تكنولوجيا ريفية

عالم مصري يبتكر أول مبيد حيوي ضد آفة الهالوك المُدمرة لمحصول الفول البلدي

كتبت: هند محمد ابتكر الدكتور ياسر محمد نور الدين شبانة، رئيس قسم أمراض النبات بكلية الزراعة بجامعة المنصورة، وفريقه العلمي أول مركب في العالم يمكنه القضاء على آفة الهالوك.

الهالوك هو نبات زهري يتطفل تطفلاً كاملاً على نباتات الفول البلدي ومحاصيل العائلة البقولية الأخرى ليمتص منها جميع متطلباته الغذائية والماء، وهو يتبع الفصيلة الجعفيلية أو الهالوكية، ويؤدى لفقد كامل لمحصول الفول البلدي بنسبة 100% في حالة الإصابة الشديدة.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

وقال شبانة، في تصريحات صحفية، “تمكنا وفريق من جامعة المنصورة من ابتكار أول مبيد حيوي في العالم للقضاء على حشيشة هالوك الفول والبقوليات التي أدت إلى إحجام المزارعين عن زراعة الفول البلدي بسبب الخسائر الفادحة التي تسببها لمحصول الفول البلدي والبقوليات الأخرى كالبسلة والحمص ما أدى إلى تقلص المساحة المزروعة من الفول فأصبحت مصر على رأس قائمة الدول المستوردة للفول في العالم، حيث تستورد سنوياً ما يزيد على 70% من استهلاكها من الفول البلدي”.

وتابع: أنه تم اختبار هذا المبيد الحيوي المبتكر على مدى أربع سنوات متتالية في حقول مزارعي الفول بجميع محافظات مصر، كما تمت المشاركة به في معرض القاهرة الدولي السادس للابتكار، وقد حصل هذا الابتكار على جائزة مصر للتميز الحكومي (فئة الابتكار والإبداع المؤسسي) من رئاسة مجلس الوزراء المصري عام 2020 ضمن المراكز العشر الأوائل من بين عدد 64 ابتكار.

وأكد رئيس قسم أمراض النبات بزراعة المنصورة، على أن “المركب الجديد يعمل بشكل حيوي داخل التربة حيث يتتبع بذور الهالوك، ويهاجمها حتى يقضي عليها تماماً قبل أن تقترب من جذور الفول البلدي”.

وأشار شبانة، إلى أنه وفريقه البحثي توصلا إلى “إنتاج مبيد حيوي محبب لمكافحة هالوك الفول لأول مرة في مصر والعالم”، موضحاً أن “الفطر المستخدم في إنتاج المبيد الحيوي ثبت تخصصه على هالوك الفول فقط”، مؤكداً على أن “المبيد لم يسبب أي إصابات للمحاصيل الأخرى، وأنه لن يكون له أضراراً على الحياة النباتية الموجودة والمعرضة له بالفعل في بيئتها الطبيعية”.

وأضاف أن هذا المبيد المحبب (أي على شكل حبيبات) يضاف عند الزراعة حيث يوضع في جورة الزراعة مع التقاوي (أي يضاف مع البذرة في الجورة عند الزراعة)، وأنه عندما يتعرض المستحضر المحبب لماء الري، فإن الفطر المطمور به ينشط ويهاجم بقوة بذور الهالوك في التربة، ويتطفل عليها ويؤدى إلى تعفنها وتحللها وبالتالي فشلها في الإنبات، وحتى إذا هربت بعض بذور الهالوك من الإصابة في المراحل الأولى، فإن الفطر سوف يستمر في مهاجمة الشماريخ الزهرية للهالوك، ويسبب ذبولها وموتها قبل تكوينها للبذور، وبالتالي فإنه يؤدي إلى إنقاص تعداد بذور الهالوك في التربة والحد من مشكلة الهالوك عاماً بعد عام.

وأردف شبانة، إنه “تم تصميم خط إنتاج مستحضر المبيد الحيوي المحبب عالي الكفاءة من جراثيم سلالة فطرية شديدة التخصص على هالوك الفول باستخدام تقنية إنتاج الباستا (باستا لايك بروسيس)، ولأنه لا توجد في الأسواق حتى الآن مبيدات حيوية لمكافحة الهالوك، فإن هذا المبيد الحيوي يعد سبقاً وفكراً مبتكراً للتعامل مع هذه المشكلة الملحة والتي تسبب خسائر اقتصادية باهظة، بتقديم تقنية رخيصة وآمنة لمكافحة حشيشة الهالوك”.

وأوضح رئيس قسم أمراض النبات بكلية الزراعة بجامعة المنصورة، أن “هذا المبيد الحيوي المبتكر يمكن أن يفيد مزارعي الفول البلدي ليس في مصر فقط بل في البلدان الأخرى التي يمثل فيها هالوك الفول مشكلة”، موضحاً أنه “يمكن استخدام التقنية ذاتها في إنتاج مبيدات حيوية أخرى لمكافحة الحشائش الأرضية أو حتى المسببات المرضية للنبات المحمولة في التربة”.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى