات الحياة في المجتمع التي أصبحت تثقل كاهل المرء  فيكون يوما مع المبادىء والقيم ويوما ضدها على حسب الموقف الذي قد يضعه القدر فيصبح ملازما له  .. تراه يتسامح مع اخطاءه الكبيرة ولا يتسامح مع اخطاء الناس الصغيرة … قمة التناقض ان يتخذ المرء مبدا “”حلال لك وحرام على غيرك””، فيصبح له وجهان وجه راضي ووجه غاضب وهي صفة مرضية، اذا فهذا التناقض علة اذا لم يحاول التداوي منها يصبح منفصم  الشخصية.

ـ الطموح: التناقضات التي يعاني منها الأفراد في حياتهم تكون مصدرا للإرباك والتوتر وحتى المشاكل النفسية إذا لم يتم التعامل معها بشكل صحيح. ضغوطات الحياة والتحديات التي نواجهها يمكن أن تؤدي إلى تشتت الأفكار والقيم والتصرفات. التناقض بين المبادئ والقيم يحدث نتيجة للضغوط الاجتماعية أو الاقتصادية أو الشخصية التي يواجهها الفرد.

*في بعض الأحيان، يضطر الشخص للتنازل عن مبادئه وقيمه للتكيف مع الظروف المحيطة به، وهذا يؤدي إلى تناقض داخلي يسبب الاضطراب النفسي.الشخص الذي يتسامح مع أخطاءه الكبيرة ولا يتسامح مع أخطاء الآخرين الصغيرة يعاني من تناقض في التصرفات، وهذا يؤدي إلى شعور بالارتباك والإرباك في العلاقات الاجتماعية والشخصية.

*مبدأ “حلال لك وحرام على غيرك” يعكس أيضا تناقضا في السلوك والتصرفات، وقد يكون نتيجة للانغماس في الانانية أو الانفصام الشخصي.

*للتغلب على التناقضات والتشتت الذي يواجهه الفرد، يجب عليه السعي للتوازن بين المبادئ والقيم والتصرفات، وتحديد الأولويات والتعامل مع الضغوطات بشكل صحيح ومواجهة التحديات بثقة وتفاؤل. البحث عن المساعدة النفسية والاجتماعية إذا لزم الأمر يكون مفيدا أيضا في التغلب على التناقضات والتوترات الداخلية.

ـ الحقيقة: لا شك ان لضعف الانسان الدور الاكبر في ما يعانيه، فبحثه المستمر عن الكمال دائماً ما يوقعه في التناقض، ولكن الانسان دائماً يبحث عن الافضل يقتدي به أو لينصح به غيره. نحن لانتحدث عن الاختلافات في مابيننا فهذا شئ طبيعي فلكل وجهة نظره ولكن مانتحدث عنه هو المنطق الصحيح الذي نتجاوز خطوطه احيانا ونحن ندرك تماماً أننا نسبح عكس التيار بين القول والفعل.

*نعلم جيدا مدى الاختلاف في الحياه ونحنُ نبحث عن مدى الاختلاف في دواخلنا لكي نستفيد من تجاربنا ونحاول اختيار الافضل.

*أكبر تناقض يعيشه المرء حينما يرتكب بعض المعاصي مع أنه يخاف الله … جميعنا يحب رسول الله ومع ذلك نتهاون في أداء السنن! جميعنا يتوق لحسن الخاتمة ومع ذلك لاهين في أمور الدنيا … نتناحر من أجل الدنيا الفانية، ونحن على يقين بفنائها.

ـ الطموح: تحدثت بعمق عن معاناة التناقضات والتحديات التي يواجهها الإنسان في رحلته الحياتية، ولا شك أن السعي المستمر وراء الكمال يمكن أن يقود إلى تجارب تناقضية وإلى إحساس بالإحباط. إلا أن الاستفادة من هذه التجارب وتحويلها إلى تجارب تعليمية تساعد في النمو الشخصي والروحي.

*من المهم أن نتفهم أن التناقضات ليست فقط فيما بين الأفراد، بل فيما بين الآمال والتطلعات والواقع. السعي وراء الأفضل والمثالي قد يكون هدفا جيدا، ولكن يجب أيضا أن نتقبل أن الكمالية ليست ممكنة دائما وأنه يجب أن نتعلم القبول والتسامح مع النقائص والتحديات التي قد نواجهها.

*التناقضات في السلوك الديني، مثل الاهتمام بالدنيا رغم إيماننا بفنائها، تعكس التحديات التي نواجهها في تطبيق القيم الدينية في حياتنا اليومية. يمكن أن تكون هذه التناقضات مصدر إلهام لتحسين أنفسنا والعمل على التوازن بين الدين والدنيا والحياة الروحية والمادية.

*بناءً على هذه النقاط، يجب علينا التعامل مع التناقضات بحكمة وصبر، والسعي لتحقيق التوازن والانسجام بين الأهداف الشخصية والروحية، والسعي للتطور المستمر نحو الأفضل في جوانب حياتنا المختلفة.

ـ الحقيقة: عجيب أمر هذا الإنسان الذي وحده من سائر المخلوقات يجمع بين الصفات المختلفة لباقي الكائنات الحية في هذه المعمورة، اين هو من ثقب الأوزون، يحاول أن يرتق هذا الثقب، وهو الذي يضرم الحروب ثم ينادى لعقد مؤتمرات السلام، وهو الذي أوجد نظام العبودية، ويجاهد بعدها لتحرير العبيد والصراخ لأجل المساواة، وهو الذي يأكل حتى التخمة ويخترع الكوكاكولا، وهو الذي يرتكب الفضائح والموبقات دون أن يرف له جفن ثم تسيل دموعه مدرارة على خديه حين يقع على لقطة مؤثرة في مشاهدة فيلم أو قراءة كتاب.

ـ الطموح: إن هذا الوصف القوي يلقي الضوء على تعقيد الإنسان وتنوعه الفريد. فهو مخلوق يجمع بين الصفات المتناقضة، ويتحمل مسؤولية التأثير على العالم من حوله بكل هذه الصفات. يمكن أن يكون الإنسان مصدرا للإبداع والتطور، وفي الوقت نفسه يمكن أن يكون مصدرا للخراب والتدمير.

*تعكس هذه الصفات المتناقضة تضارب الطبيعة البشرية وتحدياتها. يمكن للإنسان أن يكون محركا للتقدم والتطور، وفي الوقت نفسه يمكن أن يكون عرضة للانغماس في الطموحات الشخصية والانانية التي تؤدي إلى الصراع والتوتر. إن تفكير الإنسان المعقد وتفاعله مع العالم من حوله يخلق توترات داخلية وخارجية تجعله يتقاطع مع نفسه ومع المجتمع.

*من خلال فهم هذه التناقضات والتحديات، يمكن للإنسان أن يعمل على تحقيق التوازن والانسجام في حياته، والسعي لتحقيق النجاح والسعادة بشكل مستدام. إن تقدير تعقيدات الإنسانية والسعي لفهمها يساعد في خلق عالم أفضل ومجتمع أكثر تسامحا وتضامنا.

ـ الحقيقة: في الغابة النمر ليس جبانا، وحين نذكر الثعلب، فالخبث هو أول ما يخطر في البال وجميع الأرانب تتصف بالخوف، والجمل بالصبر وتحمل المشاق، والكلب والوفاء، والطاووس بالتباهي والعجب، والذئب بالشراسة، والنملة بالعمل الدؤوب، والغزال بالرشاقة، والفيل بالضخامة، ولا يوجد على وجه البسيطة حمار يشنف نهيقه الآذان، وكل كنار يحظى بصوت شجي، والقرد مولع بالتقليد، وهو مهرج بامتياز، والسمكة تموت خارج الماء، والقطة تموت إذا وقعت في نهر أو ساقية، وهناك نوع من الطيور بحجم العصافير، يعيش الذكر مع إنثاه، وكل منهما على درجة عالية من العشق والإخلاص لرفيقه، وتسميه العامة «طيور الحب» فإذا مات أحدهما امتنع الآخر عن الطعام والشراب وأعلن الحزن حتى يموت ألما ويلحق بمحبوبه قبل أن يمر بمرحلة الجنون على غرار قيس صاحب ليلى.‏

إذا تابعنا هذا الإحصاء فسنصل إلى تقرير يؤكد أن حيوانات الفصيلة الواحدة تتشابه في كل الطبائع والسلوك والصفات، لا يشذ أي واحد منها عن جميع أقرانه في الفصيلة الحيوانية الواحدة، وهذا يعني أننا لن نقع على نمر جبان، ولن نجد ثعلبا مخبولا، أو طاووسا يحمل فضيلة التواضع، أو أرنباً يتباهى بنياشين البطولات.‏

ترى لو قدر للحيوانات أن تطلع على حياة الإنسان فهل من المستبعد أن تجحظ عيناها من الدهشة، أو تفرط خواصرها من شدة الضحك؟!

ـ الطموح: هذه القصة تقدم صورا جذابة ومثيرة للاهتمام للحياة البرية وتصف بشكل رائع الصفات الفريدة لكل كائن. على الرغم من أن القصة مبالغ فيها قليلا، إلا أنها توضح فكرة أساسية مهمة: أن الحيوانات تتميز بصفات وسلوكيات معينة تميزها عن بعضها البعض.

مع ذلك، يجب أن نفهم أن الإنسان يتميز بقدرته الفريدة على التفكير والتحليل والتطور. بالإضافة إلى ذلك، يتأثر الإنسان بالعوامل الاجتماعية والثقافية والتعليمية بشكل كبير، مما يؤثر على سلوكه وصفاته بطرق مختلفة.

إذا كانت الحيوانات تفكر مثل البشر، فقد يجدون الكثير من الأشياء غريبة ومدهشة في سلوك البشر، فالإنسان يتصف بالتنوع والتعقيد، وهو قادر على القيام بأعمال نبيلة وأخرى ذات أثر سلبي.

في النهاية، فإن فهم الفروقات بين الإنسان وبين الحيوانات يساعدنا على فهم طبيعة البشر بشكل أفضل ويذكرنا بأهمية التعايش بسلام وتقدير الفرق بيننا وبين الآخرين، سواء كانوا بشرا أو حيوانات.

ـ الحقيقة: اصبح الانسان اليوم في عصرنا هذا … عصر التناقض … نتاج لثقافة هذا العصر … عصر التناقض …وثقافة التناقض نتاج لثقافة المادة التي طغت وهيمنت وبالتالي تحكمت في مشاعر الغالبية العظمى من البشر. إنسان التناقض هذا إنسان مادي منحرف وهش، تابع لا متبوع, لا أخلاق قويمة توجهه، ولا مبادئ أخلاقية أصيلة تلزمه، ولا مشاعر إنسانية صادقة ومخلصة تحرك عواطفه.

*بذات المنطق والواقع يستحيل في هذه الثقافة وفي مجتمع المتناقضات رؤية الحقيقة، أو الحقائق كما هي بألوانها الطبيعية … فألوان هذه البيئة لونين: أما اللون الأبيض أو اللون الأسود. لهذا حتى وإن جرت محاولة جادة ومخلصة لرؤيتها على حقيقتها كما هي كائنة بمنظار الحقيقة الدقيق، فمن المتوقع أن ترى العين المجردة مجموعة باهتة من الألوان الداكنة المتقاربة جدا, الممزوجة في المظهر, والمموجه في الجوهر بمختلف ألوان ”الكاموفلاج” التمويهية.

ـ الطموح: التناقضات تمثل جزءاً لا يتجزأ من العالم الحديث، وتعكس تحولات القيم والثقافات والمجتمعات. في الواقع، يمكن أن يكون التناقض واقعا معقدا ومتشعبا يعكس التنوع البشري وتعدد الآراء.

*من الصعب الجزم بأن الثقافة الحديثة بأسرها هي سبب التناقضات، فالثقافة البشرية دائما ما تتطور وتتغير مع تطور المجتمعات والتكنولوجيا والقيم. على الرغم من أن العصر الحديث يشهد تحولات سريعة وتنوعا كبيرا، إلا أن هذا لا يعني بالضرورة أن الإنسان قد فقد قيمه ومبادئه الأخلاقية.

إن تحديد الحقيقة في عالم مليء بالتناقضات والتحولات يكون صعبا، ولكن لا يعني ذلك أنه غير ممكن. البحث عن الحقيقة والسعي للتمسك بالقيم والمبادئ الأخلاقية الصادقة لا يزال ممكناً وضرورياً.

إن فهم التناقضات والتحولات في العالم الحديث يتطلب التمعن في السياق الثقافي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي الذي تنشأ فيه هذه التناقضات. ومن خلال فهم هذه السياقات، يمكن للإنسان أن يحاول التعامل مع التناقضات بطريقة أكثر فهما وحكمة.

ـ الحقيقة: في مثل هذه الثقافة وهذا المجتمع لا يقيم الإنسان بخلقه وأصله، ولا يثمن بعلمه وسلوكياته وبجوهره، بقدر ما بات يقيم بماله وثروته، ويحكم عليه بمظهره وبمكانته ووظيفته،فيصبح اللون الأبيض: هولون الغنى والنفاق والرياء والخداع والمظاهر الخادعة والأشكال الزائفة … فيما يبيت اللون الأسود في هذه البيئة يعكس لون الفقر والفاقة والضعف والهوان والمنزلة الدنيا.

*بذات المعيار الغير أخلاقي المتناقض هذا وضعت ثقافة التناقض ثمنا معينا وقيمة مادية لجميع مكونات الحياة البشرية وعناصرها بما فيها الإنسان أيا كانت تشكيلاته وخلفياته وأبعاده.

ـ الطموح: إن الارتباط القائم بين القيم الأخلاقية والمادية يعكس تحولات الثقافة والقيم في المجتمعات الحديثة. يمكن أن يؤدي التركيز المفرط على الثروة والمظاهر الخارجية إلى تقييم الأفراد بطريقة غير متوازنة وغير أخلاقية.

*في مجتمع يقيم الإنسان بناءً على ثروته ومظهره، ينعكس اللون الأبيض الذي ذكرتيه، بشكل يظهر التناقض بين المظاهر الخارجية الزائفة والقيم الحقيقية والأصالة الداخلية. بالمثل، يمكن أن يعاني اللون الأسود من التقييم المنحرف الذي يربط بين الفقر والضعف والهوان، بينما قد يكون هناك أفراد بمواهب وقيم داخلية عميقة يجب أن يُقدر عليها بغض النظر عن ظروفهم المادية.

إن استعادة التوازن بين القيم الأخلاقية والمادية، وتقدير الأفراد بناءً على خلقهم وأخلاقهم وإسهاماتهم الحقيقية، يساهم في إعادة تشكيل ثقافة التناقض وتحقيق مجتمع أكثر عدالة وتوازنا.

ـ الحقيقة: الإنسان المتخرج من بيئة ثقافة التناقض تصنعه وتصقله بيئتها الاجتماعية ذات البعد الواحد … لذا هو إنسان يعيش على المظاهر البراقة والأشكال المخادعة فيعشقها ويغتر بها ولا يعترف بسواها، بل ولا يقتنع بغيرها حتى وإن كانت لديه معلومة أكيدة بزيفها وبهتانها وخداعها … تنطبق على هذا الانسان وبيئته المثل الذي يقول ”من بره الله الله ومن جوه يعلم الله” أو المثل الآخر الذي يقول ”من بره رخام ومن جوه صخام“.

ـ الطموح: تعكس هذه الرؤية تأثير بيئة الفرد على تشكيل وجدانه وقيمه وتصوراته. إذ يتأثر الفرد بشكل كبير بالقيم والمعتقدات والممارسات التي يتعرض لها في بيئته الاجتماعية.

*في بيئة ثقافة التناقض التي تبرز المظاهر البراقة والأشكال المخادعة، يمكن للفرد أن يجد نفسه مشغولا بالسعي وراء هذه المظاهر دون أن يلتفت إلى القيم والأصول الحقيقية. يمكن أن يعتقد الفرد أن الثراء المادي والمظاهر الخارجية هي المقياس الوحيد للنجاح والسعادة، مما يؤدي إلى إغفال الجوانب الداخلية والروحية من الحياة.

*ومع ذلك، يمكن للفرد أن يعيد تقييم قيمه ومبادئه ويكتشف الجوانب الأكثر أهمية وعمقا في الحياة، سواء من خلال تجاربه الشخصية أو بفضل التأثيرات الإيجابية في بيئته الاجتماعية، مما يساعده على تجاوز ثقافة التناقض وبناء حياة أكثر رقى وتوازنا.

ـ الحقيقة: الحب مثلا في هذه البيئة المتناقضة يقاس بالمال..والسعادة فيها تقاس بالكم من الترفيه واللعب وربما المجون … هى إذن قضية نسبية, فالسعادة والشقاء، أو التعاسة والهناء ترتبط ارتباطا كليا بموقع الإنسان من اللونين الأبيض أو الأسود، بل ومدى قربه من أي منهما، أو ارتباطه بأحدهما بشكل مباشر أو غير مباشر، حتى باتت السعادة الإنسانية تشترى بالمال وإن كانت سعادة مؤقتة ومزيفة لا معنى لها…بلا مشاعر حية أو روح نابضة.

ـ الطموح: صحيح، في بيئة متناقضة يمكن أن يتم قياس السعادة والحب والرضا بالمال والمظاهر الخارجية، ولكن هذا النوع من السعادة يكون غالبا مؤقتا وسطحيا، وقد يفتقر إلى العمق والمعنى الحقيقي. إذ تكون السعادة الحقيقية أكثر ارتباطًا بالرضا الداخلي والسلام النفسي والعلاقات الإنسانية الصحية.

الحب والسعادة الحقيقية تنبعان من التواصل الإنساني العميق، والتفاهم، والتقدير المتبادل، والمشاركة في الحياة مع الآخرين بإيجابية وتعاطف. فالسعادة لا تأتي من الأشياء المادية فقط، بل تنبع من العلاقات القوية والتواصل الصادق والمعنويات الإيجابية. لذا، يجب على الفرد أن يكون حذرا ويبحث عن مصادر السعادة والحب الحقيقية التي تأتي من الداخل والتي تعتمد على القيم الروحية والعلاقات الإنسانية، بدلا من الاعتماد فقط على المظاهر الخارجية والمادية.

ـ الحقيقة: الإنسان في ثقافة التناقض يولد في أحضان المتناقضات وينشأ في كنفها ويرضع من بيئتها الآسنة … فبمقدوره أن يضحك في وجهك وهو في قمة غضبه وحنقه منك، وحقده عليك … وبمقدوره أن يشعرك بالأمان في ذات الوقت الذي يخطط فيه لطعنك وتدميرك بل ويعمل على تنفيذ مخططاته بهدوء وتأني …. وبمقدوره أيهامك بالحب، وهو في مسار حب آخر مختلف لشخص آخر بعيدا عن مسارك كل البعد … فما أنت إلا وسيلة لتحقيق غاية وحش كاسر في صورة إنسان لا يحمل من مشاعر الإنسانية إلا اسمها فقط. … قد يستحيل على المرء رؤية الواقع على حقيقته، أو معرفة الأشياء على علاتها، أو ملاحظة المناظر على طبيعتها … وذات الحقيقة تنطبق على الأشخاص أصدقاء كانوا أم أقرباء فمعرفة نواياهم أو حقيقتهم قد يكون ضربا من ضروب المحال … بمعنى آخر قد لا نرى بعض الأشخاص كما هم على حقيقتهم وبالتالي قد يصعب معرفة أصالتهم ونوعية معدنهم الذي قد يكون براقا لامعا مطليا بلون الذهب، فيما يحتوي من الداخل على اردأ أنواع معادن الصفيح المثخن بالصدأ والمشبع بمصادر الخطر والدمار.

ـ الطموح: ثقافة التناقض تعكس صورة مرآة للبشرية المعاصرة، حيث يتلاعب الأفراد بالمظاهر ويختبئون وراء أقنعة لا تعكس حقيقتهم الداخلية. الإنسان في هذه البيئة المتناقضة قد يكون محاطا بالخداع والتلاعب والمكر، مما يجعل من الصعب فهم حقيقته ومعرفة نواياه.

*القدرة على رؤية الأشخاص كما هم على حقيقتهم قد تكون تحديا، فقد يكون البعض ماهرين في إخفاء نواياهم الحقيقية وتقديم صورة مزيفة عن أنفسهم. ولكن على الرغم من ذلك، يمكن للمرء أن يتعلم كيفية قراءة علامات السلوك والتصرفات التي قد تكشف الحقيقة خلف الأقنعة.

*المهم هو أن يحافظ الإنسان على وعيه وحذره في التعامل مع الآخرين، وأن يكون قادرا على التمييز بين الصدق والنفاق، وبين الحب الحقيقي والمصالح الذاتية. وعلى الرغم من التحديات التي قد تواجهها في محاولة فهم البشرية والتعامل معها، يبقى الوعي والصدق والحنكة أدوات أساسية للتنقل في هذا العالم المعقد.

ـ الحقيقة: قد نغتر في البداية بمظهر البعض ، قد نخدع بشكلهم ودعة مسلكهم وعذوبة ألفاظهم, لكن سرعان ما نصاب بصدمة نفسية بل وربما عاطفية عنيفة ما أن نتعرف عن كثب على حقيقة جوهرهم الرديء ومعدنهم المهتريء, وذلك بمجرد أن نخضعهم لأي شكل أو مستويات من الاختبارات الشفهية أو الامتحانات العملية المرتبطة بالمشاعر الإنسانية أو الأطماع المادية أو حتى في القليل من القيم الأخلاقية.

ـ الطموح: نعم، قد يكون الانطباع الأول مغريا وملفتا للنظر، لكن عندما نتعمق في التعامل مع الآخرين، قد نكتشف جوانب لا نتوقعها وتكون مختلفة تماما عن الصورة التي قدموها في البداية. يمكن أن يكون هذا الاكتشاف مصدرا للصدمة والإحباط، خاصة إذا كان الشخص الذي كنا نثق به يخفي جوانب سلبية من شخصيته.

*من المهم أن نكون حذرين وواعين لتلك الجوانب الخفية، وأن نعتمد على قراراتنا بناءً على معرفتنا الشاملة بالشخص، وليس فقط على الانطباع الأول. يجب علينا أن نكون صادقين مع أنفسنا وأن ندرك أن الناس ليسوا دائما كما يظهرون، وأنه من الطبيعي أن يكون لديهم جوانب سلبية.

في النهاية، يتعلم الإنسان من تجاربه وتجارب التعامل مع الآخرين، ويصبح أكثر حذرا ووعيا في اختيار الأشخاص الذين يثق بهم ويتعامل معهم.

ـ الحقيقة: نعم من قدر له الله تعالى أن يلتقي بإنسان التناقض خصوصا الذي رضع من ثقافة الكذب والاحتيال، وتعلم مهارة التمثيل، وتشرب بسمات الغدر والخيانة دون خوف من تأنيب الضمير … فقد كتبت عليه التعاسة والشقاء والآلام والمعاناة وكان الله في عونه.

ـ الطموح: إنه لأمر محزن حقا أن يتعرض البعض لتجارب سلبية مع الأشخاص الذين يمارسون التناقض والغدر. ومع ذلك، يجب على الإنسان أن يحافظ على قوته الداخلية ويستخدم هذه التجارب كفرصة للنضج والتعلم. من الصعب بالتأكيد التعامل مع الأشخاص الذين يتبعون سلوكيات التناقض والغدر، لكن من المهم أن نحافظ على شخصيتنا وقيمنا ونبقى صادقين مع أنفسنا ومع الآخرين. يمكننا أن نتعلم كيف نتعامل بحكمة مع هذه الأنماط السلبية، ونتجنب الوقوع في فخ التلاعب والخداع.

على الرغم من أن الله قد جعل البعض يواجهون تحديات كبيرة في التعامل مع الأشخاص التناقضيين، إلا أنه من المهم أن نبحث عن القوة والتحديات التي تأتي مع هذه التجارب لننمو ونتطور كأشخاص.

ـ الحقيقة: نقول في هذا السياق او نسأل … هل من الممكن أن نلوم ذلك الإنسان المتناقض؟ هل يمكن أن نعاقبه؟ هل يمكن شفاؤه وعلاجه؟ كيف؟ ومتى؟ أسئلة لا يمكن أن يجيب عليها إلا الله وحده فهو الشافي والكافي والمعافي.

ـ الطموح: بالتأكيد، من الصعب التحكم في سلوك الآخرين والقيام بعمليات تعديل سلوكهم. يعتمد الشفاء والعلاج في النهاية على الشخص نفسه واستعداده للتغيير والنمو. من المهم أن نفهم أن الناس يتعاملون مع الأمور بطرق مختلفة وأحيانا قد يكونون متناقضين في سلوكهم وتصرفاتهم.

إذا كان الشخص يعاني من سلوك متناقض يؤثر سلبا على نفسه أو على الآخرين، فقد يكون هناك حاجة لمساعدته ودعمه بدلا من اللوم أو العقاب. لذلك يمكننا القيام ببعض الخطوات التي قد تساعد في التعامل مع الأشخاص المتناقضين وربما تساعدهم على النمو والتحسن: يمكن أن يكون التواصل الصريح والصادق هو أحد الطرق لفهم أسباب السلوك المتناقض وبحث الحلول الممكنة.

من المهم تحديد الحدود الشخصية والوقوف بثبات عندما يتعارض سلوك الشخص المتناقض مع قيم ومبادئ الآخرين. من المهم أيضا التأكيد على العدالة الاجتماعية وتوفير الفرص المتساوية للجميع للوصول إلى العلاج والدعم الذي يحتاجونه. كما يكون التفهم والتسامح هما مفتاح العلاقات الصحية مع الأشخاص المتناقضين. قد يكون لديهم أسباب خلفية لسلوكهم يحتاجون إلى دعم وتشجيع.

في بعض الحالات، يكون من الضروري اللجوء إلى المساعدة الاحترافية من خلال الاستشارة النفسية أو العلاج للمساعدة في التعامل مع السلوك المتناقض والعمل على التغيير والنمو الشخصي. ويمكننا دائما اللجوء إلى الدعاء والتوكل على الله في التعامل مع الصعوبات وطلب الهداية والشفاء للأشخاص المتناقضين.

لا شك أن التعامل مع الأشخاص المتناقضين يمثل تحديا، ولكن من خلال الصبر والتفهم والتسامح، يمكننا أن نساعد في إحداث تأثير إيجابي على الآخرين وربما في المساهمة في تحقيق الشفاء والتغيير في حياتهم.

مع ختام هذه المناقشة الشيقة، يظهر أن التناقضات تشكل جزءا أساسيا من الطبيعة البشرية، وأن البعض يتأثر بتلك التناقضات بشكل أكبر من غيرهم. إن فهم هذه التناقضات والعمل على التغلب عليها يتطلب التوجيه والدعم والتعليم والعلاج النفسي.

بالتعاون المشترك بين الأفراد والمجتمعات والمحترفين الصحيين، يمكن تحقيق تقدم في فهم ومعالجة هذه التحديات الشخصية.

في النهاية، يجب علينا أن نتذكر أن كل شخص يستحق الفرصة للتطور والتغيير نحو الأفضل، وأن الشفاء والعلاج ممكنان بالتعاون والتفاني المشترك.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى