الأجندة الزراعية

طريقتان للحماية من أضرار التغيرات المناخية

إعداد: أ.د.رمضان محمد محمد

رئيس بحوث بقسم الأشجار الخشبية والغابات ووكيل معهد بحوث البساتين للإرشاد والتدريب

لحماية المزارع من التغيرات المناخية لابد من إتباع الطريقتين التاليتين:

الأولى: إخراج زكاة الزروع كما أمرنا الله عز وجل.

الثانية: زراعة مصدات الرياح.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

لذلك نقول انتبهوا لفوائد مصدات الرياح وأنها ليست مضرة بالمزرعة بل تسبب زيادة في المحصول نتيجة لدورها في تحسين الحالة الفسيولوجية للنبات وزيادة نسبة العقد وتقليل التساقط وتحسين جودة الثمار، وأنه ليس هناك حامي للمزرعة من التأثيرات الضارة للرياح سوى مصدات الرياح التي تزرع بالطريقة العلمية السليمة وبالأنواع المناسبة من الأشجار الخشبية.

إن ما يوصي به بعض غير المتخصصين بزراعة صف على الحدود الخارجية للمزرعة بالليمون أو بتكثيف الصف الخارجي (تقريب مسافات الزراعة) من نفس الصنف المزروع وبذلك يتوهم بأنه حقق هدف الحماية.

ونقول لهم أن هذا العمل غير مجدي ولا يؤدي إلى الحماية المطلوبة وأن جميع المزارع التي بهذا الشكل تعرضت للخسائر من جراء فعل الرياح.

شاهد: زراعة مصدات الرياح لحماية محصولك (الأهمية والكيفية)

فوائد مصدات الرياح

1- تحسين الظروف المناخية وتعديل المناخ الدقيق وذلك عن طريق:

أ- تأثيرها على الرياح: تؤثر المصدات تأثيراً مباشراً على سرعة الرياح ويتناسب هذا التأثير طردياً مع كثافة المصد وارتفاعه، وقد أثبتت التجارب أن سرعة الرياح تتناقص إلى النصف بزيادة عدد خطوط المصد من 3-10 خطوط.

عموماً فان المصد الجيد يخفض سرعة الرياح إلى 25-30 كم / ساعة، ويلاحظ أن الرياح أمام المصد تنقسم الى ثلاثة أقسام:

ـ قسم يعلو المصد فيمر بدون تأثير.

ـ قسم يمر من المصد بعد تخفيض سرعته والإقلال منها.

ـ قسم يحجز أمام المصد بسبب انكساره على جذوع وأفرع وأوراق أشجار المصد.

يلاحظ أن تأثير المصد يختلف بإختلاف نوع الأشجار والشجيرات المستخدمة في إنشاؤه وكذلك اتجاه المصد، وكثافة تيجان الأشجار وارتفاعها.

ب- تحسين الرطوبة الجوية: رفع الرطوبة النسبية خلف المصد بمقدار 2-4 % بالمقارنة بالمناطق المكشوفة وهذا ضروري لنجاح عملية الأخصاب والعقد ولتحسين النضج للثمار وكذلك يقلل من معدل النتح بمقدار (13- 15%) خاصة عند تعرض البلاد لرياح الخماسين الحارة الجافة.

اقرأ المزيد: «الأمن الغذائي» في مواجهة التغيرات المناخية

ج- تحسين درجة الحرارة: يختلف تأثير المصدات على الحرارة باختلاف المواسم، حيث تعمل على خفض درجات الحرارة العظمى في الصيف، بينما ترفع درجات الحرارة الدنيا في الشتاء. وهذا الأمر له أهميه خاصة عند زراعة بعض المحاصيل الحساسة لدرجات الحرارة العظمى والدنيا وكذلك التي تتأثر بدرجات الحرارة المرتفعة والمنخفضة أي تقليل درجة الحرارة العظمى وزيادة درجة الحرارة الصغرى في المناطق المحمية يؤدي إلي حماية الأوراق من أحتراق أطرافها وكذلك من الأثر الضار للصقيع.

كما أنها بذلك توفر مناخ لطيف للإنسان والحيوان فتزيد من إنتاجيتهما.

لقد أوضحت بعض الدراسات أن درجة حرارة الهواء خلف المصد في وسط النهار صيفاً وعلى ارتفاع (1-4 قدم) من سطح الأرض وعلى بُعد من صفر – 4ع (أي أربعة أضعاف ارتفاع المصد) كان أقل بمقدار (6°م) عن المناطق غير محمية بينما على بُعد من (6-24ع) كانت أقل بمقدار (2-5°م).

أما أثناء الليل فوجد أن درجة حرارة الهواء بالقرب من سطح الأرض وعلى بُعد من صفر – 30 ع من المصد كانت أعلى بمقدار (2-3°م). وبالطبع فإن انخفاض الحرارة بالنهار يزيد من كفاءة عملية البناء الضوئي، بينما الزيادة بالليل مع الانخفاض بالنهار تقلل من الفرق بين درجات حرارة الليل والنهار والذي يساعد على استقرار العمليات الفسيولوجية في النبات ومعدلات النمو في كثير من المحاصيل الاقتصادية الهامة.

2- توفير كميات مياه الري: مصدات الرياح بتصديها للرياح الشديدة وكسر حدتها وخفض درجات حرارتها ورفع الرطوبة النسبية لها فهي بذلك تقلل من بخر الرطوبة الموجودة في الطبقة السطحية من التربة حيث ثبت أن نسبة الرطوبة في التربة على عمق من صفر – 40 سم ارتفعت بنسبة من 25 – 30% مقارنةً بالأراضي المكشوفه، كما أنها تؤدي إلى تكثيف الندى وبالتالي عندما يتساقط على التربة يؤدي إلى زيادة رطوبة التربة، وكذلك تقلل من فقدان المياه من النباتات نتيجة لتقليل النتح الزائد وهذا يؤدي إلى تقليل كمية مياه الري المضافة للري بمعدل يصل من 3-5%.

اقرأ المزيد: إرشادات هامة لحماية أشجار الفاكهة من الرياح والحرارة الشديدة

 كما أنها تعمل على خفض نسبة البخر من المسطحات المائية (الترع والمساقي والأنهار) بنسبة من 10 – 15% وأيضاً تعمل على تثبيت الشواطئ من النحر.

3- زيادة مردود المحاصيل الزراعية: مصدات الرياح تزيد المحصول بنسبة من 5 – 45% وذلك حسب شدة الرياح وطبيعة التربة ونوع المحصول، فمن المعروف أن المناطق المحمية بمصدات الرياح أفضل من المناطق غير المحمية بسبب التغيرات التي تحدثها المصدات في ظروف المناخ من خفض للحرارة وتقليل مخاطر الرياح الشديدة والعواصف الرملية والترابية وشدة أشعة الشمس والجفاف وسرعة البخر ورفع للرطوبة وتقليل للنتح، وبالتالي الحفاظ على المحتوى الرطوبي للأرض.

يعمل كل هذا في النهاية على توفير بيئة جيدة وملائمة لنمو هذه المحاصيل واستكمال دورة حياتها وزيادة أنتاجيتها، وكذلك حماية المشاتل التي توجد بها نباتات حساسة للصقيع.

إضافة إلى ذلك فان المصد يعمل أيضاً على:

– حسن توزيع مياه الري على النباتات المزروعة (خاصة في نظام الري بالرش).

– تقليل تعرض المحاصيل للإصابة بلفحة الهواء الساخن أو التعرض للذبول وكذلك الحماية من موجات الصقيع.

– العمل على حماية المحاصيل من الرقاد.

4- التأثير على خواص التربة: تعمل المصدات بجذورها والأجزاء النباتية الأخرى التي تتساقط منها على تفكيك التربة الثقيلة وتماسك التربة الخفيفة، كما أنها تمنع أو تقلل من تعرية التربة أو أنجرافها، في الوقت الذي تعمل فيه بواسطة المواد التي تُسقطها على التربة على استصلاح هذه التربة وتحسين نفاذيتها وتهويتها وزيادة عمق القطاع فيها.

ليس هذا فحسب بل إن المصدات تقلل من غسيل أو فقد العناصر الغذائية مع مياه الصرف فتحافظ على خصوبتها وتزيد من نسبة المادة العضوية بها نتيجة لتساقط الأوراق مما يزيد من قدرتها على الاحتفاظ بالمياه بأكثر من (15%) عن الأراضي المكشوفة.

اقرأ المزيد: لماذا نزرع مصدات الرياح حول بساتين الفاكهة؟

كما أن المصدات تلعب دوراً مهماً في تحسين درجة حرارة التربة مما يحسن من تنشيط الجذور للامتصاص وكذلك تنشيط الكائنات الدقيقة بالتربة والتي تحسن أيضاً من خواص التربة وقد وجد أن المصدات ترفع درجة حرارة التربة حتى عمق 50 سم خلف المصد وحتى مسافة 20 ع في الشتاء والربيع وتخفضها في الصيف والخريف مقارنةً بالأراضي المكشوفة.

تعمل المصدات أيضاً على خفض الـPH للتربة نظراً لتكوين حمض الكربونيك والذي ينتج من إذابة Co2 الناتج من تنفس الجذور بمحلول التربة.

كما أن الأشجار والنباتات بصورة عامة تقف عائقاً أمام زحف وأنتقال حبيبات التربة بواسطة الرياح أو المياه نظراً للصفات الميكانيكية التي تتصف بها جذور النباتات بتثبيتها للتربة الصالحة ومنع انتقالها من محل إلى آخر.

4- حماية الطيور والحيوانات: إن مصدات الرياح تؤمن الظل للحيوانات والطيور صيفاً والدفء والمأوى الأمن شتاءً والمرعى الجيد لتغذية النحل والحماية اللازمة من الرياح الشديدة التي قد تكون سبباً في تدني الإنتاج الحيوانى بشكل عام، ويعمل المصد على تقليل برودة الهواء في الشتاء، وبالتالي يقل إحتياج الحيوان للتغذية الإضافية لمواجهة البرودة بمقدار النصف وفى الصيف يقلل المصد الأجهاد الحراري على الحيوانات وتعمل على الحماية من الرياح الشديدة الحاملة للغبار والأتربة التي تختلط بإعلاف الحيوان وشعره والتي قد تكون سبباً في أمتناعه عن الأكل وبالتالي تدني إنتاج الحيوان بشكل عام.

وأثبتت التجارب أن خفض سرعة الرياح في المراعي يؤدي إلى زيادة محسوسة في متوسط وزن الماشية (سواءً المنتجة للحم أو اللبن) ذلك لأن الحيوانات المحمية من الرياح تحتفظ بسعراتها الحرارية كاملة لإستغلالها في الإنتاج.

اقرأ المزيد: نتائج مناقشات جروب «هيئة بحوث البساتين» بشأن مصدات الرياح

ومن التأثيرات الإيجابية الأخرى:

– تقليل موت الحيوانات خلال فترة هبوب العواصف والرياح الشديدة.

– تحسين جودة ونوعية محاصيل العلف.

5- إنتاج الأخشاب والمنتجات غير الخشبية: لما كانت المصدات تعتمد في إنشائها على الأشجار والشجيرات، فلابد أن تهدف إدارتها إلى إجراء دورات خاصة لإستثمارها من خلال عمليتي القطع أو الخف، وبالتالي إقامة المصانع لتصنيع الأخشاب الناتجة سواءً كانت مصانع للأخشاب المنشورة أو للأخشاب المفرومة أو مصانع لإنتاج أخشاب القشرة، وإقامة أماكن لتجفيف الأخشاب وغير ذلك، وبهذا تساهم في تقليل إستيراد الأخشاب وتوفير العملة الصعبة، وهذا يؤدي أيضاً إلى تقليل البطالة، وكذلك تأمين حاجة المنطقة المقام فيها المصدات من أخشاب الوقود ومواد العلف وبعض النواتج الأخرى التي قد يحتاجها سكان المنطقة.

كما أن بعض أشجار المصد يمكن لها إنتاج البذور والثمار مثل النبق والتوت والتمر هندي والخروب وثمار اللوز والجوز والصنوبر، وكذلك تربية دودة الحرير (على أشجار التوت) أو أنتاج علف للمواشي (بزراعة الأكاسيات).

كما يستخرج منها بعض المنتجات التي لها أهمية كبيرة في حياتنا وتأخذ مكانه فى التجارة العالمية حيث تدخل فى العديد من الصناعات مثل صناعة الأدوية، مستحضرات التجميل والعطور، دباغة الجلود، صناعة الورق، المبيدات الفطرية والحشرية، مكسبات اللون والطعم.

اقرأ المزيد: التغيرات المناخية وأضرارها على النباتات

8- فوائد متفرقة:

ـ تلطيف المناخ الموضعي والمحلي وحماية عمال الزراعة وتوفير مناخ جيد أثناء قيامهم بالعمليات الزراعية.

ـ تعمل على منع وصول الأتربة والغبار للآلات الزراعية وللمصانع فتقلل من تكاليف الصيانة.

ـ توفير استهلاك الطاقة اللازمة للتبريد أو التدفئة وذلك بمقدار من 20- 40% سواءً للمناطق العمرانية أو مزارع الإنتاج الحيواني والداجني وغيرها.

ـ حماية الطرق السريعة وخطوط السكك الحديدية من عمليات سفي الرمال التي تؤدي إلى تغطيتها أثناء العواصف الرملية الشديدة وتتسبب في وقوع الكثير من الحوادث وأيضاً تقليل تكاليف الصيانة.

ـ تشغيل الأيدي العاملة، خاصة عند إنشاء المصدات الرئيسية أو الأحزمة الواقية حول المدن الكبرى والطرق السريعة والتي تتولى إقامتها الدولة ومؤسساتها العامة، حيث يعتبر إنشاء مثل هذه المصدات وتلك الأحزمة أحد المشاريع العامة التي تحتاج إلى أيدي عاملة كثيرة، إضافة لما ستحتاجه لصيانتها واستثمارها بصورة مستمرة.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى