الأجندة الزراعية

«القطيفة العطرية».. الزراعة والفوائد والاستخدامات 

إعداد: أ.د.ربيع مصطفى

أستاذ النباتات الطبية والعطرية بمعهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية، وكيل وزارة الزراعة الأسبق بالفيوم – (خبير في زراعة وإنتاج النباتات الطبية والعطرية للتواصل: 01010490336 – 01224982537)

القطيفة العطرية Marigold

Tagetes minuta L.

Fam . Compositea  (Asteraceae)

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

سميت بالقطيفة لنعومة ملمسها الذي يشبه ملمس القماش المخمل أزهارها قابلة للقطف وتعيش بعده لفترة طويلة نسبياً، وتستخدم لغرض الزينة والديكور الداخلي المنزلي ولرائحتها الجميلة، وهي من النباتات التي تقبل الزراعة في الأحواض. أزهاره ذات لون أصفر أو برتقالي وغالباً ما نجدها تزين شوارع المدن وتغطي الأرصفة بين الشوارع تشبه ازهار الاقحوان (عباد القمر).

الموطن الأصلي لـ«القطيفة العطرية»

من المحتمل ان يكون الموطن الطبيعى لنباتات هذا الجنس هو جنوب اوربا او شمال وجنوب افريقيا بالرغم من نموها البرى فى كثير من بقاع العالم مختلفة الظروف الجوية، واهم البلدان المنتجة لهذة الانواع من القطيفة هى اسبانيا ثم تليها الولايات المتحدة الامريكية ثم المغرب والبرازيل.

الوصف النباتي لـ«القطيفة العطرية»

انواع هذا الجنس نباتات عشبية حولية من النباتات الموسمية صيفى إلا أنه يمتد وجوده حتى بدايات الصيف أي إلى شهر يونيو تتبع العائلة المركبة Fam . Compositea يصل ارتفاعها الى حوالى 50 – 150 سم وفروعها كثيرة قائمة الوضع خضراء اللون.

الاوراق ريشيه مركبة مكونة من 11 – 13 وريقة مسننة الحافة. الازهار فى صورة نورة مركبة تتكون من نوعين من الازهار كبقية العائلة المركبة الزهيرات الانبوبية فى وسط النورة والاخرى الازهار الشعاعية فى المحيط الخارجى ملونة بألوان بين الاصفر والذهبى او البرتقالى ونادرا ما تكون منقطة بنقط بنية اللون. اما البذور فهى كبيرة الحجم نوعا ومستطيلة الشكل ملتوية تشبه الكلية ومجعدة الملمس ولونها ارتوازى مخضر.

انواع هذا الجنس يمكن التمييز بينها من حيث المظهر الخارجى والمكونات الكيماوية كالتالي:

1ـ القطيفة الامريكية T. minuta: نموها قوى وكبيرة الحجم يصل ارتفاعها الى 120 سم كثيرة التفريع. الاملس والاوراق متقابلة ونادرا ما تكون متبادلة طولها يتراوح بين 15 – 20 سم وحافتها مسننة لونها اخضر داكن والنورات كبيرة الحجم ولونها برتقالى وقطرها بين 6 – 10 سم غزيرة والزهيرات الشعاعية كثيفة العدد متموجة ومزدحمة  وهذا النوع من القطيفة اعلاهم فى المحتوى من الزيت الطيار.

2ـ القطيفة الافريقية T. erecta: نموها محدود يصل ارتفاعها الى 40 سم والاوراق متبادلة او متقابلة غائرة التفصيص حتى العرق الوسطى واجزاء النصل غير متساوية الحجم تشبه الرمح او الخيط لونها اخضر داكن والنورات الزهرية صغيرة الحجم اقطارها بين 4 – 6 سم ولونها اصفر برتقالى او بنى مصفر  وهذا النوع يحمل اصناف قوية فى اللون والحجم كما يلى:

ـ الصنف Oranage Queen: يتميز بكبر حجم النورة وقطرها بين 8 – 12 سم شكلها كروى ولونها اصفر ذهبى.

ـ الصنف Gold Crown: يتميز بكبر حجم النورة التى تشبة الكرة لون البتلات العلوية اصفر والجزئ القاعدى ذهبى اللون.

ـ الصنف Cupid: يتميز بتقزم سوقة وكبر حجم نوراتة ذات الاعناق الطويلة التى تصل الى 15 سم.

القطيفة الفرنسية T. patulaنموها كبير ويبلغ ارتفاعها الى 100 سم وتفريعها كثير والنورات كبيرة الحجم وتوجد فردية او مزدوجة والوانها صفراء او برتقالية او صفراء محمرة او صفراء منقطة باللون الاحمر وهذا النوع يحتوى على اصناف متميزة بالتزهير المفرد او الزوجى ومن اهم الاصناف الصنف المفرد Naughty Marietta، ونباتاته تتميز بالنمو المنقط والنورات الذهبية المنقطة او المخططة الذهبية باللون البنى المحمر ومن اهم الاصناف ذات التزهير المجوز الصنف  Gold Laced ذو النورات الذهبية وحواف زهيراتة ملونة باللون الاحمر الطوبى.

الظروف البيئية لزراعة «القطيفة العطرية»

نباتات القطيفة من النباتات تحتاج الى درجات حرارة مرتفعة لكى تعطى نموا خضريا وبالتالى يذداد الانتاج الزهرى ووجد ان درجات الحرارة 25 م5 ليلا مع فترة اضاءة قصيرة تؤدى الى التبكير فى الازهار، ويمكن زراعتها صيفا وشتاءا.

نباتات القطيفة تعتبر من بين الانواع الحولية المقاومة للجفاف، والتى تنتج ازهارا غزيرة تحت الظروف غير العادية للمناطق الجافة ونصف الجافة، وتعتمد على الرى الطبيعى من ماء الامطار والذى تتراوح كميتة من بين 25 – 30 سم سنويا.

تجود زراعة القطيفة فى جميع انواع الاراضى وتفضل الطميية بنوعيها لكثرة الانتاج الزهرى وتجود زراعتها فى الاراضى الحمضية ذات الاس الايدروجينى بين 4,5 – 5,5 = PH  الا انها فى المناطق الرطبة تفضل الاراضى الرملية الطينية لزيادة انتاجية نباتات القطيفة زهريا. بينما الاراضى الطينية الثقيلة ذات الصرف الجيد هى الافضل للمناطق الجافة وشبة الجافة والتى تروى ريا صناعيا.

زراعة «القطيفة العطرية»

ـ التكاثر: تتكاثر نباتات القطيفة جنسيا بالبذرة الناتجة من محصول قوى ومطابق للنوع ولا تزيد من تخزين البذور عن 3 سنوات قبل الزراعة والا فقد تفقد حيويتها وتنخفض نسبة الانبات .

ـ موعد الزراعة: فى المناطق المعتدلة يفضل زراعة بذور القطيفة خلال الربيع وتبقى بالمشتل حوالى من 1,5 – 2 شهر ثم تنقل الى المكان المستديم عندما يصل ارتفاع الشتلات الى حوالى 8 سم وتحتوى على ثلاث ورقات على الاقل والزراعة المبكرة افضل من المتأخرة فى انتاج الازهار لكبر حجم النمو الخضرى والمحتوى من الزيت.

ـ معدل الزراعة: يحتاج الفدان الواحد من 20 – 25 الف شتلة تنتج من حوالى 500 جرام بذرة تامة النضج والاكتمال وخالية من الفطريات والافات والحشرات مأخوذة من محصول سابق ومن نباتات قوية النمو الخضرى والزهرى.

ـ طريقة الزراعة: بعد حرث الارض مرتين متعامدتين والتسوية الجيدة يتم تخطيط الارض الى خطوط عرضها 75 سم حيث تشتل البادرات فى الثلث العلوى من الخط وعلى مسافات تتراوح بين 30 – 40 سم والمسافة بين النباتات تتوقف على الانواع وقوة نمو النباتات، حيث الانواع او الاصناف الطويلة والضخمة تزداد مسافات الزراعة بينها والعكس صحيح للاصناف القزمية والمتوسطة النمو على ان يتم الشتل فى وجود الماء.

الري

من المعروف ان نباتات القطيفة تتحمل العطش والجفاف لفترة طويلة الا انها تروى فى المناطق الجافة ونصف الجافة خلال دورة حياتها من 6 – 8 مرات، لذلك تتباعد فترات الرى خلال النمو الخضرى بأن تروى كل 3 اسابيع وتتقارب اثناء التزهير لسرعة وكبر حجم الازهار الناتجة واذا قلت او نقصت فترة الرى عن ذلك تسبب فى ضعف النباتات وقلة الانتاج الزهرى وانخفاض كمية الزيت العطرى.

التسميد

نباتات القطيفة تحتاج الى التسميد المتكامل الذى يتوقف على نوع الارض الزراعية وخصوبتها ففى حالة الاراضى الخصبة او الطميية او الصفراء يتم تسميد النباتات بكميات ضئيلة من كل من الازوت والفسفور والبوتاسيم بمعدل 100 – 150 – 50 كجم من سلفات النشادر والسوبر فوسفات وسلفات البوتاسيم على التوالى للفدان على ان يتم وضع نصف الكمية بعد الشتل بحوالى 3 اسابيع والباقى خلال ظهور البراعيم الزهرية لنباتات القطيفة. وتزداد معدلات التسميد السابقة بمعدل 25 – 30 % فى حالة الزراعة فى الاراضى الرملية بنفس الطريقة السابقة على ان يتم اضافة حوالى 20 م3 من السماد العضوى قبل الزراعة واثناء تجهيز الارض للزراعة.

الأمراض

تتعرض نباتات القطيفة للعديد من الامراض المختلفة التى تسبب تلفا كبيرا لمجموعها الخضرى والزهرى واهم هذة الامراض:

مرض اصفرار الاوراق: السبب هو فيرس Chlorogenus callistephi الذى تظهر اعراضه فى صورة اصفرار الاوراق وذبولها وجفافها، ويقاوم باقتلاع النباتات المصابة وحرقها او اتباع دورة زراعية طويلة ومناسبة او استنباط اصناف او سلالات مقاومة للمرض.

مرض التبقع الورقى: المسبب هو فطرى منها انواع Alternaria species وCercapora tageticola وتظهر اعراض المرض فى صورة بقع دائرية لونها بنى مصفر ويقاوم باقتلاع النباتات وحرقها او استحداث سلالات نباتية مقاومة.

مرض الذبول: المسبب فطر الفيوزاريم واهمها Fusarium oxysporium والتى تؤدى الى ذبول النباتات فجائيا وجفافها وموتها.

امراض الصدأ: وسببه هو فطر Coleosporium madia الذى تبدو علاماته فى صورة بقع او اجزاء بنية اللون على سطحى الاوراق مسببا تجعدها.

مرض النيماتودا: وسببه انواع النيماتودا ومنها Aphelenchoides tagetes وParaphelenchus micoletzkyi التى تبدو اعراضها على هيئة عقد جذرية وينتج عنخا عجز المجموع الجذرى عن القيام بعمليات الامتصاص والذى ينعكس تأثيرها على النمو الخضرى مؤدية الى تقزم النباتات واصفرارها.

عموما معظم الامراض الفطرية يمكن مقاومتها باستعمال الدورة الزراعية المناسبة وعلى فترات طويلة لا تقل عن 5 سنوات او مقاومة الحشائش وتنظيف الحقول منها او استعمال مركبات النحاس فى صورة التحضير او محلول الرش او خلافة من مبيدات فطرية.

محصول «القطيفة العطرية»

 ـ المحصول الخضرى والزهرى: نباتات القطيفة العطرية تحتوى جميع اجزاء النبات على زيت عطرى ففى حالة الحصول على العشب الاخضر لنباتات القطيفة يجب ان تحش النباتات مرة واحدة عندما تبدأ معظم النباتات فى تكوين الازهار، وهذا من الحصول على اعلى انتاج خضرى واعلى انتاج من الزيت العطرى بشرط ان يتم حش النباتات فوق سطح الارض وتكون خالية من الحشائش والنباتات الغريبة والطين والحصى العالقة بالمجموع الخضرى.

اما فى حالة الانتاج الزهرى يجب ان تقطف الازهار يديويا عندما تكون فى حالة التفتح النصفى او قبل اكتمال تفتحها من اجل زيادة معدل انتاج الزيت العطرى والمركبات الفلافونية الاخرى.

تستمر عملية الجمع اكثر من ثلاثة شهور والتى تبدأ من شهر اغسطس حتى ديسمبر على ان تقطف الازهار مرو واحدة كل اسبوعين بصفة دورية خلال موسم التزهير.

ـ محصول الزيت العطرى: بعد عملية حش المجموع الخضرى او قطف النورات يتم نقلها الى مكان التجفيف الطبيعى بوضعها فوق مناشر التجفيف معرضة مباشرة للشمس لمدة اسبوع على ان يتم التقليب من حين لاخر لسرعة التجفيف وعدم التخمر او التعفن ثم تعبأ فى اجولة من الجوت التى توضع فى مخازن جيدة التهوية وبعيدة عن الرطوبة المرتفعة لحين استخلاص الزيت العطرى.

محصول الفدان الواحد يعطى حوالى من 3,5 – 5 طن من العشب الجاف او حوالى 1 – 1,5 طن من النورات الجافة متوقفا على نوع القطيفة والظروف البيئية والمعاملات الزراعية والافات وطريقة التجفيف.

عملية التقطير للعشب المكون من الاوراق والسوق او النورات تتم بواسطة عملية التقطير بالبخار المباشر ومدة التشغيل حوالى من 1 – 1,5 ساعة. اما طريقة استخلاص الزيت العطرى باستعمال واستخدام المذيبات العضوية مثل الهكسان او الاثير للمجموع الخضرى للاوراق والازهار الطازجة فإنه تتساوى فى استخلاص حوالى 5 جرام من الزيت لكل 100 جرام مادة نباتية.

الطن الجاف من العشب والنموات الزهرية يعطى من 0,5 – 0,8 كيلو جرام من الزيت العطرى، بينما النورات الجافة تنتج زيتا عطريا بمعدل 1 – 1,5 كجم للطن الواحد.

المكونات الكيماوية

العشب والنورات الزهرية لنبات القطيفة تحتوى على الزيت العطرى والمختلف فى ثوابتة الكيماوية لان انواع القطيفة مثل T. minuta  و T. signata  وT. tenuifolia  متميزة بارتفاع كمية زيوتها العطرية مرتفعة عن الانواع الاخرى الا ان الزيت العطرى الناتج من النوع T. signata  مرتفع فى نكهته العالية ورائحته القوية، حيث يصلح فقط لصناعة العطور ومستحضرات التجميل واهم المركبات الرئيسية بزيت القطيفة هى:

Limonene – Citral – Pinene – Linalool – Ocimene – Tagetone- Ocimenone

فوائد واستخدامات «القطيفة العطرية»

الزيت العطرى الناتج من القطيفة يدخل فى صناعة الروائح والعطور الثمينة ومستحضرات التجميل المختلفة على هيئة مساحيق او معاجين كما يستخدم فى صناعة الصابون والمنظفات الاخرى السائلة والصلبة.

يستخدم الزيت العطرى الناتج من عملية التقطير او المستخلص من المذيبات كمادة مكسبة للرائحة والطعم لاستخدامها فى الصناعات الغذائية والمشروبات الكحلية وغير الكحولية والجيللى والبسكويت والزبادى.

مستخلصات النورات الزهرية للقطيفة تستعمل اساسا فى تغذية الطيور الداجنة بخلطها مع ماء الشرب او العلائق المختلفة لزيادة نموها وكبر حجمها زتلوين الدهن والجلد وتلون البياض باللون الاصفر الكهرمانى لوجود صبغة الكاروتينات بها.

يستخدم منقوع النورات الزهرية كمبيد حشرى طارد للحشرات خاصة الحشرات المنزلية سواء الذباب او النمل وهذة المواد تعمل على قتل اليرقات ايضا لاحتواء انواع منها على مادة البيرثرين Pryethrins نوع القطيفة الافريقية erecta، وكذلك المركب التربينى اوسيمينون Ocimenone  المنفصل من الزيت العطرى لمعظم انواع القطيفة ذو فعالية فى قتل وابادة اطوار  يرقات الحشرات المنزلية المختلفة.

يستخدم المنقوع المائى لنورات القطيفة او العشب الاخضر على البارد او الساخن منذ القدم فى الطب الشعبى لعلاج المغص المعوى والتقلصات ويستعمل كطارد للغازات والديدان الاسطوانية، ويؤدى الى كثرة العرق وزيادة ادرار طمث الدورة الشهرية ومنع الاسهال وتخفيف التهاب وانتفخات العين عند غسلها كما يفيد فى علاج القرحة المعوية والام المعدة.

الزيت العطرى الناتج من نبات القطيفة قد يفيد طبيا فى الوقت الراهن لعلاج وتسكين الحالات العصبية ووقف التشنجات المختلفة وازالة الالام الجسدية خارجيا، كما يدخل الزيت فى صناعة الكريمات والمعاجين لنعومة الجلد وازالة الكلف وحروق الشمس الشديدة الناتجة من الاصطياف على الشواطئ البحرية.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى