رأى

سؤال مهم قرأته اليوم لمزارع

أ.د/صلاح يوسف

بقلم: أ.د/صلاح يوسف

وزير الزراعة واستصلاح الأراضي الأسبق

سؤال مهم قرأته اليوم لمزارع.. لماذا عندى مشاكل في أرضى حقلى وبستانى

لماذا أفعل كل شئ وأطبق كل شئ وأسمع كلام المتخصصين والاستشاريين وأستخدم كل الاسمدة التى ينصحون بها وأرش كل المبيدات التى تكافح كل شئ واسمع بيانات الارصاد وأتتبعها وانفذ ما ينصحون به ثم في النهاية أجد المحصول يضيع، الامراض والحشرات تنتشر والعقد يسقط و الانتاج يقل أو ينعدم و الثمار تتعفن.

عندك حق، كل هذا يحدث، وذلك لأسباب منها:

حضرتك طرحت إن الكيماويات مغشوشة، نعم بعضها وليس كلها، والسوق للأسف مفتوح للغش، هناك قصور رقابى وارشادى وتشريعى أصلا وهناك إصرار من المزارع على أن يتعمل ما هو غير مرخص بالدولة، من فضلك لا تستخدم إلا من صرحت الدولة باستخدامه، ومن فضل المسؤولين الحكوميين عيشوا على أرض الواقع، التسجيلات كثيرا ما تكون بها غش أو تزوير نتيجة منظومتكم التى تحتاج إلى مراجعة كاملة علمية واقعية، اضبطوا قواعد التسجيل وتحققوا جيدا من مكونات وكفاءة ما تسجلون، لا تشجع الناس على الكذب بقواعدكم المستغلة، يسروا التسجيل المبنى على قواعد صحيحة وراقبوا كل ما يخالف ذلك، ليست الرسوم هى المقصد ولكن الزراعة هى المقصد.

حضرتك طرحت إنك ترش مبيدات كثيرة وراء بعضها لتكافح آفة وفى النهاية الافة تنتشر والضرر يحدث والمحصول يضيع، كلامك صحيح، ولكن المشكلة في بداية المكافحة أولا فغالبا حضرتك تبدأ بعد انتشارها وبالتالى تقل كفاءة المكافحة لأسباب علمية ليس هذا وقت مناقشتها، حضرتك لم تعرف كيف ترى الافة في بداية وجودها أو اصابتها واتأخرت كثيرا في المكافحة، تحتاج إن تتعلم كيفية الكشف الدورى المبكر عن الآفات في كل مرحلة من مراحل نمو النبات، ثم كفاءة المركبات عامة عالية ولكن حضرتك تطبق بطريقة خاطئة منها معدات الرش واختيار المناسب منها ومعايرتها وضبطها وكيفية الرش ووقت الرش وبكفاءة التغطية وحالة النبات وماذا طبقت من كيماويات من قبل ومن بعد وما هو برنامج مكافحتك في السنوات السابقة والمحاصيل السابقة، هذه أشياء يجب أن تتعلمها جيدا وتنفذ جيدا طبقا لبروتوكولات الممارسة السليمة الجيدة.

حضرتك لم تحلل طبيعة ارضك كيماويا وطبيعيا في معامل جيدة تعطى النتائج السليمة والنصح السليم ولم تتبع جذور نباتاتك وحالتها وتوزيعها وانتشارها والماء المستخدم في الرى وفى رش الكيماويات والاسلوب الامثال للرى وتتوقع إن تأخذ نتائج جيدة، وعلى الدولة إن توفر المعامل الكثيرة والاجهزة الدقيقة والاخصائيين الدارسين بجد.

حضرتك اعتمدت على استشاريين أو متخصصين أو دكاترة وهم لم يأخذوا الوقت الكافى بالمزرعة لدراسة المشكلة ولا تتبع حلها، والاستشارى أحيانا غير متعلم تعليما جيدا وهذا وارد في ظل منظومات تعليمية ضعيفة في كل المراحل، وايضا حضرتك لا تثق أصلا في الاستشاريين ولا تنفذ كلامهم جيدا أو لا تفهمه جيدا.

الدولة قاصرة أصلا في مفهوم الارشاد، والمسؤولين غالبا لا يعرفون ما هو الارشاد في تخصص ما ولا كيف يوفرون منظومة إرشادية سليمة ومازال الكل يبحث عن الشكل والمكسب والاستعراض ولم يبحثوا كيف ينهضون بـالزراعة رأسيا بشكل جاد وعلمى وواقعى.

مطلوب استغلال كل من يفيد في تقديم الخدمة الاستشارية وتعليمه جيدا وتوزيعهم جغرافيا وتخصصيا ليقودوا الزراعة ويأخذون حقهم، ومن جانب آخر مازال المسؤولين يحرمون تعامل الباحثين مع القطاع الزراعى الخاص بشكل مباشر، وهذا غاية في القصور من هؤلاء، كل ما يفكر فيه هؤلاء المسؤولين هو إنهم يتقاضون أجورا خارج منظومات هى اصلا قاصرة ومريضة، من تعاملوا مع القطاع الخاص هم فقط من لديهم بعض المعرفة والحلول التطبيقية للمشاكل بل ويعرفون أصلا المشاكل على أرض الواقع، المسؤولين للأسف يتقاضون دخولا كبيرة جعلت قضيتهم مختلفة عن واجباتهم، حينما توليت المسؤولية طلبت من الباحثين إن يتعاملوا مع القطاع الخاص، إذا كنا كمسؤولين ننظم هذا التعاون بشكل يحقق الارشاد ويحفظ الحقوق وييسر العمل وفى نفس الوقت لا يتقاضى المسؤول اضعاف دخل زميله الباحث أو يقنن الامور ليتكسب هو منها في هذه الحالة فقط نرحب بما تقولون، إما مسؤول لم يمارس دوره العلمى التطبيقى في يوم من الايام على أرض الواقع فمن عينه في مكانه مخطئ.

هذه بعض الاسباب، وهناك الكثير..

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى