رأى

أستاذ جامعي مناشداً السيسي بشأن زيادة مرتبات أعضاء هيئة التدريس بالجامعات: “ياريس لا تنسى في مؤتمر الشباب اليوم.. علماء مصر غاضبون

بقلم: أ.د/عبدالباسط صديق

أستاذ بكلية التربية الرياضية ـ جامعة الإسكندرية

يا ريس نحن غاضبون لأننا أصبحنا لا نستطيع القيام بواجبنا العلمى نحو بلادنا وأننا أصبحنا لا نستطيع ان نصرف على عملنا العلمى من جيوبنا الخاصة كما كنا فى السابق فى ظل هذه الظروف العصيبة والأسعار الرهيبة لكل الخدمات ومتطلبات المعيشة (ولكن لا نقارن ظروفنا بغيرنا من الفئات الاخري).

وسوف أذكر على سبيل المثال لكل من يقرأ مقالى هذا واقعة محددة توضح لكم وضعنا حاليا (أمر لا يعقل بالمرة) .. فقد دعيت بصفتي أستاذ متخصص (متفرغ) إلى تقييم وفحص عمل علمي ومناقشة علنيه لرسالة ماجستير فى جامعة المنيا (الاسبوع بعد القادم).

فى البداية حاولت الاعتذار للزملاء الاعزاء عن الدعوة بكل الطرق … ولأنهم أصرو على ضرورة حضوري إليهم فى هذه المناقشة (وهذا على رأسي) وكانت حجتهم الأولى أن القانون يلزمهم بمناقش خارجى متخصص (من خارج الجامعة).

والحجة الثانية انهم جعلوا موعد المناقشة مع أول أسبوع فى بداية الدراسة حتى يتمكن ويحضرها غالبية الزملاء والباحثين وخصوصا المدرسين المساعدين والمعيدين وطلب منى أن انقل خبراتى العلمية من خلال ندوة أو ورشة عمل (قبل او اثناء او بعد المناقشة حسب ظروف الوقت المتاح) فى الطرق العلمية والعملية الحديثة فى كتابة الرسائل والبحوث العلمية فى مجال تخصص العلوم الصحية والرياضية.

وافقت مضطرا كخدمة علمية ومساهمة منى فى نقل خبراتى الى الاجيال والباحثين فى مجال التخصص واشترطت عليهم عدة شروط بسيطة ومنها:-

1- أن ترسل الرسالة بالبريد حتى لا اكلف الباحث مشقة الحضور أو مصاريف سفر لحضوره إلينا وتسليم الرسالة.
2- اشترطت أن يكون السفر والمناقشة والعودة فى نفس اليوم.
3- أن اساهم معهم ماليا (من جيبى الخاص) بمبلغ يعادل ضعف بدل السفر الذى تحدده الجامعة.
4 – لم أوافق على المبيت بفندق بـالمنيا (سواء على حساب الزملاء أو حساب الباحث) واصريت أن يكون السفر على حسابى الخاص من الإسكندرية للقاهرة والعودة وتحمل زملائى (وليس الباحث) ثمن تذكرة القطار من القاهرة للمنيا والعكس من جيوبهم الخاصة.
5- ولكم أن تتخيلو أن قراءة وفحص لمدة أسبوعين ثم السفر مناقشة رسالة يبدأ من الساعة الواحدة ليلا حتى أصل القاهرة قبل قيام قطار المنيا الساعة 6 صباحا ثم انتقالات داخلية والوصول للجامعة والمناقشة الساعة 11.30 ظهرا ثم العودة إلى المحطة للحاق قطار القاهرة الساعة 5 مساءا واذا وصل فى الموعد استقل قطار 10.30 مساءا من القاهرة للاسكندرية الذى اذا وصل فى موعده يكون الساعة 2 بعد منتصف الليل …وقد أصل بيتى على صلاة الفجر.

أخيرا.. 

تتخيل فخامة الرئيس أن مقابل كل ذلك (سفر 30 ساعة متواصلة) تصرف لى الجامعة  79 جنيه مكافأة مناقشة … و160 حنيه تقريبا بدل سفر .. والواقع الفعلى انى ادفع من جيبى 260 حنيه مصاريف سفر فعلية وزملائى يتحملوا من جيوبهم 210 جنية ثمن تذاكر القطار من القاهرة للمنيا والعودة.

يعنيى أفحص وأقيم واكتب تقرير وافى وأناقش وفى النهاية ندفع من جيوبنا مبلغ 230 جنيه زيادة عن ما تصرفه الجامعة حتى نقوم بعملنا العلمى.

فهل هذا معقول أو مقبول؟!.

لذلك يا فخامة الرئيس نحن غاضبون.

نحن نقدر بلدنا مصر وظروفها ومستعدين للصبر وإكمال مهمتنا العلمية نحو بلدنا … لكن ليس من خلال القبول بهذا الوضع غير المنطقى .. ومستعدين أن يكون عملنا فى مثل هذه الحاجة بدون مقابل (وليس كغيرنا من الفئات الأخرى التى يحصل فيها الفرد على مبلغ الف جنية مقابل كل اجتماع فى مقر عمله وبدون حد اقصى للاجتماعات فى الشهر الواحد).

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى