رأى

ويسألونك عن الكلاب الضالة!

أحمد إبراهيم

بقلم: أحمد إبراهيم

إذاعي وكاتب صحفي

خلال فترة الحظر التي استمرت ثلاثة أشهر بسبب ظروف فيروس كورونا جميع المواطنين لاحظوا انتشار كبير ورهيب للكلاب الضالة في الشوارع وبسبب الهدوء كان نباح الكلاب يصل إلى أسماع الجميع ولم تسلم من ذلك أي منطقة سواء في القرى أو المدن في الأحياء الشعبية أو الراقية.

أزمة كورونا ساهمت أيضا في زيادة الأمر سوءا لأنه في بدايتها كثير من المواطنين تخلصوا من الحيوانات الأليفة في منازلهم (الكلاب والقطط) ظنا منهم أنها تتسبب في نقل الفيروس.

لا توجد إحصائية دقيقة عن أعداد الكلاب والقطط الضالة في الشوارع فهناك من يقول أنها 20 مليون وهناك من يراها 27 مليون وأكثر، أيا كان الرقم فهو بالملايين وحتى يعلم الجميع حجم المشكلة لابد من عرض نتائجها الكارثية على البلد.

أولا الدولة تنفق مئات الملايين على علاج المواطنين الذي يتعرضون يوميا للعقر (العض) من الكلاب الضالة ربما تصل إلى نصف مليار جنية سنويا بالإضافة إلي الأموال التي ينفقها المواطنون من جيوبهم.

ثانيا هناك وفيات كثيرة بمرض “السعار” خاصة عند الأطفال الذين يتعرضوا للاعتداء من الكلاب الضالة ثم يخافون أو يهملون إبلاغ أهاليهم بذلك.

ثالثا أننا نستورد المصل أو اللقاح المستخدم في علاج مرض السعار وان انتاجه أصبح قليلا وغير متوفر فى الاسواق ويقال ان المصانع التي تنتجه حولت خطوطها لإنتاج أدوية أخرى لان معظم الدول تغلبت على مشكلة الكلاب الضالة وبالتالي ينخفض الطلب على المصل.

رابعا انتشار الكلاب الضالة بهذا الشكل المخيف يعكس صورة سيئة عن مصر أمام زائريها الاجانب سواء كانوا سائحين أو مستثمرين أو مسئولين ومؤكد انه يؤثر سلبا على الاستثمار والسياحة.

بعد عرض المشكلة ما هو الحل؟
وزارة الزراعة ممثلة في هيئة الخدمات البيطرية في موقف تحسد عليه فإذا تحركت بناء على استغاثات المواطنين وانقاذهم من الكلاب الضالة فإنها تتعرض لهجوم شديد من منظمات المجتمع المدنى المصرية أكثر من هجوم المنظمات العالمية وربما لو ان الوزارة تسببت في موت مواطن لا تتعرض للهجوم حينما تتسبب فى موت كلب ضال واذا تقاعست الوزارة في التعامل مع الكلاب الضالة تتعرض لانتقاد وهجوم كبير وأشد من المواطنين.

الحل الأمثل للتعامل مع هذه الظاهرة هو تطعيم وتعقيم كل الكلاب الضالة في الشوارع وتعقيرها أي ان تصبح عاقرا حتى لا تتكاثر وأيضا تلجيم الكلاب الخاصة أي وضع قناع على الفم من أجل كبح جماح الكلب حتى لا يؤذي المواطنين وهذه حلول مستحيل تنفيذها ماديا وفنيا.

إذا وزارة الزراعة وحدها لن تستطيع مواجهة الكارثة ويجب ان تتكاتف معها كل أجهزة الدولة ومنظمات المجتمع المدني للتعامل مع هذه الظاهرة الخطيرة جدا علينا.

وأن يكون التعامل اليوم قبل غدا لان الكلاب الضالة تتكاثر وتتضاغف بشكل رهيب والـ27 مليون كلب هذا العام تصبح 40 مليون العام القادم وهكذا، الأمر بالفعل جد خطير ويحتاج إلى التحرك السريع فالخوف من الكلاب الضالة لم يعد مقصورا على الأطفال فقط بل أيضا على الكبار وآثارها الاقتصادية والاجتماعية والصحية خطيرة.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى