رأى

«الزراعة» ما بعد كورونا

د.وحيد محمد

بقلم: د.وحيد محمد عبدالصادق

خبير الإرشاد الزراعي بوزارة الزراعة والثروة السمكية بسلطنة عمان

كورونا هذا الفيروس الذى جعل العالم أجمع يعيش أزمة اقتصادية كبيرة يعاني منها جميع الشعوب والتى لم تفرق بين دول كبيرة أو دول صغيرة إلى جانب تدعيات مستقبلية لا يعلمها إلا الله.

فماذا بعد كورونا هل يتعافي العالم بسرعة أم يحتاج إلى فترات كبيرة من الوقت حتى يتعافي ويعود إلى سابق عهده وإذا نظرنا حولنا نجد أن الدول التى كان اقتصادها واهتمامها الأول هو الزراعة واقفه صامدة أمام هذه الأزمة ولم تتسول حتى تحصل على قوت شعبها مثل ما حدث للدول التى لا توالى اهتماماً بـالزراعة.

الزراعة كانت خط الدفاع والآمان الأول ضد هذه الجائحة التى حطمت اقتصاديات دول العالم وعلينا أن ننتظر هل سوف تتغير خريطة العالم الزراعية هل سنجد الدول التى كانت لا توالى الزراعة اهتماما أن تعيد حسابتها تجاه الزراعة فجميع سكان العالم أثناء هذه الجائحة كان لا يشغلها الملابس أو السيارات أو أى وسائل ترفيهية ولكن كل ما يشغلها هو الغذاء.

نعم لاحظنا جميع دول العالم وقفت بجانب بعضها البعض لسد أى نواقص فى الغذاء للوقوف ضد هذه الجائحة ولكن أدى ذلك إلى رفع أسعار الكثير منها لأن الدول الزراعة كانت تحجز ما يكفى شعوبها من الغذاء لفترات زمنية طويلة وتبيع ما يزيد عن ذلك بأسعار أكثر من سعرها الحقيقي ولهذه الدول الحق فيما فعلته لأنها تحتاج لشراء سلع أخرى غير زراعية يحتاج لها شعوبها.

لنترك هذه الفترة العصيبة والتى لم تنتهي حتى الآن وننظر إلى المستقبل فماذا بعد كورونا هل تبقي خريطة العالم الزراعية كما هى أم ستتغير فتغيير هذه الخريطة واجبة التنفيذ بعد هذه الأزمة والتغير لا اقصد به الدول التى لا يتوافر عندها مقومات الزراعة وهى قليلة أن تهتم بـالزراعة بل أقصد الدول التى يتوافر لديها مقومات الزراعة وهى الأكثر أن توالي اهتمام أكبر بـالزراعة وأن تنمى مقوماتها الزراعية من خلال تحسين التربة الزراعية وتوفير مستلزمات الزراعة لمزارعين وتوفير الإرشادات الزراعية من خلال الإرشاد الزراعى وتشجيع المزارعين على الاهتمام بزراعتهم وأن تقوم الدول بتسويق محاصيلهم الزراعية وبأسعار مناسبة حتى لا يتركوا أراضيهم والاتجاه إلى مصادر أخرى لزيادة دخلهم.

ولنا فى هذا تجارب كثيرة ولى أنا شخصيا تجربتين الأولي فى مصرنا الحبيبة حيث نجد الدولة تقوم بزيادة الأرض الزراعية عن طريق استصلاح الأراضى وتوزيعها على الخريجين والمزارعين وحسب بيان المتحذث الاعلامي لـوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى يوم 1ـ7ـ2020م أن مساحة الأرض الزراعية وصلت إلى 9.8 مليون فدان وهى زيادة كبيرة وأيضا اهتمام الدولة بإنشاء الصوبات الزراعية مما يوفر المحاصيل والخضروات والفاكهة للمواطنين وتصدير الزائد إلى دول العالم وأيضا الاهتمام بتسويق المحاصيل الزراعية للمزارعين سواء داخليا أو خارجياً مع توفير جميع مستلزمات الزراعة وبأسعار مناسبة.

أما التجربة الثانية فكانت بسلطنة عمان والتى اعتبرها بلدى الثانية لما يمتاز أهلها بحبهم للمصريين فـوزارة الزراعة والثروة السمكية تقوم بمجهود كبير من أجل الحفاظ على مكانتها الزراعية بين دول الخليج والعالم العربى عن طريق توفير مستلزمات ومقومات الزراعة للمزارعين بسلطنة عمان وأيضا توفير التسويق الزراعى عن طريق الجمعيات الزراعية والتى تقام بجميع محافظات السلطنة وتوفير الخدمات الإرشادية للمزارعين ومربي الثروة الحيوانية حيث يتم توفير الخدمات البيطرية لهم من لقاحات وأدوية وأعلاف ولهذا لم تتأثر مصر وسلطنة عمان بأزمة جائحة كورونا غذائياً نعم تأثرنا بهذه الجائحة فى أشياء أخرى ولكن لم نتأثر زراعيا وهو الأهم لأنه كما قلت سابقاً أن الأهم عند الشعوب هو الغذاء.

ومن هذا يتضح لنا ضرورة الاهتمام بـالزراعة مستقبلا لجميع شعوب العالم حتى لا نستطيع الوقوف أمام الأزمات التى تقابل الشعوب ولا نحتاج إلى التوسل للدول من أجل الحصول على الغذاء رغم توفر الأموال لشراء الغذاء لأن الحروب القادمة هى حروب للمحافظة على الغذاء ومقومات الزراعة وخاصة المياه.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى