تقارير

«التسميد» بحقن جذوع الأشجار

إعداد أ.د.صبحي فهمي منصور

أستاذ الأراضي بمعهد بحوث الأراضي والمياه والبيئة بمركز البحوث الزراعية

لقد خلق الله الكون فى نظام بديع وخلق كل شيئ بقدر وميزان ولم يفسد هذا الميزان سوى تدخل الانسان بعلمه المحدود، ويتضح ذلك من استخدام الانسان للاسمدة والمبيدات، ولا نعلم ان اول من يتضرر من هذا المبيد قبل الافة هو العدو الطبيعى للافه او الحشرة نفسها.

من هنا يأتى الخلل فى الميزان الطبيعى الذى خلق الله عليه الكون، لذا وجب علينا العمل على توعية المجتمع بأثره، وخاصة المزارعين الذين يسرفون فى استخدام الاسمدة والمبيدات، وفي السطور التالية نستعرض كيف نرشد استخدامنا من كلا منهما.

طرق إضافة الأسمدة للتربة

ا- النثر: يمكن إضافة الأسمدة نثراً بواسطة اليد أو الآلة، ويتم ذلك بنثرها أولاً بشكل متجانس على كامل سطح التربة، ويمكن بعد ذلك تركها كذلك أو قلبها في التربة بالفلاحة، ويتم ذلك بشكل خاص بالنسبة للأسمدة الفوسفورية والبوتاسية وقد يكون من المستحسن قلب هذه الأسمدة في معظم الأتربة بحيث تصبح بعد قلبها في المنطقة الرطبة من التربة وقريبة من الجذور.

ب- الإضافة العميقة على شكل شريط أو خطوط: تتطلب هذه الطريقة استعمال الآلة لأن هذه الطريقة تسمح بوضع الأسمدة على شكل خطوط أو شريط على عمق من سطح التربة إلى جانب وأسفل البذرة وأثناء عملية الزراعة. تفضل هذه الطريقة على طريقة النثر في عديد من الأتربة.

يمكن تنفيذ هذه الطريقة باليد وذلك بفتح خندق مواز لخط الزراعة ووضع الأسمدة فيه، وفي الحالة التي تزرع فيها المحاصيل باليد بالإمكان إضافة الأسمدة باليد أيضاً على طول خط الزراعة أو في الحفر (الجور) قريباً من النبتة وتحتها قليلاً ثم تطمر الأسمدة بالتراب.

ج- النثر بعد الزراعة: تتم هذه العملية بعد أن يكون النبات قد حقق نمواً معيناً وتتبع هذه الطريقة في محاصيل الحبوب والمحاصيل العلفية والقطن وقصب السكر، وتطبق هذه الطريقة على الأسمدة الآزوتية فقط وذلك لأن باستطاعة جزء النترات أن يدخل أعماق التربة بسهولة.

لهذا كان لابد من إضافة الآزوت خلال الموسم لتغطية هذه الاحتياجات، أما بالنسبة لعنصر البوتاسيم فإنه قليل الحركة في التربة من ناحية كما أن الحاجة العظمى له تنحصر في فترات النمو الأولى للنبات. ولهذا فإنه يفضل إضافته قبل الزراعة أو معها، أما الآزوت فيفضل إضافته على دفعات كأن تضاف نصف الكمية مع الزراعة والنصف الآخر نثراً بعد الزراعة.

د- الإضافة الجانبية للأسمدة: تكون هذه الطريقة بالنسبة للمحاصيل المزروعة على خطوط كالذرة مثلاً أو بالنسبة للأشجار أو الكروم بحيث يضاف السماد إلى جانب الخط أو بين الخطوط أو حول النبات نفسه أو الشجرة نفسها. وينصح بعدم استعمال هذه الطريقة عند إضافة السمادين الفوسفوري والبوتاسي للمحاصيل بشكل عام باستثناء الأشجار أو المحاصيل المعمرة.

و – حقن بشبكة المياه.

طرق فقد السماد

1- الغسيل.

2- التطاير.

3- تثبيت.

ـ نسبة الفقد فى السماد الازوتى تتراوح بين 50 – 62%  اى ان نسبة استفادة النبات من السماد 38 – 50%.

ـ بينما نسبة استفادة النبات من الاسمده الفوسفاتيه 15%.

ـ  نسبة استفادة النبات من الاسمدة البوتاسية تتروارح من 60 – 70%.

التسميد بالحقن احدى الطرق المستحدثة لتسميد أشجار الفاكهة، وذلك للأسباب التالية:

1- اعدادها محدودة فى وحدة المساحة.

2- اوعيتها الناقلة كبيرة نسبيا.

3- وجد انه كلما زاد قطر الشجرة كلما انخفض زمن الحقن.

ا- يتم الحقن تحت ضغط من 3 – 14 بار.

ب- تسمد النباتات بهذه الطريقة عن طريق حاوية من البلاستيك يوضع بها “المحلول السمادي” وتوصل إلى جذع الشجرة بأنبوب من البلاستيك عن طريق إبرة حقن من خلال ثقب بالجذع.

مزايا هذه الطريقة

1ـ توفر هذه الطريقة ما بين 90 إلى 95% من السماد التقليدي عن طريق التربة، مما يوفر مبالغ هائلة تنفق على شراء الأسمدة كل عام.

2ـ الأشجار المُسمدة بالحقن يزيد محصولها بمقدار 20 إلى 25% وصفات ثمارها تكون أفضل بالمقارنة بالأشجار المسمدة عن طريق التربة.

3ـ لا تتيح نمو الحشائش.

4ـ المياه الجوفية لا تصلها أية أسمدة أو مبيدات، وبالتالي تصبح آمنة لاستخدامها كمياه للشرب خصوصا في المناطق الريفية.

توفر قدرا كبيرا من العمالة اللازمة لإضافة السماد عدة مرات خلال موسم النمو.

تستعمل كميات صغيره من السماد او المبيد.

يمكن تطبيقها فى ظروف الرياح والامطار.

يمكن إضافة المبيدات مع محلول حقن السماد، مما يوفر آلات رش وعمالة بالإضافة إلى أن المبيد يكون أكثر فعالية لأنه يحقن في الأوعية مباشرة.

تمنع وجود أية بقايا أسمدة أو مبيدات بالثمار لأن الكميات التي تسمد بها الأشجار محسوبة لا تتيح تراكم تلك الأسمدة في الثمار.

10ـ لا يشترط ان تكون المواد المحقنه ذات خاصية جهازية.

11ـ يضخ السماد او المبيد تحت ضغط متوازن يضمن عدم حدوث تمزق فى الاوعية الناقلة.

12ـ تكون اكثر تأثير.

الجدوى الاقتصادية لنظام التسميد بالحقن

إذا كانت تكلفة زراعة فدان واحد من المانجو يكلف تسميدة بالطريقة التقليدية 1500 جنيها، فإن هذه التكلفة تقل بنحو 900 جنيها باستخدام طريقة التسميد بالحقن حيث يكلف تسميد الفدان حوالي 600 جنيه.

الأساسيات التطبيقية المُستعملة في نظام حقن الأشجار

ـ ان يكون النظام سريع وكفئ.

ـ ان يكون قطر الحاقن صغير لتقليل الضرر الواقع على الاشجار.

ـ يجب تحدبد كميات المبيدات او الاسمدة المحقونة فى كل ثقب.

ـ ان يكون عمق الثقب المعمول قليل.

ـ ان يكون الثقب على مستوى منخفض من الشجرة.

ـ عند اعادة حقن الشجرة يتطلب التأكد من ان الشجرة قد اغلقت الثقوب السابقة (لان البديل تاجيل عملية الحقن الثانية) لان الحقن الجديد قد يسبب ضرر اكثر من النفع، لذا فإن حقن الاشجار يكون مرة واحدة فى السنة ويفضل ان لا يتم الحقن اكثر من مرة كل 2 – 3 سنة.

طريقة الحقن

ـ يتم الحقن بالخشب.

ـ يتم عمل ثقب بمثقب كهربى او يدوى بقطر من 6 – 12 مم وعمق من 5 – 50 سم حسب قطر الشجرة وبزاوية 45 درجة.

ـ تعمل الثقوب بطريقة دائرية حول جذع الشجرة على بعد 50 – 7 سم من سطح التربة بين كل ثقب واخر 10 سم.

ـ انبوب معدنى طوله 20 سم وقطره 1 سم بنهايه مسحوبه ليسهل ادخالها داخل الجذع.

ـ عند اضافة المبيد يعمل الثقب أعلى منطقة الإصابة ثم يملئ بالمبيد ثم يغلق الثقب بالطين أو الشمع أو بالقطن المبلل بالبنزين (ليحول المبيد الى مادة غازية خلال 2 ساعة).

ـ جهاز الوعائى الخشبى (يبداء من الجذور وينتهى فى الاوراق).

وظيفته الاساسية هى:

1ـ نقل الماء والاملاح المعدنية من الجذر الى اجزاء النبات.

2- تدعيم النبات.

من ذلك يتضح لنا مدى ارتباط الجذر بالمجموع الخضرى، حيث نلاحظ عندما يموت جزء من الجذور يقابله موت اوراق على النبات، وكذلك عندما تموت الاوراق يضعف نمو الجذور وانتاج الثمار المقاربة لتلك الاوراق.

جهاز الوعائى اللحائى (يبداء من الاوراق وينتهى فى الجذور)، وظيفته الاساسية:

1ـ نقل الغذاء الجاهز الى اى جزء يقوم بعملية البناء الارضى.

2ـ تدعيم النبات.

توقيت الحقن

افضل وقت للحقن بين الساعة 10 ص – 6م.

جهاز الحقن الأيطالي المتخصص ترى فيتال Endopalm Vital  reeT

صمم جهاز الحقن ترى فيتال اندو بالم بأحدث تكنولوجيا فى عالم حقن الأشجار عامة وعلى راسها النخيل بأنواعة لعلاج الأمراض النباتية والتى يصعب التحكم فى وقايتها وتعطى نتائج ايجابية وذلك تحت الضغط المنخفض فهى تدفع المبيد بدون انقطاع وتستطيع حقن كمية ملحوظة من المحلول خلال بعض من الدقائق حسب نوعية الأنسجة النباتية، خاصة اوعية جذع النخلة وتضمن وصول المبيد الى جميع انفاق الآفة ومناطق الإصابة.

هذا الجهاز يعمل بالبطارية والبعض الآخر يعمل بالطاقة الشمسية تبدأ بسعة الخزان 13 لتر الى 75 لتر.

مزايا الجهاز:

يمكن شحن البطارية فى خلال 4 الى 6 ساعات وتكفى للعمل ثلاثة أيام متواصلة.

فى حالة استخدام الماكينة صغيرة يمكن حقن اكثر من 150 نخلة بشحنة واحدة.

فى حالة استخدام الماكينة الكبيره يمكن حقن اكثر من 500 نخلة اما ماكينة ترى فيتال الخاصة بالطاقة الشمسية فهى دائما فى حالة شحن وتشغيل مستمر.

الوزن الخالى للماكينة صغيرة الحجم من 21 إلى 25كم حسب الموديل والأحجام الكبيرة 75 لتر وزنها يصل الى 52كم والماكينة محمولة على عربة من الصلب مما يسهل تنقلها داخل المزرعة.

طريقة التشغيل

يتم تشغيل الماكينة وأجراء عملية الحقن عن طريق عمل ثقب فى النخلة عن طريق بنطة صنعت مخصصة بمقاس معين، ويتم ادخال ابرة الحقن وتثبيتها فى انسجة النخلة والتى تكون متصلة بخراطيم توصيل لضخ المركب داخل اوعية النخلة وحتى يصل الى جميع انفاق الحشرة والفضاء عليها.

يتم حقن النخيل المصاب للعلاج، وأيضا يتم حقن النخيل السليم للوقاية.

مجالات استخدام الحقن بجذع الاشجار.

تسميد الاشجار.

وقاية النباتات (أصبحت هذه الطريقة الوسيلة الاكثر اعتمادا في امريكا).

ـ مقاومة الحرائق (كما فى المانيا).

ـ مقاومة سقوط الاوراق (كما هو حادث فى استراليا.

الحقن لجعل الأشجار والنباتات تضيئ

حقن الاشجار والنباتات بماده معدلة وراثيا تجمع ما بين الجينات التى تسمح للديدان والفراشات المضيئة بانارة اجسادها وما بين نوع من البكتريا تسمى اجروباكتريا، وذلك عن طريق عزل انزيمات البروتين المسئول عن عملية اضاءة اجساد الفراشات والديدان والتى تسمى علميا (السطوع البيولجى)، ويتم بعد ذلك دمجها بماده بكترية تسمح بالتغلغل داخل الاشجار عند اضافة الماده لها لتضيئ

تلك المادة المحورة وراثيا ستسمح للنباتات والاشجار باضاءة نفسها ذاتيا وسيستطيع اى انسان بعد ذلك ان يقتنى نباتاته المضيئع التى ستنير له منزله دون الحاجه الى المصابيح الكهربيه التى تستهلك طاقة كبيرة والتى يمكن توفيرها لاغراض اخرى ويعكف الآن الفريق البحثي التابع لجامعة كاليفورنيا في إجراء التجارب الأولية على بعض النباتات الصغيرة التي تجاوبت بشكل فعال مع تلك المادة الجينية، وإذا لم يحدث أي انتكاسة في العينات المعملية سيتم بعد ذلك اعتماد المادة وبدء نقلها إلى الأشجار التي ستكون المصدر الرئيسي لإضاءة الشوارع في المستقبل.

تابع الفلاح اليوم علي جوجل نيوز

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى