«التبغ».. موطنه الأصلي واستخداماته

إعداد: أ.د.ربيع مصطفى

أستاذ النباتات الطبية والعطرية بمعهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية، وكيل وزارة الزراعة الأسبق بالفيوم – (خبير في زراعة وإنتاج النباتات الطبية والعطرية للتواصل: 01010490336 – 01224982537)

في السطور التالية نستعرض المعلومات الفنية الخاصة بزراعة وإنتاج نبات التبغ المستخدم في صناعة المبيدات الحشرية، إضافة إلى موطنه الأصلي وأهم أنواعه.

التبغ او الدخان commom Tobacca
Nicotiana tobaccum, L.
Fam. Solanacea

تابعونا على قناة الفلاح اليوم

تابعونا على صفحة الفلاح اليوم على فيس بوك

الموطن الأصلي لنبات «التبغ»

الموطن الاصلى لهذا الجنس هو المكسيك وامريكا الشمالية، وانتشرت زراعته فى معظم بلدان العالم فى القرن السابع عشر الميلادى بالرغم من التباين بين هذة المناطق دغرافيا ومناخيا.

اهم الدول المنتجة للتبغ فى العالم هى: الويلات المتحدة الامريكية – الصين – الهند – روسيا – اليابان – البرازيل – تركيا – المكسيك.

الوصف النباتي لـ «التبغ»

هذا الجنس يتبع العائلة الباذنجنية Fam. Solanacea نباتاته عشبية او شجيرية معمرة او حولية. الاوراق عريضة جدا او صغيرة جدا الا انها بسيطة وجالسة حافتها مسننة ملساء لونها اخضر باهت او فضى مغطاة بالاوبار الناعمة الغزيرة.

الازهار ناقوسية صغيرة او كبيرة لونها اصفر راسمية الشكل. الثمار صغيرة كبسولية المظهر بها العديد من البذور الصغيرة لونها بنى غامق.

أهم أنواع التبغ

1- التبغ العادى: Nicotiana tobaccum: نبات حولى يصل ارتفاعه الى 100 سم او اكثر والساق قائمة وسميكة وليس له تفريع جانبى تخرج الاوراق فى شكل حلزونى على الساق والورقة كبيرة الحجم يصل طولها الى اكثر من 50 سم وعرضها اكثر من 25 سم لونها اخضر باهت خالية من الاوبار الازهار صغيرة ولونها اصفر ليمونى.

يحتوى هذا النوع على العديد من الاصناف والسلالات اهمها هافانا 21 المميز بمقاومته للذبول والصنف بنسلفانيا وهو صنف عزير الاوراق.

2- التبغ الجبلى Nicotiana rustica: نبات معمر شجيرى غزير التفريع يصل لارتفاع متيرين فأكثر الاوراق جلدية سميكة لونها رمادى مخضر طولها من 5 – 8 سم عرضها من 3 – 5 سم شكلها بيضاوى. الازهار صغيرة الحجم لونها اصفر.

الظروف البيئية المناسبة لزراعة التبغ

من انجح البيئات التى تنجح بها زراعة التبغ نجاحا اقتصاديا هى المناطق الباردة او المعتدلة بالرغم ان هذا النبات يمثل النباتات الصيفية والتى تحتاج الى درجة حرارة مرتفعة من (20 – 35 م5) وفترة اضاءة طويلة من (14 – 18 ساعة) ورطوبة معتدلة من (60 – 75%) وامكن زراعتة بنجاح فى المناطق الباردة ذات الحرارة المنخفضة (10 – 18 م5) وفترة ضوئية قصيرة (10 – 12 ساعة) والرطوبة الجوية مرتفعة (70 – 80%).

ثبت ان النمو الخضرى والمحتوى الفعال لنبات التبغ العادى المزروع صيفا يكون مرتفع الانتاجية عن المزروع شتاءا وتفسير ذلك لان الحرارة المرتفعة خاصة حرارة الليل المصحوبة بالرطوبة العالية تعمل على زيادة عدد الاوراق وزيادة وزنها لنبات التبغ العادى.

بينما الحرارة المنخفضة قد تحدث العكس تعطى نمو ضعيف وتبكير فى التزهير مع العلم ان الحرارة المرتفعة وطول الفترة الضوئية خلال مراحل نمو لنبات التبغ العادى تعملان معا فى انتاج على محصول ورقى عالى والتأخير فى التزهير او منعه.

كما ان تكوين المواد القلويدية مرتبطة بطول الفترة الضوئية وكلما كانت طويلة كان الانتاج القلويدى مرتفع.

تعطي النباتات المعرضة لاشعة الشمس المباشرة نموا خضريا غزيرا ومحتوى من القلويدات كبيرا بالمقارنة بالنامية فى الظل وبعيدة عن ضوء الشمس. كذلك ثبت ان نباتات التبغ النامية فى الظل وبعيدة عن الضوء تحتوى على مستوى مرتفع من النترات ومعدل النمو ضعيف لقلة وانخفاض التمثيل الضوئى، وبالتالى ينعكس على المحتوى القلويدى بالانخفاض.

كما ثبت ان المحتوى من القلويدات الكلية والمركبات الفينولية يكون مستواها مرتفع فى حالة نباتات التبغ النامية تحت ظروف النهار الطويل (16 ساعة) بمقارنتها بالنباتات النامية تحت ظروف النهار القصير (8 ساعة)، كما ان الضوء الاحمر له القدرة على رفع المحتوى الكلى من القلويدات عندما تتعرض نباتات التبغ لهذا الضوء بالمقارنة بالتى تتعرض للاشعة فوق الحمراء والاشعة الاخرى ذات الالوان المختلفة.

تعمل المناطق الجافة او قليلة الامطار الطبيعية على زيادة المحتوى الكلى من القلويدات لنبات التبغ العادى بعكس المناطق غزيرة الامطار التى تؤدى الى رفع المحتوى الكلى من الكربوهيدرات وعنصر البوتاسيم مع خفض المحتوى الكلى النيتروجينى وعنصر الكالسيوم منعكسا ذلك على نقص القلويدات.

الأراضي المناسية لزراعة التبغ

تجود زراعة التبغ فى جميع الاراضى الزراعية ويفضل النمو فى الاراضى الصفراء الخفيفة والخصبة للحصول على اكبر انتاج خضرى وقلويدى. ويعتبر نبات التبغ من اهم النباتات التى تتحمل الحموضة المرتفعة تصل الى PH = 5 ولكن النمو الخضرى لنبات التبغ يكون ضعيفا وصفاته رديئة وخفض الحموضة تؤدى الى خفض مقدرة النبات على امتصاص لعناصر الفسفور والماغنسيوم والكالسيوم ويمكن التغلب على تلك المشكلة بإضافة الجير او كربونات الكالسيوم لتحسين خواص المجموع الخضرى طبيعيا وكيميائيا.

زراعة التبغ

نبات التبغ من النباتات التى يمكن زراعتها على مدار العام عدا الشهور مرتفعة الحرارة والمنخفضة، ففى المناطق الباردة تشتل النباتات عقب ذوبان الجليد وارتفاع الحرارة خلال شهرى مارس وابريل. بينما فى المناطق المعتدلة وحوض البحر الابيض المتوسط يتم شتل النباتات خلال شهور السنة فيما عدا شهر يناير واغسطس، ويكون عمر الشتلات حوالى شهر ونصف وطولها حوالى 10 سم وبها 3 اوراق حديثة، ويفضل شتل النباتات فى اول الربيع والصيف.

يحتاج الفدان الى حوالى من (20 – 25 الف شتلة) من نبات التبغ ناتجة من (50 60 جم) بذور ناتجة من محصول سابق او مخزنة لمدة لا تزيد على 5 سنوات وتكون مطابقة للصنف والنوع ويتم عمل مشتل لذلك.

تتم الزراعة على خطوط عرضها حوالى (75 – 80 سم) وتزرع الشتلات بين الشتلة والاخرى حوالى (40 -50 سم) ووجد ان الزراعة الواسعة لنبات التبغ تعمل على رفع المحتوى من القلويدات وزيادة عدد الاوراق.

الري

نباتات التبغ تحتاج الى الاعتدال فى عملية الرى خلال مراحل النمو المختلفة فهى تروى كل 15 يوم صيفا وكل شهر شتاءا على ان لا تقل السعة الحقلية عن 55 % لجميع الاراضى.

التسميد

نبات التبغ من النباتات المعتدلة احتياجا للتسميد المعدني والعضوي وانخفاض التسميد المعدني يسبب الانخفاض في صفات الورقة من حيث اللون والشكل ويقلل من امتصاص العناصر الغذائية مما يدفع النبات الى التزهير ويقلل المحتوى من القلويدات وزيادة التسميد الازوتي يزيد من إنتاج القلويدات مع زيادة الإنتاج الكلي للأوراق.

يحتاج نبات التبغ الي حوالي 150 كجم من نترات امونيوم و200 كجم من سوبر فوسفات و50 كجم من سلفات البوتاسيوم لكل فدان.

مقاومة الأمراض والآفات

أولا: أمراض المجموع الخضري

1- مرض الموزايك: من الامراض الفيروسية التى تنتقل بواسطة حشرة المن، ويمكن مقاومة هذا المرض بتعقيم جميع الادوات الزراعية وارض المشتل بالمطهرات والمواد الكيماوية والتخلص من الحشائش داخل المشتل والارض المستديمة، ومن الممكن زراعة النباتات فى احواض مغطاة بالشبك لمنع دخول حشرة المن.

2- مرض التبقع الورقى: مسببة بكتريا وتظهر اعراض الاصابة على هيئة بقع ليمونية اللون ذات سرة صفراء توجد على نصل الورقة، ويمكن مكافحة هذا المرض باستخدام محلول بوردو مع مركبات النحاس.

3- مرض الانثراكنوس: مرض فطرى يقاوم رشا او تعفيرا بأحدى مركبات الكرباميت.

ثانيا: أمراض الجذور

1- مرض الذبول: مسببة فطر الفيزاريم ويقاوم بأتباع دورة زراعية مناسبة وتطهير ارض المشتل مع اقتلاع النباتات المصابة بالذبول وحرقها وتطهير مكان زراعتها.

2- مرض تعفن الجذور: مرض فطرى تظهر الاصابة على هيئة تعفن الجذور واصفرارها ويمكن مقاومتة بأتباع دورة زراعية واقتلاع النباتات المصابة وحرقها وتطهير مكان التربة وتطهير البذور قبل زراعتها.

3- مرض تعقد الجذور: مرض المسبب لة نيماتودا يتم مقاومتة بتطير ارض المشتل واتباع دورة زراعية.

عملية التطويش

المقصود بهذة العملية هو ازالة القمم الطرفية وازالة البراعم الجانبية للسوق والغرض منها هو تشجيع العمليات الحيوية والفسيولوجية داخل النبات فى عدم دفع النبات الى الازهار ومنع تكوين الحوامل النورية للوصول الى اوراق خضرية ذات صفات مظهرية مرتفعة الجودة بكبرحجمها ومساحتها مع زيادة اللون الاخضر الداكن مصحوبة بأرتفاع فى مادة النيكوتين كما يجب ازالة اى نوع من السرطنات حول النبات والتى نادرا ما تتكون.

المادة الفعالة

توجد المواد الفعالة فى اوراق نبات التبغ Tobacco واهمها قلويد النيكوتين Nicotine حيث يوجد بنسبة عالية عن انواع القلويدات الاخرى التى توجد معة مثل نيكوتين Nicoteine – Nicotyrine – Anabasine واحماض عضوية وجليكوسيدات وزيوت طيارة.

محصول التبغ

الانتاج الكلى من الاوراق الجافة تجفيفا هوائيا يتراوح بين (2 – 2,5) طن.

هذا النبات يحتاج الى عمليات معقدة ما بعد تجفيف الاوراق وتكون داخل غرف خاصة مجهزة بأمكانيات ميكانيكية وكهربية يتم التحكم فى درجات الحرارة والرطوبة داخل تلك الغرف وكذلك تستمر هذة العمليات الى عدة شهور.

استخدام النيكوتين

1- يستخدم كمبيدات حشرية (كبريتات النيكوتين)، وهذا يشير إلى أن النيكوتين مادة سامة.

2- يستخدم فى صناعة السجاير والمعسل ودخان البايب فى مختلف اغراض التدخين.