رأى

مشاكل إنتاج اللبن في مصر

د.جيهان رفاعي

بقلم: د.جيهان رفاعي

على الرغم من الجهود الكثيرة التي تبذل لتطوير قطاع الألبان، فإن وجود بعض المشاكل والمحددات البيئية والإنتاجية والتسويقية والإدارية والتشريعية قد حالت دون تحقيق النمو المطلوب في إنتاج الألبان، وبالتالي في تحقيق الإكتفاء الذاتي من الإنتاج، حيث يعتبر عدم وجود المراعي المناسبة وإرتفاع درجات الحرارة، وخاصة في المناطق الصحراوية من أهم المعوقات البيئية التي تحد من تنمية وتطوير الإنتاج الحيواني بشكل عام وإنتاج الألبان بشكل خاص.

وتتضمن المعوقات الإنتاجية اعتماد بعض المنتجين التقليديين على الأعلاف القليلة المنتشرة في الصحراء في تغذية حيواناتهم مما يقلل من الإنتاجية ويزيد من نسبة النفوق بسبب ظروف الصحراء القاسية، والتي تؤدي إلى إنتشار الأمراض والأوبئة، وكذلك إعتماد إنتاج الألبان كثيراً على الجاموس حيث أن هناك قصور كبير في عملية التكاثر لهذا الحيوان وقصر موسم الحليب طيلة إستمرار موسم الحمل مقارنة مع الأبقار المستوردة، حيث يطول موسم الحليب ويقل توفر الرعاية الصحية اللازمة والشروط الصحية لإنتاج الألبان في الكثير من الأحيان وعدم تخصص مزارع الألبان في إنتاج اللبن، مما يقلل من كفاءتها وكذلك قلة إستعمال أساليب الإنتاج والتغذية الحديثة وخاصة في عمليات الحليب.

وتتمثل المعوقات التسويقية والتصنيعية في بعد مناطق الإنتاج عن مناطق الإستهلاك وإرتفاع التكاليف الإنتاجية والتصنيعية وتكاليف العبوات، وعدم توفر أو كفاية البنية التحتية والخدمات التسويقية المساندة، وعدم إلتزام المصنعين والمسوقين بالمواصفات القياسية والشروط الصحية المتعلقة بإنتاج وتسويق الألبان ومنتجاتها، مع ضعف النظام التسويقي وسيطرة الوسطاء على شراء الألبان من صغار المنتجين بأسعار إحتكارية، وغياب الإرشاد التسويقي وعدم توفر المعلومات التسويقية وخاصة لصغار المنتجين، وكذلك إرتفاع تكاليف تعقيم وتغليف وتعبئة وتبريد منتجات الألبان مما يزيد من تكلفة العملية التسويقية، والتي تنعكس على الكميات المستهلكة، وبالتالي على الأسعار بالنسبة للمستهلك وإنخفاض كفاءة العمليات التسويقية نتيجة لقلة الخبرات التصنيعية والتسويقية وقلة الإعتماد على التكنولوجيا الحديثة في تصنيع الألبان وغياب التقيد بالشروط الصحية اللازمة.

بالإضافة إلى قلة أنواع المنتجات اللبنية وعدم كفاية وتفعيل التشريعات القانونية والتنظيمية التي تنظم وتراقب مختلف الوظائف التسويقية بالنسبة للمنتج والمستهلك.

أما المحددات الإدارية والتشريعية فتشمل غياب وضعف القوانين والتشريعات اللازمة لضبط جودة الألبان ومنتجاتها مما خلق نوع من الفوضى في العمليات التسويقية وعدم كفاية التشريعات القانونية والتنظيمية التي تنظم وتراقب الوظائف التسويقية والعلاقة بين كافة المشتركين بالعملية التسويقية من منتجين وتجار ووسطاء ومستهلكين وضعف تطبيق الأنظمة والقوانين المتعلقة بالجودة لعدم كفاية الكوادر من جهة ولعدم كفاية التدريب المعطى للمراقبين من جهة أخرى.

ومجمل القول أنه يجب النهوض بإنتاج اللبن في مصر من خلال البعد عن البيروقراطية وإنتخاب وإستيراد سلالات جيدة وأصيلة منتجة للألبان، مع مراعاة إستخدام وسائل التربية المتطورة متمثلة في إتباع النظافة العامة ووسائل الإنتاج الحديثة، مع ضرورة التوسع في إنشاء المزارع الكبيرة تحت رعاية الدولة والجمعيات والمنظمات المختلفة.

*كاتبة المقال: باحث بمركز البحوث الزراعية.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى