تحقيقات

محصول المانجو .. انتكاسة أم تهويل!

كتبت: جيهان رفاعي تعرض محصول المانجو هذا الموسم لانتكاسة زراعية كبيرة لأسباب عدة وفقا لخبراء الزراعة وأصحاب بساتين المانجو، بينما يرى آخرون أن ما حدث لمحصول المانجو هو أمر مبالغ فيه ولا يعد عن كونه بعض أضرار أصابت أشجار المانجو أثناء التزهير وسقوط ثميرات المانجو وبالتالي انخفاض كمية الإنتاج بنسية لا تزيد على 5%.

يرصد “الفلاح اليوم“، من خلال هذا التحقيق كشف المستور بشأن هذه الانتكاسة الزراعية التي ضربت محصول المانجو في أغلب المحافظات خاصة الإسماعيلية، وبين التهويل المبالغ فيه بشأن محصول المانجو.

مزارعو المانجو يشكون

قال محمد مصطفى، صاحب أحد مزارع المانجو بالإسماعيلية، إن العوامل الجوية وتقلبات الطقس، بالإضافة إلى انتشار العفن الهبابي، واستخدام مبيدات مغشوشة وغير صالحة، جميعها أدت إلى انهيار محصول المانجو بالمحافظة.

وأشار إلى أن انخفاض المحصول هذا العام وصل إلى 90% تقريباً، و95% في بعض مزارع شرق منطقة قناة السويس.

وأكد حسين المنياوي، مزارع مانجو، أن تداول بعض الأسمدة المغشوشة ساهمت في التأثير سلباً على الثمار، ما أدى إلى سقوطها قبل اكتمال نضوجها.

واعتبر غش الأسمدة من أهم العوامل المؤثرة بشكل كبير هذا الموسم، مشيراً أن الأسواق كان بها بعض أنواع الأسمدة، التي تسببت في تدمير أشجار المانجو.

ولفت السيد محمود، أحد مزارعي بساتين المانجو بـالإسماعيلية، إلى غياب الإرشاد الزراعي، ودور وزارة الزراعة بشأن مراقبة الأسمدة والمبيدات، والرقابة على المحال بشكل دوري، لمنع انتشار وتداول هذه الكيماويات، التي أضرت بمحصول المانجو هذا الموسم بشكل كبير.

التقلبات الجوية هي السبب

قال الدكتور عباس الشناوي، رئيس قطاع الخدمات والمتابعة بـوزارة الزراعة، إن التقلبات الجوية خلال الفترة الماضية تسببت فى تلف محصول المانجو بـمحافظة الإسماعيلية؛ ما أدى إلى التأثير قليلا على الكميات المنتجة من المحصول.

وأضاف الشناوي، أن مصر تزرع أكثر من 330 ألف فدان على مستوى جميع المحافظات من محصول المانجو، وما تلف لا يتعدى الـ5%، لافتا إلى أن درجات الحرارة ارتفعت فى جميع المحافظات، لكن الإسماعيلية هى من تضررت بشكل أكبر نظرا لزراعة بعض الأصناف الحساسة بها، والتى تأثرت بـالتقلبات الجوية.

وأكد الشناوي، أن تأثر محصول المانجو وإنتاجية المحافظات المختلفة كان طفيفا، متوقعا عدم تأثر أسعار المانجو فى الأسواق نظرا للتأثير الطفيف الذى شهده المحصول.

الأساليب الحديثة في زراعة المانجو

كشف الدكتور علاء جمعة، أستاذ مساعد الفاكهة بكلية الزراعة في جامعة قناة السويس، الأسباب التي أدت إلى خسارة محصول المانجو هذا العام 2021، قائلا: تشمل اكثر من عامل اهمها العوامل الجوية ولكن بنسبة 70% فقط، لأن الفرق بين درجات الحرارة ليلا ونهارا أثر بشكل كبير على عمليات التلقيح والإخصاب ونمو الجنين.

وأشار جمعة، أن هناك حبات من المانجو عقدت بدون جنين بعد وصولها لحجم الليمونة ثم سقطت من الشجرة.

وأضاف عن باقي العوامل المؤثرة على محصول المانجو بنسبة 30% الباقية تأتي في عدم دراية المزارعين بالأساليب الحديثة والجديدة في زراعة ومتابعة وانتاج المانجو لأن معظمهم يتبعون الأساليب التقليدية الموروثة عن الآباء والأجداد ما تسبب في عدم درايتهم بمواعيد التقليم بعقلة او عقلتين في شهري سبتمبر وديسمبر أو التزهير مما تسبب في قطع هرمون الشجرة مع عدم مراعاة المواعيد المحددة.

ولفت أستاذ مساعد البساتين، إلى وجود بعض مزارع المانجو اتبعت الأساليب الحديثة في عمليات الخدمة وأثمرت أشجارها بإنتاج وفير وموسم ناجح.

حساسية المانجو

أوضح الدكتور محمد فهيم، رئيس مركز تغيرات المناخ بوزارة الزراعة واستصلاح الاراضي، أن المانجو معروفة بحساسيتها المفرطة لتقلبات المناخ، وما حدث هذا العام هو أن الأزهار خرجت من فترة حضانتها بعد عقدها، واصطدمت بمناخ ليس له خريطة فلا هو شتاء ولا ربيع ولا حتى صيف.

وأضاف فهيم، أنه بعد موجات صقيع مرت بها أشجار المانجو خلال الشتاء، حل شتاء دافئ تسبب في تزهير مبكر وغزير لمعظم الأصناف، ثم ما لبس أن اصطدم ببرد الشتاء المتأخر، مع انخفاض في الحرارة دون المعدل، في النصف الأول من شهر مارس، والذي نتج عنه موجات إضافية من التزهير، وهو ما تسبب في إنهاك الأشجار واستهلاك كل كمية الكربوهيدرات المُخزنة فى قواعد البراعم والتي تمثل رصيد الموسم الجديد المولد للاوكسينات اللازمة للحفاظ على العقد والثمار الصغيرة من التساقط.

ولفت رئيس مركز تغيرات المناخ بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، أن الأشجار لم تلبس أن تستفيق حتى ارتطمت بموجات شديدة الحرارة بشكل مبكر في الثلث الأخير من مارس، وكذلك شهر أبريل، على فترات متعاقبة وحتى أواسط مايو، فزاد إفرازات هرمون «الاثيلين» نتيجة موجات الحرارة العالية، وذلك كرد فعل ضد ارتفاع الحرارة وزيادة معدلات «البخر نتح»، ونتيجة لكل ذلك فقد زادت معدلات تساقط العقد واستمر التساقط بعد ذلك أيضا في جميع مراحل تكون الثمار تقريبا حتى منتصف مايو الثاني.

الحرارة والأسعار والتعويض

قال الدكتور أيمن حمودة، مدير معهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية، إن تعرض محصول المانجو لارتفاع درجات الحرارة العالية فى شهر مارس الماضى، والتى وصلت إلى 40 درجة مئوية، أثر على عقد الثمار وقت التزهير بنسبة 85%، ولا يتبقى من ثمار المانجو سوى 15%، ومن المتوقع أن تؤثر فى الأسعار بعض الشىء.

وأضاف حمودة، أن السبب الرئيسى فى تلف المحصول يرجع إلى ارتفاع درجات الحرارة وليس مرض العفن الهبابي المعتاد مكافحته كل عام من خلال إدارة مكافحة الآفات والجمعيات الزراعية المكلفة فى مناطق زراعات المانجو، ويتم متابعة هذه الزراعات من بداية الموسم.

مجلس النواب والمانجو

قال نقيب الفلاحين حسين أبوصدام، إن مرض العفن الهبابي الذى أصاب بعض المساحات المزروعة بـالمانجو ليس خطيرا ويمكن السيطرة عليه بسهولة من خلال رش المبيدات بالكميات والأوقات الصحيحة، لافتا أن الأمر ليس بالخطورة لكى يتم تصعيدها إلى مجلس النواب.

وأضاف أبوصدام، أن نسبة إصابة أشجار المانجو المصابة بـالعفن الهبابي ليست كبيرة وتأثيرها محدود على المنتج المحلى الإجمالى، وبالتالى فالأسعار لن تتأثر، موضحا أن الفترة الحالية لا تعتبر فترة نضج وطرح محصول المانجو بالأسواق، ولكن أوان المحصول يبدأ منتصف يوليو الجاري.

وقف تصدير المانجو

قال حاتم نجيب، نائب رئيس شعبة الخضروات والفاكهة باتحاد الغرف التجارية، إن تأثير تغير درجات الحرارة على الكميات المنتجة محليا من محصول المانجو هو أمر لا يمكن لأحد التدخل فيه، إلا أن التأثير طفيف وهناك عدد من الحلول التى يمكن اتباعها لتعويض هذا التأثير البسيط على الكميات المنتجة محليا.

وأضاف نجيب، أنه فى حال كان التأثير كبيرا يمكننا وقف تصدير المانجو للخارج ما سيعمل على توفير كميات كبيرة من المحصول محليا، إلا أن تأثر الإنتاحية محدود، وبالتالى فأسعار المحصول لن تتأثر، مشيرا إلى وجود كميات كبيرة من المانجو فى الأسواق حاليا من انتاج محافظات الوجه القبلى.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى