تكنولوجيا ريفية

اكتشاف جديد: الأشجار تمتنع عن امتصاص الكربون في درجات الحرارة العالية

إعداد: د.شكرية المراكشي

رئيس مجلس إدارة شركة مصر تونس  للتنمية الزراعية واستصلاح الأراضي

سجل باحثون في أستراليا ملاحظة جديدة وغربية عن كيفية استجابة الأشجار لدرجات الحرارة العالية. إذ وجد علماء من معهد هوكسبيري للبيئة في جامعة سيدني الغربية بعد مراقبة الأشجار لعام كامل، أن أوراق الأشجار تتعرق في درجات الحرارة العالية لتبقى على قيد الحياة.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

كان يعتقد أن عمليتي التمثيل الضوئي والنتح؛ أي خروج المياه من النباتات، عمليتان متلازمتان، ولا يمكن لإحداهما أن تحدث دون الأخرى. إلا أن دراسة حديثة نشرت في مجلة «جلوبال تشينج بيولوجي» أظهرت أن الأشجار تتوقف مؤقتا عن امتصاص الكربون خلال موجات الحر الشديدة، على الرغم من استمرار خروج المياه من خلال أوراقها. وتساعد عملية التعرق هذه على الحفاظ على درجة حرارة الأشجار والإبقاء على برودتها. وأثارت هذه الملاحظات المخاوف مما سيحصل نتيجة تفاقم مشكلة الاحترار العالمي.

تعرق الأشجار كرد فعل للارتفاع الشديد

إن صحت هذه التوقعات، فسيزداد تواتر ارتفاع درجات الحرارة وشدتها. وقال البروفيسور «مارك تيولكر» مؤلف الدراسة من معهد هوكسبيري للبيئة في جامعة سيدني الغربية، في حوار له مع صحيفة الجارديان «ستقلل الأشجار والغابات التي تغطي مساحات شاسعة من امتصاص الكربون في حال تعرض هذه المنطقة لموجات حارة. وسيؤثر هذا بلا ريب على قدرتها على العمل كمصرف طبيعي للكربون في حال تواترت الموجات الحارة وازدادت شدتها.»

تثير هذه الاكتشافات التساؤل إن كان هذا يعني توقف الأشجار عن امتصاص الكربون تماما.

تأثير المناخ على الأشجار

زرع الباحثون لإجراء هذه الدراسة عشرات الأشجار والشتلات داخل كبسولات في موقعين مختلفين؛ غابة هوكسبيري وموقع آخر في ياراموندي بالقرب من سيدني. وأتاحت هذه الحجيرات للباحثين إمكانية التحكم الكامل في درجات الحرارة والمناخ وجميع المتغيرات الأخرى.

حاول الباحثون في النصف الأول من هذه الكبسولات محاكاة بيئة زراعية ارتفع فيها معدل درجات الحرارة ثلاث درجات مئوية، وهذا نموذج لما ستكون عليه درجات الحرارة في المستقبل البعيد إن لم نحد من مشكلة التغير المناخي.

عرض الباحثون الأشجار لموجات حر متعددة لمراقبة الكيفية التي ستتكيف بها. لكن لم يسجل أي فرق في الاستجابة بين تلك الأشجار التي نمت في درجات حرارة أعلى وغيرها من الأشجار. وقال تيولكر «لا أهمية في هذه الحالة إن تعرضت الأشجار لظروف التغير المناخي الحالية خلال فترة نموها، أو تعرضت لارتفاع ثلاث درجات مئوية مستقبلا، فالاستجابة متماثلة تماما.»

وأصبح من المعلوم الآن أن الشجر يستجيب للضغط عليه بطرائق متعددة، ويبدو أن التعرق إحداها. وغالبا ما تعود أسباب هذا الإجهاد إلى الممارسات الخاطئة للإنسان؛ كالتلوث الذي تتسبب به الازدحامات المرورية أو الإصابات العرضية من جزازات العشب. وقد يؤثر هذا الإجهاد على مظهر الشجرة الخارجي، ويبطئ من نموها.

وسيتعين إجراء دراسات أكثر على أنواع أشجار أخرى لمعرفة إن كانت هذه هي الآلية المتبعة للتكيف عند أنواع الأشجار الأخرى خارج أستراليا أيضا. ولا ريب أنها ستكون مشكلة حقيقية إن ثبتت صحة هذه الافتراضات، إذ يعود الفضل للأشجار في قدرتنا على العيش على كوكب الأرض؛ فهي المسؤولة عن امتصاص غاز ثاني أكسيد الكربون الناتج عن عملية الزفير وتحويله إلى أكسجين.

وستصبح موجات الحر وفترات ارتفاع درجات الحرارة أكثر تواترا وشدة إن لم تتخذ إجراءات حازمة للحد من تفاقم مشكلة التغير المناخي؛ فالتأثيرات التي ستنعكس على البشر والكائنات الحية الأخرى التي تعتمد على الأكسجين ستكون وخيمة إن بدأت الأشجار بتقليل نسبة امتصاصها للكربون أو توقف عنه تماما.

وما زال الباحثون بحاجة إلى إجراء دراسات أكثر ليتوصلوا إلى فهم أفضل لعملية تعرق الأشجار، وإن كان يحتمل أن تتوقف الأشجار يوما عن امتصاص الكربون. وفي هذه الحالة قد تتوصل الأبحاث إلى ضرورة التدخل في الهندسة الوراثية للأشجار لضمان بقائنا وبقائها على قيد الحياة.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. بالفعل معلومة جديدة وطريفة، ولكنها مرعبة فمع ازدياد درجات الحرارة حاليا مع تنامي ظاهرة تغير المناخ سوف تزاد تأثيرات تلك المشكلة وتتراكم. شكرا لسيادتكم دكتورة شكرية على تلك المعلومات الثرية التى تزودينا بها تباعا. أخوكم دكتور قاسم زكي، أستاذ الوراثة بجامعة المنيا.

  2. وصلني اليوم على احدى المجموعات العلمية تعليقا إلى هذا المقال افتخر به كثيرا من استاذ يعتبر قيمة وقامة في العلوم الزراعية. وهذا نص التعليق كما جاء تماما ( بالفعل معلومة جديدة وطريفة، ولكنها مرعبة فمع ازدياد درجات الحرارة حاليا مع تنامي ظاهرة تغير المناخ سوف تزاد تأثيرات تلك المشكلة وتتراكم. شكرا لسيادتكم دكتورة شكرية على تلك المعلومات الثرية التى تزودينا بها تباعا. أخوكم دكتور قاسم زكي، أستاذ الوراثة بجامعة المنيا.)
    وكان ردي عليه مطولا لاقتناعي الشديد. بأن التغيرات المناخية. أثرت على كل الحياة البيءية والأشجار ضمن هذه الحياة .وسوف ارسل الرد للموقع. لامكانية مناقشة هذا الموضوع الحيويمن طرب العلماء والمختصين . تحياتي وتقديري. للدكتور قاسم زكي. ولكل من يهمه الأمر. ولهذا الموقع المميز

  3. #ردا_على_بعض_التعليقات التي وصلتني

    الدراسة التي أجراها باحثو معهد هوكسبيري للبيئة في جامعة سيدني الغربية هي دراسة مهمة لأنها تقدم دليلًا جديدًا على كيفية تأثير تغير المناخ على الأشجار. وجدت الدراسة أن الأشجار تتوقف مؤقتًا عن امتصاص الكربون خلال موجات الحر الشديدة، على الرغم من استمرار خروج المياه من خلال أوراقها.

    هذا يعني أن الأشجار ليست قادرة على تعويض الانبعاثات البشرية من ثاني أكسيد الكربون خلال موجات الحر الشديدة. هذا أمر مقلق لأنه يعني أن الأشجار لن تكون قادرة على لعب دورها الطبيعي في مكافحة تغير المناخ.

    هناك عدة أسباب تجعل الأشجار تتوقف عن امتصاص الكربون خلال موجات الحر الشديدة. أحد الأسباب هو أن درجات الحرارة العالية تجعل من الصعب على الأشجار التمثيل الضوئي. التمثيل الضوئي هو العملية التي تستخدم فيها الأشجار الطاقة من الشمس لإنتاج الغذاء من ثاني أكسيد الكربون والماء. عندما ترتفع درجات الحرارة، يكون من الصعب على الأشجار إنتاج الغذاء، مما يؤدي إلى توقفها عن امتصاص الكربون.

    سبب آخر لتوقف الأشجار عن امتصاص الكربون خلال موجات الحر الشديدة هو أن درجات الحرارة العالية تجعل من الصعب على الأشجار الحفاظ على الماء. تفقد الأشجار الماء من خلال أوراقها، وهي عملية النتح. عندما ترتفع درجات الحرارة، تفقد الأشجار كمية أكبر من الماء، مما يؤدي إلى الجفاف. الجفاف يضعف الأشجار ويجعل من الصعب عليها امتصاص الكربون.

    دراسة معهد هوكسبيري للبيئة هي تذكير آخر بأن تغير المناخ يؤثر على جميع جوانب الحياة على الأرض. الأشجار هي جزء مهم من النظام البيئي، وهي تلعب دورًا مهمًا في مكافحة تغير المناخ. من المهم أن نتخذ إجراءات لمكافحة تغير المناخ، حتى نتمكن من حماية الأشجار والأنظمة البيئية الأخرى.
    لذلك يجب علينا الاقتناع حول اكتشاف الأشجار تمتنع عن امتصاص الكربون في درجات الحرارة العالية:

    ان هذا الاكتشاف مهم لأن الأشجار هي إحدى أهم العوامل التي تساعد في مكافحة تغير المناخ. الأشجار تمتص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، وهو أحد الغازات الدفيئة التي تساهم في تغير المناخ. عندما تتوقف الأشجار عن امتصاص الكربون، فإنها تساهم في تفاقم تغير المناخ.
    ان هذا الاكتشاف يشير أيضًا إلى أن تغير المناخ يؤثر على الأشجار بطريقة خطيرة. الأشجار هي جزء مهم من النظام البيئي، وهي تلعب دورًا مهمًا في توفير الغذاء والمأوى للحيوانات الأخرى. عندما تتأثر الأشجار بتغير المناخ، فإنها تؤثر على جميع الكائنات الحية الأخرى في النظام البيئي.
    وانه من المهم أن نتخذ إجراءات لمكافحة تغير المناخ، حتى نتمكن من حماية الأشجار والأنظمة البيئية الأخرى. يمكننا القيام بذلك عن طريق تقليل انبعاثاتنا من غازات الدفيئة، والاستثمار في الطاقة المتجددة، وزراعة المزيد من الأشجار.
    اذا استمرت موجات الحر في الارتفاع والشدة، فمن المحتمل أن تتوقف الأشجار عن امتصاص الكربون تمامًا. هذا سيكون له تأثير كارثي على تغير المناخ، لأن الأشجار هي واحدة من أهم العوامل التي تساعد في مكافحة تغير المناخ.
    هناك عدة أشياء يمكننا القيام بها للمساعدة في حماية الأشجار من تغير المناخ. يمكننا تقليل انبعاثاتنا من غازات الدفيئة، والاستثمار في الطاقة المتجددة، وزراعة المزيد من الأشجار. يمكننا أيضًا دعم الجهود التي تبذلها الحكومات والشركات لمكافحة تغير المناخ.

    من المهم أن نتذكر أن الأشجار هي جزء مهم من نظامنا البيئي، وهي تلعب دورًا مهمًا في مكافحة تغير المناخ. من خلال اتخاذ إجراءات لحماية الأشجار، يمكننا المساعدة في الحفاظ على كوكبنا للأجيال القادمة.
    واحتمالية توقف الأشجار عن امتصاص الكربون أمر مقلق للغاية، لأنه سيؤدي إلى تفاقم تغير المناخ. تغير المناخ هو بالفعل مشكلة خطيرة، ومن المرجح أن تزداد سوءًا في المستقبل إذا لم نتخذ إجراءات لمعالجتها.

    إذا استمرت الأشجار في التوقف عن امتصاص الكربون، فقد يكون من الضروري التدخل في الهندسة الوراثية للأشجار. ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أن الهندسة الوراثية هي تقنية معقدة، وهناك مخاطر محتملة مرتبطة بها. من المهم إجراء المزيد من الأبحاث لتقييم المخاطر والفوائد المحتملة للهندسة الوراثية للأشجار قبل اتخاذ أي قرار.

    وهذا ملخص ما قد يحدث عند احتمالية توقف الأشجار عن امتصاص الكربون وبعض ما يجب عمله :

    * إذا توقفت الأشجار عن امتصاص الكربون، فسيؤدي ذلك إلى تفاقم تغير المناخ.
    * تغير المناخ هو بالفعل مشكلة خطيرة، ومن المرجح أن تزداد سوءًا في المستقبل إذا لم نتخذ إجراءات لمعالجتها.
    هناك عدة طرق يمكننا من خلالها المساعدة في حماية الأشجار من تغير المناخ.
    * من المهم إجراء المزيد من الأبحاث لتقييم المخاطر والفوائد المحتملة للهندسة الوراثية للأشجار قبل اتخاذ أي قرار.
    * من المهم أن نتذكر أن الأشجار هي جزء مهم من نظامنا البيئي، وهي تلعب دورًا مهمًا في مكافحة تغير المناخ.
    *زراعة الأشجار الجديدة. كل شجرة تزرعها تساعد في إزالة الكربون من الغلاف الجوي. يمكننا زراعة الأشجار في حدائقنا، وفي الشوارع، وفي المناطق النائية.
    *حماية الأشجار الموجودة. يمكننا حماية الأشجار الموجودة من خلال عدم قطعها، ومن خلال التأكد من أنها تحصل على المياه والعناصر الغذائية التي تحتاجها.
    *مكافحة تغير المناخ. يمكننا مكافحة تغير المناخ من خلال تقليل انبعاثات الكربون، واستخدام الطاقة المتجددة، وتحسين كفاءة الطاقة. من خلال العمل معًا، يمكننا المساعدة في حماية الأشجار وضمان استمرارها في امتصاص الكربون من الغلاف الجوي
    د.شكرية المراكشي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى