فيروس كورونا .. أرعب العالم أم صارحهم؟!
بقلم: د.عبدالعليم سعد سليمان
مدير وحدة مكافحة الآفات بكلية الزراعة – جامعة سوهاج
يمر العالم هذه الفترة بأوقات عصيبة من خوف وهلع وذعر وموت يجتاح البشرية بأكملها بسبب فيروس صغير لايري بالعين المجردة “فيروس كورونا المستجد (كوفيد19)” الذي إجتاح العالم من فترة قصيرة منذ ظهوره بمدينة ووهان الصينية.
علينا ان نتدبر ونتذكر القدرة الإلهية والضعف المتناهي للإنسان على الرغم من التقدم العلمي الذي وصلت إليه معظم دول العالم بعظمتها وقدرتها وتطورها وتقدمها، فأين القنابل النووية والهيدروجينية، أين صواريخ عابرات القارات، أين الغواصات والاساطيل الحربية والسرب الجوي الخارق لوقف زحف وانتشار فيروس غير مرئي، تسبب في عزل مدن ودول بأكملها عن العالم الخارجي.
لقد أرعب العالم وأثار هلع دول ومجتمعات ومنظمات صحية إقليمية وعالمية لن تستطيح الحد من انتشاره وتفشيه، بل سيطر على أفكار ومشاعر وعواطف الناس حول العالم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي عبر الانترنت بالتشاوؤم من عام 2020، ايضا بسببه انعزل العالم عن بعضه لتوقف جميع الحركات الجوية والبرية والبحرية علي مستوي العالم و دخول العالم باكملة في حجر صحي فيما ذهب البعض الآخر بالتخوّف من اقتراب يوم القيامة، مع إعلان أغلب الدول الإسلاميّة الحاجة إلى الصلاة في المنازل وهجر المساجد، وعلي راسهم الحرمين الشريفين والمسجد الاقصي، وهي مشاهد لم نراهها من قبل.
فهل نتعظ ام نتبع طريق المستشارين العلمين لفرعون عندما قالوا له بأن الجراد والقمل والضفادع والدم وكل الكوارث التي حدثت وقتها أنها ظواهر لها تفسير علمي وليست آيات من “الإله”.. كلامهم صحيح (ظاهرياً) في جزئية أن فعلاً كلها ظواهر يمكن تفسيرها علمياً ..لكنهم فشلوا في أنهم يفهمون الرسالة الإلهية>
قد يكون فيروس كورونا ظاهرة طبيعية ومرض ينتج عن عوامل طبية فعلاً، لكنه لأول مرة في التاريخ يتم حبس جميع شعوب العالم في نفس الوقت..وكأن هناك قوة خارقة أجبرت الناس على “حبس أنفسهم بأنفسهم” .. وتوقفت التجارة والصناعة والسفر ليس في منطقة واحدة ولكن في جميع أنحاء العالم.
هل أنت متخيل أننا لو استمرينا بهذا الشكل لعدة شهور مالذي سيحدث؟
العالم كله كما نعرفه الآن بكل ما فيه سينهار بسبب تكبده خسائر بشرية واقتصادية فادحة لم تحدث من قبل..ببساطة شديدة: كل هذا التقدم العلمي والسياسي والاقتصادي والعسكري العالمي الذي تراه الآن واقف على شفا حفره! بسبب فيروس صغير لا يري بالعين المجردة يحاول العالم كله علي مستوي الكرة الأرضية ان يكتشف له علاج ..
فاذا تجاهلنا هذا الوضع فنحن بالضبط كالمستشارين العلميين لفرعون الذين تسببوا في غرقه بسبب ضيق منظورهم الفكري! فكيف لفيروس صغير يرعب كل شعوب الأرض؟ فكيف الحال يوم القيامة؟
الذي يحدث هو آية من آيات الله نسميها ظاهرة.. نسميها إنذار.. نسميها عقاب..نسميها رحمة.. نسميها ما شئنا.. لكنها آية توضح لنا مدى ضعفنا ومدى هواننا وأن كل واحد منا لابد له أن يراجع نفسه.. عسى الله ان يرحمنا ويلطف بنا..قبل فوات الآوان!
إتقوا الله وعودوا إليه: – اللهم هذا المرض هو جند من جنودك تصيب به من تشاء وتصرفه عن من تشاء اللهم أصرفه عن بلادنا وعن بيوتنا ونجنا من البلاء برحمتك. – اللهم أرفع الغمه عن هذه الأمه. – اللهم أرفع مقتك وغضبك عنا و قنا و اصرف عنا شر ما قضيت.