عربى

مزارعو المغرب يُحاربون الجفاف بممارسات زراعية أفضل

متابعات تُعد الفلاحة بالنسبة لفاطمة الزهراء المناصرة أهم شيء في حياتها، حيث عملت جنبا إلى جنبٍ مع شقيقها ووالديها على مدار العقد الماضي، فهي تقوم بزراعة القمح والبقول والمحاصيل الزيتية ودوار الشمس على الأرض التي كانت في عائلتها لمدة ثلاثة أجيال. وتوظف الأسرة 14 عاملا بدوام كامل و80 عاملا موسميا خلال موسم الحصاد في المزرعة الواقعة في واد الرمان التابعة لجهة فاس مكناس، التي كانت تعتبر منذ فترة طويلة سلة الخبز للمغرب.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

لكن في السنوات الأخيرة، جعلت آثار تغير المناخ مهمة فاطمة أكثر صعوبة حيث بدأت مياه النهر القريب من المزرعة في الجفاف. والجفاف هو التحدي الرئيسي الذي يواجه المزارعين في فاس مكناس وغيرها من الجهات في المغرب الذي يعد أحد أكثر البلدان التي تعاني الإجهاد المائي في العالم.

قالت فاطمة: “لقد أصبح الجفاف في المنطقة هيكليا، حيث انتقلنا من سنة جفاف واحدة في خمس سنوات إلى سنة جفاف واحدة في ثلاث سنوات على مدى العامين الماضيين.”

لقد كان هذا العام كان صعبا بشكل خاص على المزارعين في واد الرمان الذين عانوا سلسلة من المخاطر المناخية، حيث واجهوا نهاية قاحلة لفصل الشتاء، وهبوب رياح الشروقي والرياح الساخنة (بلغت سرعتها أكثر من 70 كم/ساعة) منعت بعض المحاصيل من الإزهار بينما جفت محاصيل أخرى. ثم في مارس كانت هناك موجة حر شديدة مع درجات حرارة عالية بشكل غير طبيعي تصل إلى 40 درجة مئوية، وأمطار غزيرة وتساقط البَرَد في نهاية شهر مايو/ماي، مما أدى إلى توقف الحصاد.

أضافت فاطمة بقولها: “يجلب تغير المناخ مجموعة جديدة تماما من أوجه عدم اليقين لمستقبلنا. ولم نعد نعرف الموسم الفلاحي الذي نحن فيه. وعادة ما نبدأ الحصاد في نهاية شهر يونيو، ولكن هذا العام، اضطررنا إلى الانتهاء منه في شهر مايو/ماي.”

استطردت فاطمة بقولها: “لا يمكن إنكار تأثير تغير المناخ على الأمن الغذائي في المغرب ونظام الغذاء العالمي. ونحن كمزارعين ندرك هذا الواقع ونعتمد بشكل متزايد تقنيات إنتاج مرنة لتكييف ممارساتنا الفلاحية وحمايتها.”

في مواجهة هذه المخاطر، يبحث المزارعون عن أصناف تحتاج إلى كميات أقل من المياه وأكثر مرونة في مواجهة نقص المياه في المستقبل الذي يتفاقم بسبب تغير المناخ.

يتعاون بعض المزارعين المحليين مع فرق بحثية من المعهد الوطني للبحث الزراعي والمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة للحصول على بذور مقاومة للجفاف لاختبارها.

يجري أيضا تبني تقنيات جديدة لإنتاج المزيد بموارد أقل، مثل تطبيقات النيتروجين بطيء الانطلاق، والري بالتنقيط عندما تكون هناك إمكانية للحصول على المياه اللازمة للفلاحة، وتطوير أساليب فلاحية جديدة، مثل الفلاحة دون حرث لتحسين الحفاظ على التربة والمياه.

هناك استراتيجية أخرى للمزارعين للمساعدة في التغلب على انعدام الأمن الغذائي، وهي تخزين المزيد من محاصيلهم ومبيعاتهم تدريجيًا وبمرور الوقت.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى