رأى

قضية الفلاحين في مصر: نحو دعم أفضل للعمادة الزراعية

مقال الدكتورة «شكرية المراكشي» رئيس شركة مصر تونس للتنمية الزراعية

في أعماق أرياف مصر، تكمن قوة اقتصاد البلاد وعمادتها الزراعية. الفلاحون الذين يشكلون نسبة كبيرة من السكان يعملون جاهدين لتأمين الأمن الغذائي والاستدامة الاقتصادية، ومع ذلك تواجه هذه الفئة الهامة العديد من التحديات والصعوبات التي تعكر صفو حياتهم وتهدد استدامة الزراعة في البلاد.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

أحد أهم التحديات التي تواجه الفلاحين هي نقص الدعم المالي والتقني. يجب أن تتوفر لهم الأدوات والمعرفة اللازمة لتحسين إنتاجهم ورفع كفاءتهم الزراعية. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تكون هناك استراتيجيات للمساعدة في تسويق منتجاتهم وزيادة دخلهم.

تقوم الدولة المصرية بجهد كبير في محاولة تحسين وضع الفلاحين، ولكن هناك حاجة ملحة لزيادة هذه الجهود، ويجب أن يشمل ذلك توفير التأمين الصحي والاجتماعي للفلاحين وأسرهم، وتطوير البنية التحتية الزراعية وضمان توفير المياه اللازمة للزراعة.

من الضروري أيضا توفير أسعار عادلة للمحاصيل الزراعية، يجب أن يكون هناك إجراءات حكومية فعالة لحماية حقوق الفلاحين وضمان حصولهم على قيمة عادلة لجهودهم.

بالإضافة إلى ذلك، يجب تعزيز التثقيف والتدريب الزراعي لرفع مستوى معرفة الفلاحين ومهاراتهم، ذلك سيساعدهم في تبني أحدث التقنيات والممارسات الزراعية المستدامة.

يجب أن ندرك أهمية دعم الفلاحين وضمان رفاهيتهم، وأن تحقيق تقدم في هذا المجال لن يكون له فائدة فقط على الفلاحين بل سيكون له أثر إيجابي على اقتصاد مصر ورفاهية مجتمعها، ولذا يجب على الحكومة والمجتمع معا أن يعملوا جاهدين لدعم هذه الفئة الهامة وتحقيق تقدم مستدام في الزراعة المصرية.

إن يوم عيد الفلاح المصري هو يوم تكريم للفلاحين في مصر واحتفال بجهودهم الزراعية الرائعة. يُعتبر يوم 9 سبتمبر من كل عام. فرصة لتقديم الشكر والتقدير للفلاحين الذين يسهمون في توفير الطعام والمحاصيل للمجتمع المصري وتعزيز اقتصاد البلاد.

على الحكومة اتخاذ عدة إجراءات وتقديم الدعم والرعاية تجاه الفلاحين في عيدهم منها:

1ـ دعم زراعة المحاصيل: تقديم المزيد من الدعم المالي والتقني للفلاحين لزيادة إنتاج المحاصيل وتحسين جودتها.

2ـ توفير المياه الزراعية: تعزيز التنمية المستدامة للموارد المائية اللازمة للزراعة وتوفير حلول للري الفعال.

3ـ توفير التدريب والتعليم: تقديم برامج تدريبية وتعليمية لتحسين مهارات الفلاحين واستخدام التقنيات الحديثة في الزراعة.

4ـ دعم الصناعات الزراعية: تعزيز تطوير وتنمية الصناعات المرتبطة بالزراعة مثل معالجة المحاصيل وتصنيع المنتجات الزراعية.

5ـ توفير الخدمات الصحية والاجتماعية: تقديم رعاية صحية وخدمات اجتماعية للفلاحين وعائلاتهم.

6ـ تسهيل الوصول إلى الأسواق: تطوير بنية تحتية لنقل وتوزيع المنتجات الزراعية بفعالية إلى الأسواق.

7ـ مكافأت ومساعدات مالية: تقديم مكافآت مالية أو إعفاءات ضريبية للفلاحين كجزء من احتفالات عيدهم.

8ـ تشجيع البحث والابتكار: دعم البحث الزراعي وتطبيق التكنولوجيا الحديثة في الزراعة.

المشاكل التي تواجه الفلاحين عديدة، وهى:

1ـ نقص التمويل: الكثير من الفلاحين يعانون من نقص التمويل، مما يجعلهم غير قادرين على تحسين ممارساتهم الزراعية واستثمار في تحديث التجهيزات.

2ـ تقلبات الأسعار: تواجه الفلاحين تقلبات كبيرة في أسعار المحاصيل والمنتجات الزراعية، مما يؤثر سلبا على دخلهم. التقلبات في الأسعار تؤثر بشدة على دخل الفلاحين وتجعل الزراعة أكثر تحديا. يجب على الحكومة أن تعمل على تصميم وتنفيذ برامج دعم فعالة لضمان استقرار الزراعة ورفاهية الفلاحين ومن المهم أن تقدم الحكومة الدعم المالي للفلاحين لمساعدتهم على مواجهة هذا الغلاء وضمان استدامة الزراعة.

على أن يشمل:

ـ دعم الأسمدة: وتوزيعها التوزيع العادل و توفير أسعار منخفضة أو منح دعم مباشر للفلاحين لشرائها.

ـ دعم النقل: وتوفير أسعار منخفضة لوقود المركبات الزراعية أو تقديم تخفيضات في تكاليف النقل الريفي.

ـ دعم العمالة: توفير برامج تدريبية للعمالة الزراعية وضمان دخولهم اللائق.

ـ دعم إيجار المعدات و توفير تسهيلات للفلاحين لاستئجار المعدات الزراعية بأسعار مناسبة.

إلى جانب توفير برامج تأمين صحي واجتماعي للفلاحين وعائلاتهم.

ثم دعم تسويق المحاصيل وتقديم مساعدة في تسويق منتجات الفلاحين والوصول إلى الأسواق دون وسيط. هذه الإجراءات يمكن أن تخفف من تأثير التقلبات في الأسعار على دخل الفلاحين وتعزز من استدامة القطاع الزراعي.

3ـ نقص البنية التحتية: البنية التحتية الزراعية في بعض المناطق تحتاج إلى تحسين، بما في ذلك الري والصرف والطرق الزراعية.

4ـ تغير المناخ: تأثيرات تغير المناخ، مثل نقص هطول الأمطار وزيادة درجات الحرارة، تشكل تحديا إضافيا على الزراعة وعلى الفلاح.

5ـ يتعرض الفلاحون للاستغلال من الوسيط التجاري مما يؤثر على أسعارهم ويقلل من أرباحهم، وكلنا يعلم ان مشكلة الوسطاء التجاريين في قطاع الفلاحة هي قضية شائعة في العديد من البلدان، واعتبار هذه الممارسات غير عادلة وتؤثر سلبا على دخل الفلاحين لمعالجة هذه المشكلة، يمكن للحكومة اتخاذ إجراءات حاسمة مثل:

ـ دعم التسويق المباشر: وتشجيع الفلاحين على بيع منتجاتهم مباشرة للمستهلكين أو للأسواق المحلية دون الحاجة إلى وسطاء.

ـ تنظيم الأسواق: يمكن للحكومة تنظيم أسواق المنتجات الزراعية وضمان توفر منافسة عادلة ومنصات للفلاحين لبيع منتجاتهم.

ـ توعية الفلاحين: توجيه الفلاحين حول أسعار السوق وأساليب التفاوض للحصول على أفضل قيمة لمنتجاتهم.

ـ عم تكنولوجيا المعلومات: استخدام التكنولوجيا للوصول إلى معلومات سوقية حية حول أسعار المنتجات والطلب.

ـ تشجيع التعاون بين الفلاحين: تشجيع الفلاحين على تشكيل تعاونيات لزيادة قوتهم في مفاوضات السوق وتحسين شروط بيع منتجاتهم.

بتأسيس وحدات صناعية في الأرياف لتصنيع المنتجات من موارد الإنتاج المحلية فكرة مهمة ومفيدة. يمكن أن تساهم هذه الوحدات في تحسين القيمة المضافة للمنتجات الزراعية وتعزيز اقتصاد المناطق الريفية.

من الممكن أن تسهم في خلق فرص عمل محلية وتقديم منتجات ذات جودة عالية للسوق المحلية والعالمية، والقيام بهذه الوحدات الصناعية تساعد الحكومة الفلاحين على الحصول على تمويل من القروض الزراعية أو الدعم من الحكومة أو المستثمرين الخواص، ويكون موقع. تلك الوحدات الصناعية في منطقة زراعية مناسبة للوصول إلى المواد الخام بسهولة.، وسهولة التسويق والتوزيع في الأسواق المحلية.

هذا يضاعف توظيف توظيف العمالة المحلية ويضاعف من فرص العمل للمجتمع المحلي وتدريبهم على التصنيع، وتشجيع الابتكار والجودة في عمليات الإنتاج. هذا النوع من المبادرات يمكن أن يكون له تأثير إيجابي كبير على تنمية المجتمعات الريفية وتعزيز الاستدامة الزراعية. هذه الإجراءات يمكن أن تساعد في تحسين وضع الفلاحين وزيادة دخلهم بشكل عام.

هذه مجرد نظرة عامة على ما يواجهه الفلاح المصري من مشاكل، وهذه بعض الإجراءات التي يمكن أن تساهم الحكومة في تعزيز وتطوير قطاع الفلاحة في البلاد.

إن الفلاحين يشكلون عمودا حيويا في اقتصاد البلاد ويسهمون بشكل كبير في تأمين الأمن الغذائي ورفاهية المجتمع.

نأمل من أصحاب القرار النظر في هذه القضايا الهامة واتخاذ الإجراءات الضرورية لدعم الفلاحين وتحسين أوضاعهم. إن تحقيق تقدم في هذا الجانب سيسهم في تعزيز التنمية المستدامة ورفاهية ملايين المصريين.

نحن كلنا ثقة بالحكومة وبرئيس الجمهورية في العمل على تحقيق هذه الأهداف وتحسين حياة الفلاحين بمصر، ونهنئهم بعيدهم الواحد والسبعين ونتمنى لهم آلاف الأعياد.. وتحيا مصر حكومة وشعبا ورئيسا.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى