رئيس التحرير

علماء مركزي البحوث الزراعية والصحراء غاضبون يا وزير الزراعة

بقلم: د.أسامة بدير

.. بعد مرور أكثر من 50 يوما على انطلاق حملة “علماء مصر غاضبون” التى دشنها بعض أعضاء هيئة التدريس بـالجامعات والمراكز البحثية التابعة لوزارتى التعليم العالى والزراعة على مواقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك” و”تويتر”… استجاب الدكتور عز الدين أبوستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضى والدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى، وقررا عقد اجتماع طارىء لبحث مطالب الحملة من أجل تبنيها تمهيدا لطلب اجتماع عاجل مع رئيس الجمهورية لبحث تداعيات الموقف، واتخاذ قرارات فورية تهدأ من روع علماء مصر بعدما أصابهم الفقر والعوز نتيجة الضغوط الاقتصادية الصعبة والمستمرة عليهم منذ حوالى 5 سنوات بسبب الغلاء الذى ضرب بنيتهم الاقتصادية ودمر أوضاعهم الاجتماعية والصحية فى تحد سافر لكل قواعد ومعايير احترام كرامة وحقوق الإنسان فى العيش بحياة كريمة.

انتظرت تلك الفترة قبل كتابة سطور هذا المقال على أمل أن يصلنى من المركز الصحفى لكلا الوزيرين – الذين أكن لهما كل تقدير واحترام – خبر مفاده ما ذكرته فى مطلع المقال.

لكن شيئا من هذا لم يحدث حتى الان، ويبدو أننى سأنتظر طويلا…

اعتقد أنه من الأجدى أن أوجه حدثيى للدكتور عز الدين أبوستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، المعروف بقوة حجته وصرامة رأيه أمام الاخرين، مدعوما بالأدلة والبراهين التى تقوده إلى الاشتباك الموضوعى انتصارا لرأيه الداعم للحق وسلامة وعدالة الموقف والقضية التى يدافع عنها.

يقينى أن وزير الزراعة يعلم علم اليقين قيم مرتبات أعضاء الهيئة البحثية بمركزى البحوث الزراعية والصحراء، كما أنه يعلم هشاشة تلك المرتبات أمام عواصف الأسعار، وبراكين الاحتياجات الضرورية، وزلازل المتطلبات الإنسانية وتلبية الاحتياجات الفسيولوجية، والتى أيضا عطلت معها كل طموح فى وسعى حقيقى وجاد نحو التميز والإبداع فى التطور والتحديث لمنظومة الأفكار والرؤى التى حتما كانت ستعود على نهضة القطاع الزراعى وعلاج الأمراض المزمنة للزراعة المصرية.

ورغم علم “أبوستيت” بهذه الأوجاع التى يعانى منها الباحثين وعشرات الاستغاثات التى وصلته بضرورة اتخاذ موقف إيجابى تضامنا مع زملاء العمل وأشقاء التخصص والمهنة الواحدة، إلا أنه لم يحرك ساكنا حتى الان بشأن علاج الخلل الذى ضرب مرتبات الباحثين فى مركزى البحوث الزراعية والصحراء.

وقد تسألنى سيادة الوزير، عما تريد أن أفعله حلا لتلك الإشكالية؟.. قائلا: هذه ميزانية دولة ولا علاقة لى بإقرارها..

الشاهد سيادة الوزير أنك مسئول مسئولية اجتماعية وإنسانية قبل السياسية عن حياة آلاف الباحثين عقول مصر ونهضتها، بما يعنى أن تكون حياتهم وفق الحد الأدنى للمعيشة التى تليق بما بذلوه ولا زالوا من تضحيات فى سبيل الوصول لتحقيق الأمن الغذائى لملايين المصريين، فهم ليسوا أقل حظا من فئات اخرى فى المجتمع تحصد مزايا ومنح وعطايا بآلاف الجنيهات شهريا.

اكاد اجزم بأن شخصية الوزير وما يملكه من محتوى معرفى قادر على انتزاع حقوق آلاف الباحثين من صاحب القرار سواء كان على مستوى منصب الوزير أو من هو أعلى، فأوضاع الباحثين فى انهيار بشكل يستدعى وقفة حازمة وحاسمة مع من بيده الأمر، لعله ربما لا يدرك حقيقة أوجاع ومأسى الباحثين.

ماذا لو طلب وزير الزراعة لقاء مع السيد رئيس الجمهورية بحضور ممثلين عن الباحثين للتشاور وعرض الأوجاع والهموم وطرح الرؤى بشكل واقعى وشفاف وصولا للحل فى ظل الإمكانات والموارد المتاحة للدولة.

وأخيرا، لوزير الزراعة كل الامتنان والتقدير حال تبنى ذاك الطرح انقاذا لحياة آلاف الباحثين وأسرهم، فالغضب يكاد يقتلهم من كثرة الضغوط الحياتية، التى حولت حياتهم إلى جحيم ونهش المرض أجسادهم ما جعلهم يترددون  بشكل دائم على العيادات الطبية، وما يتبع ذلك من نفقات إضافية لرصيد المتاعب والاحتياج، فالشاهد أن المستقبل بات مظلما فى ظل تردى مستمر ونقصان رهيب فى المرتبات، والقرار متروك لعدالة وإنسانية الدكتور عز الدين أبوستيت.

للتواصل مع الكاتب

[email protected]

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى