رأى

تغيير نظام الري بالغمر إلي نظم حديثة بين التحديات والمكاسب

د.عبدالباسط العقيلي

بقلم: د.عبدالباسط العقيلي

دكتوراه في تغذية النبات – مركز بحوث الصحراء

إن تحويل نظام الري التقليدي الي نظم ري حديثة أصبح ضرورة حتمية هذه الأيام لا سيما في ظل التحديات المائية التي تواجهها مصر والمنطقة العربية وكذلك انخفاض كفاءة الري الغمر. ولكن؟

هل عملية تغيير نظام الري يتؤثر علي الإنتاج خصوصا اذا كان أشجار فاكهة معمرة تروي بالغمر منذ عشرات السنين وتنتشر جذورها في مساحة كبيرة، فماذا يحدث لها إن تقلصت مساحة الابتلال في النظم الحديثة الي ما يقرب الربع أو الثلث؟

هل سنشهد تدهور للاشجار ومن ثم خسارة للمزارع وللدولة؟

نقول بأمر الله أن تجربة الدكتوراه الخاصة برسالتي كانت عن هذا الموضوع حيث تم قياس المساحة التي تغطيها جذور الأشجار التي تروي بالأمر وتم تصميم تسعة نظم ري مختلفة بالإضافة الي الري الغمر للمقارنة، وأهم ما في الموضوع هو برنامج التسميد القوي الذي يعمل علي تعويض النبات عن النفص في مساحة الجذور بحيث يتم إعطاء الأشجار احتياجاتها الغذائية كامله وبالتالي تخطي الصدمة التي تحدث جراء عملية التغيير.

كلمة السر هنا ليس في زيادة كمية السماد بل في التوليفة السمادية وزيادة معدل التسميد البوتاسي لانه المسئول عن حركة المياه داخل النبات والتحكم في الضغط الاسموزي داخل الخليه بالإضافة الي دوره في عملية فتح وغلق الثغور وبالتالي فقد المياه بالبخر. بالإضافه الي زيادة عدد جرعات التسميد في العام الأول بعد عملية التحويل التي يجب أن تتم في الشتاء اتناء السكون الجزئي للنبات.

وبذلك تتم عملية تحويل نظام الري الغمر الي احد النظم حديثه وهنا اقول احد النظم وليس التنقيط لأن الري بالتنقيط ربما لا يصلح مع بعض الأراضي.

ونذكر بعض فوائد عملية تحويل نظام الري الغمر الي نظم حديثة:
* توفير الطاقة المستخدمة في الري.
* توفير أجور العمال القائمين بـالري الغمر.
* توفير مكافحة الحشائش لانها تكون في ظل الشجرة وتكون ضعيفة وسهل القضاء عليها.
* تقليل الإصابات الفطرية الناتجة عن زيادة الرطوبة.
* تحسين كمية ونوعية المحصول عن طريق التحكم في برامج التسميد.
* رفع كفاءة التسميد لاقصي درجة اي الاستفادة من كل جرام سماد.
* راحة المزارع حيث يقوم بفتح وغلق محباس دون النزول في الماء واستخدام الفأس.
* توفير مساحة الأرض المهدرة في المساقي والمراوي.
* توفير ما يقرب من نصف كمية المياه ورغم أن هذا هو الأهم إلا أنني فضلت ذكرة في اخر الكلام وقدمت ما يعود علي الفلاح أولا.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى