الصيام.. يعالج الأمراض
بقلم: أ.د/صفوت كمال
رئيس لجنة سلامة الغذاء وصحة الإنسان بمجلس علماء مصر
يجهل العديد من الأشخاص الفوائد الصحية المذهلة للصيام.. فـالصيام ممارسة صحية فعالة، إن تم تطبيقها بالشكل الصحيح. فهو يساعد على التخلص من السموم خارج الجسم، ويقلل من نسبة السكريات فى الدم، كما يعمل على خفض تخزين الدهون.. وبالإضافة إلى ذلك، فإنه يعزز العادات الغذائية الصحيحة، كما يعمل على تقوية جهاز المناعة.
أيضاً فإن الصيام يعمل على إزالة السموم.. فالأطعمة المصنعة مسبقاً تحتوى على العديد من المواد الحافظة والإضافات.. تلك الإضافات تتحول إلى سموم داخل الجسم.. والعديد من تلك السموم يتم نخزينها داخل دهون الجسم، وأثناء الصيام يتم حرق تلك الدهون، خاصة عند الصيام لمدة أطول.. فيساعد ذلك على التخلص من السموم من خلال الكبد والكلى وباقى أعضاء الجسم المسؤولة عن التخلص من السموم
كما أن الصيام يعمل على راحة الجهاز الهضمى.. فأثناء الصيام، يحظى الجهاز الهضمى بفترة الراحة.. فتستمر الوظائف الفسيولوجية الطبيعية خاصة إفراز العصارات الهضمية، لكن مع معدل أقل.. وتلك الممارسات تساعد فى الحفاظ على توازن سوائل الجسم.. هضم الطعام يحدث أيضاً بمعدلات ثابتة، مما يعمل على إنتاج الطاقة بمعدلات تدريجية
أيضاً فإن الصيام يساعد على خفض مستويات السكر فى الدم.. حيث يعمل الصيام على زيادة تكسر الجلوكوز وإنتاج الطاقة للجسم، مما يعمل على خفض إنتاج الإنسولين.. وهذا يساعد على راحة البنكرياس، كما يساعد على زيادة إنتاج الجليكوجين لتسهيل عملية تكسر الجلوكوز.. وبهذا يساعد الصيام على خفض مستويات السكر فى الدم
كما يساعد على زيادة حرق الدهون حيث تكون الإستجابة الأولى للجسم أثناء الصيام هى تكسر الجلوكوز.. مما يسهل تكسر الدهون لإنتاج الطاقة اللازمة للجسم، خاصة الدهون المخزنة فى الكليتين والعضلات
كما أن الصيام مفيد لمرضى ارتفاع ضغط الدم.. حيث انه هو أحد العلاجات الطبيعية لخفض مستويات ضغط الدم، حيث يساعد على خفض مخاطر الإصابة بتصلب الشرايين.. أثناء الصيام يتم حرق الدهون وتكسير الجلوكوز لإنتاج الطاقة اللازمة للجسم.. كما تنخفض معدلات الهرمونات كالأدرينالين، مما يساعد على خفض مستويات ضغط الدم.
ثم إن للكبد السليم دوراً هاماً فى ضبط نسبة السكر بالدم ولأن الصيام يؤدى إلى انخفاض فى السكر خلال النهار لذا يقوم الكبد بإمداد الجسم بالسكر من السكر المختزن به (الجليكوجين) وبعد الإفطار يقوم الكبد بتحويل السكر الزائد إلى سكر مختزن مرة أخرى
ومرض الكبد ربما يكون حاداً مثل الإلتهاب الكبدى الحاد الذي يصاحبه ربما إرتفاع فى الحرارة – غثيان – قئ أو قلة الشهية ولأن هذا المريض يحتاج إلى الراحة التامة والتغذية لرفع مستوى السكر الذي يميل إلى الإنخفاض فى الحالات الشديدة فلا صيام له.
ومرض الكبد المزمن نوعان الأول يصاحبه تكافؤ فى وظائف الكبد (لا توجد سيولة بالدم أو نزف من الفم أو الأنف أو تورم بالقدمين أو انخفاض بالزلال بالدم) وهذا المريض يمكنه الصوم مع المحافظة على تناول الفطار والسحور فى مواعيدها وتناول وجبة خفيفة بينهما.
والثانى يكون مصاحباً بعدم التكافؤ (وجود التورم أو الإستسقاء أو السيولة) أو يكون مصاحباً له حدوث مضاعفات مثل (نزف دوالى المرئ – الغيبوبة الكبدية – الإلتهاب البريتونى التلقائي – قصور وظائف الكلى – سرطان الكبد الأولي – عدم إنضباط السكر بالدم) وهؤلاء لا صيام لهم حيث إن تغذيتهم تتطلب نظاماً خاصاً وتناول أدوية مثل مدرات البول بالمسبة لمريض التورم والإستسقاء أو تناول اللاكتيولوز والحقنة الشرجية لمريض الغيبوبة الكبدية إلى جانب احتياج المريض للعديد من الوجبات الخفيفة لتجنب عسر الهضم وانخفاض مستوى السكر وربما يعالج مريض الإلتهاب الكبدى المزمن بمضادات الفيروس مثل الإنترفيرون إذا صاحب ذلك إرتفاع فى الحرارة – آلام بالجسم – تعب عام يتطلب تناول بعض الأدوية المسكنة مثل الباراسيتامول والراحة وإكثار السوائل فلا صيام له أما إذا كانت الآثار الجانبية قليلة ومحتملة فيصوم المريض على أن يحافظ على تناول الفطار والسحور فى مواعيدها وتناول وجبة خفيفة بينهما.
يتساءل الكثيرون من مرض الكبد والفيروسي “سي” وكذلك أقاربهم عن تليف الكبد ونشاط الفيروس وغالباً ما يصابون بإحباط عندما تكون الإجابة “نعم يوجد تليف” .. “نعم الفيروس نشط” والحقيقة عندما يمتد إلتهاب الكبد لفترة تطول عن الـ6 شهور يمكن أن يجدد خلاياه وربما يكون نسيجاً ليفياً حول هذه الخلايا المرتبة ترتيباً خاصاً. أما عن نشاط الفيروس فيتم الحكم عليه من عدة معايير أولاً أن يكون موجوداً بالدم مصاحباً بارتفاع فى إنزيمات الكبد نتيجة للإلتهاب الحادث فى الكبد نتيجة لإستجابة الجهاز المناعى لوجود الفيروس.
البواسير من أكثر الأعراض شيوعاً بين الرجال والنساء، وهناك العديد من الأسباب التى تقف وراء الإصابة بالبواسير، على رأسها العادات الغذائية والحركية ككثرة الجلوس.
ان البواسير هى تضخم فى أوردة المستقيم، والتى تمتد إلى فتحة الشرج، وفى العديد من الحالات يمتد تضخم أوردة المستقيم وتتدلى بشكل ظاهر خارج فتحة الشرج، لتظهر أعراض البواسير بصورة أكثر وضوحاً .. وتنقسم البواسير إلى نوعين هما: البواسير الداخلية هى المرحلة الأولى لمرض البواسير وتعد الأكثر إنتشاراً بين حالات الإصابة بالبواسير، ويمكن للمريض الشعور بها فى صورة جزء متدلى من فتحة الشرج، هذا الجزء المتدلى يعد مؤشراً على درجة البواسير، ففى مراحله الأولى يمكن التحكم بهذا الجزء المتدلى وإدخاله إلى الشرج بواسطة اليد، أما فى المراحل المتقدمة يصعب التحكم بهذا الجزء ويظل متدلياً طوال الوقت لحين التدخل الجراحى. أما النوع الثانى فهو: البواسير الخارجية تظهر البواسير الخارجية فى المنطقة خارج فتحة الشرج، ويصاحبها فى أغلب الأحيان شعور بالألم، وفى بعض الحالات تفتح من تلقاء نفسها مسببة نزفاً دموياً وأثر على الجلد.. وبالنسبة للعلاج فهو يكون فى البداية دوائياُ ثم بعد ذلك جراحياً.. وهى من الجراحات السهلة والناجحة.. اما الوقاية فتتلخص فى عدم تناول الأطعمة الحريفة خاصة الشطة والصلصة مع الإعتناء بالنظافة.
وان ارتفاع ضغط الدم يعتبر من المشاكل الصحية التى تتسبب فى ظهور بعض الأعراض المرضية على المصاب، مثل الصداع وغيرها من أعراض إرتفاع ضغط الدم عن المعدل الطبيعي.
وعن أسباب هذا المرض قيل: يتعرض الشخص لإرتفاع مستوى ضغط الدم عن المعدل الطبيعي نتيجة إصابته بعدة أسباب لإرتفاع ضغط الدم، ومنها عوامل الوراثة والإنفعال والعصبية والإصابة ببعض الأمراض التى تتسبب فى إرتفاع مستوى ضغط الدم.
وبالنسبة لأعراض ارتفاع ضغط الدم فإن هناك بعض الأعراض التى تعطي مؤشراً لإرتفاع ضغط الدم عند الشخص، ومنها: حدوث آلام شديدة بالرأس “الصداع” أحد أعراض ارتفاع ضغط الدم.. والشعور بالدوار والدوخة.. والشعور بالتوتر والعصبية مع ضيق التنفس.. ونزيف بالأنف.
وكل من يشعر بهذه الأعراض بضرورة الذهاب فوراً للطبيب المعالج، لتجنب تعرضه لمخاطر هذا المرض الخطير.
ان للصيام فوائد نفسية وعصبية لا حصر لها.. فهو يطمئن النفس ويزيل الهم والاكتئاب ويؤدى إلى التقارب الأسرى والألفة بين أفراد العائلة الواحدة.. وذلك من خلال الإلتقاء والتجمع على مائدة واحدة والتحدث فى كل الأمور التى تهم الجميع.
هناك 6% من سكان العالم يعانون من الاكتئاب، أي ما يعادل 350 مليون شخص من كل الفئات العمرية. وقد أكدت بعض الدراسات العلمية أن الصيام يخفف من حدة أعراض الغضب والقلق والأرق.
كما أن الصيام يقوى مناعة الصائمين ضد الضغوط النفسية نتيجة مشاق الحياة وصعوباتها، كما أنه يهذب النفس ويرتقي بها مما له تأثير على طريقة التفكير والتدبير فى الأمور، وذلك ينعكس إيجاباً على النفسية، كما أن الصيام يعطى الفرد قوة إرادة للغير نحو الأفضل.