عربى

العلاج بـ«الأعشاب» في غزة بسبب نقص الأدوية

وكالات رصدت تقارير صحفية في قطاع غزة أنه بعد أن نفدت غالبية أصناف الأدوية من الصيدليات، لجأ الفلسطينيون إلى بدائل لعلاج بعض أمراضهم، مثل الأعشاب. وأصبحت الأعشاب، أو ما يسمى بالطب أو العلاج البديل، رائجة بين السكان الذين يتعذر عليهم الحصول على علاج من الصيدليات والمستشفيات، سواء لغلقها وخروجها عن الخدمة بسبب القصف الإسرائيلي أو لتوجيه كثير من الأدوية لعلاج المصابين في الحرب.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

يقول محمد الصوير، الذي يعيش مع أسرته في مدينة رفح جنوب قطاع غزة بعد أن نزح إليها من مدينة غزة، إنه بدأ البحث عن خليط من الأعشاب لمعالجة تلبكات معوية وإمساك بدأ يعاني منها منذ أكثر من شهر، بعد أن فشل في الحصول على علاج في الصيدليات.

وأضاف الصوير، “كنت أتناول علاجا منذ أكثر من 5 سنوات خاصا بالإمساك، لكنني لم أجده بعد أن بحثت عنه في جميع صيدليات المدينة”، لافتا أنه عثر بالصدفة على علاج بديل في صيدلية، لكن ليس له أي فعالية في مواجهة ما يعانيه.

أما عن العلاج في المستشفى فيقول الصوير: “لا يمكنني التوجّه للمستشفيات التي تعج بالمرضى والمصابين على مدار الساعة، وفي ظل استمرار عمليات القصف الإسرائيلية على مدينة رفح، ولذلك لم أجد بديلا إلا بعض العلاجات بالأعشاب”.

بدوره، يقول الطبيب الصيدلاني، خالد عودة، إن غالبية الصيدليات في رفح أصبحت فارغة من أبسط أنواع الأدوية، بما فيها المسكنات والمضادات الحيوية، بسبب الكثافة السكانية في المدينة التي باتت تضم نحو 1.4 مليون فلسطيني.

وفق عودة فإن أغلب الصيدليات تفتح أبوابها فقط لبيع بعض المواد الصحية للنساء والأطفال في حال توفرها، وبعض مستحضرات التجميل التي لا تزال كميات منها موجودة في القطاع.

ومن جانبه، أكد الدكتور ناصر حسنين، خبير الأعشاب الهندية ومدير مركز رفح للأعشاب الطبية، أن هناك إقبالا متزايدا في قطاع غزة على التداوي بالطب البديل أو العلاج بالأعشاب، وأصبح هذا الإقبال لافتا أكثر خلال الحرب المستمرة على القطاع.

وأضاف حسنين، أنه “وجد حاجة لمركزه أكثر مع استمرار الحرب، ما دفعه لتفعيل التواصل إلكترونيا عبر مجموعات على تطبيق واتساب، للإجابة عن أكبر قدر ممكن من استفسارات المحتاجين للعلاج دون تلقي أي مقابل”.

ساعد التواصل الإلكتروني خبير العلاج بالأعشاب الفلسطيني كذلك في زيادة خبرته عبر توسيع دائرة اتصالاته بالمتخصصين في ذات المجال.

حول ذلك يقول حسنين: “تعاونت مع أطباء يعملون في مجال العلاج بالأعشاب من أهل الخبرة في اليمن والعراق والأردن، الذين تطوعوا مجانا للإجابة عن الاستفسارات المتعلقة ببعض الأمراض والأعراض الأكثر شيوعا بين الفلسطينيين في قطاع غزة”.

من هذه الأمراض، التي ارتبطت بشكل خاص بالحرب، كما يوضح حسنين، تلك التي تتعلق بالجهاز الهضمي، وتتسبب فيها أنواع الطعام المعلب التي زاد الاعتماد عليها، لما تحتويه من مواد حافظة، بعد أن باتت أطباق الطبخ التقليدية الطازجة المكونة من اللحوم والأسماك والفواكه والخضروات شحيحة وسط النزوح أو ارتفاع سعرها.

نزح مئات آلاف الفلسطينيين من مدن شمال ووسط قطاع غزة تحت وطأة القصف الإسرائيلي للمنازل هناك، والمتواصل منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر الماضي.

يحاول الأطباء البحث عن وصفات من الأعشاب المتوفرة والتي يسهل الحصول عليها، كما يقول حسنين، لافتا إلى أن “أنواعا من الأعشاب باتت غير موجودة في رفح لأنه كان يتم زراعتها في أراضٍ زراعية في وسط القطاع وشرقه، وبات يصعب على المزارعين الوصول إليها الآن لقربها من الحدود وأماكن تواجد آليات الجيش الإسرائيلي الذي يطلق النار على المزارعين باستمرار”.

وتابع حسنين موضحا: “نضطر أن نعطي أعشابا بديلة من المتوفرة، حتى لو كانت أقل كفاءة، ونعتمد في كتابة الوصفات العلاجية على ما نعلم أنه متوفر لدى العطارين في المدينة”.

حسب الصيدلاني عودة، فإن “العلاج بالأعشاب أو الطب البديل يحتاج لرقابة من جهات مختصة، خاصة أن هذا النوع من الأعشاب لا يراعي غالبا الفروق بين الحالات المرضية ومدى الأعراض التي يمكن أن تسببها”.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى