الأجندة الزراعية

زراعة «الحنظل».. واستخداماته

إعداد: أ.د.ربيع مصطفى

أستاذ النباتات الطبية والعطرية بمعهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية، وكيل وزارة الزراعة الأسبق بالفيوم – (خبير في زراعة وإنتاج النباتات الطبية والعطرية للتواصل: 01010490336 – 01224982537)

في السطور التالية نستعرض بالتفصيل زراعة واستخدامات نبات الحنظل..

الحنظل Bitter Apple

Citrullus colocynthis Schr

العائلة القرعية: Fam. Cucurtibaceae

فقد قال الله -تعالى-: (أَلَم تَرَ كَيفَ ضَرَبَ اللَّـهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصلُها ثابِتٌ وَفَرعُها فِي السَّماءِ* تُؤتي أُكُلَها كُلَّ حينٍ بِإِذنِ رَبِّها، وَيَضرِبُ اللَّـهُ الأَمثالَ لِلنّاسِ لَعَلَّهُم يَتَذَكَّرونَ* وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبيثَةٍ اجتُثَّت مِن فَوقِ الأَرضِ ما لَها مِن قَرارٍ). “سورة إبراهيم: 24-26”

قال الإمام الطبري: “اِخْتَلَفَ أَهْل التَّأْوِيل فِيهَا أَيّ شَجَرَة هِيَ؟ فَقَالَ أَكْثَرهمْ: هِيَ الْحَنْظَل”، وقد ثبتت أحاديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ذم شجرة الحنظل، منها:

ثبت في حديث أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَثَلُ المُؤْمِنِ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الأُتْرُجَّةِ، رِيحُها طَيِّبٌ وطَعْمُها طَيِّبٌ، ومَثَلُ المُؤْمِنِ الذي لا يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ التَّمْرَةِ، لا رِيحَ لها وطَعْمُها حُلْوٌ، ومَثَلُ المُنافِقِ الذي يَقْرَأُ القُرْآنَ مَثَلُ الرَّيْحانَةِ، رِيحُها طَيِّبٌ وطَعْمُها مُرٌّ، ومَثَلُ المُنافِقِ الذي لا يَقْرَأُ القُرْآنَ كَمَثَلِ الحَنْظَلَةِ، ليسَ لها رِيحٌ وطَعْمُها مُرّ). “أخرجه البخاري”.

الموطن الأصلي لـ”الحنظل”

الموطن الأصلى لهذا النوع من النباتات هو حوض البحر الأبيض المتوسط، كما انه ينمو بريا على السواحل البحرية لشمال إفريقيا وأوربا وغرب اسيا وفى المناطق الصحراوية المختلفة، وأهم البلاد المنتجة لثمار الحنظل هى مصر وتركيا واسبانيا.

الوصف النباتي لـ”الحنظل”

هذا النبات يتبع العائلة القرعية Fam. Cucurtibaceae وهو نبات زاحف حولى غزير التفريع فروعة مضلعة عليها زغب كثيف وتخرج منة محاليق طويلة.

الاوراق بسيطة معنقة بها تفصيص غائر من 3 إلى 4 فصوص ذات لون اخضر باهت مغطاة بالزغب ملمسها خشن حافتها مستديمة.

الازهار صفراء اللون تخرج من ابط الاوراق.

الثمار كروية الشكل قطرها يصل الى حوالى 15 سم وهى مخططة بألوان مخضرة او مصفرة عند النضج بداخلها بذور منبسطة بيضاوية الشكل لونها اصفر بنى ومزاق معظم هذة الثمار مر الطعم، ومن هنا جاءت الامثال التى تضرب على الحنظل واستخدلمها فى فطام الاطفال الرضع لمرارة طعم تلك الثمار.

الظروف البيئية لزراعة الحنظل

هذا النوع من نباتات الحنظل بغزارة وانتاج ثمرى مرتفع فى المناطق شديدة الحرارة منخفضة الرطوبة قليلة الامطار، وتتميز بطوا فترة النهار وشدة الاشعة الشمسية.

يجود الحنظل فى الاراضى الخفيفة خاصة الرملية، ولهذا ينتشر تواجده فى الأراضي الصحراوية وتتحمل النباتات درجات عالية من الملوحة والأراضي الهامشية وفقيرة الخصوبة.

زراعة الحنظل

تتكاثر نباتات الحنظل بالبذرة خلال فصل الربيع واول الصيف ويتم معاملة البذور بالنقع لمدة 12 ساعة فى الماء الجارى او داخل خيش مبلل بالماء لتسهيل عملية الانبات وذلك لسمك قصرة البذرة وإزالة المواد المانعة للانبات. كما يمكن معاملة البذور بالنقع فى مياة باردة (8م) لمدة 8 ساعات فى الظلام ثم يتم التعريض لحرارة مرتفعة (43م) لمدة 16 ساعة يساعد ذلك على خروج الجنين.

معدل البذور التى يحتاج اليها الفدان هو من 1 الى 1,5 كجم تكون ناتجة من محصول سابق خالية من الاصابات الحشرية والفطرية وهذة النباتات تكون قوية النمو الخضرى والانتاج الثمرى وذات طعم مرتفع المرارة.

تتم الزراعة بعد اجراء عمليات الحرث اكثر من مرة والتسوية ويتم تخطيط الارض على هيئة مصاطب عرضها من 150 الى 180 سم وتزرع البذور فى جور كل جورة بها من 2 الى 3 بذرة والمسافة بين الجورة والاخرى من 25 الى 30 سم تكون على الجانب العلوى للمصطبة بشرط ان تكون المصطبة مشبعة بالمياه، حيث يتم رى الارض قبل الزراعة ونترك الارض بدون رى بعد الزراعة لحين خروج البادرات وتظهر على ورقتين تخف النباتات الى نباتين فقط ثم الرى بعد ذلك.

الري

تكون عملية الرى معتدلة على ان تروى الارض ريا خفيفا وعلى فترات متباعدة بمعدل مرة كل شهر خلال فترة النمو الخضرى ثم نترك النباتات بدون رى لحين تزهر وتثمر النباتات ثم تروى رية خفيفة عندما تكون الثمار فى حجم الليمونة، ثم يمنع الرى بعد ذلك حتى تنضج الثمار ويصبح لونها اصفر مخضر.

تسميد الحنظل

ينصح بالتسميد العضوى قبل الزراعة معدل 20م3 للفدان وبعد عملية خف النباتات يضاف السماد الازوتى والفوسفورى والبوتاسى بمعدل 100 – 100 – 50 كجم من الأسمدة المعدنية على الترتيب للفدان الواحد على توضع على دفعات الاولى بعد الخف والتى تليها بعدها بشهر.

محصول الحنظل

عند نضج الثمار ويصبح لونها اصفر مخضر وجلدها سميك وصلب ومعظم اوراق النبات تصفر وتجف وتنقل الثمار الى اماكن التجفيف جيدة التهوية وبعيدة عن الرطوبة المرتفعة وفى بعض الاحيان يتم تقطيع الثمار الى اجزاء صغيرة توضع فوق المناشر لتجفيفها تجفيفا مباشر فى الهواء الطلق والمعرضة للشمس او الظل ويمكن ان تجفف الثمار فى افران درجة حرارتها من 50 الى 60 م5 ثم تعبأ الثمار فى اجولة من الجوت.

معدل انتاج الثمار للفدان حوالى من 500 الى 750 كجم ثمار جافة وتقل عن ذلك فى حالة تقطيع الثمار تكون من 450 الى 500 كجم من الثمار المجففة.

المحتوى الكيماوي لـ”الحنظل”

يحتوى لب ثمار الحنظل على مواد مرة الطعم وهى عبارة عن مواد جليكوسيدية تعرف باسم  Colocynth وعند معاملة تلك المادة بالاحماض المعدنية او بالانزيمات يتحول الى االاجليكون المعروف بأسم كوكربيتاسين 1 ومركب الجليكون المكون من سكريات احادية منها سكر الجلوكوز.

كما ان البذور تحتوى على كمية مرتفعة من الزيت الثابت تتراوح كميتة من 15 الى 20% مكون من مركب عضوى غير مشبع من بينها مادة الفيتين Phytane ومركب البرستان Pristan ومواد من الدهون الكحولية خاصة مادة الفيتول  Phytol.

استخدامات الحنظل

1ـ يستخدم المنقوع المائي لثمار ولب الحنظل كمشروب شعبى لإزالة حالات الامساك المزمن ولتنشيط حركة الامعاء والمعدة مما يساعد على سهولة الهضم وتقليل الغازات.

يفيد المنقوع فى علاج بعض الأمراض الروماتزمية وعلاج الصفراء والام الكبد وكسلة.

يفيد المنقوع فى علاج امراض العيون بقتل البكتريا والفطريات العالقة بها كما يفيد فى الامراض الجلدية.

الزيت الثابت والمستخلص من البذور يفيد فى علاج بعض الأمراض الجلدية منها مرض الجرب وطرد وقتل القراد العالق بجلد الحيونات الزراعية والمواشى والطيور المنزلية والحيونات الاليفة.

وُجد أن بعض المواد المستخلصة من أوراق الحنظل تساعد وبشكل كبير على تقليل نمو الخلايا السرطانية، خصوصاً سرطان الثدي وسرطان المعدة. يُعزى السبب في ذلك إلى احتوائه على نسب عالية من مضادات الأكسدة.

من أبرز فوائد الحنظل أنه يساعد في الحماية من مرض السكري؛ فقد ثبت أن تناوله بكميات محدودة من قبل مريضات السكري يساعد وبشكل كبير في ضبط مستوى سكر الدم لديهن خلال اليوم.

فمنذ القدم والحنظل يُستخدم كعلاج طبيعي لتساقط الشعر، إذ إن خلاصته الممزوجة ببعض الزيوت الطبيعية تساعد وبشكل كبير في إنبات الشعر وخاصة في مناطق الفراغات.

يحتوي الحنظل على العناصر والمكونات المفيدة للبشرة، فهو يساهم في الشفاء من لدغات الحشرات التي تسبب احمرار الجلد. ويساهم في علاج التهابات وحروق البشرة التي تنتج عن التعرض لأشعة الشمس. ويحارب بقوة ظهور تجاعيد البشرة والخطوط الدقيقة وعلامات التقدم في السن. يساهم في إعادة الحيوية والنضارة للبشرة، كما يعمل علي ترطيبها. يساعد في القضاء علي الحبوب والبثور التي تظهر على البشرة. كما يعمل على توحيد لون البشرة وتفتيح البقع الداكنة فيها.

عمل على خفض مستويات الكوليسترول الضار بالجسم والدهون الثلاثية التي تسبب الكثير من الأمراض.

10ـ يخلص من التهابات المفاصل المزمنة، وآلام الظهر والأفخاد، والعضلات الناجمة عن الالتهابات، بالإضافة إلى أنه يعالج مرض عرق النساء الذين يصيب الكثيرين.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى