رأى

مقال «المستشار الإعلامي لوزارة الزراعة».. عظيمات مصر «لطفية.. يسرية.. هنية»

بقلم: أحمد إبراهيم

مدير عام التنسيق والمتابعة بالإذاعة المصرية والمستشار الإعلامي لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي

في سطور هذا المقال نستعرض ثلاث سيدات عظيمات يعملن في مجالات مختلفة مهمة، ويقدمن خدمات جليلة للوطن نسلط عليهن الضوء حتى نقدمهن كقدوة طيبة تحتذى للشباب تمنحهم طاقة إيجابية والتفاؤل والأمل في مستقبل أفضل.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

«لطفية» أم الفيزياء النووي

عمرها 89 عاماً، قضت منها 66 فى البحث العلمى والعمل والعطاء وتعليم الأجيال، خريجة «علوم القاهرة» بتقدير امتياز، وكانت أول امرأة مصرية تحصل على الدكتوراه فى الفيزياء النووية، عملت فى هيئة الطاقة الذرية عام 1956، وتدرّبت فى روسيا على تشغيل وإدارة المفاعلات، وهى مؤسِّسة المعهد القومى لعلوم الليزر (أول معهد فى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا متخصّص فى مجال علوم الليزر وتطبيقاته).

حاصلة على جائزة الدولة التقديرية وجائزة رامال الفرنسية وعضو فى كثير من المؤسسات العلمية العالمية المرموقة، ولها أكثر من 130 بحثاً علمياً منشوراً فى أهم المجلات الدولية، وقامت بالإشراف على عشرات رسائل الماجستير والدكتوراه، وكانت عضو مجلس أمناء جامعة ومدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا.

وما زالت تعمل وتحلم من أجل دخول مصر مجالات التكنولوجيا المتقدّمة فى علوم الليزر فائق الجودة والتوسّع فى استخداماته. تفوقها ونبوغها العلمى المحلى والدولى لم يمنعها من أن تكون زوجة مثالية وأماً فاضلة لاثنين من الأبناء (مهندس ومهندسة) غرست فيهما قيم العمل والانتماء إلى الوطن.

وتقول إن زوجها (الله يرحمه)، صاحب الفضل فى ما وصلت إليه، حيث كان دائماً يساعدها ويشجّعها فى حياتها العملية ومواصلة تفوقها العلمى.

إنها العالمة الجليلة «د.لطفية النادى»، الملقبة بـ«أم الفيزياء النووية» ونموذج يُحتذى فى المثابرة والعمل والعطاء والوطنية.

«يسرية» راعية الضعفاء والمهمّشين

هى أيقونة العمل التطوعى، تُسخّر حياتها لخدمة الفئات المهمّشة والأكثر فقراً فى مصر، قامت بتأسيس جمعية حماية البيئة ومؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية لتدريب الفتيات والنساء فى منطقة الزبالين بالقاهرة على عدة مهارات مهنية، واستكمال تعليمهن وتقديم الخدمات العلاجية، كما أنشأت مدرسة لتعليم أطفالهن ومستشفى بمنطقة الزبالين فى طرة.

وعالجت أكثر من 30 ألف مريض من فيروس سى، بالإضافة إلى خلق فرص عمل للشباب وتدريبهم على المبادرات وإنشاء المشروعات والحصول على قروض صغيرة وميسّرة، كما أسهمت فى إنشاء مستشفى مجدى يعقوب للأطفال بأسوان، وهى أيضاً الراعى الرئيسى لمؤسسة «أنا المصرى» التى أنشأت أول مدرسة مجتمعية داخلية لتنشئة وتعليم الأطفال بلا مأوى.

كما أنها تمتلك مطاعم يأكل فيها الفقراء مجاناً، وعظمة عملها الخيرى أنه خالص لوجه الله والوطن وبعيد عن النفاق والرياء، ولا يفرق بين مسيحى ومسلم، كثيرون لا يعرفون أنها أنجبت ثلاثة من أنجح وأشهر رجال الأعمال فى مصر والعالم «نجيب وناصف وسميح» ساويرس، وتقول عنهم إنها قامت بتربيتهم على حب الله والوطن والناس والاجتهاد فى العمل والصدق، وإن كانوا ناجحين، فالفضل فى ذلك لله وحده.

وهبت حياتها للعمل التطوعى الذى يمنحها السعادة وراحة البال، وقد حصلت على جوائز كثيرة تكريماً لجهودها على المستوى العالمى، منها «جائزة الريادة النسائية العالمية، وجائزة كلينتون العالمية للمبادرة»، كما تم اختيارها عضواً فى مجلس الشعب بقرار جمهورى، وكذلك تم اختيارها من أهم القيادات النسائية العالمية، ومنحتها الجامعة الأمريكية درجة الدكتوراه الفخرية فى الفلسفة، وهى مثال للمرأة المصرية المكافحة عمود الأسرة، حيث ساندت زوجها عندما بدأ حياته من الصفر، وحينما تعرض للتأميم فى عهد «عبدالناصر» وللظلم فى عهد الإخوان.

إنها «يسرية لوزة» راعية المهمّشين والضعفاء.

«هنية» رائدة فى محراب العلم

إحدى رائدات علم الهندسة الوراثية فى مصر، وعالمة من طراز فريد فى العلوم الزراعية، كُتب اسمها من نور فى تاريخ الزراعة المصرية، كونها أول سيدة تتولى رئاسة مركز البحوث الزراعية، أهم وأقدم قلعة للبحث العلمى الزراعى فى المنطقة.

ترى أن الأسرة الحصن والزوج الداعم الأكبر لنجاحها فى حياتها العملية فتقول: وراء كل امرأة ناجحة رجل عظيم. لها تاريخ طويل وإنجازات مشرّفة فى «محراب العلم».

تخرجت فى كلية الزراعة جامعة القاهرة، وحصلت على الماجستير والدكتوراه فى علم الوراثة، ثم التحقت بالعمل فى مركز البحوث الزراعية؛ وأنشأت معملاً للبصمة الوراثية فى الذرة الشامية، واختيرت ضمن 7 علماء من الجامعات المصرية؛ لتكوين فريق بحثى للعمل ضمن مشروع، لتوطين علم الوراثة فى مصر، وسرعان ما تحول المشروع لمعهد بحوث الهندسة الوراثية، لتكون من الآباء المؤسسين لهذا الصرح العلمى الكبير، كما أسست وترأست البنك القومى للجينات والموارد الوراثية، وغيرها من الوظائف القيادية الأخرى ومثّلت مصر فى الكثير من المحافل والمنظمات الدولية وما زالت تعطى بلدها وتقدم خبرتها لتلاميذها من شباب الباحثين.

وهى زوجة الراحل د.عبدالرحيم شحاتة، الذى كان رحمة الله عليه رجلاً عظيماً وعالماً جليلاً ومحافظاً ووزيراً قديراً وطنياً نظيفاً محترماً.

إنها العالمة الجليلة الأستاذة الدكتورة هنية الأتربى، أستاذ علم الوراثة ورئيس مركز البحوث الزراعية الأسبق.

العظيمات الثلاث «لطفية النادى ويسرية لوزة وهنية الأتربى» بارك الله فى عمرهن وعملهن وصحتهن جزاء ما قدمن وما زلن يقدمن للوطن.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى