تقارير

التغيرات المناخية وأضرارها على النباتات

إعداد: أ.د/رمضان محمد محمد

رئيس بحوث بقسم الأشجار الخشبية والغابات ووكيل معهد بحوث البساتين للإرشاد والتدريب

ما يشهده العالم من تغيرات مناخية بسبب زيادة غازات الاحتباس الحراري نتيجة النهضة الصناعية الحديثة، وما تبعها من زيادة استخدام الوقود الأحفوري (بترول وفحم) للحصول على الطاقة، وكذلك القطع الجائر للغابات الاستوائية سواء لاستخدام الخشب في الصناعة أو بغرض إحلال زراعة الحبوب مكان الغابات، وهذا له تأثير على جميع الكائنات على وجه الأرض سواءً على اليابسة أو في البحار والمحيطات.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

دعونا نتحدث عما شهدته مصر من تذبذب في درجات الحرارة في غير وقتها والعواصف الترابية التى اجتاحت البلاد، وكيفية حماية البلاد من التأثيرات السيئة لهذه التغيرات.

التغيرات المناخية التي حدثت بداية من 2023

1ـ الفترة من 15 يناير إلى 15 فبراير: ارتفاع في درجات الحرارة عن المعتاد، وهذا أدى إلى عدم حصول بعض أنواع النياتات على عدد ساعات البرودة اللازمة للتزهير، وأدى إلى التزهير المبكر لبعض الأنواع الأخرى، وكلا الحالتين تضر بالمحصول الناتج وتقلله.

2ـ انخفاض في درجة حارة الليل (الدرجة الصغرى) وذلك في الفترة من 10 إلى 29 مارس: حيث كانت أقل من 9 5 م، وهذا أدى إلى وجود فرق شاسع بين درجات الحرارة الكبرى (درجة حرارة النهار) والصغرى، ما سبب تساقط بعض العقد لعدم اكتماله.

اقرأ المزيد: «الأمن الغذائي» في مواجهة التغيرات المناخية

يوم 5 و6 و7 أبريل ارتفعت درجة الحرارة إلى 40 5 م، أما يوم 12 أبريل سقطت أمطار وثلوج في بعض المناطق، ثم يوم 17 من نفس الشهر وصلت درجة الحرارة إلى 42 5 م مع رياح جافة، وهذا أدى إلى تساقط العقد الحديث وإجهاد مائي للنبات.

4ـ يوم 27 مايو هبت عاصفة ترابية مع رياح ساخنة (درجة حرارة 42 5 م) أدت إلى كسر بعض الأفرع وسقوط الثمار وتغطية الأوراق بالأتربة، ما قلل من عملية التمثيل الضوئي وضعف النبات.

اقرأ المزيد: التغيرات المناخية.. أرقام أساسية

5ـ يومي 7 و8 يونية تكررت نفس عاصفة 28 مايو.

خلاصة القول، أن كل هذه الأحداث تؤدي إلى خسارة في المحصول، ولحماية المزارع من هذه التغيرات فلابد من زراعة مصدات الرياح والأحزمة الشجرية بالطرق العلمية الصحيحة وليس هناك بديل، وسوف نتحدث عن الأضرار بالتفصيل.

اقرأ المزيد: مدبولي: أفريقيا تحتاج 3 تريليون دولار للتعامل مع التغيرات المناخية

أولا: أضرار التغير في درجات الحرارة على النباتات

ـ ارتفاع درجة الحرارة مبكراً في غير موعدها تؤدى إلى التزهير المبكر لبعض الأنواع من أشجار الفاكهة وهو غير مجدي والذي يستنزف مخزون الغذاء من الشجرة، وكذلك يؤدي إلى تأخر التزهير للأنواع التي تحتاج إلى ساعات برودة محددة لكي تزهر مثل الزيتون وبالتالي قلة المحصول.

ـ ارتفاع درجة الحرارة اكثر من 35˚م يؤدي الى زيادة افراز هرمون التساقط (الإيثيلين وحمض الأبسيسك) وزيادة معدلات البخر (النتح)، ما يؤدى إلى تساقط الازهار وكذلك جفاف حبوب اللقاح والمياسم وتساقط الثمار العاقدة حديثاً.

ـ ارتفاع درجة الحرارة يؤدى الى ظهور لسعة الشمس على الثمار وتقليل جودتها.

ـ انخفاض درجة الحرارة إلى أقل من 12˚م، وخاصةً فى المانجو والموز يؤدى إلى جفاف الأوراق والأفرع الصغيرة وموتها، وكذلك موت العقد الحديث في الأنواع الأخرى.

اقرأ المزيد: حتى لا تجلدوا الذات.. ماذا حدث لـ«مانجو» موسم 2023 بسبب التغيرات المناخية؟

ثانيا: أضرار الرياح على النباتات تنقسم إلى

1ـ أضرار ميكانيكية:

ـ تؤدي إلى كسر الأفرع وفى بعض الأحيان اقتلاع الأشجار، وقد يلجأ بعض المنتجين إلى ربط الأفرع حديثة التكوين أو شدها لسيقان أقوى أو عمل دعامات لها للحفاظ عليها من الكسر، ما يزيد نفقات الإنتاج.

ـ يؤدي حدوث الرياح إلى رقاد النباتات، وبالتالي تراكمها على بعضها فتقل كفاءة عملية التمثيل الضوئي، وقد تنعدم للنباتات المطمورة تماماً وبالتالي تموت.

اقرأ المزيد: «التين الشوكي» ثروة الغذاء ومواجهة التغيرات المناخية

ـ تؤدي إلى تمزيق الأوراق، ما يعرضها للإصابة بالفطريات، وأيضاً سقوطها وهذا يؤدي الى تقليل مساحة المسطح الورقي اللازم لعملية البناء الضوئي وتكوين المواد الكربوهيدراتية اللازمة لنمو الأزهار والثمار فتنخفض الإنتاجية.

ـ قتل البراعم بفعل ذرات الرمال وغيرها التى تحملها، ما يؤدي إلى جفافها وبالتالي قلة كفاءة عملية التمثيل الضوئي للنبات، وكذلك قد تؤدي في حالة شدتها إلى إزلة اللحاء من الأشجار، ما يؤدي لموتها.

ـ تغطية الأوراق بطبقة من الغبار فتقل كفاءة التمثيل الضوئي.

ـ تغطية مياسم الأزهار وحبوب اللقاح بطبقة من الغبار فتؤدي إلى قلة التصاق حبة اللقاح بالميسم وجفافهما، وبذلك تقل نسبة الإخصاب ويقل المحصول، وكذلك تسبب تساقط الثمار، ما يجعل البعض يلجأ الى رش بعض المواد الكيميائية لزيادة العقد ولتثبيت الثمار ومنعها من التساقط فتزداد التكلفة ويزداد معدل التلوث بهذه الكيماويات أيضاً.

ـ تجريح الثمار وتشقق قشرة الثمرة، ما يؤدي لتشوه المحصول وقلة جودته.

اقرأ المزيد: أستاذ بمركز البحوث الزراعية يناشد الاختصاصيين مراجعة مواعيد زراعة المحاصيل بسبب التغيرات المناخية

أضرار فسيولوجية

ـ للرياح تأثير واضح على عملية تبادل الغازات ما بين الغلاف الجوي وورقة النبات عبر الثغور، وقد ثبت علمياً أن عمليات التبادل الغازي بين النبات والهواء المحيط لا تتم إلا إذا كانت سرعة الرياح من 1-2 م/ث وعندما تتجاوز سرعتها 3م/ث تتوقف.

ـ للرياح تأثير على فقد الماء من الورقة فهي تعمل على تقليل سمك طبقة الهواء الرطب المحيط بالورقة أو إزالتها، ما يسرع من نتح بخار الماء خارج الورقة عبر الثغور، ويزيد من الاحتياجات المائية للنبات ويجعله تحت إجهاد مائي. يلجأ البعض إلى رش بعض المواد الكيميائية لتقليل النتح فتزداد التكلفة ويزداد معدل التلوث بهذه الكيماويات أيضاً.

اقرأ المزيد: التغيرات المناخية وتقليم أشجار العنب

ـ يتأثر شكل الورقة بالرياح، فالأوراق التي تتعرض للرياح تصبح أقل مساحة وأكثر سمكاً، وبالتالي تصبح عملية التمثيل الضوئي فيها منخفضة نسبةً لانخفاض وحدة مساحة الورقة.

ـ تؤثر الرياح على شكل النبات، فالنبات الذي يتعرض إلى رياح جافة بصفة متكررة يكون أقل حجماً (متقزم) مقارنةً بنبات من نفس النوع ينمو في منطقة لا تهب فيها الرياح، ويعود سبب التقزم إلى أن الخلايا تصبح ليس بها ماء كاف لتتمدد حتى تصل إلى حجمها الكامل، كما أن نقص الرطوبة يعيق انقسام الخلايا.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى