بحوث ريفية

التجربة الهندية الناجحة في تكوين كيانات تعاونية مُصغرة لتجميع صغار المزارعين

مقترح باحثات بمركز البحوث الزراعية لتجميع صغار المزارعين يُساهم في زيادة أرباحهم

كتب: د.أسامة بدير في السطور التالية يستعرض “الفلاح اليوم” التجربة الهندية الناجحة في تكوين كيانات تعاونية مُصغرة لتجميع صغار المزارعين فيما يسمى بمجموعات المساعدة الذاتية Self Help Group (SHG)، نقلا عن: الدكتورة إنجي خيري فايد – رئيس بحوث بمعهد بحوث الإرشاد الزراعي والتنمية الريفية بمركز البحوث الزراعية، الدكتورة أميرة أحمد الشاطر – رئيس بحوث بمعهد بحوث الاقتصاد الزراعي بمركز البحوث الزراعية،  والدكتورة أماني سعيد الخولي – باحث أول بمعهد بحوث الإرشاد الزراعي والتنمية الريفية بمركز البحوث الزراعية.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

أ.د/إنجي خيري، رئيس بحوث بمعهد بحوث الإرشاد الزراعي والتنمية الريفية بمركز البحوث الزراعية

البداية:

قالت الدكتورة إنجي خيري، أنها سافرت في عام 2013 في مهمة علمية لدراسة مناهج التدريب المستخدمة في التنمية الريفية في دولة الهند خلال الفترة من 30ـ6ـ2013 حتى 8ـ10ـ2013، وذلك من خلال المشاركة في دبلومة التدريب بعنوان: Training Methodologies for Rural Development Professionals. (NIRD) Hyderabad, India,

وأضافت خيري، في تصريحات خاصة لـ”الفلاح اليوم“، أن الهند تعتمد في سياستها نحو محاربة الفقر ودعم الريفيين، وتحقيق التنمية الريفية على تكوين نماذج تعاونية مصغرة تسمى مجموعات المساعدة الذاتية Self Help Group (SHG)، مشيرة أن كل مجموعة تضم من 10 إلى 20 فرد من الفقراء اصحاب المصالح المشتركة المتجانسين اجتماعيا واقتصاديا (لديهم نفس الظروف الاقتصادية والاجتماعية).

وتابعت: تعمل الحكومة على بناء قدراتهم عن طريق تدريبهم على العمل الجماعي وفرق العمل وتعليمهم القراءة والكتابة، هذا فضلا عن كيفية اختيار قائد للمجموعة، وكيفية توثيق الاجتماعات والاسهامات المادية من قبل اعضاء المجموعة في سجلات، واختيار امين صندوق المجموعة، من أجل رفع مستوى الفقراء اقتصاديا واجتماعيا من خلال العمل في مشروعات اقتصادية تعتمد في تمويلها على اسهامات اعضاء المجموعة المالية، بالاضافة الى قروض التي تمنحها الحكومة الهندية الى هذه المجموعات بدون فوائد تسدد من قبل اعضاء المجموعة من ارباح المشروع، وكونت الحكومة الهندية مجموعات للمراة الريفية، ومجموعات للمزارعين.

تساءلت الدكتورة إنجي خيري، هل يمكن تكوين مجموعات من المزارعين في مصر على غرار النموذج الهندي؟ لدعم صغار المزارعين، ومواجهة التحديات المختلفة التي تواجه قطاع الزراعة من: تفتت الحيازات، وتدهور خصوبة التربة وانتشار امراض النبات بسبب عدم اتباع دورة زراعية صحيحة، والاستخدام غير الرشيد للمبيدات والاسمدة، وكذا صعوبة تسويق المنتجات الزراعية وتعدد الحلقات الوسيطة، وارتفاع اسعار مستلزمات الانتاج.

د.أماني الخولي

أجابت: في سبيل الاجابة على السؤال السابق ونظرا لأهمية مجموعات المساعدة الذاتية في بناء قدرات البشر، وأهميتها في التغلب على مشكلة تفتت الحيازات، ومشكلات تسويق المنتجات الزراعية، وارتفاع أسعار مستلزمات الانتاج الزراعي، فضلا عن دورها في الحد من التعرض لمخاطر العمل الزراعي، قررت التعاون مع الدكتورة أماني الخولي الباحث الأول بقسم بحوث المجتع الريفي بمعهد بحوث الارشاد الزراعي والتنمية الريفية بمركز البحوث الزراعية، لإجراء بحث بعنوان: “آراء المزارعين حول محددات المشاركة في مجموعة المساعدة الذاتية(SHG) في محافظة الغربية بجمهورية مصر العربية” الذي نشر دوليا في مجلة”: Middle East Journal of Agriculture Research  Volume: 11 | Issue: 04| Oct. – Dec.| 2022

أشارت خيري، إلى أن البحث تم على عينة عشوائية مكونة من 98 مزارعا من صغار المزارعين، الذين تقل حيازتهم عن فدان واحد في قرية محلة مرحوم، مركز طنطا، بمحافظة الغربية.

وأوضحت أهم نتائج البحث، أن أكثر من نصف عينة البحث بنسبة 51٪ لديهم استعداد على درجة عالية لتشكيل مجموعات المساعدة الذاتية، مشيرة أن 90% من عينة البحث ذكرت أن خفض تكاليف الانتاج من أهم العوامل التي تدفع المزارعين الى المشاركة في مجموعات المساعدة الذاتية، و88,8% من العينة أشارت إلى أن التباين في المستوى الاقتصادي للمزارعين من أهم معوقات المشاركة في مجموعات المساعدة الذاتية.

تفاصيل المقترح كما ورد من معدوه إلى “الفلاح اليوم” 

أد.أميرة أحمد

وقالت الدكتورة إنجي خيري، أنها بالتعاون مع الدكتورة أميرة الشاطر رئيس بحوث بمعهد بحوث الاقتصاد الزراعي، تم وضع تصور مقترح لآلية تنفيذية لتطبيق مجموعات المساعدة الذاتية (SHG) لمزارعي محافظة الشرقية الحائزين على مساحات أقل من فدان في المحافظة، وذلك من خلال نظام الزراعة التعاقدية وتحت اشراف مركز الزراعات التعاقدية بوزارة الزراعة واستصلاح الاراضي لتطبيق الدورة الزراعية (الذرة الصفراء كمحصول صيفي، طماطم عروة شتوية)، والتي تبين جدوها الاقتصادية بالنسبة للمزارع، وبالنسبة للدولة حيث تسعى الدولة الى تحقيق تنمية شاملة لزراعة المحاصيل الاستراتيجية لتخفيض الفجوة الغذائية والحد من الاستيراد لتخفيف العبء على الميزان التجاري الزراعي المصري، حيث يعد محصول الذرة الصفراء من أهم المحاصيل الاستراتيجية في القطاع الزراعي المصري، باعتباره مصدرا أساسيا من مصادر الطاقة للإنسان لاحتواه على نسبة كبيرة من الكربوهيدرات، فضلا عن إمكانية استخدامه كعلف للحيوانات سوآءا لإنتاج اللحوم أو لإنتاج الألبان، حيث تساهم الذرة الصفراء بنسبة تصل إلي 40% في العلائق المركزة للحوم الحمراء وإنتاج الالبان كما تدخل بنسبة من 60 إلي 70% في صناعة جميع علائق الدواجن، كما يعد محصول الطماطم من أهم محاصيل الخضر الاقتصادية في مصر الغنية بالمعادن والبروتين والفيتامينات الضرورية للإنسان، كما لها اهمية كبيرة في مجال الصناعة كصلصة الطماطم والكاتشب التي تعمل على زيادة العائد الاقتصادي لها.

دراسة اجتماعية اقتصادية لإنتاج الطماطم

أشارت نتائج بحث مشترك بعنوان “دراسة اجتماعية اقتصادية لانتاج الطماطم بمصر (دراسة حالة)” للباحثتان أ.د.إنجي خيري محمد فايد – رئيس بحوث بمعهد بحوث الارشاد الزراعي والتنمية الريفية، وأ.د.أميرة أحمد محمد الشاطر – رئيس بحوث بمعهد بحوث الاقتصاد الزراعي، والمنشور في المجلة الزراعية المتخصصة: Middle East Journal of Agriculture Research, volume (11), Number )1), Jan.-Mar. 2022, pp 312:323. إلى ان مزارعي الطماطم الحائزين على فدان إلى اقل من ثلاث أفدنة حققوا صافي ربح قدر بنحو 53664 جنيه/فدان، بينما قدر صافي الربح للحائزين على أقل من فدان بما يقرب من 41670 جنيه/فدان.

كما تبين من خلال الدراسات الاقتصادية الاخرى ان مزارعي الذرة الشامية الحائزين على أكثر من ثلاث أفدنة يقدر ربحهم بمبلغ 22500 جنيه/فدان، في حين يقل هذا الربح ليصل الى 18510 جنيه/ فدان لمن تقل حيازتهم عن ثلاث افدنة.

يشير الى أهمية تجميع الحيازات الأقل من فدان في كيانات تعاونية صغيرة يضم كل كيان تعاوني صغير عدد من الحائزين على اقل من فدان والمتجاورين في الارض الزراعية ليتعاونوا فيما بينهم في تطبيق دورة زراعية واحدة لزراعة محصول الطماطم شتاءا، والذرة الشامية صيفا بحيث يضم كل كيان تعاوني 10 أفدنة.

يمكن تطبيق هذا المقترح من خلال الإجراءات التالية:

تأهيل المزارعين لتكوين مجموعات المساعدة الذاتية وذلك بعد الحصول على الموافقات الحكومية اللازمة لتطبيق المقترح، على ان يكون ذلك قبل البدء في موسم الزراعة، ومن خلال تنفيذ دورات تدريبية وحلقات نقاشية مع المزارعين في المنطقة المزعم تكوين المجموعات بها لتوعية المزارعين باهمية تكوين هذه المجموعات، والفائدة الاقتصادية والاجتماعية التي يمكن للمزارع ان يحصل عليها من خلال انضمامه لهذه المجموعات، والضمانات القانونية لحفظ حقه الاقتصادي، واستمرار المجموعة.

تكوين المجموعات وتدريبهم لاختيار قائدة لكل مجموعة، وأمين صندوق، وتحديد نسبة الاسهام المالي للمزاعين وفقا لمساحة الارض الزراعية الذي يشارك بها المزارع في المجموعة.

فتح حساب ادخار بنكي في بنك التنمية والائتمان الزراعي باسم امين صندوق المجموعة، وذلك للصرف على مستلزمات الانتاج والزراعة وجمع المحصول.

كتابة نوعين من العقود: عقد توريد المحصول بين كل مزارع مشترك في المجموعة على حدى مع قائد المجموعة، وعقد بين القائد (كممثل للمجموعة)، وجهات التوريد، ومركز الزراعات التعاقدية.

توفير الارشاد الزراعي لمتابعة زراعة المحاصيل المقترحة وفقا للتوصيات الفنية.

الجهات المعنية بتنفيذ المشروع:

ـ المزارعين الراغبين والمؤهلين لتكوين مجموعات المساعدة الذاتية.

ـ مركز الزراعات التعاقدية.

ـ الجمعيات الزراعية.

ـ معهد بحوث الارشاد الزراعي والتنمية الريفية.

ـ معهد بحوث الاقتصاد الزراعي.

ـ معهد بحوث البساتين قسم الخضر.

ـ معهد بحوث المحاصيل الحقلية.

ـ اتحاد منتجي الدواجن.

ـ شركات ومصانع تصنيع الطماطم.

ـ بنك التنمية والائتمان الزراعي.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى