رأى

الزراعة خط الدفاع والكرامة ضد جائحة كورونا

د.وحيد عبدالصادق

بقلم: د.وحيد محمد عبدالصادق

خبير إرشاد زراعي بوزارة الزراعة والثروة السمكية بسلطنة عمان

ماذا تفعل في الأزمات إذ لم يكن لديك ما تدافع به ضد هذه الأزمات .. فالأزمة التي تواجهنا بل تواجه العالم اجمع هي أزمة جائحة كورونا (كوفيد 19) فجميعاً نلاحظ مدي تأثيرها على الاقتصاد العالمي وانهياره في معظم دول العالم بسبب وقف جميع الأنشطة التي تساعد على النمو الاقتصادي، ولكن كل هذا يمكن تعويضه عند انتهاء الأزمة نعم سوف يستغرق تعويضه سنوات، ولكن سيتم تعويضه إلا شيء واحد لا يمكن تعويضه أو يجعل الشعوب تغفر لرؤسائها وملوكها هذا وهو حدوث المجاعات لا قدر الله وذلك بسبب عدم توفر الطعام لهذه الشعوب وما يترتب عليها من آثار نفسيه وسلوكية.

الكل يعلم أن جميع الدول أغلقت حدودها في ظل جائحة كورونا حتى تستطيع التغلب على هذا الوباء ومنها الدول التي كانت تصدر الغذاء للدول التي لا تهتم بـالزراعة والثروة الحيوانية وكانت تهتم فقط بالصناعة والسياحة والنفط فماذا تفعل هذه الدول لو استمرت هذه الجائحة مدة أطول فقد ينتهى مخزونها الغذائي، وبالتالي سوف تعرض هذه الدول إلى اهدار ماء الوجه من أجل الحصول على المواد الغذائية، ومن المرجح أن يتم رفض طلبها من الدول التي يوجد بها زراعة لأن شعوب هذه الدول في حاجة لهذه المواد الغذائية وهنا تبدأ المجاعة واهدار الكرامة البشرية فلما نعرض أنفسنا لهذا ونحن نمتلك مقومات الزراعة ومقومات حفظ الكرامة.

إذا علمنا أن أردب القمح بهذه الأيام يقدر بـ 50 دولار تقريبا مقارنة ببرميل النفط الذى يقدر حاليا بحوالي 22 دولار  والنفط ينضب أما القمح باقي وفى وقتنا هذا القمح أهم مليون مرة من النفط فهو مصدر رزق للمزارع وأيضا مصدر غذاء للمواطن ومصدر دفاع وحفظ للكرامة.

ونحن تحت القيادة الرشيدة للرئيس عبدالفتاح السيسي والذى يسعى إلى زيادة الرقعة الزراعية خاصة والتنمية الزراعية عامة يتوفر لنا مخزون غذائي كبير حسب تصريح وزير التموين وهو (كميات من القمح تكفى لمدة 3 شهر حتى 30 يونيو 2020، فيما تكفى كميات السكر (سكر تمويني، وسكر استهلاك البلاد)، بما يكفى حاجة البلاد لمدة 7 شهر حتى 20 أكتوبر المقبل. ويبلغ رصيد الزيوت بأنواعها بكميات تكفى لمدة تصل لنحو 5 أشهر، أن الأرز الأبيض يكفى حاجة الاستهلاك لمدة 4 أشهر، وذلك حتى 29 يوليو المقبل.

بينما تكفى كميات الدواجن المجمد لمدة 11 شهرا، وتتوافر اللحوم المجمدة بكميات تكفى لمدة 6 شهر حتى 28 سبتمبر المقبل. هذا إلى جانب ما يتم حصاده أولا بأول سواء من القمح أو القصب أو غيرها من المحاصيل الحقلية وأيضا توافر الخضروات والفاكهة بأسعار مناسبة.

فـالزراعة فعلا هي خط الدفاع الأول وحفظ الكرامة وهي من تشد العزيمة والهمم فحافظوا على زراعتكم وأرضكم وافتخروا أنكم تمتلكون قوت شعبكم وتحافظوا على أوطانكم وكرامتها.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى