رئيس التحرير

عاجل من الريفيين إلى النادى الأهلى

د/أسامة بدير

بقلم: د. أسامة بدير

تعجبت كثيرا من الخبر الذى تناولته وسائل الإعلام المتكوب والمسموع والمرئى بالتحليل، والصادر عن القلعة الحمراء، ومفاده موافقة مجلس إدارة النادى الأهلى بالإجماع على تجديد عقد حسام البدرى كمديرا فنيا للفريق الأول لكرة القدم لمدة عام مقابل 500 ألف جنيه شهريا، على أن تتحمل خزينة النادى حصة الضرائب.

ورغم احترامى الكامل للكابتن حسام البدرى، كإنسان له كامل حقوقه فى المحافظة على مستوى معيشة لائق به وبأسرته، إلا أن الأمر له زوايا أخرى يمكن تناول إحدها بقدر من التحفظ وربما السخرية وقد يصل إلى الانحطاط وحالة من التردى التى وصل إليها المجتمع المصرى فى بنيته الاجتماعية وعلاقاته الإنسانية التشاركية.

الشاهد، يؤكد أن القلعة الحمراء عندما تقرر دفع هذا المبلغ شهريا لمدرب واحد فى لعبة واحدة من بين عشرات المدربين واللاعبين لمختلف الألعاب التى تمارس داخل النادى الأهلى، فلابد من وجود مشروعات تدر دخل كبير للنادى ليتمكن من الإنفاق على جميع الأنشطة الرياضية والاجتماعية والثقافية والترفيهية.

والسؤال هنا: هل يمتلك النادى الأهلى الذى يعد من أكبر الأندية الرياضية والاجتماعية فى مصر موارد مالية متجددة تدر عليه دخل تصاعدى مستمر؟

إلى أن يخرج علينا أحد مسؤولى النادى الأهلى ليجيب بشفافية على هذا التساؤل بالأرقام الموثقة.. دعنى عزيزى القارىء أطرح بعض السيناريوهات المحتملة لتلك الإشكالية التى نبحث فيها.

السيناريو الأول: من الممكن أن يمتلك النادى أصولا وموارد مالية ضخمة تدر عليه الدخل الذى يُمكنه من تحمل تلك النفقات الباهضة، من أجل لعبة كرة القدم وتحقيق بطولات محلية هزلية، لا فائدة منها ما دام المنتخب الوطنى يفشل فى تحقيق أى بطولة على الصعيد الإقليمى والدولى منذ سنوات.

وهنا لابد أن نوجه سؤال هام للقائمين على أمر القلعة الحمراء، ما دامت خزينة النادى عامرة لهذه الدرجة، أين المسؤولية الاجتماعية للنادى الأهلى فى برامج التنمية المجتمعية خاصة المجتمع الريفى الذى يعانى أبنائه حرمان اقتصادى واجتماعى وخدمى فى بنيته الأساسية؟

السيناريو الثانى: قد يتسابق رجال الأعمال من أجل تمويل النادى الأهلى بما يلزم من نفاقات بغرض تحقيق مأرب شخصية وضيعة، لكن من أين يأتى هؤلاء بأموالهم، أليست من استثماراتهم سواء كانوا مستوردين لسلع وخدمات أو أصحاب مصانع وشركات.

ما أريد أن أقوله أن من يُنفق على النادى الأهلى بالملايين يجمعها مليارات من دماء المصريين فى صورة زيادة أسعار السلع والخدمات سواء المنتجة محليا أو المستوردة تحت ذرائع وحجج ومسميات فاسدة، جميعها تؤكد استغلال نفوذهم وسطوة المال والاستثمار والاستقواء بـالقلعة الحمراء على حساب فقراء الريف.

السيناريو الثالث: سيادة حالة من اللامبالاة والفهلوة والبلطجة وهى السائدة للأسف الشديد فى معظم المنظمات التى تمتلك المال عصب كل جهد تنموى إذا ما أردنا أن ننتشل ملايين الريفيين من براثن الفقر الذى قتل أحلامهم وشوه معيشتهم وبدد صحتهم، فربما تعلم القلعة الحمراء ما آلات إليه الأوضاع الاجتماعية الاقتصادية لأبناء القطاع الريفى، لكنها صمت اُذنها وغضت بصرها.

ونحن إذ ندق ناقوس الخطر صوب هذه الإشكالية والقنبلة الموقتة لأكثر من نصف سكان مصر وهم الريفيين الذين يقطنون المناطق الريفية، نقول للنادى الأهلى ممثلا فى مجلس إدارته، لا تنسوا أبناء القطاع الريفى فى اطار برامج المسؤولية الاجتماعية والتنمية الشاملة والمستدامة، فهم أساس عزة مصر ونهضتها، وعليكم تقع تلك المسؤولية من أجل تمكينهم اقتصاديا واجتماعيا وصحيا وثقافيا.

للتواصل مع الكاتب: [email protected]

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى