رئيس التحرير

الإجرام الأمريكي الأوروبي ضد الشعب الأعزل بغزة.. إذن هى «الحرب»

بقلم: د.أسامة بدير

انطلاقا من شعار موقع «الفلاح اليوم» وهو «نبض الفلاح الإنسان»، وحقه في المعرفة ولجميع آلاف متابعي الموقع على مدار الساعة يوميا، كان لزاما علينا أن نقول كلمة الحق وأجرنا على الله في تلك الأحداث البائسة التي تجري الآن بحق الشعب الفلسطيني الشقيق المسلم العربي، الذي يتعرض لأبشع درجات البطش والتنكيل أمام أعين ما يسمى بالمجتمع الدولي المجرم، الذي كشف عن نواياه الخبيثة بزعامة الولايات المتحدة الأمريكية الكافرة بكل أشكال الحرية والديمقراطية والعيش الكريم للمسلمين العرب.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

لقد ارتكب الجيش الإسرائيلي بحق أهالي قطاع غزة خلال الأيام الماضية أفظع الجرائم في التاريخ الحديث، فقتل وشرد حتى وقت إعداد سطور هذا المقال ما يقارب من 5000 شهيدا، إضافة إلى عشرات الآلاف من الجرحى والمصابين والعدد في الزيادة كل دقيقة نظرا لاستمرار غارات الطائرات الصهيونية التي تقصف كل شيء في القطاع، حتى المستشفيات والمدارس ودور العبادة من المساجد والكنائس التي لم تسلم من هذا القصف الفاجر.

إضافة إلى ممارسة إسرائيل لكل أشكال الإرهاب الحياتي بحق قرابة 2,5 مليون فلسطينيا بداية من قطع مياه الشرب والكهرباء والوقود، ومرورا بالحرمان من الغذاء والدواء، وانتهاءا بقصف المباني الخدمية التابعة للأمم المتحدة، واستهداف سيارات الإسعاف والطواقم الطبية، وفي الأخير حول الاحتلال المُجرم قطاع غزة إلى سجن كبير يسفك دماء كل من فيه كل دقيقة، في إطار سياسة دموية صهيونية مُخططة لحرق البشر والشجر والحجر.

إن استمرار الإرهاب الصهيوني على أهالي قطاع غزة لم يكن ليستمر إلا بتأييد ودعم ومشاركة فاعلة من أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي، مع تعمد تعطيل عمل كافة مؤسسات ومنظمات الأمم المتحدة التي أكدت مررا وتكررا على أنها فعلت كل ما في وسعها لإيقاف شلال الدم، ولكن من دون أي استجابة من القوة الكبرى التي تقود العالم خلال هذه الفترة من عمر الإنسانية وهى أمريكا ومن تحالف معها من الغرب.

لن أريد الخوض في تفاصيل وصف للمشهد الدامي الذي يحدث منذ اسبوعين تقريبا، ولا زال مستمرا من دون أن تلوح في الأفق بادرة أمل بوقف هذا الإجرام الصهيوني الغاشم على أهالي قطاع غزة، فالجميع يتابع هذه الأحدث المؤسفة على مدار الساعة، ولكن ما أريد التأكيد عليهما يلي:
أولا: أن حركة حماس هي فصيل فلسطيني مُقاوم للاحتلال الإسرائيلي، وله الحق في مقاومة المُحتل لأرضه بكل الطرق المُمكنة.
ثانيا: أن إسرئيل لا يوجد بها أشخاص مدنيون فجميع المستوطنين مسلحين وهناك عشرات الفيديوهات التي تُوثق تسليح جيش الاحتلال الإسرائيلي لهؤلاء المستوطنين، وأيضا وفقا للفتوى الصادرة مؤخرا من مركز الأزهر للفتوى التي تقول أن المستوطنين في فلسطين المُحتلة من الصهاينة ليسوا مدنيين وإنما محتلون مغتصبون مُتنَكِّبُون لطريق الأنبياء، معتدون على المقدسـات بما فيها من تراث إسلامي ومسيحي.

أما ثالثا: ليعلم الجميع قادة وحكومات وشعوب عربية وإسلامية أن إسرائيل ليست دولة بل هي شوكة تم زرعها في هذه المنطقة من العالم لتكون أداة بأيدي من زرعها لتنفيذ سياساته ومخططاته العدائية الخبيثة، ولن يسمحوا أبدا بإهانتها أو سقوطها.

رابعا: أعتقد أنه لا سلام مع هذا الكيان الصهيوني الغاصب للأرض، ولا مكان له أساسا في هذه المنطقة العربية – هكذا يقول التاريخ – فماذا جنت الدول التي أبرمت مع إسرائيل اتفاقيات سلام حتى الآن؟!!

يقيني، أن جميع البيانات التي صدرت من كافة الدول العربية والإسلامية منذ صباح يوم 7 أكتوبر الجاري وحتى الان، لم ترقى إلى الطموح المشروع ولم تلبي مطالب 2 مليار مسلما يشكلون ربع سكان العالم تقريبا، فهي مجرد كلمات شجب وإدانة ومطالبات للمجتمع الدولي بالتدخل لوقف الحرب وعمل ممرات إنسانية لدخول المساعدات الغذائية والطبية والوقود إلى قطاع غزة.

بينما وجدنا أمريكا والغرب لم يكتفوا بالبيانات الصحفية وإنما انتقلوا إلى الفعل الذي تمثل في زيارات الدعم والمساندة لإسرائيل من الرئيس الأمريكي وغيره من رؤساء ووزراء بعض الدول الأوروبية، فضلا عن تقديم الأسلحة الحديثة، والدعم المالي المقدر بـ14 مليار دولارا لإسرائيل من أمريكا وحدها، والبقية تأتي.

الشاهد، أنني أجد نفسي أمام مشهد ظالم بكل ما تحمله الكلمة من معنى، أجد العالم كله ممثلا في النظام العالمي الذي تقوده أمريكا وحلفاؤها من الغرب والصهيانة العرب يدعمون إسرائيل الكيان السرطاني الغاصب لأرضنا العربية، ضد 2,5 مليون فلسطينيا محاصرون منذ سنوات يُدافعون عن أرضهم المغتصبة من مقدسات إسلامية ومسيحية يُدنسها جيش الاحتلال صباحا مساءا على مرآى ومسمع من 2 مليار مسلما لم يحركوا ساكنا.

لتكتمل الصورة الظالمة المُهنية، حيث أجد المئات من شاحنات المساعدات الإنسانية التي توافدت من كثير من الدول العربية والإسلامية ومنظمات الإغاثة الإنسانية الدولية تصطف أمام معبر رفح المصري منذ إندلاع الحرب وحتى الآن، وجميعها ينتظر القرار الإسرائيلي بالدخول إلى القطاع.. أي مهانة يا عرب!! أي مهانة يا مسلمين!!

أعتقد أن أكثر من 400 مليون عربيا وإجمالا 2 مليار مسلما فشلوا في حماية والدفاع عن إخوانهم المظلومين المقهورين في قطاع غزة…

يقيني، أن أمريكا والغرب يريدونها حرب صليبية وفقا لتصريحات صدرت من أمريكا نفسها وعواصم أوروبية كثيرة، فمن يتابع الإعلام الأمريكي والغربي يتأكد من هذه الحقيقة الدامغة التي باتت واضحة لكل من له عقل، ويفكر بالشكل الصحيح الذي يربط الحقائق ببعضها ويستمع لكل الآراء في الداخل والخارج.

إذن هى الحرب.. أعي جيدا تبعات ما أقول أن الحرب يُقررها عسكريون واقتصاديون وخبراء السياسة وخلافه، لكني أُدرك تمام الإدراك أن المجتمع الدولي بقيادة أمريكا والغرب لا يفهمون إلا لغة واحدة ألا وهى لغة المصالح، حينما يشعرون بأن مصالحهم باتت مُهددة في هذه المنطقة الحيوية من العالم، حتما سيبدأون في تغيير خطابهم العدواني تجاه قضية فلسطين ويسعون بكل الطرق إلى إيجاد حل لهذه القضية يرضى به الفلسطينيون والعرب.

وأخيرا، أقول بكل قوة أن حل هذه الأزمة التي يعشيها أهلنا في قطاع غزة تنتظر ضربة بداية قوية، ويقيني أن البداية لابد أن تكون من مصر.. لان القادم هو الأسوء حال استمرار الصمت العربي والإسلامي والجلوس في مقاعد المشاهدين لمتابعة حرق الشعب الأعزل في قطاع غزة.

للتواصل مع الكاتب
[email protected]

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى