رأى

تقليل هدر الطعام من أجل بيئة صديقة

بقلم: أ.د.عبدالمنعم صدقي

أستاذ بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني – بمركز البحوث الزراعية

لم تعد ندرة الغذاء والخسائر التي تلحق بالبيئة مجرد تحدٍ للدول النامية فقط يواجه العالم اليوم مشكلة ملحة تتمثل في إنتاج المزيد من الغذاء لـ8 مليار نسمة علي كوكب يتدهور بسرعة ويواجة العديد من الكوارث لقد حان الوقت لبدء استهلاك الطعام الصديق للبيئة لتقليل البصمة الكربونية وتحسين الصحة.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

تشير منظمة الأمم المتحدة إلى أن نحو 700 مليون شخص يعانون من الجوع، في عالم ينتج من الغذاء ما يكفي لإطعام جميع البشر في كل مكان، إلا أن 30% من الأغذية الصالحة للأكل تُفقد يومياً، أو يتم هدرها في المرحلة الممتدة بين الحصاد والاستهلاك.

يؤدي فقد وهدر الأغذية إلى تبديد الموارد الطبيعية من مياه وتربة وطاقة، كما يساهم في تفاقم انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وعلى رأسها غاز الميثان الناتج عن تحلل الطعام، وهو غاز أشد تأثيراً على تغير المناخ من غاز ثاني أكسيد الكربون.

توصي منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة ببعض التوصيات التي نغير من خلالها عاداتنا كي لا يصبح هدر الأغذية نمط عيش معتاد، ومن هذه الإجراءات السهلة التي يمكن اتخاذها:

1ـ التخطيط للوجبات الغذائية والالتزام بها وتجنب شراء الأغذية التي لا حاجة لهاحتي يقل هدر الطعام وتوفير المال.

2ـ تخزين المنتجات الغذائية الأقدم في مقدمة الثلاجة، والمنتجات الأحدث في الخلف. واستخدم حاويات محكمة الغلق لكي تبقى الأغذية المفتوحة طازجًة داخل الثلاجة والتاكد من إغلاق الأكياس جيدا.

3ـ قراءة المعلومات على عبوات الأغذية لانه هناك فارق كبير بين عبارة “يفضل تناوله قبل” و”تاريخ انتهاء الصلاحية”. ففي بعض الأحيان قد يبقى الغذاء المعين آمناً للاستهلاك بعد الموعد “المفضّل لتناوله”، في حين أن تاريخ انتهاء الاصلاحية يشير إلى المهلة القصوى لاستهلاكه المأمون. والتحقق من المعلومات الملصقة على عبوات الأغذية لمعرفة ما إذا كانت تحتوي مكونات غير صحية كالدهون غير المشبعة والمواد الحافظة، وتجنب الأغذية التي أضيف السكر أو الملح إليها.

4ـ إن لم يتسن تناول الكمية الكاملة من الطعام الذي تم اعدادة يمكن تجميده لاستخدامه لاحقاً أو الاستعانة بفضلاته كمكوّن لوجبة أخرى.

5ـ قد تكون بعض النفايات المنزلية خطرة ولا ينبغي أبداً أن تُلقى في سلة القمامة العادية، فالمواد مثل البطاريات والطلاء والهواتف المحمولة والأدوية والمواد الكيميائية والأسمدة والإطارات وخراطيش الحبر وما إلى ذلك، قد تتسرب إلى التربة وإلى إمدادات المياه فتلحق الضرر بالموارد الطبيعية التي تنتج الغذاء.

6ـ التبرغ بالأغذية بدلاً من هدرها. فعلى سبيل المثال، تستطيع تطبيقات الهاتف المحمول أن تربط الجيران ببعضهم البعض وبالشركات المحلية فتتيح مشاركة فائض الغذاء بدلاً من التخلص منه.

7ـ على الرغم من أن نظامنا الغذائي العالمي يمكن الملايين من الأشخاص من الوصول إلى الطعام من جميع أنحاء العالم، لكن كلما زادت المسافة التي يقطعها الطعام قلت قيمته الغذائية وزادت احتمالية ضرره على البيئة، حيث انه كلما زادت المسافة التي يقطعها الطعام، زادت انبعاثات غازات الدفيئة، وقلت قيمته الغذائية، واحتاج إلى المزيد من عملية المعالجة والتخزين والحفظ، ما يزيد كمية الدهون والأملاح والمواد الحافظة فيه.

8ـ لتقليل أميال الطعام يمكن شراء المنتجات المحلية أو زراعة الفواكه والخضروات الخاصة او تربية الدجاج كما يجب استخدام المكونات الطازجة في الطهي وشراء عدد أقل من الأطعمة المصنعة.

9ـ يوصى بشدة باتباع نظام غذائي غني بالبروتين لأنه يساعد في الحفاظ على نمو الخلايا وإصلاحها ويمكن اختيار مصادر البروتين الصديقة للحيوانات – البيض والزبادي والبقوليات وغيرها. ان الأسماك والمأكولات البحرية المستدامة الأخرى وجبة صحية ولذيذة للغاية، البقوليات ليست صحية فقط ؛ إنها صديقة للبيئة.

10ـ تستخدم الزراعة العضوية ممارسات إدارة مزرعة محددة تضمن سلامة البيئة والتربة. الغذاء العضوي هو أحد الطرق لتقليل الضرر البيئي لأنه لا يشجع على استخدام المبيدات الحشرية والمواد الكيميائية الضارة الأخرى.

11ـ الماء ضروري جداً لحياة الإنسان ويساعد في وظائف أعضاء الجسم مع وضع ذلك في الاعتبار، يُنصح بشرب ما يصل إلى 8 أكواب يومياً. مع ذلك، فإن المياه المعبأة تسبب ضرراً للبيئة أكثر مما تعتقد، حيث ينتج عن إنتاج هذه الزجاجات ونقلها وتخزينها غازات دفيئة تعادل إنتاج 13000 سيارة كل عام وينتج نحو 2 مليون زجاجة بلاستيكية كل دقيقة علي مستوي العالم، لأن العالم يواجه أزمة مع الموارد المستنفدة وكذلك مشكلات صحية.

وأخيرا، يجب أن نتشارك جميعا في ضمان استهلاك أطعمة صديقة للبيئة، فهذا لا يساعد فقط في ضمان السلامة الصحية بل يساعد أيضاً في ضمان سلامة البيئة.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى