رأى

مصر ستحارب العالم بالبلح

بقلم: شوقي عبدالمنجي 

مصر ستحارب العالم بـالبلح” عبارة أطلقها مهندس زراعى فى مجال زراعة وانتاج التمور فى شتى محافظات مصر.. شوقى أبو نخلة من أجل التوسع فى زيادة البقع الزراعية من محصول التمور فى شتى محافظات مصر وناشد المسئولين بالنداءات والأسئلة.

نداء إلى أصحاب الأراضى الخصبة .. نداء إلى أصحاب المناخ المعتدل .. نداء إلى من يسرى نهر النيل بين أراضيهم .. نداء إلى المستثمرين الزراعيين .. نداء إلى أصحاب الفكر والمعرفة .. نداء إلى من يسعون إلى النهوض بالدولة والارتقاء بها إلى الأفق .. نداء إلى العاملين بالمراكز البحثية
نداء إلى إلى السلطات التشريعية .. تراودنا الأسئلة ولا أحد يستجيب .. فإن لم نكن الأول فى الزراعه الآن فمتى سنكون .. إن لم نستغل مواردنا الآن فمتى سنستغلها .. إن لم نطور من أفكارنا الآن فمتى التطوير .. إن لم ننفذ أبحاث الباحثين فمتى ستنفذ .. إن لم نتخلى عن سلبيتنا الآن فمتى سنتخلى .. إن لم نطالب الشباب خدماتهم وقواتهم فمتى سنطالبهم إن لم نعتمد على أنفسنا الآن فمتى سنعتمد .. إن لم نساند الدولة وتساندنا الدولة فمتى سنتساند .. إن لم تنصت لنا الدولة وننصت للدولة فمتى سنتصانت .. نداءات كثيرة واستغاثات مفرطة وأحلام معلقة وآمال ملهمة .. وأسئلة مجهولة وحقائق مؤلمة..

دعوة إلى الإعمار فى أرضنا وإخراج ثمراتها والترابط والتكاتف حتى يعم الرخاء والتخلص من التراخى التى أهَلَ بنا والسعى الحقيقى وراء الأولوية والتميز.

هذه الدعوة موجهة إلى كل مستثمر جديد.. إلى من يسعون للدخول فى دائرة الزراعة.. إلى من فشلت مزارعهم لعدم المعرفة التامة بالخواص المناخية والأرضية للمنطقة التى يستثمرون فيها.

فمن عجائب القرآن الكريم انكشاف معجزاته يوما تلو الآخر ومن جيل إلى جيل فمن يتمعن في الآية الكريمة: (وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ رِزْقًا لِّلْعِبَادِ وَأَحْيَيْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا)، يعلم أن القرآن يثبت للبشرية أن كل جزء من الكرة الأرضية مسخر للعطاء وإفادة البشرية.

ومن يتجول بين المزارع داخل مصر وخارجها يرى أمورا مؤسفة من مزارع قد بُوِرَت بعد كثرة ما أنفقوا عليها بمبالغ طائلة ولكن دون جدوى ولم يتحدث أحد عن مثل هذه المشكلات ولماذا حل بهم وبمزارعهم ما حل ويرجع السبب الرئيسي لمثل هذه المشكلات هو البعد المعرفي بين أصحاب المال وبين المتخصصين في هذا المجال وعدم الاطلاع الجيد على نوعية التربة عند مالكيها وانتخاب ما يصلح لزراعته والبعد عن ما لا يصلح.

فتكمن المشاكل التى تهلك الزرع فى عوامل مناخية من ارتفاعات فى الحرارة وزيادة فى الرطوبة وتقلبات الرياح واخرى أرضية من ملوحة فى التربة وملوحة فى مياه الرى وتربة ثقيلة لايجود صرفها وتربة مفككة لا تحتفظ بمياهها فالناظر الى عالم النخيل يرى منه ما يتحمل درجات حرارة تفوق الـ50 درجة مئوية واخر يتحمل رطوبة تتعدى الـ80% وتميزه عن غيره من الاشجار بقوة جذوعه وصلابة بنيانه وتصديه للرياح.

ومما هو جدير بالذكر ان ما اثبتته التجارب العملية على ارض الواقع ان النخيل يتحمل درجات ملوحة تفوق الـppm8000 ولكنها تسبب نقصا فى المحصول يكاد يصل الى النصف ولحسن الحظ يعتبر هذا ميزة فى بعض الاصناف التى تحتاج الى عملية مهمة جدا من العمليات الفنية التى تحدث على النخيل طوال العام رغم انها تكلف المستثمر الكثير من المال وهى عملية خف الثمار.

نحن لاتنقصنا المعلومة ولا الامكانات المادية وليس هناك معوقات تحجزنا من الصعود الى الأولوية سوى سوء التوزيع الصحيح وعدم زراعة الاصناف المناسبة فى اماكنها الصحية من الناحية المناخية والارضية فمشاريع النخيل يغفل عنها الكثير لان ثقافتنا مقيدة وافكارنا أسيرة وطموحنا منهكة وأحلامنا منظورة.

فالناظر الى النخيل من الناحية الاقتصادية يرى ان ارباحه مضمونه ونتائجه معلومة وعملياته مفهومة واحتياجاته قليلة ومشاكله مبينة.

فلابد ان نتجه الى الاكثار من الاصناف ذات الجدوى الاقتصادية العالية وخاصة صنفى البرحى والمجدول وكلا الصنفين اثارا حديث العالم الان من ارتفاع ارباحهما ولزراعه فدان من النخيل البرحى تحتاج الى 58 فسيلة ويتراوح سعرها من 1000 الى 1500 جنيه ويمر عليها سنتين مع الرعاية الدائمة.

وفى الثالثة بعد الزراعة فى الغالب يبدأ انتاجه ولكن الحقيقة يبدأ النخل انتاجه بعد زراعته بشهور لان هذه الفسائل تبدأ فى السنة الاولى فى تخريج فسائل جديدة تتراوح من 5 الى 8 فسائل لكل فسيلة وليكن المتوسط 5 فسائل يتم تقليها بعد سنة ونصف من خروجها بجانب امها لزراعتها فى ارض جديدة لصاحب المشروع لتقوم بدورة حياتها منفردة وتكرر ما حدث لامها او بيعها لاخر بنفس سعر امها، وقد يزيد ولا تقلع الفسائل على عمرها انما على قوة نموها ومتوسط انتاج النخلة بعد مكوثها فى الارض من 7 الى 10 سنوات يتراوح من 350 الى 500 كيلو جرام لنخلة البرحى وبالنسبة لاسعار الثمار فتباع داخل المزرعه بسعر لايقل عن عشرون جنيها اما المستهلك فيحصل عليه بمبلغ يكاد يصل الى الخمسة وثلاثون جنيها.

ويمتاز النخيل بقلة ظهور اعراض نقص العناصر الغذائية عليه كما ان احتياجاته السمادية لا تختلف عن نظيره من اصناف الفاكهة بل قد تقل كثيرا عنها فى بعض المراحل، فلنتخطى عن سلبيتنا ونخطو خطوة للامام حتى نعلو ببلدنا الى عنان السماء.

*كاتب المقال: استشارى زراعة وانتاج التمور.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى