رأى

مقال «المستشار الإعلامي لوزارة الزراعة».. ماذا استفادت مصر من المؤتمرات؟!

بقلم: أحمد إبراهيم

مدير عام التنسيق والمتابعة بالإذاعة المصرية والمستشار الإعلامي لوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي

يومياً أسمع أو أقرأ أو تصلنى دعوات لحضور مؤتمرات فى كل المجالات فى الطب والهندسة والتعليم والبحث العلمى والصحة والبيئة والإسكان والإعلام والثقافة والصناعة والتجارة والزراعة والشباب والرياضة ومكافحة الفساد والتطوير الإدارى والحوكمة والاقتصاد والاستثمار والنقل والمشروعات الصغيرة والمتوسطة والبنوك والإدارة المحلية والمرأة والعمال والسياسة فى الخطاب الدينى ومكافحة التطرف والإرهاب، وحتى فى النظافة والتجميل، كما أننى أقرأ وأشاهد وأسمع عن عشرات المؤتمرات والمنتديات والندوات وورش العمل داخل مصر وخارجها، دورية وشهرية وسنوية، تنظمها الوزارات والجامعات والشركات والنقابات والجمعيات.

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

بعضها فى فنادق 7 نجوم تتكلف ملايين الجنيهات، وخلال الخمسين عاماً الماضية شهدت مصر آلاف المؤتمرات والندوات وورش العمل فى طول البلاد وعرضها، خرج عنها مئات الآلاف من التوصيات، معظمها أكلته الفئران أو تحلل بسبب الأتربة، لو أن مصر استفادت من هذه المؤتمرات ما كان هذا حالنا وما كنا فى حاجة لعقد مؤتمرات جديدة يومياً تكلف الدولة أموالاً طائلة بلا فائدة، سواء عامة أو حتى خاصة، كلها أموال مصرية.

المؤتمرات فى مصر سبوبة للقائمين عليها وللشركات المنظمة لها أو مجرد شو إعلامى، ومعظم المؤتمرات مجرد جلسة افتتاحية ثم تنتهى بعد انصراف المسئولين وكاميرات الإعلام. هناك مؤتمرات مصيبتها فقط فى إهدار الأموال، وهذه بسيطة، ولكن هناك مؤتمرات تأثيرها أكبر من ذلك، مثلما يحدث أحياناً فى مجال الصحة والعلاج، لأن شركات الأدوية هى التى تنفق عليها فى مقابل ترويج منتجاتها، حتى لو كانت ضارة أو دون فاعلية، وبالتالى يدفع المواطن الثمن من صحته وحياته.

أتمنى أن توقف المؤتمرات حتى ولو مؤقتاً، فى ظل الظروف الصعبة التى تشهدها البلاد حالياً، ثم مراجعة التوصيات التى صدرت عن كل المؤتمرات السابقة، وهل استفادت منها الدولة أم لا؟ لأن ظروفنا الاقتصادية تتطلب توفير ما يُنفق على المؤتمرات، واستغلاله فى ما يفيد، حتى لو كان القطاع الخاص هو الذى ينفق من جيبه، فهى أموال مصرية ويجب توجيهها إلى مجالات أكثر فائدة للبلد.

مشكلات مصر معروفة، وحلولها أيضاً، وهى لا تحتاج إلى مؤتمرات جديدة، وكل مشكلة عندنا لها ألف حل، سواء من خلال توصيات المؤتمرات السابقة أو فى ملايين الأبحاث ورسائل الماجستير والدكتوراه ودراسات المجالس والمراكز واللجان، نحن فقط نحتاج إلى قرارات تنفيذية لتطبيق الحلول على المشكلات.

المؤتمرات فى بلدى أصبحت مثل أفراح علية القوم، يتم الإنفاق عليها ببذخ للتباهى والوجاهة الاجتماعية، وإهدار الوقت والمال ومولد وصاحبه غائب، ويجب وقفها، أو على الأقل تقنينها، وفى الإطار الذى تحتاجه مصر بالفعل وأن تكون هناك استفادة حقيقية من مخرجاتها، وأيضاً يجب تقنين السفر إلى الخارج لحضور مؤتمرات أو أى فعاليات ليس لها مردود على البلد، حتى لو كان ذلك مؤقتاً ترشيداً للنفقات، ولحين انتهاء الأزمة الحالية، وفى السياق ذاته يجب تقييم أداء المجالس واللجان وإلغاء التى لا فائدة منها، وتوفير ميزانيتها وتوجيهها إلى مجالات يستفيد منها الوطن والمواطن.

هناك تصرفات لبعض المسئولين تجعلك تظن أنهم لا يعيشون معنا ولا يشعرون بالوضع الذى تشهده البلاد، ويجب أن يكونوا قدوة قبل أن يطالبوا المواطنين بالترشيد، حتى يكون لكلامهم مصداقية، ويجد طريقه للتنفيذ.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى