الأجندة الزراعية

زراعة واستخدامات نبات الأقحوان “عباد القمر” (فيديو)

إعداد: أ.د.ربيع مصطفى

أستاذ النباتات الطبية والعطرية بمعهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية، وكيل وزارة الزراعة الأسبق بالفيوم – (خبير في زراعة وإنتاج النباتات الطبية والعطرية للتواصل: 01010490336 – 01224982537)

في السطور التالية نستعرض بالتفصيل زراعة نبات الأقحوان “عباد القمر”، واستخداماته..

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

الأقحوان (عباد القمر) Marigold
Calendula officinalis
Fam. Compositae (Asteraceae)

الموطن الأصلي لنبات الأقحوان

يحتمل أن يكون الموطن الأصلى لانواع هذا الجنس هى سواحل البحر الابيض المتوسط فى افريقيا واوربا، وانتشرت زراعته فى معظم بقاع العالم وخاصة المناطق المعتدلة حراريا، واصبحت اهم الدول المنتجة هى: اسبانيا – امريكا – من اكبر الدول النتجة للاقحوان تليها هولندا – مصر – المجر المغرب – ايطاليا – فرنسا.

المساحة الكلية المزروعة فى مصر من نبات الاقحوان «عباد القمر» حوالى 596 فدان كلها فى محافظة الفيوم حسب احصائيات قطاع الشؤن الاقتصادية وزارة الزراعة لعام 2021 شتوى.

تعتبر محافظة الفيوم اولى محافظات الجمهورية فى زراعة نبات «عباد القمر»، وتنشر زراعته فى مركزى ابشواى ويوسف الصديق واهل الفيوم يفضلون زراعة عباد القمر نظرا لخبرتهم فيه وتوارثهم زراعته، بالإضافة إلى انخفاض تكاليف الزراعة مقارنة بباقى الزراعات الآخرى للنباتات الطبية والعطرية.

يعتبر «عباد القمر» مصدرا هاما لزيادة الدخل المزرعى باعتباره أحد أبرز النباتات الطبية والعطرية التي تشتهر محافظة الفيوم بزراعته، حيث أنه يدر دخلا وفيرا للمزارع.

تُعد فترة حصاد محصول «عباد القمر» هى الفترة الذهبية للشباب الذكور والآناث اللاتي تسعد للزواج نظرا لعملهن في جني أزهار هذا النبات باليومية، خاصة أنها مهمة سهلة وسريعة.

شاهد: أرباح زراعة فدان عباد القمر أو شيح البابونج (تفاصيل من مزارع)

الوصف النباتي لـ”الأقحوان”

هذا الجنس يتبع العائلة المركبة Fam. Compositae (Asteraceae) ونباتاته كلها عشبية حولية شتوية صغيرة الحجم فى النمو وهى متجمعة ليس لها ساقا الا بعد ان تمر بفترة النمو الخضري، ويصل ارتفاعه إلى حوالى 40 سم.

ـ الاوراق: جالسة بسيطة ملعقية الشكل ومستطيلة يصل ارتفاعها من 10 – 20 سم وعرضها من 2 – 3 سم لونها اخضر داكن ناعمة الملمس.

ـ الازهار: تخرج فى نوره مركبة ذات محور رئيسى ينتهى بقرص مستدير قطرها من 3 – 5 سم توجد على حوافها الخارجية عدد من الزهيرات الشعاعية الصفراء او البرتقالية عددها من 20 – 25 زهرة، بينما الزهيرات الانبوبية او القرصية تتركز فى الداخل واعدادها كبيرة جدا لونها اصفر غامق محمر.

ـ الثمار: سبسلاء محتوية على بذور طويلة مجعدة لونها بنى.

شاهد: عباد القمر (الأقحوان) التجهيز للتصدير والأرباح

أنواع الأقحوان

1- الاقحوان البرتقالى: C. officinalis، هذا النوع سريع النمو يصل لارتفاع حوالى 50 سم بعد الازهار اوراقه طويلة حافتها مستديمة او مسننة قليلا والنورة لونها برتقالى محمر محمولة على حامل متوسط الطول.

2- الاقحوان الاصفر : C . suffruticosa، يشبه النوع السابق الا ان اوراقه مسننة تسنينا غزيرا ودقيقا ولكن النورة صفراء على حامل طويل.

3- الاقحوان القزمى: C . stellata، هذا النوع نباتاته صغيرة الحجم جدا لا يتعدى ارتفاعها 30 سم عند التزهير والاوراق بيضاوية الشكل قمتها ملعقية وحوافها عليها زغب طويل عند قواعدها والنورة صغيرة الحجم لونها اصفر برتقالى.

شاهد: كيف تحصل على أعلى إنتاجية من زراعة نبات الأقحوان؟

الظروف البيئية لزراعة الأقحوان

انواع الاقحوان تعتبر من النباتات الشتوية التى تنمو خلال اشهر الشتاء منخفضة الحرارة، كما انها تتحمل درجات الحرارة المرتفعة صيفا وتتحمل ايضا درجات مختلفة من الجفاف افترات محدودة منتجة ازهار صغيرة الحجم ولونها باهت.

تجود زراعتها فى معظم الأراضي الزراعية وخصوصا الثقيلة والصفراء الخفيفة كما انها تتحمل درجات من الحموضة بدرجة ملحوظة وتتأثر فى نموها بوجود عنصر المنجنيز الذى يؤدى ارتفاع مستواه فى الاراضى المنزرع بها الاقحوان الى خفض النمو وتقزمه بدرجة كبيرة نتيجة طرد اهم العناصر المعدنية الاخرى مثل الماغنسيوم والحديد واحلاله محلها، ولهذا يعتبر نبات الاقحوان من النباتات الحساسة لعنصر المنجنيز فى حالة تواجده في المحلول الغذائى للتربة بصورة كبيرة.

زراعة الأقحوان

ـ التكاثر: نبات الاقحوان من المحاصيل الشتوية التى تزرع شتاءا وتتكاثر بالبذرة، حيث يتم عمل مشتل قبل الزراعة فى الارض المستديمة وافضل ميعاد لعمل المشتل هو شهر نصف اغسطس حتى اكتوبر، ويستمر هذا المشتل حوالى من 35 – 45 يوم من تاريخ زراعة البذرة وكلما كان الموعد مبكرا انتجت نموا كبيرا وازهارا كثيرة الحجم كثيفة اللون.

ـ معدل الزراعة: يحتاج الفدان من 20 – 25 ألف شتلة من نباتات الأقحوان وهذة الكمية يمكن انتاجها من كمية بذرة فى حدود من 1,5 – 2 كجم من البذور الخالية من الافات والمسببات المرضية ومطابقة للنوع والصنف ويفضل اخذ التقاوى من نفس العام اولا تزيد مدة تخزينها عن 3 سنوات ومأخوذة من نباتات قوية النمو كبيرة الازهار.

شاهد: زراعة الأقحوان .. تفاصيل لتحقيق أعلى إنتاجية وزيادة الأرباح

ـ طرق الزراعة: يمكن الزراعة على خطوط بعد حرث الارض المستديمة حرثتين متعامدتين ثم يتم التخطيط عرض الخط حوالى 70 سم وتزرع الشتلات على الثلث العلوى من الخط على مسافة 30 سم فى وجود مياه الرى ويفضل الرى بنظام التنقيط او الرش المحورى.

ـ الأراضى القديمة: يضاف قبل الحرثة الأولى السماد البلدى القديم المتحلل بمعدل 15 – 20 م3 / فدان ثم تسوى الأرض وتخطط بمعدل 12 خط / القصبتين ينثر السماد الفوسفاتى بمعدل 200 – 250 كجم سوبر فوسفات الكالسيوم + 50 كجم كبريت زراعى للفدان قبل التخطيط مباشرة تزرع الشتلات فى وجود الماء على مسافة 25 – 30 سم بين النبات والآخر بعد 3 – 5 أيام تروى النباتات تجرية (على الحامى). ثم ينظم الرى كل 15 – 20 يوم.

ـ الأراضى الجديدة: تجهز الأرض بالحرث والتزحيف ثم إضافة السماد البلدى القديم المتحلل بمعدل 20 – 25 م3 / فدان + 100 كجم كبريت زراعى. تفرد خراطيم مياه الرى على مسافة 70- 100 سم ثم تروى الأرض. تزرع الشتلات فى وجود الماء على جانبى خرطوم الري بالتنقيط بمسافة 10 – 15 سم وتكون المسافة بين النبات والآخر 25 – 30 سم تروى الأرض بمعدل 1 – 2 ساعة يومياً صباحاً ومساءاً حتى تنجح الشتلات ثم ينظم الرى بعد ذلك كل 3 – 5 أيام.

شاهد: اربح 17 ألف جنيه من زراعة فدان الأقحوان

ري نباتات الأقحوان

تحتاج نباتات الاقحوان الى كميات معتدلة من مياه الرى ووجد ان اعطاء نبات الاقحوان من 2000 – 2500 م3 من مياه الرى بنظام التنقيط تعطى انتاج جيد من النمو الخضرى والزهرى والمكونات الكيماوية على ان يتم تقسيم هذة الكمية على مدار موسم النمو وعلى الاقل مرتين فى الاسبوع. اما فى حالة الري بالغمر فيمكن ان يتم الرى كل 2- 3 اسبوع خلال فترة النمو الخضرى وكل اسبوعين اثناء قطف الازهار المكتملة التفتح على ان يمنع الرى خلال نضج الثمار وتكوين البذور.

تسميد نباتات الأقحوان

تم التنويه عن استخدام الأسمدة العضوية والفوسفاتية قبل الزراعة، واثناء نمو النباتات يضاف كمية 100 كجم من سماد سلفات النشادر تضاف بعد شتل النباتات بحوالى شهر وتقسم على دفعات اثناء النمو الخضرى + 50 كجم من سماد سلفات البوتاسيم قبل التزهير واثناء جمع الازهار يتم تكرار ربع الكمية السابقة من التسميد المعدنى.

كما ينصح اضافة بعض العناصر النادرة مثل البورون والزنك والنحاس والمولبيديم وذلك لزيادة معدلات الازهار وارتفاع الكاروتينات فى الزهيرات القرصية والماغنسيوم والكوبلت يساعدان على كبر حجم النورات والمواد الكاروتينية والنحاس يساعد على تكوين النورات الزهرية وتحسين صفاتها الطبيعية فيما عدا المنجنيز الذى تظهر نباتات الاقحوان الحساسية منه.

الأمراض والآفات التي تصيب نباتات الأقحوان

نبات الاقحوان يصاب بالكثير من الامراض المختلفة والتى تسبب خفض فى المحصول الزهرى واهمها:

1ـ مرض التبرقش: المسبب لة فيروس Chlorogenus callisitiphi var. californicus، وتظهر الاعراض فى صورة اصفرار او بقع صفراء على الاوراق تتحول الى اللون البنى ثم تجف الاوراق ويتقزم النبات والمقاومة تتم بـأقتلاع النباتات المصابة وحرقها خارج الحقل.

2ـ مرض الموزايك: المسبب لة فيروس Marmor cucumeris، وتظهر اعراض هذا المرض على هيئة خطوط صفراء اللون على نصل الاوراق او حواف البتلات الخارجية للنورات ثم يظهر اللون البنى او الرمادى عليها ويقاوم باقتلاع النبات المصاب وحرقه مع الرش الدولرى بمبيدات امنة للتخلص من الحشرات الناقلة للمرض مثل انتى انسكت معدل لتر / 150 لتر ماء او انسكت استوب بنفس المعدل السابق.

3ـ البياض الدقيقي: هو مرض فطرى يصيب نباتات الاقحوان وتظهر علامات الاصابة على سطحى الورقة بظهور اللون الابيض وتتم المقاومة باستخدام المركبات الامنة لمقاومة هذا المرض اثناء النمو الخضرى للنباتات مثل مركب (كوبيرال ماكس – بلايت ستوب – بايواكت).

4ـ صدأ الاوراق: مرض فطرى يسببة فطر Puccinia flageriae ويقاوم باستخدام مبيدات نحاسية مثل محلول بوردو معدل 0,1 – 0,3% او مثل مركب (كوبيرال ماكس – بلايت ستوب – بايواكت).

محصول الأقحوان

يتم جمع النورات فى نبات الاقحوان كاملة التفتح حيث يبدأ النبات فى التزهير ابتداء من بداية شهر يناير حسب الظروف الجوية والخدمة للنبات وتستمر عملية الجمع حتى نهاية موسم التزهير فى شهر مايو وتأخذ الارض المزروعة بعباد القمر اللون البرتقالى الجميل معلنة كرنفال كبير لنبات عباد القمر.

تتم عملية قطف او جمع النورات على فترات عن طريق عمالة مدربة وتجمع من بداية التزهير وحتى انتهاء الموسم وفى الصباح الباكر ومن بداية التزهير يتم الجمع كل 10 – 15 يوم ثم تقلل الفترة بين الجمعة والاخرى كل اسبوع وتصل الفترة حوالى من 3 – 4 ايام بين الجمعة والاخرى مع ارتفاع درجات الحرارة فى الربيع ويمكن اخذ حوالى من 10 – 12 جمعة فى الموسم الواحد حسب الظروف الجوية والعمليات الزراعية.

يتم نقل هذة النورات بعد جمعها الى المناشر الموجودة فى اماكن مظللة وهناك بعض المزارعين يقوموا بتجفيف الاقحوان على الارض مباشرة شرط ان تكون اما الارضية من الخرسانة او يتم التجفيف على مفارش من البلاستيك او القماش وفى الحالة الثانية تقل جودة المنتج النهائى من ملوثات وغيرها وفى كلتا الحالتين يجب ان لا يزيد سمك طبقة النورات عن 10 سم منعا لحدوث التعفن والتخمر فى النورات ويتم التقليب يوميا وتستمر فترة التجفيف عدة ايام لتمام التجفيف بعدها تصبح النورات جافة تتم التعبئة فى كراتين خاصة من الورق المقوى وتخزن فى مخازن جيدة التهوية وبعيدة عن الماء والرطوبة.

يعطى الفدان الواحد حوالى من 7 – 10 طن نورات طازجة و1,5 – 2 طن من النورات الجافة هوائيا ويتوقف ذلك على عمليات الخدمة والظروف الجوية.

المكونات الكيماوية

نباتات الاقحوان تحتوى على بعض المركبات الجليكوسيدية واهمها حامض اولينوليك Oleanolic والمركب الالدهيدى اولينوليك Oleanolic aldehyde ونسبتهم مرتفعة فى النوع البرتقالى (0,8%) ومنخفضة فى النوع الاصفر (0,45%) وحامض اولينوليك يتكون فى الاوراق الحديثة ثم ينتقل الى الجذور خلال فترات النمو المختلفة الا ان هذة المادة تتركز كميتها فى النورات الزهرية وخصوصا النورات القرصية او الانبوبية، حيث تنقل اليها من الاوراق خلال فترة اكتمال الازهار وتفتحها كاملا وباقى الاعضاء النباتية لنبات الاقحوان تختلف فيما بينها فى كمية المادة الجليكوسيدية.

استخدامات الأقحوان

1- الأقحوان نبات عشبى، حولي شتوى يستخدم لأغراض تنسيق وتجميل الحدائق لما يتمتع به من جمال الأزهار وألوانها الزاهية.

2- الأزهار وبتلانها تؤكل وتستخدم فى عمل السلطات وأطباق الأسماك واللحوم والأرز والحساء، وكبديل للزعفران كمصدر للون الأصفر.

3- المستخلص الكحولى والناتج من نورات الاقحوان الزهرية يستخدم فى الصناعات الغذائية كمادة ملونة طبيعية تعطى اللون الاصفر فى تلوين منتجات الالبان والجبن.

4- منقوع الأزهار فى الماء الساخن يستخدم فى الآتى:
– كمشروب فى علاج قروح الفم واللثة والبلعوم والمريء وعلاج النزلات المعوية الخفيفة ولطرد الديدان الاسطوانية.
– كحمام مائى لمعالجة قروح الأرجل وبعض أنواع الالتهابات الجلدية والحروق والجروح والكدمات ولمنع الغرغرينا.
– كغسول لعلاج احتقان الجفون صباحا ومساءا.

5- تستخدم هذة الصبغة الملونة فى تغذية الطيور المنزلية وخاصة الدواجن لزيادة كمية الدهون فى اجسامها وتلوين الجلد الخارجى والدهن باللون الاصفر الكهرمانى لتحسين صفات اللحم خصوصا مع دواجن التسمين اما البياض منها استخدام النورات الصفراء مع الاعلاف تؤدى الى كثرة البيض مع تلوين الصغار باللون الاصفر الداكن لتحسين صفات البيضة مع كبر حجمها وثقل وزنها.

6- المركب الجليكوسيدى اولينوليك الحمضى والناتج من اوراق ونورات نبات الاقحوان يقيد فى تنشيط الدورة الدموية مع سرعة تدفق الدم الى الشرايين والاوردة والشعيرات الدموية مما يساعد على سرعة التئام وسهولة امتصاص الدم المحبوس فى العضلات نتيجة الاصابات بالكدمات او الكسور او الضرب المبرح.

7- يستخدم نبات الأقحوان فى علاج:
تشنجات العضلات.- المغص والامساك – الحمى – السرطان – نزيف الأنف.

8- استخدامات الزيت الطيار من البتلات:
– ستعمل من ضمن تراكيب المراهم فى حالة الإلتهابات الجلدية وجفاف الجلد وحب الشباب والبثور والجروح والحروق والإكزيما وتشقق الشفاه ولعلاج الحلمات المشققة لدى الامهات الحوامل وكذلك كمراهم لتخفيف حروق الشمس.
– لعلاج الآلام الروماتيزمية والنقرس والجرب.
– يدخل فى بعض مكونات مثبتات الشعر (الصبغة الصفراء) ومستحضرات التجميل والكريمات.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى