رئيس التحرير

شهيد البحث العلمي الزراعي بمعهد الأراضي والمياه

بقلم: د.أسامة بدير

فاجعة كبرى أصابت الباحثين بـمعهد الأراضى والمياه والبيئة حين علموا بخبر وفاة الدكتور أحمد إبراهيم السيد، الباحث بالمعهد، عن عمر يناهز 39 عاما.

خيم حزن شديد على جميع أقسام المعهد وكل محبى الفقيد الشاب الذى تمتع بحسن الخلق، وكرامة الطبع وزينة القول، فستحق أن ينال حب وتقدير واحترام كل المحيطين به، ومن تعامل معه.

شهيد الواجب البحثى بـمعهد الأراضى والمياه والبيئة، وفقا لزملائه الباحثين كان يستعد منذ عام تقريبا لتقديم ملف الترقية لدرجة باحث أول بعد أن أنهى عدد 6 بحوث هى المقررة لنيل الدرجة العلمية، لكنه فجأة توقف عن استكمال هذا العمل حين أحس بتعب شديد ذهب على إثره إلى الطبيب الذى شخص بعد سلسلة من الفحوصات والتحاليل الطبية إصابته بعدوة بكتيرية جأت نتيجة عمله فى بحث خاص بعزل سلالة من أنواع البكتريا الموجودة فى التربة التى يمكن استخدامها كأحد أنواع المكافحة الحيوية لأعداء النباتات من فيروسات أو فطريات مع الاعتقاد بعدم ضررها على الإنسان.

والكلام لا زال على لسان أحد زملائه المرافقين للشهيد الباحث، أن هذه السلالة من البكتريا أصابت عنده جهاز المناعة وبالتالى أصبح لا يستجيب لأى نوع من أنواع العلاج ليتمكن منه المرض أكثر فأكثر.

استمر شهيد البحث العلمى الزراعى يعانى أشد المعاناة الجسمانية والمالية التى استمرت لأكثر من عام حتى وافته المنية صباح اليوم الأربعاء 9 يناير 2019، بعد صراع مرير مع المرض الذى نهش بنيانه الجسدى وحوله إلى هيكل عظمى.

لقد رحل عن عالمنا شهيد الواجب البحثى الدكتور أحمد إبراهيم السيد، الذى دفع حياته ثمنا لأن يتمتع ملايين المصريين بغذاء صحى آمن ونظيف خالى من متبقيات المبيدات التى دمرت جميع عناصر البيئة والإنسان، حيث كان يجرى تجاربه على هذه السلالة من البكتريا لتكون أحد أهم طرق المكافحة الطبيعية للأمراض والآفات التى تصيب الزراعات.

شهيد البحث العلمى الزراعى هو رب لأسرة مكونة من زوجة وطفلين “مازن” و”ياسين” وهما فى المرحلة الابتدائية، ويبلغ راتبه الشهرى حوالى 5000 جنيه.

عزيزى القارئ، الموت هو الحقيقة الوحيدة فى حياتنا التى لا يمكن لأى عاقل أن ينكرها، ولا نستطيع التعليق عليه إلا كما علمنا ديننا الحنيف وما يرضى ربنا، “إنا لله وإنا إليه راجعون”.

رحل عنا الدكتور أحمد إبراهيم بجسده لكنه سيبقى بفيض روحه، وخصال طباعه الكريمة، نموذج متميز لخير شباب الباحثين بـمركز البحوث الزراعية، ومن هنا أتوجه برسالة عاجلة للوزير الإنسان الدكتور عز الدين أبوستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضى، الذى أعلم يقينا أنه سوف ينتصر لأسرة شهيد البحث العلمى الزراعى بـمعهد الأراضى والمياه والبيئة من أجل تأمين حاضرهم ومستقبلهم خاصة عندما يعلم أن معاش الشهيد بإذن ربه سيكون حوالى 1000 جنيه فقط، كما أناشده الاتصال بأسرة شهيد البحث العلمى الزراعى ومواساتهم فى وفاة الفقيد، تغمده الله بواسع رحمته وألهم أهله الصبر والسلوان.

للتواصل مع الكاتب

[email protected]

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

‫5 تعليقات

  1. ربنا يرحمه ويسكنه فسيح جناته ويرزق قلوب أهله وذويه الصبر والسلوان ويجعل علمه في ميزان حسناته

  2. الله يرحمه هو فعلا شهيد واجب العمل و كلنا أمل في معالي الوزير للنظر في هذا الموضوع كقضية من أهم القصايا المثارة سواء معاش الباحثين او فوضى استخدام الكائنات الدقيقة في البحث العلمي بدون وسائل أمان للباحثين في معامل مركز البحوث الزراعية

  3. اللهم اغفر له وارحمه رحمة واسعه وربنا يصبر اهله يارب ونناشد قلب كل مسؤل بالنظر بعين الرحمه لهذه الاسره وربنا يرزق مصر بكل باحث صاحب ضمير لاستبدال المبيدات التى تفتك بنا جميعا

  4. حفاظا علي كرامة باحثي مركز البحوث الزراعيه
    نحن الباحثيين في مركز البحوث الزراعية نقوم بعملنا بالقليل من الإمكانيات بل و في الأغلب نساهم بجزء من أموالنا الخاصه طامحين في خروج بحث جيد ينشر في مجلات علمية ذات معامل تأثير. و لكن و في نهاية المطاف تعاني عائلاتنا من معاش قليل لا يحفظ لنا آدميتنا بعد شقاء طويل سواء في الدراسة أو البحث العلمي. وما جد في الآونه الأخيره هو سقوط عدد من شباب الباحثيين وهم في مقتبل العمر و يترتب علي ذلك معاش ضعيف تصدم به عائلتهم. بالفعل يوجد صناديق في المركز و لكن المتحصل عليه في النهايه مبلغ هزيل. و طالبنا كثيرا لكي تحفظ كارمتنا بعد خروجنا للمعاش برفع قيمة المعاش لكن الميزانية لا تسمح. فلفد آن الأوان لتكاتف الباحثيين في مركز البحوث الزراعية بمعاهده و معامله المنتشرة في جميع أنحاء الجمهورية لإنشاء صندوق التكافل الخاص بهم و من أموالهم إما تحت مظلة المركزبقيادته الجديدة التي تبدي إهتمام واضح بالباحثيين و ذلك بتوفير آلية إنشاء هذا الصندوق و الحافظ عليه أو يتم اللجوء إلي نادي أعضاء هيئة البحوث للقيام بواجبه في الحفاظ علي كرامة أعضائه سواء عند خروجهم للمعاش أو يراعي أسرهم عند الوفاه.
    أ.د/ هاني القواص
    معهد بحوث وقاية النباتات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى