رأى

صحتنا في الشعير وليس الخبز الأبيض

أ.د/حمدي الشريف

بقلم: أ.د/حمدي الشريف

الشعير.. وضع الرئيس التركي اوردوغان، تسلسل منجزاته للشعب التركي، فكان الإنجاز رقم تسعة هو: منع الخبز الأبيض، كما هو الحال في الدول المتقدمة كالسويد وغيرها، من الدول الاسكندنافية، التي لم تشاهد في اسواقها الا خبز الشعير، والسويد هي الدولة المسؤولة عن الغذاء العالمي، كما ان بريطانيا مسؤولة عن الطيران العالمي، وامريكا عن الكمبيوتر العالمي.

ولا انسى عندما زرت السويد وكنت حاملا معي بعض سندويتشات بـالخبز الأبيض، عندها وفي المطار قدموالي الاعتذار بأني لا أستطيع أخذ السندويتشات معي لأنها تضر بصحتي وقام مسؤل الجمارك بشرح اضرار الخبز الأبيض، بانه خالي من مادة (اللايسين) التي تشد العظم وتطوله وتقوية، وهي موجودة بـالشعير باعلى نسبة، وهنا تذكرت مقولة علي ابن ابى طالب رضى الله عنه انه لايتناول من الخبز غير الشعير، وعندما سألوه قال على رضى الله عنه: لو أكلت أكلكم لما قتلت شجعانكم!

ولا اثر لللايسين في الخبز الأبيض وجميع ما طبخ من الدقيق (الطحين) الابيض، لذلك صغرت بنية الجسم لدى الاجيال العربية الحديثة، وخاصة البنات، إذ ظهرت عليهم حالة التقزم والانكماش، لانهم غفلوا عن فائدة الشعير لدى اجدادنا، او قوة الحصان، إذ لو اكل غير الشعير لما كان بهذه القوة والتحمل، ولم ننتبه الى الاجسام الطويلة لدى الأمريكان، والألمان، والناتجة عن كثرة شرب المشروبات المصنوعة من الشعير!

لقد دفعني لكتابة هذا المقال، مشاهدتي أمهاتنا واخواتنا وبناتنا كأنهن طالبات في المرحلة المتوسطة، والشباب الضيق الكتف، القليل الوزن، القصير القامة، كتبت هذا آسفا، لما حصل ويحصل لشبابنا وشاباتنا العرب، بسبب إعتيادهم على تناول الخبز والحلويات المصنوعة من الطحين الأبيض، في وجبات غذائهم اليومي، تاركين الحنطة، والشعير ويحرصون على شراء الطحين التركي الأبيض الذي منعه أردوغان عن الشعب التركي.

فالرجاء، الاهتمام في نشر هذا الموضوع، لما فيه من اجر، لانقاذ الناس من الأمراض وكل من يعتمد على الطحين الأبيض، علما إن السبب الأول، هو ضعف مناعة أجسامهم، لاعتيادهم تناول الخبز الابيض، رفيق مرض القولون والسكر.

أن كثرة وجود الاطباء والصيدليات والمختبرات في بلدنا، تستدعي أن يراجع كل منا نفسه، ويعيد النظر في نظامه الغذائي، فالحكمة تقول: تذوق الطعام بعقلك، وليس بلسانك.

أي عليك أن تدرك منافعه وأضراره!

واخيرا نقول إذا كان اختيارك للخبز صحيح، فإن غذاءك صحيح والعكس بالعكس، فقد عاش أجدادنا بخبزه صح وشئ بسيط من الطعام، فكانوا أقل منا أمراضا، ولم تكن حالهم كحالنا، تمتلئ عياداتنا ومختبراتنا وصيدلياتنا كل يوم، بأوضاع بائسة، وأمراض مختلفة!

*كاتب المقال: أستاذ بمركز البحوث الزراعية.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى