رأى

رجل من مصر «الصانع العظيم».. مقال بقلم: المستشار الإعلامي لوزارة الزراعة

بقلم: أحمد إبراهيم

مدير عام التنسيق والمتابعة بالإذاعة المصرية والمستشار الإعلامي لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي

رغم أنه كان الإبن الوحيد ونشأ في أسرة ميسورة الحال حيث كان والده رئيس سكرتارية الملك فاروق وجده النائب العام وعمه رئيس محكمة النقض وعمه الآخر حمدار القاهرة ثم محافظ بنى سويف، رغم كل ذلك الا انه لم يك طفلا مدللا ورفض أن يعيش في جلباب أسرته لأنه حينما قامت ثورة يوليو انتهت بجلوس والده في المنزل فقرر ألا يكون موظفا على الإطلاق بل يجب أن يتعلم مهنه يعيش منها.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

بعد حصوله على الثانوية العامة سافر إلى بريطانيا لدراسة الغزل والنسيج والعمل بجانب الدراسة حتى ينفق على نفسه، وعمل في كل المهن من كمسرى وعامل بنزينة إلى ساعى بريد وغسيل الأطباق في لندن وباريس.

عاش أيام وليالي كان ينام فيها وهو جائع بدأ حياته من تحت السلم وبنى نفسه بنفسه معتمدا على مجهوده وبداية طريقه كله أشواك وكفاح قبل أن ينتهي بالورود والنجاح، عاد إلى مصر عام 1959 وعمل مهندسا في إحدى مصانع الغزل والنسيج الأهلية وهى قطاع عام ثم انتقل إلى إحدى مصانع القطاع الخاص قبل أن يقوم ببيع مصوغات (غوايش) والدته بألف جنيها لتأسيس أولى شركاته في الغزل والنسيج مع بعض تجار الأزهر ثم توالت نجاحاته ومصانعه وأصبح أحد أهم رجال صناعة الملابس في مصر والمنطقة.

ثم اتجه إلى الصناعات الغذائية فكان أول من أنشأ مصانع للشيبسى والكارتيه والمولتو وغيرها، ثم تنازل عن نصيبه في مصنع الملابس لشريكه الحاج “محمد” لينقذه من الافلاس والوقوف بجانبه “رد” وعرفانا بالجميل لشريكه الذي سانده في بداية حياته وكان سبب ثرائه.

هذه المقدمة البسيطة هى تلخيص لمسيرة حياة رجل عظيم يبلغ الآن من العمر 91 عاما بدأ حياته العملية بألف جنية وانتهت بمليارات حيث أنشأ 12 مصنعا في مجالات عديدة تُوفر أبواب الرزق الحلال لآلاف الأسر، ولم ينسى دوره الاجتماعي في كفالة الفقراء والأطفال اليتامى.

انه الصانع العظيم المهندس “نبيه برزي” والذي يلقب برجل الأحلام الشجاعة، لانه فعل وأنجز كل ما كان يحلم به، وحينما سألته عن سر نجاحه وتجربة حياته لخصها في ثلاث كلمات “الحلم والقرار والشجاعة” أي تحلم ويكون لديك شجاعة اتخاذ القرار السليم في الوقت السليم.

“برزى” من مواليد عام 1933 جذوره في سوهاج ونشأته في الإسكندرية وتعليمه في لندن “هندسة الغزل والنسيج” عام 1953 وهو يفتخر دائما بحياته خاصة بدايته ومرحلة الكفاح، لا يخجل من الحديث عنها بل سجلها في كتاب حتى يتعلم منها الشباب.

“برزى” رغم إمكانياته المالية الضخمة رفض سفر نجليه للتعليم خارج مصر حتى لا يفقدهما للأبد وهذه كانت نصيحة زوجته “ايلين” رفيقة كفاحه، وبالفعل تخرجا ولديه من هندسة القاهرة وعين شمس وحينما عملا معه في مصانعه كانا مثل العمال والموظفين.

ليس أبناء صاحب المصنع حتى يتعلموا الإدارة جيدا كل هذه دروس مستفادة لمسيرة حياة رجل صناعة كبير عصامي خبير، وأيضا مثقف يتمتع بأدب جم وتواضع رفيع وخُلق كبير ونحن من خلال هذه السطور القليلة حاولنا تقديمه كقدوة طيبة.

نموذج يحتذى يمنحنا الأمل والتفاؤل، خاصة أنه اختار أهم وأشرف مجال وهو الصناعة التي تبنى الاقتصاد القوى وتحقق السعادة والرفاهية للشعوب.

مصر في أشد الاحتياج إلى استنساخ مثله المئات بل الآلاف من رجال صناعة الوطنيين المحترمين، وسام الاحترام لهذا الرجل الوطني النبيل وإلى نجليه (هانى وسمير) اللذين يستكملا بنجاح ما بدأ الوالد الصانع العظيم.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى