رأى

قصتي مع التصويت في الاستفتاء والبون

أ.د/عبدالباسط صديق

بقلم: أ.د/عبدالباسط صديق

أستاذ بكلية التربية الرياضية ـ جامعة الإسكندرية

فى اليوم الأخير وبعد تردد بين المشاركة أو المقاطعة حسمت موقفى وذهبت للتصويت الساعة 3 عصرا.

دخلت اللجنة وكان معى البطاقة وصورة من رقم اللجنة ورقمى فى الكشف (من موقع الاستفتاء على النت) والمسئولين فى اللجنة كان فى غاية الاحترام والأدب، اللجنة التى بها رقمى لم يكن بها أحد غيرى … لم انتظر ودخلت مباشرة فور وصولى… طلبت منى الموظفة الرقم القومى ودللتها على رقمى فى الكشف … اعطتنى ورقة الاستفتاء … وذهبت بها إلى الركن المخصص واستخدمت قلمى … ثم طبقت الورقة ووضعتها فى الصندوق بنفسى… وهممت بالخروج فطلب منى شخص موجود باللجنة (لا أعلم كنيته) أن أضع أحد اصابعى فى الحبر الأحمر دليل على المشاركة … وافقت … ثم اخذت بطاقتى من الموظفه وخرجت.

وأثناء سيرى بعد خروجى من اللجنة تقابلت بالصدفة مع جارتى فى السكن (خريجة جامعية).

وفاجئتنى بالسؤال: يا دكتور هو فين مكان توزيع البونات؟ … على شان زوجى اخد البون (بـ100 جنية) وصرفه من محلات فتح الله وانا شاركت ولم اخذ البون.

رحبت بها فى البداية وابتسمت فى وجهها واجبتها (بالحقيقة) اننى لا أعرف مكان التوزيع؟ 

فقالت لى طيب تعالى معى نسأل أمام اللجنة عن المكان وأكيد هما عارفين؟ ثم قالت هو انت مش حتاخد البون ولا ايه؟ تعالى تعالى معاى مش مهم النتيجة تطلع ايه … المهم أننا نطلع بمصلحة منهم ونستفيد، تعالى بس ماتتكسفش. 

ف ضحكت وقلت لها ماشى ماشى انا جاي معك (وللحقيقة كنت أرغب فى التأكد بنفسى من هذا الموضوع وهل هو حقيقى فعلا أم دعاية مضادة للاستفتاء.
وفعلا بما ان هى فتاه جميلة (فى الثلاثين من العمر وغير محجبة و شعر ملون وبنطلون جينز استرتش).

عندما سئلت فرد من المكلفين بحراسة اللجنة من الخارج (على أول الحاجز الخاص باللجنة) ف وقف سعيد يشرح لنا كيفية الوصول لمكان توزيع البونات …وكان المكان ليس بعيدا من مكاننا … فى ذهبنا معا.

المشهد: شادر كبير وبه 5 أفراد و به دي جي شغال بصوت مرتفع يذيع اغانى وطنية وكانت اغنية حسين الجسمي الشهيرة تزلزل المكان.

وجدت سيدات ورجال وزحام. .. وقفت أشاهد ما يحدث بنفسى … المسئول يأخذ البطاقة ويرى الحبر الأحمر على يدك ثم يستخدم تليفونه ويتأكد من لجنتك أنها تبعه. ثم يكتب اسمك ورقم بطاقتك وتوقع أمامه باستلام البون (عبارة عن كارت مدفوع يصرف من محلات فتح الله بمبلغ 100 جنية).

وبعد أن شاهدت بنفسى وبعينى وانتظرت حتى أخذت هى بونها … اعتذرت لها اننى مستعجل لارتباطى بموعد الآن .. وانى سأعود مرة أخرى لأخذ بونى بعد أن يخف هذا الزحام.

ذهبت إلى منزلى مباشرة. …اذا يفاجئنى رجل السكيوريتى اللى عندنا فى البرج لما رأى الحبر على يدي بقوله يا دكتور فين البون…هاته انا مستنيك على شأن اخده منك لانى عارف انك مش ح تصرفه.

اعتذرت له وقلت له (منعا للاحراج) أخذه صاحب النصيب قبلك …وتتعوض فى المره اللى جايه.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى