رأى

الأرض مصدر للغذاء هبة الله للإنسان.. فحافظوا عليها

مقال الدكتورة «شكرية المراكشي» رئيس شركة مصر تونس للتنمية الزراعية

كان الإنسان والحيوان يأكلان من الطبيعة طعامهما ويلقيان بفضلاتهما في الأرض كما أن الحيوانات بعدما تموت تتحلل أجسامها، وهاتان آليتان كانتا متبعتان لتسميد الأرض وتغذيتها بالعناصر والمواد العضوية، وبنفس الطريقة كانت النباتات تنمو وتموت وتتحلل أنسجتها فوق التربة. من خلال هذه الدورة الحياتية للكائنات الحية كانت تتم الزراعة التقليدية والطبيعية.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

لما بدأت الزراعة الدورية كانت الأرض تجود بمحاصيلها لعدة سنوات، ولما تقفر وتنضب مواردها كان الإنسان يتجه لأرض جديدة ليزرعها، لكنه عندما اكتشف الأسمدة العضوية والكيميائية الصناعية استخدمها لتحسين إنتاجية التربة ومضاعفة محاصيلها في نفس مساحة الأرض.

لقد أصبحت الأسمدة الكيميائية أسهل وأرخص من الأسمدة الطبيعية إلا أنها تعرض التربة للتجريف والتعرية مما جعل العالم يطالب بالعودة للزراعة التقليدية بالمخصبات الطبيعية، لكن هل نضمن أخلاقيات المنتجين وتقيدهم بوسائل الزراعة العضوية وأساليبها؟ لأن المشكلة هي كيفية الحصول علي البذور القديمة قبل تهجينها والتي لم تعالج من قبل أو تغير صفاتها الوراثية.

شاهد: فوائد المعمل المركزي للزراعات العضوية للمزارعين

لكن لا حل أمام الخبراء سوى التوصية باستعمال البذور بعد غسلها جيدا بالماء، وتوجد بعض الشركات التي لديها بذور طبيعية لم تعالج من قبل. لكن المعايير التي تتطلبها إنتاجية المحاصيل العضوية يصعب تطبيقها بصرامة عليها ولا يمكن القول أن منتجاتها 100% عضوية.

لقد دمرت الزراعة التقليدية غالبية الأراضي بمبيدات الفطريات، والمبيدات الحشرية، ومبيدات الأعشاب لدرجة أنه من الضروري الآن القيام بتعديل عاجل قبل أن ندمر الأرض كلها.

للمحافظة على صحة الإنسان بدأ الكثير من بلدان العالم في السنوات الأخيرة يتجه إلى تطبيق نظم زراعية أطلق عليها «الزراعة العضوية» وهي نظام إنتاج غير مسموح فيه استخدام المركبات المصنعة مثل المبيدات الحشرية والأسمدة الكيميائية والهرمونات والمواد الحافظة والتي هي في الواقع سموم نتناولها يوميا في غذائنا، ونطعم منها أبناءنا، وهذه المبيدات الصناعية تدمر صحتنا وثبت تسببها في كثير من الأمراض الخطيرة مثل الفشل الكلوي وتليف الكبد وسرطان الكبد…الخ.

اقرأ المزيد: الزراعة العضوية.. المبادىء والقواعد الحاكمة

الزراعة العضوية هي نظام حيوي مأخوذ من الطبيعة لا يعتمد على أية إضافات كيميائية أو هرمونية، والنظر إلى الزراعة بهذا المفهوم سوف يحد من زيادة التلوث البيئي. كما إنه سوف يحسن تدريجياً من صحة الأفراد ومن الأحوال الزراعية على المدى الطويل، كما أن المنتجات العضوية المتوافقة مع معايير السلامة العضوية تعتبر إحدى ركائز الوقاية الصحية والمحافظة على البيئة في الدول المتقدمة.

بدأت الزراعة الحيوية أو الزراعة الديناميكية الحيوية تظهر على الساحة وهي فكرة جديدة كلياً، هي إحدى طرق الزراعة الحديثة التي تهدف إلى تحسين جودة التربة عن طريق استخدام مواد عضوية مثل روث الأبقار. فكيف بدأت هذه الزراعة وما الفرق بينها وبين الزراعة العضوية؟

هذا بالإضافة إلى استخدام مستحضرات طبيعية مصنوعة من الأعشاب، والمواد المعدنية، وروث الحيوانات التي يتم تحويلها إلى سماد عضوي مما يحفز نمو الجذور.

اقرأ المزيد: مدير المعمل المركزي للزراعة العضوية: ترجمة قانون الزراعة العضوية ولائحته التنفيذية وإرسالها للمفوضية الأوروبية

كيف بدأت الزراعة الديناميكية الحيوية؟

خلال عام 1938 قدم الفيلسوف النمساوي رودولف شتاينر مبادئ الديناميكية الحيوية من خلال تشجيع المزارعين على النظر إلى الكون قبل زراعة المحاصيل وحصادها. وأشاد باستخدام التقويم القمري، وروث الحيوانات من أجل جودة التربة.

على سبيل المثال، فإن إحدى طرق الزراعة الحديثة التي دافع عنها ا شتاينر هي أخذ روث الأبقار وتعبئتها في قرون بقرة، ودفنها تحت سطح الأرض خلال الشتاء. ثم خلطها بالماء وتطبيقها على التربة، ويعتقد اتباع الديناميكا الحيوية أن هذا المركب الناتج يمكن أن يُحفز جذور النباتات على النمو.

لقد استغرقت التربة السطحية الغنية بالمواد العضوية آلاف السنين للوصول إلى حالتها الحالية من النشاط الميكروبيولوجي المحموم، والنباتات الدقيقة الوفيرة. تعمل هذه الكائنات الدقيقة على إنتاج المواد العضوية التي تحتاجها النباتات للتطور.

اقرأ المزيد: الزراعة العضوية لمحصول الطماطم (الفوائد)

استخدام روث الأبقار في الزراعة الحيوية

يعد روث الأبقار مادة غنية بالعناصر الغذائية وعند وضعه في قرن بقرة تحت الأرض، حيث تكون درجة الحرارة ثابتة طوال فصل الشتاء يتخمر السماد مثل تخمير العجين. بعد تخمير روث الأبقار يتم استخراجه من التربة. ثم يضاف هذا السماد إلى الماء، ويُنشر على التربة، ما يؤدي إلى التأثير بشكل مباشر على الحياة الميكروبية لتلك التربة.

يساعد استخدام رذاذ روث البقر على مدار العام في الحفاظ على مستويات جيدة من البكتيريا والفطريات، ويتم تصنيع السماد عن طريق ملء قرن الثور بسماد البقر  في الخريف. ويُدفن القرن حتى الربيع. خلال هذا الوقت، يحدث نشاط ميكروبيولوجي مكثف في القرن. وعندما يتم استخراج السماد المدفون. يمكن استخدام السماد بعد أن تم تحويله إلى مواد طبيعية غنية بالفطريات والبكتيريا الجيدة.

شاهد: الزراعة العضوية.. معلومات هامة لزيادة أرباحك

استخدام التقويم القمري في الزراعة الحيوية

يعد احترام إيقاعات اليوم والسنة، جنبا إلى جنب مع مراحل القمر أمرا ضروريا. وبينما يمكن لتقويم النجوم أن يلعب دورا هاما، فإن هذا أقل أهمية. لكن الانتباه إلى مراحل القمر له تأثير، وأهميته أسهل مما يمكن تخيله.

لقد أثبت العلم بالفعل تأثير القمر على مياه البحار والمحيطات – ما نسميه المد والجزر – لذلك من السهل توسيع نطاق النباتات، التي تتكون في حد ذاتها من 80 إلى 95% من المياه. تخضع النباتات للتأثير القمري نفسه كما يظهر في المد والجزر.

يمكن أن يكون هناك مثال ملموس في عصارة النبات. تميل مستويات العصارة إلى الانخفاض عندما يتضاءل القمر، وتكون أعلى عندما يكتمل القمر. باستخدام هذا الإيقاع، ويمكن لمزارع العنب مثلا أن يعرف متى يكون من الأفضل عملية تقليم النبات. اعتمادا على ما إذا كان يريد الحد من نشاط الكرمة أو تعزيزه في العام التالي.

شاهد: الزراعة العضوية.. خدمات المعمل المركزي للزراعة العضوية التي يقدمها للمزارعين

أوجه التشابه بين الزراعة الحيوية والزراعة العضوية

للزراعة الحيوية العديد من أوجه التشابه مع الزراعة العضوية مثل:

ـ الامتناع عن استخدام المعالجات النباتية المصنعة صناعيا: على الرغم من تشابه الزراعة العضوية مع الزراعة الحيوية في هذا الأمر، إلا أن هناك اختلافات ملحوظة. ففي زراعة الكروم، على سبيل المثال، تحد الزراعة الديناميكية الحيوية من استخدام كبريتات النحاس. وهو من  مبيدات الفطريات إلى 15 كجم للهكتار على مدار خمس سنوات. بمتوسط ​​3 كجم من كبريتات النحاس لكل هكتار في السنة. هذا هو نصف البدل المقدم في الزراعة العضوية.

اقرأ المزيد: ما الزراعة العضوية؟

ـ حرث الأرض لتقليل تأثير الأعشاب الضارة على المحاصيل.

ـ تتشابه الزراعة الديناميكية الحيوية مع الزراعة العضوية في طريقة حرث الأرض. كما يؤدي التسميد من خلال السماد أو الروث إلى تغذية المجموعات الميكروبية في التربة، والتي بدورها تُحول هذه المضافات الطبيعية إلى مادة عضوية غنية.

شاهد: الزراعة العضوية.. المعنى والهدف

الحفاظ على جودة التربة

الزراعة الحيوية نظام إنتاج يحافظ على صحة التربة والأنظمة البيئية والأشخاص. تعتمد على العمليات البيئية، والتنوع الحيوي، والدورات المطورة لتلائم الظروف المحلية، بدلا من استخدام مدخلات ذات آثار جانبية. تجمع الزراعة الحيوية بين التقاليد والابتكار والعلم لفائدة البيئة المشتركة ونشر العلاقات العادلة والجودة المرتفعة للحياة لكل الأشخاص المعنيين.

تهدف الزراعة الحيوية إلى إنشاء تربة صحية باستخدام السماد العضوي وتناوب المحاصيل والرعي بشكل فريد، إن الغرض من تحضيرات الكومبوست هو تحقيق عملية تحلل متناغمة.

المستحضرات الحيوية الديناميكية تمكن المادة المحولة إلى سماد من تثبيت النيتروجين المتطاير. تأثيرها هو إجراء عملية التحلل بطريقة منضبطة لمنع فقدان النيتروجين.

في الزراعة الحيوية والعضوية يمنع استعمال الكيمياويات بشتى أنواعها في جميع مراحل النمو، إلا أن المنتجات العضوية لا تخلو تماماً من التعرض لها عن غير قصد، لأنه لا يوجد حواجز طبيعية تمنع وصولها إلى المزارع العضوية سواء من المياه المستخدمة للري أو الهواء. وقد تتسرب هذه الكيمياويات عبر التربة للمياه الجوفية.

الزراعة الحيوية “الديناميكية” والعضوية بدون مبيدات تزيد الحياة البرية وأنواع الطيور والفراشات مما يجعلها تحافظ علي التنوع الحيوي للكائنات الحية في بيئاتها، ما يحقق التوازن البيئي مع تحسين نوعية التربة. كما أن كثرة الإقبال على شراء هذه المنتجات العضوية الغذائية يزيد من تدعيم هذه الزراعة المتنامية.

شاهد: الزراعة العضوية هى زراعة الأجداد والآباء (أرباح للمزارع والبيئة والمجتمع)

مميزات المنتجات

1ـ إنتاج غذاء صحي آمن خالٍ من المبيدات والكيمياويات والعناصر الضارة مثل العناصر الثقيلة (مثل الكادميوم والزئبق والرصاص..الخ) والمواد المهندسة وراثيا والهرمونات ولا تتعدى فيه نسبة النترات الحدود الصحية الآمنة.

2ـ لا يسمح باستخدام الإشعاع.

3ـ تشجيع وجود نظام حيوي متوازن يشتمل على النباتات والحيوانات والكائنات الحية الدقيقة وفلورا التربة.

4ـ الاستعمال الآمن والصحي للمياه ومصادرها ومنع تلوثها.

5ـ تقليل جميع صور التلوث والمواد ذات الجينات المعدلة وراثيا.

6ـ توفير مناخ صحي آمن للعاملين في مجال إنتاج المنتجات العضوية خلال فترة العمل.

اقرأ المزيد: «الزراعة التجديدية» ضرورة مع التغير المناخي

المنتجات الزراعية العضوية أعلى في القيمة الغذائية من محاصيل الفاكهة والخضر مقارنة بالقيمة الغذائية لكل من الأصناف المزروعة بالنظام التقليدي أنها تحتوي على محتوى أعلى كثيرا من المعادن الغذائية الهامة لتغذية الإنسان ومحتوى أقل كثيرا جدا من المعادن الثقيلة الضارة بصحة الإنسان مقارنة بتلك المنتجة بالطرق التقليدية. مع وجود فروق واضحة في محتوى بعض الحاصلات العضوية من البروتين والفيتامينات والسكريات والعناصر الغذائية الصغرى مقارنة بتلك المزروعة بالطرق التقليدية.

تجمع طرق الزراعة الحيوية والعضوية بين المعرفة العلمية للبيئة وبعض التقنيات الحديثة من جهة، وممارسات الزراعة التقليدية المبنية على عمليات حيوية تحدث بشكل طبيعي من جهة أخرى. تدرس طرق الزراعة العضوية في مجال علم البيئة الزراعي.

في حين تستخدم الزراعة الشائعة مبيدات الحشرات الصناعية والمسمدات القابلة للانحلال في الماء والمعرضة للتنقية الصناعية، فإن العاملين في الزراعة العضوية محددون بقوانين تلزمهم باستخدام المبيدات الحشرية الطبيعية والسماد الطبيعي.

شاهد: إجراءات تسجيل وحدة إنتاج بذور وشتلات ومبيدات ومخصبات للزراعة العضوية

تشجع الزراعة الحيوية والعضوية على تنوع المحاصيل، حيث كشف علم البيئة الزراعي عن منافع التربية المتعددة (عدة محاصيل في المساحة نفسها)، وهي طريقة غالبا ما تتبع في الزراعة الحيوية والعضوية. تدعم زراعة أنواع متعددة من محاصيل الخضار نطاقًا أوسع من الحشرات المفيدة، والكائنات الدقيقة في التربة، وعوامل أخرى تجتمع لفائدة الصحة الإجمالية للمزرعة. يساعد تنوع المحاصيل البيئة على الازدهار ويحمي الأنواع من الانقراض.

تعتمد الزراعة الحيوية والعضوية بشكل أكبر من الزراعة الشائعة على التفكك الطبيعي للمواد العضوية، باستخدام تقنيات كالتسميد الأخضر والتسميد الطبيعي، وذلك لاستبدال المواد المغذية المأخوذة من التربة من قبل محاصيل سابقة.

تطلق العملية الطبيعية التي تقودها الكائنات الدقيقة كالجذريات الفطرية وديدان الأرض، المواد المغذية المتوفرة للنباتات على امتداد فصل النمو. يستخدم المزارعون عدة أنواع من الطرق لتحسين خصوبة التربة، ومن بينها تدوير المحاصيل، ومحاصيل التغطية، وتقليل الحراثة، واستخدام السماد الطبيعي. عن طريق تخفيض الحراثة المستهلكة للوقود، تطرح مواد عضوية أقل في الغلاف الجوي.

لهذا منفعة إضافية تفيد في عزل الكربون، ما يخفض انبعاثات غازات الدفيئة ويساعد في عكس تأثير التغير المناخي. قد يحسن تخفيض الحراثة أيضا بنية التربة ويخفض احتمالية حدوث انجراف للتربة.

يمكن السيطرة على الأعشاب بالرعي. فعلى سبيل المثال، استخدم الإوز بنجاح لإزالة حشائش مجموعة من المحاصيل العضوية، ومن بينها القطن، والفراولة، والتبغ، والذرة، ما أعاد ممارسة تربية إوز حقول القطن، والتي كانت رائجةً في جنوب الولايات المتحدة الأمريكية قبل خمسينيات القرن العشرين. بشكل مشابه، فإن بعض مزارعي الأرز يدخلون البط والسمك لحقول الأرز الرطبة لتأكل الحشائش والحشرات.

الزراعة الحيوية المكثفة هي نظام زراعي عضوي يركز على تحقيق أقصى قدر من المحاصيل من قطعة أرض صغيرة، ويزيد في الوقت نفسه التنوع الحيوي ويحافظ على خصوبة التربة. تهدف هذه الطريقة إلى الاستدامة طويلة الأجل على أساس نظام مغلق. وهي فعالة بشكل خاص لمزارعي الحيازات الصغيرة في البلدان النامية.

الاستخدام الأمثل لإعادة التدوير العضوية من خلال تناوب المحاصيل؛ والإدارة المتكاملة لمغذيات النباتات، والإدارة المتكاملة للآفات العضوية باستخدام مبيدات الآفات الحيوية ومبيدات الآفات النباتية والكائنات الحية. يزود نظام الزراعة الحيوية المكثفة بإدارة متكاملة لمغذيات النباتات ليشمل السماد البلدي المحسن والسماد العضوي  السماد الأخضر والأسمدة الحيوية (الآزولا  والسبيرولينا)، وهو نظام شامل للإدارة المستدامة للموارد الطبيعية في نظام بيئي زراعي معين ذي قاعدة ثقافية ومعارف محددة.

شاهد: المزرعة العضوية.. إجراءات تسجليها بالمعمل المركزي للزراعة العضوية بوزارة الزراعة

يشكل نظام الزراعة المستدامة الحيوية المكثفة، الذي يركز على حفظ التنوع الحيوي؛ وإعادة تدوير المغذيات؛ والتآزر بين المحاصيل والحيوانات والتربة والمكونات الحيوية الأخرى؛ وتجديد الموارد وحفظها نوع من النهج الزراعي – البيئي. ويعد نهجا بديلا يمكن أن يعالج القضية الرئيسية المتمثلة في الجوع والفقر وانعدام الأمن الغذائي وسبل العيش بشكل مناسب. ويمثل نموذجا لتعزيز المزارع البيئية والسياحة البيئية لإنتاج وإدرار دخل أعلى  ضمن نطاق صغير. عندما ينفذ المزارعين التقنيات الحيوية المكثفة على نحو سليم، تكون لديهم القدرة على:

ـ استخدم مياه أقل  بنسبة تتراوح بين 67 و88% من الطرق الزراعية التقليدية.

ـ استخدم أسمدة مشتراة (عضوية، المتاحة محليا) أقل بنسبة تتراوح بين 50% و100%.

ـ استخدام طاقة أقل بنسبة تصل إلى 99% من الزراعة التجارية، مع استخدام جزء من الموارد.

ـ إنتاج طعام أكثر ب 2 إلى 6 أضعاف في متوسط الغلات، بافتراض مستوى معقول من مهارة المزارعين وخصوبة التربة (والذي يزداد بمرور الوقت حسب ممارسة الطريقة)

ـ زيادة خصوبة بنسبة 100%.

ـ خفض كمية الأراضي المطلوبة لزراعة كمية مماثلة من الغذاء بنسبة 50% أو أكثر، وهذا يتيح لمزيد من الأراضي البقاء في حالة برية، والحفاظ على خدمات النظم البيئي وتعزيز التنوع الوراثي.

لتحقيق هذه الفوائد، تستخدم الطريقة الحيوية المكثفة نظاما متكاملا من ثمانية أجزاء هي زراعة التربة العميقة «الحفر المزدوج» لخلق أسرة هوائية مرتفعة؛ والزراعة المكثفة؛ والزراعة المرافقة؛ والتسميد؛ واستخدام البذور مفتوحة التلقيح؛ ونسبة زراعة موازنة بعناية تبلغ 60% من المحاصيل الغنية بالكربون (لإنتاج السماد) 30% من المحاصيل الغنية بالسعرات الحرارية (للغذاء) و10% اختيارية يتم زراعتها في محاصيل الدخل (للبيع).

اقرأ المزيد: «البحوث الزراعية» توصي بنشر ثقافة الزراعة العضوية

يركز أسلوب الحيوي المكثف عادةً على النظام الغذائي النباتي. هذا لا يعني أن الزراعة المكثفة الحيوية يجب أن تستبعد تربية الحيوانات. مع أن ممارسو التكثيف الحيوي لا يعتبرون  الحيوانات مستدامة، ولكن يمكن دمجها في نظام حيوي مكثف، رغم أنها تزيد من مساحة الارض والعمالة المطلوبين.

من نعم الله تعالى على عباده نعمة الأرض التي فرشها الخالق بين أيديهم وجعلها قرارا، وأجرى في مناكبها عيونا وانهارا، فأنبتت زروعا وثمارا، بعد أن أرسل الله السماء مدرارا. ولا يمكن للإنسان الذي شرفه الله باستخلافه في الأرض، وحمله مسؤولية عمارتها أن يعيش فوقها إلا إذا قام بهذه الرسالة السامية، وذلك بالعمل المتواصل على استخراج كنوزها وخيراتها و استغلال مكنوناتها، وهذا لايتأتى له إلا بواسطة زراعتها وغرسها بجد ونشاط دائمين لعله يقوم بالأمانة الثقيلة التي حملها، وهي المشي والسعي في ارجاء الأرض بحثا عن الرزق الذي ضمنه الخالق عز وجل للمشتغلين ا لعاملين السالكين منها سبلا فجاجا.

لقد وردت عدة آيات قرآنية وأحاديث نبوية ونصوص فقهية تحث كلها على الانشغال بالزراعة والغراسة، وتبين فضلها ومكانتها في الشريعة الإسلامية التي أتت لخير الدارين، والتي دعت إلى التوازن بين مطالب الروح ورغبات الجسم في وسطية يتميز بها النظام الاقتصادي الإسلامي.

آيات قرآنية تحث على الانشغال بالزراعة ومن تلك الآيات ما ورد في سورة “عبس” وفيه لفت الأنظار إلى نعمة الله بإعداد الأرض للزراعة بواسطة نزول المطر: (فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ ‌إِلَى ‌طَعَامِهِ (٢٤) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (٢٥) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (٢٦) فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا (٢٧) وَعِنَبًا وَقَضْبًا (٢٨) وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا (٢٩) وَحَدَائِقَ غُلْبًا (٣٠) وَفَاكِهَةً وَأَبًّا (٣١) مَتَاعًا لَكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ (٣٢)﴾.

اقرأ المزيد: فوائد الزراعة العضوية للبيئة

لا شك أن الزراعة والغراسة يمثل كل منهما في عصرنا الحاضر إحدى الركائز الاقتصادية لأي شعب يطمح في الازدهار الاقتصادي، وزيادة الدخل الوطني، والاكتفاء الغذائي الذاتي. ومن ذلك الأيات قوله تعالى في سورة “يس”: ﴿وَآيَةٌ لَهُمُ ‌الْأَرْضُ ‌الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ (٣٣) وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (٣٤) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (٣٥. ومن قوله سبحانه وتعالى عن الأرض الميتة” أي كانت هامدة ميتة لاشيء فيها من النبات، فإذا أنزل الله تعالى عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج، ولهذا قال تعالى: ﴿وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ ‌أَحْيَيْنَاهَا ‌وَأَخْرَجْنَا ‌مِنْهَا ‌حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ﴾، أي جعلنا رزقا لهم ولأنعامهم، وقال: ﴿‌وَجَعَلْنَا ‌فِيهَا ‌جَنَّاتٍ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنَ الْعُيُونِ (٣٤) لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلَا يَشْكُرُونَ (٣٥)﴾، أي جعلنا فيها أنهارا سارحة في أمكنة يحتاجون إليها، ولما أمتن الله على خلقه بإيجاد الزروع لهم عطف بذكر الثمار وتنوعها وأصنافها، وماذلك كله إلا من رحمة الله تعالى بهم لابسعيهم ولا بكدهم ولا بحولهم وقوتهم فتكون (ما) في قوله: (وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ) للنفي، ولهذا قال تعالى: (أَفَلَا يَشْكُرُونَ)، أي فهلا يشكرونه على ماأنعم به عليهم من هذه النعم التي لاتعد ولاتحصى. بمعنى الذي تقديره “لِيَأْكُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ”، أي غرسوه ونصبوه، قال:: “لياكلوا من ثمرة ومما عملته أيديهم أفلا تشكرون”.

اقرأ المزيد: الزراعة العضوية نقمة أم نعمة

من الأيات التي ذكر الله بها عباده، ولفت أنظارهم إلى نعمة الأرض وتسخيرها لهم بإعدادها للزراعة قوله تعالى في سورة الملك: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا ‌فَامْشُوا ‌فِي ‌مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾  آية: 15 ولقد تحوّلت هذه القراءة، في ظلّ انعدام توجيه الوحي، إلى تدمير لموارد الطبيعة، واستنزاف بشع لخيراتها، واعتداء صارخ عليها، واغتصاب بشع لحقوق الأجيال القادمة وما لها من حقّ في هذه الموارد، ليشبع إنسان هذه الثقافة نهمه وجشعه وطمعه، ويحرم الأجيال القادمة من الحياة الآمنة.

مثلا دخول المواد الكيميائية عنصرا أساسيا في صناعة المواد الغذائية، وما جرّ إليه ذلك من انتشار أمراض عديدة كالسرطان. إنّ الإنسان الجشع يرغب بانتاج زراعي هائل بأقلّ كلفة، وأقلّ جهد، وأفحش ثمن، ولو كان ذلك على حساب حياة النّاس!! إنّه يرغب بإنتاج زراعي في المختبرات. إنّ الوحي يقرر أنّ حفظ النفس واحد من مقاصد الإسلام الكبرى؛ لذلك لا يمكن التعامل مع الكون بهدف الإضرار؛ لأنّه لا ضرر ولا ضرار.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى