ظاهرة النينو المناخية .. أقوى ظاهرة طبيعية يتعرض لها العالم 2020
بقلم: أ.د/حمدى أحمد محمود
أستاذ المناهج وطرق التدريس (جغرافيا)، كلية التربية ـ جامعة حلوان
يسعى العلماء منذ القدم إلى قراءة الحقائق الكامنة وراء نشوء الكثير من الظواهر الطبيعية الموجودة فى الأرض، وارتباط تلك الظواهر سواءً بحركة الكواكب أو العوامل الفلكية والمناخية الأخرى وتحديد درجة تأثيرها على كوكب الأرض. وذلك من خلال مجموعة من المتغيرات التي تحدث مُناخياً، وبالتالي تساعد هذه الدراسات على تجنب وقوع الإنسان على وجه الأرض والفلاح بشكل خاص – نظراً لتعرض مهنته للأجواء مباشرة والتأثر بتقلبات الطقس والتغيرات المناخية – ضحية للكوارث الطبيعية المختلفة من فيضانات وأعاصير وزلازل.
ووفقاً للأرصاد الجوية، فالنينو ظاهرة مناخية طبيعية تحدث كل ثلاث سنوات في المحيط الهادئ، وهي عبارة عن ارتفاع في درجة حرارة سطح المحيط 0.5 درجة مئوية، وقد تستمر هذه الظاهرة لمدة خمس سنوات، نتيجة لتسخين القسم الشمالي من المحيط الهاديء وتتسبب في تبدلات مناخية في كل نواحى الكرة الأرضية، وتتمثل أهم هذه الآثار فى: الجفاف، الفيضانات وتدمير المحاصيل الزراعية. فى البيئات المختلفة على سطح الأرض.
وتعمل ظاهرة النينو من خلال مجموعة من التيارات المائية الدافئة، حيث تحفظها الرياح في القسم الغربي من الكرة الأرضية، ومن ثم تنفلت هذه التيارات بسبب ضعف الرياح وتتجه على وجه الخصوص باتجاه سواحل أمريكا الجنوبية مسببة تغيرات مفاجئة وما حدث من حرائق فى غابات البرازيل – رئة العالم – العام الماضى خير نذير على تلك التقلبات الكبيرة وعلى مستوى الكرة الأرضية، كما تعمل النينو على ثبات الأنظمة الجوية في النصف الشمالي من الأرض؛ مما يؤدي إلى زيادة حدة التطرف الحراري في مناطق متفرقة من العالم.
اندفاع لسان المياه الدافئة فى سنة حدوث النينو (ظاهرة النينو)
ظاهرة النينو العالمية:
النينو التذبذب الجنوبي (ENSO) هي ظاهرة المحيطات والغلاف الجوي في المحيط الهادئ التي تؤثر على المناخ في أجزاء مختلفة من العالم. ومن المعروف أن حالة ENSO الدافئة تسمى النينو (El Niño)، أما حالة ENSO الباردة تسمى النينيا(La Niña).
ووفقاً لآخر تحديث أسبوعي من ENSO بواسطة NOAA-CPC، فإن الـENSO في حالة محايدة ودرجات حرارة سطح البحر الاستوائي(SSTs) حول إلى أعلى من المعدل على المحيط الهادئ. فدوران الغلاف الجوي الاستوائي يتوافق مع حالة الـENSO المحايدة. ومن المتوقع أن تستمر حالة الـ ENSO المحايدة خلال ربيع 2020 في نصف الكرة الشمالي بنسبةّ 65%، وتستمر خلال صيف 2020 بنسبة 55%، راجع التقرير التالى: https://www.cpc.ncep.noaa.gov/…/enso_evolution-status-fcsts…
وتوقعات ENSO الصادرة مؤخراً من قبل IRI تتوافق بشكل عام مع توقعات CPC ENSO الرسمية https://iri.columbia.edu/our-expe…/…/forecasts/enso/current/
اتجاه التيارات المائية فى المحيط الهادىء
وقد حذّر مكتب الأرصاد الجوية الوطنية فى المملكة المتحدة، أنه من المحتمل أن يشهد العالم عامًا حارًا جديدًا قياسيًا خلال نصف العقد المقبل مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية، ويتوقع الخبراء أن تكون درجات الحرارة العالمية للأعوام 2020-2024 حوالي 1.91–2.92 درجة فهرنهايت (1.06–1.62 درجة مئوية) أعلى من مستويات ما قبل عصر الثورة الصناعة.
تابع أيضاً موقع المراكز الوطنية للمعلومات البيئية
https://www.ncdc.noaa.gov/sotc/?fbclid=IwAR125tkfnT8Alc4fOxp61-TAU8UmaIrzcAX9DCZy72UrcNx-TDGAWH1FBqI
وقد أعلنت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوى أيضاً، أن شهر أغسطس 2020 سيكون الأكثر سخونة فى التاريخ وكسر كافة الأرقام التى سبق تسجيلها فى هذا الشأن، ولكن الأمر لا يقف عند هذا الحد فقط فعام 2020 بالكامل سيشهد طفرة كبيرة فى ارتفاع درجات الحرارة وسيسجل أرقاماً اعتبرها خبراء المناخ جديدة من نوعها ولم يسبق حدوثها، حيث سيضم فصل الصيف بأكمله فى عام 2020 أشهر متتالية ترتفع فيها درجات الحرارة بشكل كبير وتسبب فى عدد من المشكلات البيئية، وتوصل علماء المناخ إلى قياسات تقول أن الفترة بين يناير إلى أغسطس هى الفترة الأكثر سخونة فى التاريخ، وليس هذا فقط بل أن شهر أغسطس فقط سيشهد على ثلاث قفزات فى درجات الحرارة، وهو ما دفع عام 2020 ليكون العام الأكثر حراً على الإطلاق.
وعليه فيجب أن يأخذ الفلاح على مستوى العالم ومصر بشكل خاص – ولنا عبرة فيما حدث من تغيرات خلال الأشهر السابقة وتعرض مصر لمنخفض جوى كبير أثّر عليها كثيراً – أخذ الحيطة والحذر على مزروعاته فى الفترة التالية، كما يجب على الجهات المسئولة توخى حذرها وأخذ جميع الاحتياطات اللازمة وخاصة المزروعات المنتشرة على مستوى الصحارى العربية والمشروعات الزراعية الكبرى.
خطورة ارتفاع درجات الحرارة
فالأرقام القياسية التى يتم تسجيلها من عام لآخر ومن شهر لآخر تمثل خطراً كبيراً للغاية على مستوى العالم، فهى تسبب زيادة سخونة الأرض وتوسع ظاهرة الاحتباس الحرارى التى تهدد ذوبان الجليد وارتفاع منسوب المياه والإضرار بالكائنات الحية المختلفة الفصائل، وإذا استمرت درجات الحرارة فى الارتفاع.
كما يتوقع العلماء سنواجه مشكلات الفيضانات العملاقة كما حدث من قبل فى جنوب شرق آسيا من تسومانى كبير وما حدث العام الماضى فى ولاية فلوريدا بالولايات المتحدة الأمريكية، والجفاف ودمار كامل لبعض المناطق لأنه ربما فى الفترة القادمة تختفى مدناً ساحلية كما حدث من قبل.
جدير بالذكر أن أحدث التقارير أكدت على أن ظاهرة الاحتباس الحرارى والتى يتسبب فيها الإنسان ستستمر لعقود كما هى من فترة طويلة حيث على مستوى العالم مما أدى إلى مشكلات كثيرة أبرزها القضاء على المزروعات المختلفة فى مناطق كثيرة من العالم.