تقارير

«شجرة الهجليج».. ثروة الصحراء ومصدر للحياة في بيئات قاسية

إعداد: د.شكرية المراكشي

الخبير الدولي في الزراعات البديلة ورئيس مجلس إدارة شركة مصر تونس للتنمية الزراعية

شجرة الهجليج (Balanites aegyptiaca) تُعتبر واحدة من الأشجار البرية المعمرة التي تزرع في المناطق الجافة والصحراوية من أفريقيا والشرق الأوسط. تمتاز هذه الشجرة بقدرتها على التكيف مع ظروف البيئة القاسية، حيث تستطيع النمو والازدهار في التربة الرملية الجافة وتحت الظروف القاسية للجفاف والحرارة المرتفعة.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

د.شكرية المراكشي، الخبير الدولي في الزراعات البديلة ورئيس مجلس إدارة شركة مصر تونس للتنمية الزراعية

تعتبر شجرة الهجليج جزءا لا يتجزأ من البيئة الصحراوية، حيث توفر ثمارها وأوراقها مصدرا غذائيا وطبيا للعديد من الكائنات الحية، بما في ذلك الإنسان والحيوانات. كما أنها تحمل قيما اقتصادية وثقافية للمجتمعات المحلية في المناطق الجافة، حيث يعتمد السكان المحليون على ثمار الهجليج كمصدر للغذاء والدواء، بالإضافة إلى استخدام أخشابها في الحرف اليدوية والبناء.

يُعتبر الهجليج جزءا من تراث الحضارات القديمة في المناطق الجافة، حيث كان يُستخدم منذ العصور القديمة لأغراض عديدة، بما في ذلك الطب الشعبي والديني والاقتصادي. تشير الدراسات العلمية إلى الفوائد الصحية المتعددة لثمار الهجليج وأجزائها الأخرى، مما يبرز أهمية هذه الشجرة كمورد طبيعي غني ومتعدد الاستخدامات في البيئات الجافة.

اقرأ المزيد: تعرف على شجرة الهجليج

الاسم العلمي: Balanites aegyptiaca

العائلة: Zygophyllaceae

الموطن الأصلي: إفريقيا، الجزيرة العربية، الشرق الأوسط

خصائص شجرة الهجليج

تُعد شجرة الهجليج، المعروفة أيضا باللالوب، من بين الأنواع النباتية البرية ذات الطابع المعمر، حيث تنمو في مناطق واسعة من العالم مثل المغرب العربي، الجزيرة العربية، السودان، وجميع أنحاء إفريقيا. يطلق عليها الغربيون أحيانًا اسم “تمر الصحراء” نظرا لشكل ثمارها الذي يشبه البلح عندما تنضج، وتُعتبر هذه الشجرة ثروة قومية في المناطق الساحلية.

ثمار اللالوب تستخدم في الكثير من الأغراض، ففضلا عن خصائصها الطبية المتعددة، يستخرج منها سائل لزج ذو رغوة يستخدمه السكان كصابون محلي.تعطي الشجرة ثمارها بعد عمر 5 إلى 7 سنوات، وتصل لمرحلة الانتاج الكامل بدءا من عمر الـ25 سنة. الثمار عادة تتطلب سنة كاملة لتنضج، إلا أن الطير يستهلكها نيئة، والقليل منها يقطف ناضجاً.

شجرة الهجليج مرتبطة في الذاكرة الشعبية لسكان الصحراء الكبرى وافريقيا الغربية وهي معروفة لدى السكان المحليين والبدو الرحل والإبل التي ترعاها تعطي لبنا ذو طعم شهي

استخدامات شجرة الهجليج

ـ تستخدم في علاج العديد من الأمراض في دول أفريقيا، مثل الجروح، ومرض السكري، والتهاب الكبد.

ـ يعتبر زيت بذور الهجليج مرطبا للبشرة.

ـ تُستخدم فروع الشجرة في صناعة أدوات الصيد، ويمكن استخدام الثمار لعلاج الأمراض الجلدية وضغط الدم.

ـ يحتوي على مواد مطهرة للجهاز الهضمي، ويستخدم كمطهر ومضاد للديدان.

شجرة الهجليج تعد موردا غنيا ومتعدد الاستخدامات، حيث يمكن استغلالها في الطب الشعبي والتغذية العلاجية، إلى جانب استخداماتها في صناعات متعددة. توفر هذه الشجرة فرصا كبيرة لتحسين الصحة والعافية وتعزيز الاقتصاد في المناطق التي تنمو فيها.

استخدام ثمار الهجليج في صنع الصابون الطبيعي يعود إلى الخصائص الفريدة لهذه الثمار والتي تحتوي على مواد قيمة ومفيدة للبشرة:

زيت الهجليج:

   – يحتوي زيت بذور الهجليج على نسبة عالية من الأحماض الدهنية الغير مشبعة والتي تعتبر مرطبة للبشرة وتساعد في الحفاظ على توازنها الطبيعي.

   – يحتوي الزيت أيضًا على مركبات مضادة للأكسدة التي تحمي البشرة من التلف الناتج عن الجذور الحرة وتساعد في تجديد الخلايا.

المواد المغذية:

   – تحتوي ثمار الهجليج على مجموعة متنوعة من الفيتامينات والزيوت الثابتة وتحتوي على نسبة عالية من الماء. والمعادن التي تغذي البشرة وتساعدها على الحفاظ على صحتها ونضارتها.

   – يمكن أن تكون هذه المواد المغذية مفيدة للبشرة المتضررة أو الجافة أو المتهيجة.

الخصائص المضادة للبكتيريا:

ـ أن المواد الموجودة في ثمار الهجليج تمتلك خصائص مضادة للبكتيريا والفطريات، مما يجعل الصابون المصنوع منها مناسبا للبشرة المعرضة للعدوى أو الالتهابات.

بالاعتماد على هذه الخصائص، يتم استخدام زيت بذور الهجليج ومستخلصاته في صناعة الصابون الطبيعي. يتم ذلك من خلال استخلاص المركبات النشطة والمغذية من الثمار ودمجها مع مكونات أخرى طبيعية مثل الزيوت الأساسية والشمع النباتي ومواد الترطيب. الصابون الناتج يعتبر خيارا مثاليا للعناية بالبشرة بطريقة طبيعية وصحية.

كما تُستخدم ثمار الهجليج في صناعة الصابون الطبيعي بسبب الخصائص اللزجة والرغوية التي تحتوي عليها. عادةً ما يتم استخراج السائل اللزج من ثمار الهجليج وتحويله إلى صابون طبيعي. يتم هذا الاستخراج عن طريق طهي الثمار واستخلاص السائل اللزج الذي يحتوي على مواد طبيعية مفيدة للبشرة والصحة العامة. يُعتبر هذا الصابون الطبيعي فعّالًا في تنظيف البشرة وترطيبها، ويُستخدم أيضا في علاج بعض الحالات الجلدية نظرا للخصائص المضادة للبكتيريا والمطهرة التي يحتوي عليها السائل اللزج المستخرج من ثمار الهجليج.

أما بالنسبة لفترة نمو الشجرة وإنتاجها للثمار، فتتطلب الهجليج فترة زمنية تتراوح بين 5 إلى 7 سنوات لتبدأ في إنتاج الثمار. خلال هذه الفترة، تتطور الشجرة وتنمو جذورها وأغصانها بشكل كامل. عندما تبلغ الشجرة من العمر حوالي 25 سنة، تصل إلى مرحلة الإنتاج الكامل، حيث تكون قادرة على إنتاج كميات كبيرة من الثمار بانتظام وبجودة عالية.

 الفوائد الصحية والتطبيقات

علاج الجروح والالتهابات: تستخدم زيت الثمرة لعلاج الجروح، وتستخدم أوراقها لتنظيف الجروح وتطهيرها.

علاج الأمراض المزمنة: يُستخدم في معالجة مرض السكري والتهاب الكبد الوبائي والملاريا.

تقوية جهاز المناعة: يظهر أن الهجليج يعزز جهاز المناعة ويحارب الديدان المعوية.

استخدامات أخرى:

ـ يستخدم زيت بذور الهجليج كمرطب للبشرة.

ـ يُستخدم في صناعة أدوات الصيد نظرا لوفرة فروعها.

ـ يُستخدم في تحضير الطعام وكموقد طبيعي في المناطق الريفية.

التحقق من الآثار الجانبية:

– أثبتت الأبحاث العديدة أن استخدام الهجليج لا يُظهر أي آثار جانبية تذكر.

تستخدم نبتة الهجليج فى العديد من دول العالم للعلاج من العديد من الامراض نظرا لفوائدها العظيمة مثل:

1ـ فى دول أفريقيا تستخدم في علاج أمراض كثيرة تختلف من دولة لأخرى ففي قلب القارة الافريقية تحديدا في نيجيريا يستخدم الهجليج في علاج الجروح بواسطة استخدام زيت الثمرة نفسه كما تستخدم أوراق الهجليج ممزوجة مع نبات الخروع في منع الحملوفي.

2ـ في دولة الصومال يتم استخدام مسحوق الهجليج في علاج مرض السكر وفي ليبيا تستخدم الاوراق فى تنظيف الجروح وتطهيرها وفي السودان يستخدمونها كمضاد طبيعى لعلاج الملاريا وفى شرق افريقيا تستخدم نبتة الهجليج خاصة الجذور فى علاج الجمرة الخبيثه وكطارد للديدان.

3ـ في مصر فتستخدم عن طريق اعطائها فى الفم لعلاج مرض السكري ويطلق عليها فى مصر إسم بلح السكر، وتستخدم فى طرد الديدان ومقوى عام للجسم وفعالة فى علاج الملاريا والجروح والقروح والبرد وكعلاج للامراض الجلدية وامراض الكبد وهناك دراسات عالمية اكدت الفوائد العديدة لنبات الهجليج.

4ـ أكدت الابحاث ان ثمار النبات تحتوى على نسبة 32% نسبة بروتين وزيت ثابت مابين 45 و46% والقيمة الفعالة فى الزيت جعلته يعالج الاورام السرطانية مثل اورام الرئة والكبد، كما ان له تاثير فعال يقضى على الديدان المعوية ومرض البلهارسيا ويساهم في علاج الالتهاب الكبدى الوبائى.

5ـ تستخدم اوراقها لعلاج ضغط الدم كما هو شائع فى كثير من دول العالم والفروع تستخدم في صناعة أدوات الصيد والثمار والتي يطلق عليها ايضا اللالوب وهى تقريبا تقارب حجم البلحة وتكاد تكون مقاربة لها فى الشكل وتكسوها من الخارج قشرة رقيقة سهل تكسيرها وتقشيرها من الثمرة ومن فوائد الثمرة تساعد فى علاج مرض السكريوعلاج الامساك حيث تعمل على تنظيف المعدة.

6ـ كما يستخرج من بذور نبتة الهجليج زيت يستخدم كمرطب للبشرة فضلا عن اخشابها والتي تستخدم في المناطق الريفية في إعداد الطعام أو موقد طبيعي.

7ـ يحتوي هذا النبات على مواد مطهرة للجهاز الهضمي فأغلب الشعوب تستخدمه كطارد لجميع أنواع الديدان وأكد الكثير من الباحثين أن هذا النبات ليس له أي آثار جانبية عند استخدامه.

أسماء أخرى للشجرة:

مسيم، لالوب، تيشط، بلسم مصري، هجليج مصري

إن شجرة الهجليج لا تعتبر فقط شجرة برية، بل تمثل أيضا موردا هاما للعلاج الطبيعي والاستخدامات الشاملة. تسهم خصائصها الفريدة وفوائدها الصحية في تعزيز استدامة حياة السكان المحليين وتعكس الحكمة الطبيعية التي تنمو في ظروف بيئية قاسية.

باعتبار شجرة الهجليج واحدة من النباتات الصحراوية القوية والمتينة، فإنها تمثل رمزا للصمود والتكيف في بيئات الجفاف والقسوة. تعتبر ثمارها واستخداماتها الطبية والغذائية جزءا من تراث الشعوب الصحراوية وتراثها الطبيعي. بفضل فوائدها المتعددة وتنوع استخداماتها، تظل شجرة الهجليج موردًا هامًا للعديد من الشعوب في البيئات القاسية حول العالم. ومع استمرار البحوث والاهتمام بالنباتات الصحراوية، يمكن أن تسهم شجرة الهجليج في تحسين الظروف المعيشية وتوفير فرص جديدة للتنمية المستدامة في تلك المناطق.

في نهاية هذا الاستكشاف لعالم شجرة الهجليج، ندرك أن هذا العملاق الصحراوي ليس مجرد شجرة، بل هو نافذة نحو حضارات الصحراء وثقافاتها. من خلال فهم فوائد الهجليج الطبية، واستخداماتها المتنوعة في الحياة اليومية، نكتشف كيف تحارب هذه الشجرة القوية ظروف البيئة القاسية وتقدم نموذجًا للصمود والاستدامة. إنها ليست مجرد غابة من أشجار، بل هي حياة متجددة ومصدر للأمل في وسط التحديات. فلنحتفي بجمال وقوة شجرة الهجليج، التي تعلمنا أن الحياة تزهر حتى في أصعب الظروف.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى